فوائد الزنجبيل واستخداماته

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأربعاء، 04 يناير 2023
فوائد الزنجبيل واستخداماته

الزنجبيل من التوابل الشعبية العربية والآسيوية والهندية، ومن أكثر أنواع التوابل استخداماً، نظراً لخصائصه وفوائده الطبية، وقد ذكر الزنجبيل في القرآن الكريم في سورة الإنسان الآية (17)، إذ قال تعالى: "وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا"، في هذا المقال، نقدم لك فوائد الزنجبيل واستخداماته وأنواعه وقيمته الغذائية وأضرار الإكثار من تناوله.

فوائد الزنجبيل

خضع الزنجبيل للعديد من الدراسات سواء على البشر أو في المختبرات العلمية، وتوصلت النتائج إلى إثبات أهميته نظراً لفوائده العديدة التي يحققها للجسم، لا سيما في منع الإصابة بالسرطان، وفيما يأتي نوضح لك أهم فوائد الزنجبيل: [1]

الزنجبيل مفيد لمكافحة سرطان القولون

شارك مجموعة من المتطوعين المصابين بالتهابات القولون وعددهم 30 مشاركاً في دراسة أمريكية أجريت عام 2011، حيث واظب المشاركون على تناول 2 غرام من مسحوق جذور الزنجبيل يومياً لمدة 28 يوماً، وبعد انتهاء الدراسة لوحظ تحسن لدى المشاركين وانخفاض في علامات الالتهاب.

وقد أكد المختصون أن التهاب القولون قد يكون مقدمة للإصابة بسرطان القولون، وبالتالي يساهم الزنجبيل بشكل فعّال في علاجه، نشرت الدراسة في المجلة التابعة لجمعية بحوث السرطان الأمريكية (American Association for Cancer Research).

الزنجبيل لعلاج سرطان المبيض

في دراسة أمريكية أجريت عام 2006، أجراها باحثون من المركز الطبي الشامل لأبحاث السرطان في جامعة ميشيجان (University of Michigan Comprehensive Cancer Center).

وتوصلت الدراسة التي استخدم فيها محلول الماء ومسحوق الزنجبيل على النساء المصابات بسرطان المبيض، إلى أن الزنجبيل لا يمنع الخلايا السرطانية من التطور فقط، وإنما يمنع الخلايا الخبيثة من مقاومة العلاج الكيميائي أيضاً.

فقد أظهرت الدراسة تحسناً لدى السيدات المشاركات، ولكنها دراسة أولية وتحتاج لسلسلة من الدراسات اللاحقة للتأكد بشكل قاطع من هذا الأمر.

الزنجبيل يساعد على تعزيز المناعة

كوب من الشاي مع الزنجبيل يعزز المناعة ضد نزلات البرد ويعزز من شعورنا بالدفء، نظراً لاحتوائه على فيتامين C وبعض المعادن المهمة كالمغنيسيوم.

الزنجبيل يساهم في تخفيف الوزن

بالنسبة لإنقاص الوزن، فالزنجبيل يحتوي على ألياف غذائية تساعد على زيادة الإحساس بالشبع، وكذلك تساهم في عملية حرق الدهون، فضلاً عن دورها في تسهيل حركة الأمعاء، ويمكن خلط الزنجبيل مع القرفة لتخفيف طعمه اللاذع.

الزنجبيل يخفف آلام العضلات

أوضحت دراسة نشرت في مجلة الألم الأمريكية (Journal of Pain) أن تناول كميات قليلة يومياً من الزنجبيل يومياً، تخفف من آلام العضلات الناتجة عن ممارسة التمارين الرياضية.

وذلك لأن الزنجبيل يتمتع بخواص مضادة للالتهاب ومسكنة أيضاً، وقد أجرى هذه الدراسة باحثون من جامعة جورجيا (University of Georgia) في الولايات المتحدة الأمريكية.

الزنجبيل يقاوم هشاشة العظام

توصلت دراسة أسترالية إلى أن الزنجبيل يخفف من هشاشة العظام، وذلك بعد العديد من التجارب على أناس كبار في السن يعانون من هذا المرض.

وأكد القائمون على هذه الدراسة أنه يمكن التخفيف من استهلاك الأدوية المعالجة لهشاشة العظام من خلال تناول الزنجبيل.

الزنجبيل يخفف آثار العلاج الكيميائي لمرضى السرطان

وجد باحثون من جامعة روتشستر في نيويورك (University of Rochester) من خلال دراسة أجريت على 567 مريض سرطان، تناول كل منهم نصف غرام من مسحوق الزنجبيل يومياً، بأنه يخفض من الغثيان بين المرضى الذين يتلقون العلاج الكيمائي للسرطان.

الزنجبيل يساهم في علاج الربو

في دراسة للجمعية الأمريكية لأمراض الصدر (American Thoracic Society) توصل الباحثون إلى أنه يمكن استخلاص مواد من الزنجبيل تساعد على استرخاء العضلات الملساء في المجاري التنفسية.

وبالتالي تحسين التنفس لدى مرضى الربو، حيث يشبه عمل الزنجبيل ما تقوم به أدوية (Beta-Agonists) وهي من أكثر أدوية مرض الربو انتشاراً.

كريم الزنجبيل مفيد للبشرة

يقدم كريم الزنجبيل الطبيعي العديد من الفوائد للبشرة، يمكنك التعرف عليها من خلال قراءة مقال فوائد كريم الزنجبيل للبشرة.

مكونات الزنجبيل وتركيبه

قد تصيبك الحيرة عند رؤية الزنجبيل لأول مرة، فالشكل ليس بجمال الفوائد، فهو من نباتات المنطقة الحارة، تنمو عليه أزهار خضراء أو بيضاء ويصل طوله إلى متر واحد، مغطى بقشرة بنية اللون قد تكون سميكة أو رقيقة حسب درجة النضج. [2]

أما جذوره فهي عقد تشبه درنات البطاطا، ويغلب على الزنجبيل نكهة حارة، كما قد تظهر على بعض أنواعه بقع زرقاء هي بقع طبيعية، ويسمى هذا النوع بزنجبيل هاواي. [2]

ويحتوي الزنجبيل على كربوهيدرات وسكريات ومعادن، كالحديد والكالسيوم والمغنيسيوم وفيتامينات مثل: (أ)، (ب)، (ج)، بالإضافة إلى البروتينات، وهو غني بالسعرات الحرارية. [2]

ومن المكونات المهمة في الزنجبيل أيضاً الزيوت الطيّارة، وبنسبة تتراوح بين 2.5-3%، تلك التي تكسب الزنجبيل طعمه الحار، بالإضافة إلى احتوائه على النشا والدسم وخميرة البروتياز، لذلك فهو يمتلك قيمة غذائية عالية. [2]

استخدامات الزنجبيل

كان الزنجبيل عنصراً أساسياً في الطب الصيني والتايلندي والياباني منذ آلاف السنين، حيث عثر على مخطوطة قديمة في تايلندا تؤكد على استخدام الزنجبيل كأحد الأدوية النباتية المستخدمة في علاج الكثير من الأمراض. [1]

وإدراكاً لأهمية الزنجبيل، فقد قامت بعض شركات صناعة الأدوية في استخدامه في صناعة أدوية تساعد على توسيع الأوعية الدموية، كما أشارت العديد من الدراسات إلى إمكانية استخدام العلاجات المصنعة من مكونات الزنجبيل لبعض الأمراض المتعلقة بالتهاب المفاصل. [1]

وقد أكد باحثون في تقرير لمجلة الصحة الطبية الأمريكية، أن خليط الزنجبيل وعشبة البابونج والزيزفون يصنع مشروباً أكثر فاعلية في محاربة الصداع والتخفيف منه، وذلك نظرا لقدرة الزنجبيل على تقليل الشعور بالألم وإفراز المواد التي تساعد على الاسترخاء في الجسم. [1]

أضرار الإكثار من تناول الزنجبيل

على الرغم من أن الزنجبيل مناسب لأغلب البشر على اختلاف طبيعة أجسامهم، ولكن هناك بعض الأضرار التي قد تحدث عند مضاعفة الكميات التي نتناولها يومياً من الزنجبيل، والتي لا يجب أن تتجاوز 4 غرامات يومياً، ولا سيما في الحالات الآتية: [3]

  1. يحذر الأطباء من بعض المخاطر تناول الزنجبيل في فترة الإرضاع كالنزيف مثلاً، ولكن لا توجد دراسات تؤكد هذا الأمر، لذا يرجى الحذر واستشارة الطبيب قبل تناوله من قبل النساء الحوامل والأمهات المرضعات.
  2. هناك إشكالية دائرة حول تأثير الزنجبيل على المرأة الحامل، إذ إن بعض المعلومات أفادت بحدوث إجهاض في الأسبوع (12) لدى امرأة تناولت الزنجبيل لإزالة آلام المعدة الصباحية، ولكن هذه الحالات استثنائية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول النساء الحوامل للزنجبيل.
  3. تناول كميات كبيرة من الزنجبيل قد تسبب اضطرابات في القلب.
  4. الجرعات العالية من الزنجبيل قد تسبب النعاس والخدر البسيط.

العناصر الغذائية في الزنجبيل

يشتهر الزنجبيل بفوائده العديدة التي يقدمها لإنسان، وكما نعلم فإن كل هذه الفوائد تعود لوجود نسب كبيرة من العناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها الجسم، وسنتعرف في الجدول الآتي على هذه العناصر: [2]

العناصر الغذائية المفيدة والسعرات الحرارية في الزنجبيل

العنصر الغذائي

كميته في 100 غرام من الزنجبيل

السعرات الحرارية 

80 سعرة حرارية

الكربوهيدرات

17.8 غرام

الدسم

0.7 غرام

البروتين

1.8 غرام

فيتامين ج

5 ميلليغرام

فيتامين هـ

0.3 ميلليغرام

فيتامين ك

0.1 ميلليغرام

فيتامين ب6

0.2 ميلليغرام

الكالسيوم

16 ميلليغرام

الحديد

0.6 ميلليغرام

المغنيسيوم

43 ميلليغرام

الفوسفور

34 ميلليغرام

البوتاسيوم

415 ميلليغرام

الصوديوم

13 ميلليغرام

الزنك

0.3 ميلليغرام

النحاس

0.2 ميلليغرام

المنغنيز

0.2 ميلليغرام

السيلينيوم

0.7 ميكروغرام

الماء

78.9 غرام

أسماء أخرى للزنجبيل

بسبب الاختلاف الكبير والتنوع الواضح في اللهجات العربية، لا بد من التعرف على أشهر الأسماء التي تطلق على الزنجبيل، لضمان الحصول عليه أينما كنت، من أشهر الأسماء المشهور بها الزنجبيل ما يأتي: [3]

  1. في ليبيا "شكنجبير".
  2. في المغرب وتونس "سكين جبير".
  3. في اليمن "أفنشال" أو "جنزليل".
  4. في مصر "جنزبيل".

أنواع الزنجبيل والدول المنتجة له

تكثر زراعة الزنجبيل في الصين وسيريلانكا والمكسيك، بالإضافة إلى جامايكا التي تنتج نوعاً من أفضل أنواع الزنجبيل، وتصدر كميات كبيرة منه إلى أوروبا، وبحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية (FAO) يتوزع إنتاج الزنجبيل عالمياً على النحو الآتي: [3]

  1. الهند تساهم بنحو 33%.
  2. تليها الصين بنحو 20%.
  3. ثم النيبال بنحو 12%.
  4. نيجيريا وتايلاند بنحو 7%.
  5. وأخيراً أندونيسيا بنحو 5%.

أنواع الزنجبيل

من خلال جولة بسيطة في السوق، ستدرك أن هناك أنواعاً عديدة من الزنجبيل، تختلف وفقاً لاستخداماتها وبلد المنشأ، ولعل أهم أنواع الزنجبيل المتداولة ما يأتي: [3]

  1. الزنجبيل الطازج: وهو عبارة عن جذور فتية، قشرته ناعمة لذلك لا يتطلب تقشيراً، ويسمى كذلك بالزنجبيل الأخضر حيث يمكن استخدامه بعد تقطيعه أو نقعه.
  2. الزنجبيل المجفف: وهو عبارة عن جذور يابسة، قشرته خشنة يجب إزالتها للوصول إلى المادة الداخلية الطازجة، ويفضل أن يحل بالماء قبل الاستخدام، ويمكن أن يبقى مجففاً لمدة سنة كاملة.
  3. الزنجبيل المخلل: ويستخدم بكثرة في اليابان، حيث يأكل خصيصاً مع السوشي، وله ألوان براقة أهمها الزهري والأحمر، وهو منعش للنفس ويحفظ في برادات خاصة.
  4. يسمى الزنجبيل أيضاً وفقاً لمكان إنتاجه، حيث تجد أنواعاً أخرى من الزنجبيل تسمى بالزنجبيل الشامي، والزنجبيل الهندي، والزنجبيل العجمي، في الأسواق العربية.

اكتشاف وانتشار الزنجبيل

أدرك العالم باكراً أهمية الزنجبيل وفوائده، حيث توصلت دراسة أعدت من قبل فريق بحثي في جامعة نيفادا الأمريكية إلى أن تاريخ اكتشاف الزنجبيل يعود إلى أكثر من 5 آلاف سنة. [4]

فقد كان الهنود والصينيون القدماء معروفين بحب الاكتشاف، فاستخدموا هذه النبتة من باب التجربة لمعالجة بعض الأمراض، ليحصلوا على نتائج جيدة، بعد ذلك، بدؤوا بالاهتمام بها والتوسع في زراعتها، لذا فالاعتقاد السائد بأن بداية استخدام الزنجبيل كان في الصين والهند. [4]

وقد انتشر الزنجبيل بكثرة في الإمبراطورية الرومانية التي كانت تستورده من الصين، ليختفي من مخازن الإمبراطورية عند سقوطها، حيث بدأ العرب بالسيطرة على تجارة التوابل. [4]

وكان من أبرزها الزنجبيل، بعد أن أحضر التجار العرب خلال سفرهم الزنجبيل من المناطق الآسيوية والأفريقية وزرعوه في البلاد العربية، وبحلول القرن السادس عشر، كانت أوروبا تستورد ألفي طن من الزنجبيل سنوياً من جزر الهند الشرقية، ولكنه اختفى لفترة بسبب الحروب ليعود مرة أخرى بفضل رحلة (ماركو بولو) إلى الشرق الأقصى. [4]

وفي القرن التاسع عشر، بدأت الحانات الإنجليزية بتقديم الزنجبيل مع مشروب الجعة، هكذا عبر التجار ورحلات الاستكشاف وصل الزنجبيل إلى الكثير من دول العالم، مثل: جامايكا وباكستان والمكسيك، أما الإسبان فهم من نقلوا الزنجبيل إلى أمريكا. [4]

ويعود تاريخ اكتشاف الزنجبيل إلى أكثر من 5 آلاف سنة ميلادية، حيث استخدم في الحروب كمنشط للجنود خلال المعارك، واستعمله الرحالة الصينيون خلال الرحلات الطويلة، كونه يمنع الدوار إلى غيرها من الاستخدامات الأخرى. [4]

ختاماً، لا بد من مراعاة تناول كميات معتدلة من الأعشاب والنباتات ذات التأثير الطبي كالزنجبيل، كما يجب استشارة الطبيب حول الكميات الموصى بها وبخاصة للأشخاص المصابين بأمراض مزمنة والنساء الحوامل والمرضعات.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار