عائشة الطنيجي: المحامية الإماراتية أثبتت مكانتها ونحتاج إلى الارتقاء بمهنة المحاماة

  • تاريخ النشر: الإثنين، 15 سبتمبر 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
عائشة الطنيجي: المحامية الإماراتية أثبتت مكانتها ونحتاج إلى الارتقاء بمهنة المحاماة

شخصية هادئة... هذا الهدوء يساعدها على شحن طاقتها لتتولى الدفاع عن الآخرين.. دراستها للشريعة والقانون لم تكن ما تتمناه، ولكن بفضل اجتهادها وإصرارها أصبحت من الأسماء الأولى في عالم المحاماة. المحامية عائشة راشد الطنيجي لم يقف طموحها عند المحاماة، وإنما خاضت مجال الإعلام أيضاً،  
“ ليالينا” التقت المحامية عائشة لتتعرف منها على بداية دخولها مجال المحاماة حيث كان الرجل هو المسيطر عليه، وعن أهمية دور المحامية الإماراتية.

عائشة الطنيجي: المحامية الإماراتية أثبتت مكانتها ونحتاج إلى الارتقاء بمهنة المحاماة

على الرغم من ميولك إلى الهندسة، إلا أنك درست الشريعة والقانون، كيف رجحة كفة الميزان لهذا المجال؟
عند دخولي الجامعة، كان يجب علي أن أضع ثلاثة خيارات، فاخترت التخصصات التي أشعر أنها تناسب شخصيتي، فكان أول خيار مجال الهندسة، لأنه كان لدي الرغبة بدخول الهندسة المعمارية، ومن ثم  الشريعة والقانون، أما الخيار الثالث فكان العلوم السياسية.
وقد صدمت عند قبولي في الشريعة والقانون، لأنني كنت أرغب في دراسة الهندسة المعمارية، ولدي ميول فنية، ومن أجل هذا وضعتها في الرغبة الأولى، لكن فيما بعد قررت أن أكمل بالقانون، ومن بعدها إذا رغبت أستطيع الانتقال إلى أي تخصص آخر، وبالفعل بعد بداية الدراسة شعرت  بالحماس لأُكمل بمجال القانون.

كيف تمكنتِ من خوض هذا المجال الذي كان حكراً على الرجال، واقنعتهم بقدراتك كإمرأة؟
عندما أكملت دراسة القانون أحببته أكثر، وكنت سعيدة أني سأصبح أول محامية في رأس الخيمة، وعند تخرجي من الجامعة كان عدد الفتيات اللواتي درسن القانون قليلاً جداً، ولم يكن هناك ثقة بالمرأة ولا بقدراتها لتتولى الدفاع عن الناس. كما لا توجد ثقافة مجتمعية تتقبل المرأة كمحامية، فكان الأمر صعباً، لذلك سعيت إلى اثبات وجودي لأنني اعتقد أن صاحب العمل هو الذي يميز وظيفته وليس العكس، وذلك من خلال مرحلة التدريب العملي، وحضور المؤتمرات داخل الدولة وخارجها ومن ثم أصبحت مشاركتي فيها كمتحدث، بالإضافة إلى ظهوري في الإعلام لإعطاء استشارات قانونية وحضور المحاكم، ساعد كل ذلك في تعرف الناس علي بشكل أفضل.

عائشة الطنيجي: المحامية الإماراتية أثبتت مكانتها ونحتاج إلى الارتقاء بمهنة المحاماة

إلى أي مدى وجود المحاميات دعم قضايا المرأة؟
إلى حد كبير، فهناك الكثير من السيدات يبحثن عن محامية لتوكيلها وبالأخص فيما يتعلق بقضايا الأحوال الشخصية، وكذلك الأمر بالنسبة لسيدات الأعمال، نظراً لما تتمع به المحامية من قدرة على فهم أبعاد القضية والاستماع الجيد إلى مشكلات الموكلات، فعملنا  كالطوارئ، حيث يمكن أن تحتاج السيدة إلى أي استفسار في وقت متأخر وستشعر بالإحراج بالتواصل مع المحامي الرجل، لذلك تواجد المرأة المحامية إلى جانبها يسهل عليها عملها.

ما الصعوبات التي واجهتها بشكل عام؟
هناك الكثير من الأشخاص أحبطوني، وحاولوا أن يعيقوا مسيرتي، خاصة الرجال منهم كونهم لا يتقبلون أن يُسحب البساط من تحت أقدامهم، وحتى الآن مازال البعض غير متقبلاً لوجود المرأة بنسبة ما، ولكن من وجهة نظري، أن المرء عندما يريد تحقيق هدفه، يجب أن يفكر في كيفية تطوير ذاته وأدواته ويخطو بخطواتٍ صحيحة دون الخوف والنظر إلى الوراء.
في البداية كانت المحاماة حكراً على الرجال بحكم العادات والتقاليد التي ترى أن المرأة غير قادرة على المواجهة، وليست لديها الجرأة على دخول المحاكم، أما حالياً فالوضع تغير، حيث زاد عدد المحاميات، وأثبتن قدرتهن على كسب القضايا، خاصة أن الكفاءة في الوقت الحالي تقاس بمدى خبرته وقدرته على إدارة الدعاوى.
والحمد الله والدَّي وقفا إلى جانبي منذ البداية وحتى الآن يمنحاني الدفع والطاقة الإيجابية لأكمل مسيرتي وأحقق المزيد من النجاح.

أطلقت اسم «حواء» على مكتب المحاماة الخاص بك، دعينا نتكلم عن البدايات، وكيف تمت خطوة الانتقال للشراكة مع محامي آخر؟
بعد 3 سنوات من العمل في بناء العلاقات العامة والتعرف على إجراءات هذا المجال، أصبحت مؤهلة لافتتاح مكتب خاص بي، أقدمت على هذه الخطوة وكان الهدف تكوين هوية أعمق لعملي بعد أن انتهيت من مرحلة تعريف الناس بي، فكان مكتب «حواء للمحاماة» حيث لاقى هذا الاسم صدى جيداً.
وفي عام 2009 كان يجب أن أتوسع أكثر، وكانت الشراكة مع أحد المحامين لنحقق التوازن في العمل ودمجنا مكاتبنا، وأصبح اسم المكتب «المطروشي والطنيجي» الذي يقدم كافة الخدمات والاستشارات القانونية.
من ضمن الخدمات المجتمعية  التي أقدمها، الاستشارات من خلال الخط الساخن مع عدد من الجمعيات والمؤسسات الحكومية، وكذلك محاضرات خاصة للمدارس والجامعات.

عائشة الطنيجي: المحامية الإماراتية أثبتت مكانتها ونحتاج إلى الارتقاء بمهنة المحاماة

ماهو المفتاح السحري الذي تمنحيه للكوادر الجديدة للنجاح في المهنة ؟
اهتم كثيراً بتأهيل الكوادر الجديدة، ومفاتيح النجاح تتمثل أولاً في الإتكال على الله، وبعدها أن يحبوا ما يقومون به وليس بالضرورة أن يعملوا ما يحبون، وضرورة التحلي بالهدوء لأنه أفضل أسلوب للإقناع والطريقة الأمثل لإيصال الأفكار للآخرين.  

هل يمكننا القول أن المحامية الإماراتية متخصصة أكثر بقضايا الأحوال المدنية؟
لقد نجحت المحامية المواطنة بإثبات مكانة مرموقة في مجال المحاماة وكسب ثقة المتقاضين في العديد من القضايا سواء في الأحوال الشخصية أو الجنائية
أو غيرهما، من القضايا المهمة.
ولكن بما أن تأثير قضايا الأحوال الشخصية يكون أقل على المرأة فتم ربطها بها،  ولكن هناك الكثير من المحاميات لديهن الجرأة على الترافع في مختلف القضايا بعكس أخريات يرفضن ذلك منك منطلق المسألة الشرعية للموضوع، حيث يقال أن المحاماة شبهة مابين الحلال والحرام، أي كيف يتم الدفاع عن شخص والمحامي على علم أنه مذنب.. ولكن يبقى عملنا في تخفيف الحكم على أقل تقدير نظراً للظروف، وبالتأكيد يتم ذلك ضمن مبادئ معينة.

بشكل عام  تميل المرأة إلى الحكم بعاطفتها، إلى أي مدى هذا الأمر يشكل صعوبة في عمل المحاماة؟
الضمير هو الركيزة الأولى  بالنسبة لي، وعلى اعتبار أنني شخص عاطفي جداً، أحاول قدر المستطاع الفصل وتحقيق التوازن بين العاطفة والعقل في العمل، وعلى المحامي أن يضع نفسه مكان الموكل، وبذل قصارى جهده، فالمحامي يكون مسؤولاً عن بذل الاهتمام بالقضية إلى أبعد حد، على اعتبار أن النتيجة بيد القضاة، ولكن على الأقل يشعر الموكل بالجهد المبذول في القضية من قبل المحامي.

عائشة الطنيجي: المحامية الإماراتية أثبتت مكانتها ونحتاج إلى الارتقاء بمهنة المحاماة

كيف ترين بيئة المحاماة في الإمارات؟
نحتاج إلى الارتقاء بالمهنة أكثر، فعدم احتواء المحامين تحت مظلة تعنى بشؤونهم تشكل حالة عدم استقرار لهم،  بالإضافة إلى عدم وجود ضمان اجتماعي لهم، هذه المظلة تكون محكومة بضوابط وأنظمة، وقوانين قابلة للتعديل للتماشي مع المتغيرات.
والمحامون الجدد بحاجة إلى أكاديمية تدريبية تؤهلهم لخوض مجال المحاماة، كما يجب العمل على تغير النظرة العربية تجاه المحامي، مع الأسف لقد روّج الإعلام نظرة خاطئة عن أهمية دور المحامي حيث سلط الضوء على الجانب السلبي، فأصبح المحامي في نظر المجتمع نصاباً ومحتالاً، من دون النظر إلى الجانب الإيجابي لهذه المهنة.

من منصبك كأمين السر العام لجمعية الامارات للمحامين والقانونيين التي تأسست عام 1980، كيف ترين مسيرتها وألا يمكن اعتبارها كالمظلة التي تحدثتي عنها؟
هي جمعية عريقة، وكنت أول إمرأة  في مجلس الإدارة  عام 2008، وبالفعل من خلال هذه الجمعية نسعى أن نشكل مظلة تعنى بالمحامين، وقد تم إعادة هيكلة الجميعة ليكون لها دوراً ورؤية ورسالة أكبر، وتم افتتاح فروعاً أخرى في أبوظبي والفجيرة، ويتم حالياً دراسة إقامة مقر لها في دبي، بالإضافة إلى مركزها الأساسي في الشارقة، من خلال هذا التوسع نسعى إلى الوصول لأكبر عدد من المحامين والعمل على تدريبهم وتأهيلهم من خلال ورش العمل ودعمهم للمشاركة في المؤتمرات الداخلية والخارجية، ونسعى أن يكونوا مؤهلين إعلامياً، كما نعمل ليحصل العضو في الجمعية على  مميزات معينة من خلال الشراكات واتفاقيات التعاون التي نقوم بها مع العديد من الجهات.

عائشة الطنيجي: المحامية الإماراتية أثبتت مكانتها ونحتاج إلى الارتقاء بمهنة المحاماة

كيف كانت بداية دخولك إلى مجال الإعلام؟
من خلال مشاركاتي، أصبح وجهي مألوفاً للناس والبعض يعتقد بأنني إعلامية، وتمثل حلمي بتتويج  مجهودي ببرنامج قانوني، حيث أوظف المحاماة والإعلام لأقدم شيئاً مميزاً، وبالفعل اقترحت علي قناة الدار فكرة البرنامج الذي يهدف إلى مخاطبة كافة شرائح المجتمع، وهو برنامج  يشكل القانون ركيزته الأسايسية ولكنه برنامج توعوي أكثر منه قانوني، وحمل اسم «قضية الدار»، فهو برنامج منوع  اجتماعي، قانوني، سياسي وثقافي.  
البداية كانت فقط ثلاث حلقات من إعدادي وتقديمي،  تشجعت كثيراً فإذا لم يكتب له الاستمرارية على الأقل تكون خطوة وتجربة أولى لاكتشاف امكانياتي  بمجال الإعلام، والحمد الله أصبح الآن برنامجاً أسبوعياً بفريق إعداد متكامل.

حصول البرنامج على المركز الأول (الجائزة الذهبية) في مونديال القاهرة للإذاعة والتلفزيون 2013 عن فئة البرامج الحوارية، إلى أي مدى حملك  مسؤولية أكبر؟
على الرغم من أنني لست إعلامية محترفة، ولكن فوز البرنامج حملني  مسؤولية أكبر فنسعى إلى المحافظة على هويته الأساسية وفي الوقت ذاته نقوم بتطوير المضمون.   
كما سأشارك في برنامج آخر يحمل اسم « المحامون» على قناة الظفرة بمشاركة عدد من المحامين وسيكون برنامجاً قانونياً فقط.

عائشة الطنيجي: المحامية الإماراتية أثبتت مكانتها ونحتاج إلى الارتقاء بمهنة المحاماة

ما أهم تكريم حصلت عليه؟
عام 2008 كأول محامية متميزة من قبل محكمة دبي للتميز، وكنت أنا أول محامية تُكرّم،  كما حصلت على العديد من التكريمات خلال مسيرتي المهنية أفتخر بها كثيراً.

من الشخصية التي ترين فيها أنموذجاً تحتذين به؟
لا أحب التقليد، ولكن أستطيع القول أنني استفدت من العديد من الأشخاص، فتعلمت من والديَّ  كيفية التسامح مع الذات، ومن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- رحمه الله- تعلمت حب الخير من دون مقابل، أما من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فتعلمت منه الطموح الذي لا حدود له وأن أكون الرقم الأول، وبالتأكيد قد استفدت كثيراً من الأشخاص الذين قدموا لي المساعدة في بداية حياتي العملية.

ماذا تقرأين؟
أحب كثيراً متابعة مجلات الموضة، وكذلك الكتب الطبية، فأشعر لو سنحت لي الفرصة سأكون طبيبة إلى جانب المحاماة، بالإضافة إلى قراءة الكتب القانونية التي تساعدني في عملي.

عائشة الطنيجي: المحامية الإماراتية أثبتت مكانتها ونحتاج إلى الارتقاء بمهنة المحاماة

ماهي خططك المستقبلية؟
طموحي لا حدود له، ففي كل عام أضع خطة أسعى إلى تحقيقها وتكون قابلة للتعديل حسب الظروف، فبرأي يجب أن يكون هناك أساسات للعمل والابتعاد عن العشوائية التي لا توصل إلى النجاح حتى لو لعبت الصدفة دورها.   

* السيرة الذاتية
 
• حاصلة على بكالوريوس شريعة وقانون - كلية الشريعة و القانون.
• مدير و شريك في مكتب المطروشي و الطنيجي للمحاماة والاستشارات القانونية.
• مقدمة برنامج (قضية الدار )الذي يعرض على قناة الدار – أبوظبي.
• عضو في لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين - في اتحاد كرة القدم الاماراتي.
• حاصلة على العديد من التكريمات منها،  درع تكريم من وزير العمل عن التميز في العمل المهني والتطوعي في اليوم العالمي للعمال ، ودرع تكريمي من قبل وزير العدل للمشاركة بورقة عمل «التجربة الاماراتية في دعم سيادة القانون» في مؤتمر دور المحامين في دعم سيادة القانون.
• حاصلة على شهادة إجازة  من االمنظمة العربية لمكافحة الفساد  ومصادق عليها من لمعهد الامريكي واعتمادي كخبير في مكافحة الفساد المالي والإداري 2013.
• مصنفة ضمن  ضمن أقوى عشر شخصيات نسائية إماراتية في مجلة the emirates women في مجال تخصصاتهن 2013.
 

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار