محمد فهد الحارثي: رئيس التحرير يجب أن لا يفرض قناعاته

  • تاريخ النشر: الإثنين، 13 أكتوبر 2014 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
الإعلامي محمد فهد الحارثي
محمد فهد الحارثي , رئيس تحرير ومقدم برنامج (بدون شك) والذي يعرض كل خميس على شاشة  ام بي سي، رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز اليومية ومجلة سيدتي، حاصل على بكالوريوس في  الفنون والهندسة المعمارية، وشهادة الماجستير في الصحافة الدولية من جامعة سيتي البريطانية.
محمد فهد الحارثي, مذيع تلفزيوني ورئيس تحرير صحيفة يومية ومجلة أسبوعية ..
 
محمد فهد الحارثي: رئيس التحرير  يجب أن لا يفرض قناعاته
 
حدثنا عن هذه التجارب الإعلامية المنوعة ؟ وكيف تجمع بينهما ؟
أومن أن الاعلام هو محيط واحد يتفرغ منه البحر ويعود إليه النهر. كيفما نظرت للإعلام تعتقد أنك تقتنص الزاوية الأكثر تأثيراً, والحقيقة أن هذا يعتمد على الزاوية التي انت تنظر من خلالها. الإعلام تجارب تراكمية كل تجربة تفتح لك آفاق جديدة وربم تفاجئك باشياء خارج الحسبان. وفكرة التقد
التلفزيوني كانت تطرح في مرات مختلفة, ولكن ما شدني في برنامج بدون شك, فكرة البرنامج الجديدة في تركيبته ورسالته النبيلة التي تهدف لرفع مستوى الثقافة الحقوقية والقانونية للناس, وفي نفس الوقت مساعدة المظلومين أو الجاهلين بحقوقهم حفزني للمشاركة في البرنامج. أنظر إليها كتجربة تضيف إلى ماهو قائم, ولا تختزل ما أنجز. 
 
 ترأست تحرير صحيفة عرب نيوز, كيف تقيّم آدائها خلال الفترة الأخيرة وتواجدها بين الصحف الخليجية الأخرى ؟
جريدة عرب نيوز هي الصحيفة الأولى باللغة الانجليزية في المنطقة وتعكس الارقام التي رصدتها النتائج السنوية للعام المنصرم زيادة في المبيعات وكذلك زيادة في الدخل الاعلاني. وهي عملية طردية. وبادرت الصحفية بانشاء مركز للتدريب الصحفي لاستقطاب الشباب السعوديين ونتيج لهم التعرف على خفايا العمل والمهارات المطلوبة ويقوم بالتدريب صحفيون من الجريدة. ولانشترط ان يعملوا في الجريدة فنحن نعتبرها ضمن المسؤوليات الاجتماعية للصحيفة وواجب عليها. وطرحنا التطوير للمحتوى التحريري والشكل الاخراجي وهذا انعكس بشكل ايجابي على نمو الصحيفة وتأثيرها. 
 
 صحيفة “عرب نيوز” هل نستطيع أن نصنفها صحيفة سياسية ؟ أم أنها أستطاعت أن تطرح الموضوعات السياسية بإحترافية عالية ؟ 
نعم جريدة عرب نيوز سياسية ولكنها شاملة بالقضايا المحلية والباب الاقتصادي ومقالات الرأي وقسم التحقيقات والرياضة. وبالتالي هي صحيفة شاملة. ونحرص على المعايير المهنية العالية لان نوعية القراء في الغالب تكون لديهم مصادر معلومات أخرى وهذا يجعل التحدي صعب. ولكن هذا حفزنا لتطوير الجانب المهني والتركيز عليه ولو تلاحظ ان الوكالات الاجنبية اصبحت تعتمد كثيرا على عرب نيوز في نقل الاخبار باعتباره مصدر موثوق. كما انها مرجعية للسفارات الاجنبية ولمراكز الابحاث العالمية.
 
 هل تتفق مع رئيس التحرير الذي يطرح مقال في نفس الصحيفة ؟
يمكن لرئيس التحرير الكتابة في صحيفته اذا هو كاتب فليس بالضرورة ان يكون كل صحفي كاتب. ولكن من الخطأ على رئيس التحرير ان يفرض قناعاته على هئية التحرير وعلى خط الجريدة. فلا بد أن تكون هناك مسافة بينك ككاتب وكرئيس تحرير. بينما افتتاحية الجريدة فهي التي تعبر عن الخط التحريري والسياسي للجريدة وهذا يعد الأهم لدى أي صحيفة.
 
 كيف ترى تواجد المجلات الخليجية في الفترة الأخيرة, وهل بدأت تفقد من قوتها في السوق ؟
يعتمد على تصنيف المجلات. لكن المجلات النسائية هي التي تأخذ حصة السبق في سوق الإعلانات والتوزيع. فمثلا مجلة سيدتي تعتبر المجلة الأولى عربيا حسب تصنيفات مراكز الابحاث المتخصصة. وتستحوذ على الحصة الأكبر في سوق الاعلانات. ولكن هذا لايعني تجاهل الديجتال ميديا. فسيدتي تركز على هذا الجانب بحس تكاملي ما بين الورقي والالكتروني وهذا جعل سيدتي حتى على مستوى المواقع الالكترونية النسائية الأولى في العالم العربي. ويبقى الرهان على المحتوى متى ما كان مميزا وذا قيمة اضافية للقاريء فهو سيكون متابع لك سواء ورقيا أو إليكترونياً.
 
محمد فهد الحارثي: رئيس التحرير  يجب أن لا يفرض قناعاته
 
 التجربة التلفزيونية بقناة "أم.بي.سي"تعتبر الأولى بعد تقديمك برنامج “بدون شك”, حدثنا عنه وعن تجربتك في تقديمه ؟ 
التجربة غنيه و مثيرة. وبرنامج بدون شك جديد في فكرته وفورماته. وهو في الأصل برنامج فرنسي حصلت الام بي سي على حقوق البرنامج. وفكرته تقوم على تطوير الثقافة الحقوقية والقانونية للناس من خلال طرح مشاكل وحلها بالاستعانة بفريق من المستشارين القانونين. وأحب أن اتحدث كفريق. فنحن نعمل وهناك أخطاء وهذا شيء طبيعي. ومن منا لم يخطيء. لكن العمل بشكله الكامل حقق نجاح عكسته نسب المشاهدة التي فاقت التوقعات حسب النتائج التي ظهرت من مؤسسات الابحاث المختصة. كما لمسنا تفاعل جماهيري من مختلف الأعمار مع البرنامج. والرضا الكامل مستحيل, فبقدر ما تحقق من نجاح تسعى لتحقيق الأفضل. لكننا نشعر بتفاعل كبير من الناس وكذلك ثقة الكثيرين من خلال ارسالهم لقضاياهم لنا لأنهم يعتقدون أنه يمكن لنا مساعدتهم. رائع أن تشعر بثقة الناس وهذا يحملنا مسؤولية اكبر أن نحقق لهم مبتغاهم متى ما كانوا أصحاب حق. والتجربة تحفز للمبادرة والمحاولة, فالحياة كما يقولون مغامرة جرئية أو لاشيء على الاطلاق.
 
 هل تخوفت من خوض تجربة التقديم التلفزيوني ؟ 
لدي قناعة بأن العمل مع محطة مثل الإم بي سي تجعل احتمالات الفشل ضعيفة. فنحن تخطيط ودراسة كاملة لكل جوانب البرنامج. ولهذا تظل احتمالات النجاح كبيرة. وهناك في البدايات القلق المرغوب بهدف التجويد والتحسين والتطوير.
 
 لماذا يشكك البعض في مصداقية البرنامج ؟ 
لأن فكرة البرنامج جديدة ومفاجئة خاصة في مجتمعنا. فيحسب للبرنامج أنه لامس قضايا حساسة في المجتمع وأدخل الكاميرا في المساحات المظلمة وأعطى المساحة للمسؤول أن يواجه ويوضح موقفه. وهذه نقطة مهمة. نحن نعتقد أن المشاهد يرى قصة مختصرة وفيها أحداث كثيرة وربما هذا يجعله يتساءل. ولكن بعد التعرف على فورمات البرنامج أدرك الجمهور المصداقية العالية والشفافية التي نتعامل فيها في البرنامج.
 
 هل صحيح أن إعداد بعض حلقات البرنامج تستمر لأكثر من أسابيع أو أشهر ؟ 
صحيح لأن القضية تستغرق فترة أطول في إيجاد الحلول. وهناك مواعيد ومتابعات وربما يستغرق ذلك أحياناً أشهر. وفكرتنا في البرنامج التركيز على الحل وهو ليس بأمر يمكن حله في يوم. وهذا يتطلب جهد. ومن حسن حظ البرنامج أن لدينا فريق مهني محترف يعمل بتجانس تام ويشعروا بمسؤوليتهم الإجتماعية ولذلك يقوموا بعمل مضاعف من أجل إنجاز الحلول. ولهذا كان من الطبيعي أن يحقق البرنامج نجاح ملموس.
 
محمد فهد الحارثي: رئيس التحرير  يجب أن لا يفرض قناعاته
 
 وماذا عن تسجيل الحلقات , نلاحظ أن وسطاء البرنامج يتنقلون في مدينة الرياض أو جدة أو مدن المملكة الأخرى , هل يشكل هذا التنقل وسط زحمة تلك المدن تشكل عائق ؟ 
الوسطاء هم المحرك الأساسي في المواجهة مع أطراف المشكلة وفي إيجاد الحلول ولديهم حس صحفي راق وتحليل منطقي لمعالجة الأمور. وهم يبذلوا جهود كبيرة في التنقل وبعضهم يتنقل لثلاث مدن في يوم واحد. وفكرة الوسطاء أنهم هم الذين يعملون على أرض الميدان. ويستطعيوا بتواصلهم أن يمهدوا للحلول بشكل إيجابي ومريح.
 
 
 نلحظ في بعض حلقات البرنامج بعض الموضوعات التي لا تُحل أو تنتقل للجوء للحكم القضائي , هل فعلا هناك متابعة لتلك الموضوعات , وكيف تتم ؟
نسعى للحل ونطرح من خلال الفريق القانوني كل الحلول الممكنة. وفي نفس الوقت نسعى للتسويات بين الطرفين بعد إيضاح الجانب القانوني. ولكن متى ما تعذر الحل في هذه الحالة فإننا ندعو الطرف المتضرر إلى اللجوء إلى المحاكم وفريقنا القانوني يساعده في توضيح الحقائق له وأفضل الطرق المناسبة له لأخذ حقه عن طريق الجهات الرسمية.
 
 كيف يتم إستقبال مواضيع الحلقات و هل هناك مقاييس معينة أو شروط لتلك الموضوعات ؟ 
هناك سبع طرق للتواصل مع البرنامج. وهناك لجنة استشارية تدرس القضايا المرفوعة وتختار منها ما يناسب فلسفة وأسلوب البرنامج. وأحب أن أشكر الكثيرين الذين وثقوا فينا وأرسلوا لنا مشاكلهم ولكن أعتذر في نفس الوقت إذا لم نستطع عرض كل القضايا. ولذلك نحاول أن ندرس القضايا بعناية ودقة حتى يكون الإختيار مناسب.
 
محمد فهد الحارثي: رئيس التحرير  يجب أن لا يفرض قناعاته
 
 شهدت بعض حلقات البرنامج تدخل وزراء ومسؤولي القطاعات الحكومية , كيف لاحظت تجاوبهم مع البرنامج ؟ وماذا عن الشق الآخر المتهرب من الظهور الإعلامي ؟
لمسنا تحس ملموس في تعاون المسؤولين وتقبلهم المشاركة في البرنامج. الصحافة الاستقصائية ضعيفة في منطقتنا وأحد عناصر قوة برنامج بدون شك اعتماده على العمل الاستقصائي ومواجهة المسؤول بواقعية وحيادية. ونحن حينما نواجه المسؤول نهدف في البداية إلى استيضاح كل الجوانب بحيث يسمع المشاهد من الطرفين. فهناك كثير من الحقائق تضيع لأننا لم نستمع ولذلك يهمنا إيضاح الحقيقة وإذا كان المسؤول مقصر فسيلمس المشاهد ذلك مباشرة. ولكننا نحرص على إعطاء الفرصة كاملة ولا نصدر أحكام مسبقة.
 
 هل سيكون هناك موسم جديد من البرنامج. وبماذا تعد متابعين برنامج “بدون شك” في الموسم الثاني ؟ 
نعم هناك موسم جديد في البرنامج. وسيكون هناك توسع في طرح القضايا والتركيز على قضايا الأفراد المظلومين والمحرومين من حقوقهم. وكذلك سنركز على متابعة الحلول. ونحن نؤمن بالتطور والتجديد وسيرى المشاهد في الإخراج والتقديم والإنتاج والديكور. فهذه كلها حلقات متصلة والتطوير عمل مستمر لايتوقف عند نقطة معينة. وأجمل لحظات نشعر فيها حينما نستطيع أن نغير حياة شخص للأفضل أو نحل مشكلة لناس يعانوا منها فترة طويلة ويتحقق لهم الحل من خلال البرنامج وتعاون الجهات ذات العلاقة.
 
محمد فهد الحارثي: رئيس التحرير  يجب أن لا يفرض قناعاته
 
 كلمة أخيرة تقدمها لقراء مجلة ليالينا 
شكراً لكم ونرحب دائماً بأي ملاحظات أو أفكار أو اقتراحات فنحن كما قلت سابقاً نسعى للتطوير. وطموحنا كبير وكلما حققنا نجاح بسيط شعرنا برضا كبير لأننا نساهم ولو بشكل بسيط في تطوير الوعي الحقوقي ومساعدة المحرومين والمظلومين. ونسأل الله العلي القدير أن يساعدنا ويسهل لنا مهتنا ويكتب الأجر لكل من يتعاون معنا, إنه سميع مجيب.
 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار