الاضطهاد والقدرة على العطاء لدى المرأة العربية

  • تاريخ النشر: الإثنين، 27 يوليو 2015 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
الاضطهاد والقدرة على العطاء لدى المرأة العربية
من العنوان قد نستغرب ونحتار في التناقض الواضح وقد نحتاج فترة زمنية كي يحلل المخ البشري هذه العبارة ففي قوانين الفيزياء (لكل فعل رد فعل تساويه في الشدة   وتعاكسه في الاتجاه) ولكن نحن نتحدث عن الجانب السيوكولوجي للانسان والاكثر تحديدا المراة العربية.
 
كلنا نعلم ان اول مايفكر به الزوجان الحديثي الزواج هو انجاب الاولاد .واكن الاهم من ذلك هو معرفة وتحديد جنس المولود فالذكر بطبيعة الحال مفخرة ابيه والعائلة ككل وهو ولي العهد ووريث الاهل بالنسب والمال وحتى الامر والنهي متجاهلين تماما راي الام ومشاعرها ومعاناتها اثناء الحمل والولادة وقد يحملونها ايضا ذنب انجاب الفتاة ومن هنا بداية المعاناة والالم والضغط النفسي وتتحمل وزر انجاب البنت طول حياتها.
 
كما انها المسؤولة الوحيدة عما ماتقترفه الفتاة من اخطاء وتلام وتعنف وقد تتعرض للطلاق او حتى القتل في بعض المجتمعات ,كنت قد تحدثت وقلت انها بداية المشوار الماساوي الذي تعانيه الزوجة من قبل الزوج او اهل الزوج لكن هي حتما مواصلة لمشوار اخر وتتمة لما ستعانيه الابنة من بعدها فاذا فرضنا ان اهل الزوجة التي طبعا كانت بيوم من الايام بنت لعائلة من نفس المجتمع والتقاليد ستتكرر القصة والتي مفادها ان البنت عار على ابيها والحمل الذي سيشق كاهله لحين زواجها كما انها ليست مصدر رزق بل ستكون عبئ ثقيل ومصاريف زائدة ومصدر للقلق والاحساس بالنقص لدى الاب كونه لم ينجب ذكر.
 
,من هنا تاتي المعاملة القاسية والتربية الصارمة والتفريق بينها وبين اخوتها الذكور فتجد الفتاة نفسها بين مطرقة ابيها وسندان اخيها بدون ذكر تدخل الاعمام والاخوال وابناء العمومة في بعض مجتمعاتنا العربية مع انها تحرم من حقها في الحديث والحوار وابداء الراي والمشورة واخذ رايها بالزواج وقد تحرم من الدراسة لابسط خطا يصدر منها وكانها المخلوق المعصوم من الاخطاء على غرار الاخوة الذكور الذين يخطؤون ليتعلمون وتستمر المعاناة بعدها لتكون الزوجة والزميلة والعاملة المسلوبة الحقوق ليبدا بعدها التحرش في الشارع والعمل واماكن تواجدها مع العلم انها لاتستطيع الرد او الدفاع عن نفسها.
 
والسبب انها لم تتعلم الحوارو لم تغرس لديها الثقة ولم تبني علاقة مع الاب او الاخ فيكون الحل المتوفر لديها هو اسلوب التجنب والكبت الا ان تصل اخر مراحل التحمل لتصل اخيرا اما للانهيار النفسي او الانتقام الجسدي من النفس او الاخر فبعد كل ماذكر من اين لها كل هذه الطاقة والقدرة على العطاء والتحمل وعدم الهجر وتربية الاولاد وتحمل الزوج ؟؟ نعم انها البذرة الطيبة التي غرستها الام داخل الابنة انها من الدين الذي يدعوها للصبر والمحبة انها الام التي تشربت الطاعة التامة والايمان بان المحبة التي تعطيعا هي التوازن الاجتماعي والانفعالي والديني الذي سيحث فرق بين مختلف المجتمعات.
 
بقلم: شادي سماح
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار