فطام الطفل لا يعني التخلي عنه!

تقول ليلى" لقد كنت مجبرة بسبب وضعي الصحي على فطم طفلي، إذ فطم قبل بلوغه الثلاثة أشهر".. أما هدى فتقول "لقد قررت إرضاع طفلي لفترة شهرين لأنني أعمل، في الحقيقة لم يعان طفلي من الفطام بل أنا من عانى حيث حسست بنقص عاطفي".. وتقول هدى:" إرضاع طفلتي هو شيء رائع يشعرني بالعظمة بأنني أقوم بتغذية جسد آخر".

إزاء هذه الاعترافات، ثمة أمهات يخشين ساعة الفطام ويعتبرنها تخلي عن الطفل وهذا الأمر غير صحيح حيث أن الفطام عو عملية انفصال بناءة خصوصاً عندما تتم بموعدها:

التغذية الصحية للأطفال بعد الفطام

إليك سيدتي بعض الإرشادات التي من شأنها أن تعينك على اتخاذ القرار بفطم طفلك من دون الشعور بعقدة الذنب: 

-عندما يحين موعد الإفطام يرتاح الأب نفسياً حيث يصبح عليه سهلاً الانضمام إلى العائلة من خلال إطعام طفله الحليب بالرضاعة، وفي هذا الإطار: "تقول نجاح لقد ساعدني زوجي كثيراً لكي أتمكن من الانفصال عن طفلي حيث أوضح لي أنه يجب أن يهتم بطفله مثلما أفعل أنا".

اكتشفي الوقت المناسب لفطام طفلك.. وكيف يتم؟

- سيدتي الفطام ليس النهاية بل انطلاقة جديدة للعلاقة بين الأم ورضيعها. إنها الخروج من البوتقة والانفتاح على العالم. في الواقع إن السماح للآخرين بإطعام الطفل يشكل الخطوة الأولى في عملية الانفصال وهي تعد الطفل للمرحلة القادمة: الذهاب إلى الحضانة والتعرف على وجوه لم يعهدها من قبل.

-عملية الفطام تساعد الأم على استعادة حياتها الطبيعية فيما يكبر رضيعها ويصبح أكثر استقلالية. انها الطريقة المثلى لكي يميز الطفل نفسه عن أمه لأنه في مرحلة الرضاعة يشعر بأنه جزء منها وهذا الأمر يمنحه ارتياحاً داخلياً واطمئناناً أكيداً. لذايجب ألا نعتبر مرحلة الفطام انقطاع أواصر اللحمة بل هو استمرار لها لأن الرضيع يشعر بالأمان وهذا الأمان سيسهل عليه عملية الفطام.

أخيراً سواء فطم الطفل في الشهر الثالث أو في سنته الأولى لن يتبدل الواقع فالأمر بكل بساطة أن الطفل ولد ليكبر..!