كن صريحاً في حبك... ولا تندم

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 07 يوليو 2015 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
كن صريحاً في حبك... ولا تندم
تمضي الأيام و يرحل الماضي الى غير رجعة, ثم ننتظر المستقبل المجهول فلا نعلم ما يخفيه. هذه هي الحياة, ما هي إلا مفاتيح و اسرار, اما مهمتنا نحن فهي ان نختار مفتاحا لكل باب جديد لنكتشف ما يخبّئ في طياته من أسرار ، وعندما تنتهي مهمتنا نغلق ذاك الباب, ولا يمكننا العودة اليه لأنه اصبح ماضيا...
 
ولكن من الناس من يحاول ان يعاود فتح ابواب ماضيه... فيرجع بذاكرته الى ايام الطفولة وما تحويه من ذكريات ومشاعر بريئة تجاه أشخاص كانوا في حياته ففقدهم –ليس بسبب موت او مرض, بل لأن البعد شتت شملهم, فما كان لتلك المشاعر الا ان توارت خلف ابواب الماضي, ثم عادت لتطل عليه بين الفينة و الاخرى فتذكره بوجودهم,و بتلك الأماكن حيث كانوا يمضون اوقاتهم معا, وبلمساتهم عندما يتصافحون لوداع بعضهم, وبنظراتهم المشعة بهجةً باللقاء مجددا, وبغيرها من الاحداث و المواقف التي طالما رافقتهم في تلك الايام التي ظن انها اصبحت طي النسيان, وان انشغاله عنها بامور اخرى قد دثر تلك المشاعر فقرر ان يبدأ حياة جديدة بعيدا عنهم, وحين منحه القدر فرصة للقائهم من جديد, سرعان ما تبدل حاله و فاقت ذكرياته من سباتها العميق وتحررت تلك المشاعر البيضاء الرقيقة التي تحولت مع مرور الوقت الى حب ابدي لتستقر في عيون كانت تتوق الى هذا اللقاء رغم البعد والانشغال, هذا الحب الذي لم يجرؤ صاحبه التصريح به لتردد منه او خوف... فينتهي اللقاء, وتظل المشاعر حبيسة العيون, ويرحل الاحباب, ولا يبقى لهذا الانسان سوى الامل بأن يحظى بلقاء اخر فيفصح اللسان ما أضمره الفؤاد وحكته العيون متناسيا ان فرص الحياة شحيحة وهي بحاجة الى ثقة و صراحة لاستغلالها دون تردد أو ندم.
 
تجد –على النقيض- اناسا قد أغلقوا ابواب ماضيهم الى الابد و انشغلوا بالبحث عن مفاتيح مستقبلهم, و رغم انهم وجدوا حبهم واستقر لهم العيش معهم, إلا ان الدنيا الهتهم عنهم, فباتوا بعيدين عنهم رغم قربهم منهم, ولم يبوحوا لهم بمشاعرهم رغم حبهم لهم, وهكذا تمر الايام سارقة منهم اجمل لحظات العمر, وفجأة تغلق الابواب, ويفترق الاحباب الى غير رجعة, دون تنبيه او استئذان, عندها لا يجد هؤلاء بين ايديهم سوى ذكريات ماض عفا عليه الزمن لمشاعر دفنت تحت انقاضه تجاه احباب اشغلتهم الدنيا عنهم, فيصير الندم ديدنهم حسرة على تقشفهم في البوح بالحب لمن كانوا بالأمس بينهم.
 
الحب موجود في كل لحظة نعيشها, في ماضينا و مستقبلنا, ولابد ان نتبادله مع احبابنا و اهلنا و اصدقائنا..., مع اختلاف درجاته و اساليبه, وفرص الحياة –قلت أو كثرت- لزامٌ علينا ان نستغلها جميعا –فلا نتردد او نتهاون, ولا بد ان نتصارح مع انفسنا ومع من نحبهم, حتى لا نندم على لحظات فاتت من حياتنا ولم تعد, فلا ندري متى تفتح ابواب الماضي ومتى تغلق ابواب المستقبل.
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار