أسباب انخفاض الرغبة الجنسية عند الرجال وعلاجه

  • تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: السبت، 01 أكتوبر 2022
أسباب انخفاض الرغبة الجنسية عند الرجال وعلاجه

يعاني كثير من الرجال من انخفاض الرغبة الجنسية، مما يثير لديهم الكثير من القلق والشكوك حول إصابتهم بمشكلة ما، ويدفعهم للبحث عن أسباب هذه المشكلة لعلاجها في أسرع وقت ممكن، وفي هذا المقال نوضح لك أسباب ضعف الرغبة عند الرجل وعلاماتها وطرق علاجها المختلفة، ولكن قبل أن نبدأ في شرح ذلك، عليك أن تعرف أولاً المقصود بالرغبة الجنسية.

المقصود بالرغبة الجنسية

الرغبة الجنسية هي عملية حيوية تبدأ بتفاعلات كيميائية في الدماغ، وتنتهي بزيادة جريان الدم في الأعضاء التناسلية، مما يؤدي إلى انتصاب القضيب لدى الرجل، وزيادة إفرازات المهبل لدى الأنثى، وتبقى العديد من مراحل هذه العملية غير مفهومة بشكل كامل. [1]

وتعتمد الرغبة الجنسية على مجموعة من العوامل النفسية والجسدية، مثل: العمر، والغذاء، والحالة النفسية والصحية، وغيرها الكثير، وبما أن الشهوة مفهوم شخصي يصعب تقدير تغيراته، لأنه غير قابل للقياس بشكل مباشر، فإن تقدير زيادة الشهوة الجنسية أو نقصانها يرجع إلى الرجل نفسه ولشريكته كذلك. [1]

ونلاحظ أن معظم حالات نقص الشهوة الجنسية عادة ما تكون لدى المتزوجين منذ فترة طويلة، إذ يلعب التقدم في العمر والملل من الشريك الدور الأكبر في حدوث ذلك. [1]

وبالرغم من كون النساء اللاتي يصبن بالبرود الجنسي أكثر عدداً من الرجال، تبقى مشكلة انخفاض الرغبة الجنسية موضع حرج أكبر لدى الرجال، وتؤثر بشكل كبير على ثقة الرجل بنفسه وحالته النفسية بشكل عام. [1]

أسباب ضعف الرغبة عند الرجل

من الطبيعي لدى جميع الرجال أن تتراجع رغبتهم الجنسية في الخمسينيات من العمر مقارنة بفترة العشرينيات، ومن الطبيعي أيضاً ألّا تكون مستعداً أو راغباً في ممارسة الجنس خلال جميع الفترات التي ترغب فيها زوجتك بذلك. [2]

ولهذا لا يجب أن تطيل التفكير في مثل هذه الأمور البسيطة، فهي تحدث مع الجميع، لكن استمرار هذا العرَض لفترة طويلة يمكن أن يشير إلى مشكلة صحية ما، وفيما يأتي بعض أسباب ضعف الرغبة الجنسية عند الرجل: [2]

انخفاض مستوى التستوستيرون

التستوستيرون (بالإنجليزية: Testosterone) هو هرمون الذكورة، ويُنتج ضمن الخصيتين بشكل رئيسي، وهو مسؤول بشكل مباشر أو غير مباشر عن مجموعة من الصفات الجسدية المرتبطة بالذكورة، يُطلق عليها الصفات الجنسية الذكرية الثانوية، مثل: زيادة عرض الكتفين في سن البلوغ، وضخامة العضلات والعظام.

كما أنه يلعب دوراً أساسياً في إنضاج الحيوانات المنوية، وزيادة الرغبة الجنسية، لذلك من البديهي أن يؤدي انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون إلى تناقص الرغبة في ممارسة الجنس لدى الرجل.

ويعتبر تراجع نسبة التستوستيرون في الدم مع التقدم في العمر مظهراً طبيعياً من مظاهر الشيخوخة، وهو يحدث بشكل بطيء ومتدرج، أما إن حدث هذا النقص فجأة وبشكل متسارع، فعليك زيارة الطبيب، إذ يمكن أن يصف لك بعض الأدوية والمراهم الموضعية لتعويض نقص هذا الهرمون.

تناول بعض الأدوية

يمكن أن تكون العنانة (ضعف الانتصاب)، وما يرافقها من نقص الشهوة الجنسية أعراضاً جانبية لبعض المستحضرات الدوائية، من أبرزها أدوية ارتفاع ضغط الدم، مثل: حاصرات الإنزيم القالب (بالإنجليزية: ACE Inhibitors) وأكثرها شيوعاً دواء كابتوبريل (بالإنجليزية: Captopril) على اختلاف أسمائه التجارية.

إضافة إلى مجموعة حاصرات بيتا (بالإنجليزية: Beta Blockers)، التي تعتبر حجر الأساس في علاج شتى أنواع الأنماط القلبية، ومن ضمن هذه الأدوية: بيسوبرولول (بالإنجليزية: Bisoprolol)، أتينولول (بالإنجليزية: Atenolol)، بروبرانولول (بالإنجليزية: Propranolol).

كما أنه من المعروف أن المهدئات النفسية وأدوية الصرع واضطراب ثنائي القطب تتدخل في وظيفة نواقل عصبية دماغية مسؤولة عن الشهوة الجنسية، وتُحدث لدى استعمالها انخفاضاً متسارعاً في الرغبة الجنسية عند الرجل، وتجعل من الصعب عليه أن يمارس الجنس بصورة طبيعية.

اضطرابات النوم

أجريت دراسة على مجموعة من الرجال مصابين بمتلازمة انقطاع النفس أثناء النوم (بالإنجليزية: Obstructive Sleep Apnea)، وهو اضطراب شائع يعاني فيه المريض من نوبات مفاجئة من انقطاع النفس توقظه خلال النوم مع شعور بضيق النفس قريباً من الاختناق.

وتنتج هذه الحالة عن نقص تركيز الأكسجين الموجود في الدم بسبب حدوث انسداد في الطرق التنفسية العلوية، وفي العديد من الحالات لا يعلم الشخص ما حدث خلال نومه، إنما يلاحظه من ينام معه في نفس الغرفة.

وقد أظهرت الدراسة أن المصابين بهذه المتلازمة يعانون من ضعف الرغبة الجنسية ويعتبر نشاطهم الجنسي دون الحد الطبيعي، ووجد الباحثون أن مستويات التستوستيرون تنخفض إلى مستويات متدنية جداً لدى نصف عدد الرجال المصابين بحالات شديدة من هذه المتلازمة.

وفي دراسة حديثة أخرى، لاحظ الباحثون أن انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، خاصة لدى الرجال المسنين، يترافق مع انخفاض فاعلية النوم، إذ يشعر الرجل بالتعب والكسل رغم كونه قد نال قسطاً وافياً من الراحة.

الحالة النفسية

في كثير من الحالات لا يكون هناك سبب جسدي واضح عند فحص الرجل الذي يشكو من نقص الشهوة الجنسية، ولكن بعد فحصه وسؤاله عن بداية شعوره بالمشكلة يتبين أن هناك اضطراباً نفسياً يعتبر هو السبب الأساسي، ويأتي مرض الاكتئاب على رأس قائمة هذه الاضطرابات النفسية.

يعتبر الاكتئاب مرضاً نفسياً خطيراً، فهو يغير حياة الشخص على جميع الأصعدة، ويسلب منه نشاطه ودوافعه نحو العمل، ثم يتحول إلى كائن مجرد من الروح لا يجد السعادة في القيام بالنشاطات التي كان يتحمس للقيام بها من قبل، وتندرج ممارسة الجنس ضمن هذه النشاطات بالطبع.

كما أن الأدوية المضادة للاكتئاب تلعب دوراً كبيراً في إنقاص الشهوة الجنسية، مما يزيد الأمر سوءاً، وذلك إلى جانب أن الصدمات النفسية القديمة يكون لها أثر نفسي كبير، مثل: الرجال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي في الطفولة، والرجال الذين كانوا ضحية للخيانة الزوجية، أو خسارة الزوجة نتيجة حادث أو مرض.

الأمراض المزمنة

كثيرة هي الأمراض المزمنة التي تزيد مع تقدم العمر وتضعف من حماس الرجل وقدرته على ممارسة الجنس، وفي هذه الأحوال، يكون نقص الشهوة الجنسية عرَضاً غير مباشر ينتج عن إنهاك الجسم والألم المستمر الذي يحول دون شعوره بالراحة الكافية لممارسة الجنس بشكل طبيعي وممتع، ومن ضمن هذه الأمراض: مرض السكري، والقصور الكلوي المزمن، وقصور الكبد.

وفي بعض الأمراض الأخرى مثل السرطانات ينخفض تعداد الحيوانات المنوية في السائل المنوي لدى الرجل، بسبب استنزاف مدخرات الطاقة في الجسم للمحافظة على الوظائف الحيوية الأساسية، وفي أحوال كهذه لا بد من مناقشة الزوجة بصراحة وإيضاح أن هذه المشكلة ستستمر مدة طويلة لا محالة.

التقدم في العمر

جميعنا يذكر سنوات المراهقة، حيث تكون مستويات هرمونات الذكورة في أوجِّها، ولا يتعب الرجل من ممارسة العادة السرية يومياً في كثير من الأحيان، إلا أن الأمر لا يبقى على هذه الحال إلى الأبد، ففي سنوات العشرينيات وبداية الثلاثينيات يكون كل شيء على ما يرام، ويشعر أنه يستطيع ممارسة الجنس في الوقت الذي يشاء دون صعوبات.

ثم تأتي سنوات الأربعينيات، وتبدأ الرغبة في التراجع لدى الرجل، ويظهر أمر مشابه لأعراض سن اليأس لدى الإناث، إذ يبدأ الفتور الجنسي تدريجياً لديهن، ويلاحظ الرجال تدنياً ملحوظاً في رغبتهم بممارسة الجنس عند بلوغ 60-65 من العمر.

بالطبع لا يمكننا تعميم هذا الأمر على الجميع، إذ نلاحظ أن بعض الأزواج في سن الستين يمارسون الجنس أكثر من أقرانهم في سن الأربعين والثلاثين، لكن انخفاض الرغبة الجنسية مع التقدم في العمر هو القاعدة لدى الغالبية العظمى من الرجال.

إذ يحتاج الرجل وقتاً أطول للحصول على انتصاب، ولا يشعر أن الانتصاب بنفس القوة كما كان في السابق، وتزداد فترة الإثارة اللازمة لإيصال الرجل إلى مرحلة النشوة الجنسية.

علامات ضعف الرغبة عند الرجل

من النادر أن تضعف الرغبة الجنسية عند الرجل بشكل مفاجئ، لأن نقص الشهوة ليس مرضاً تقليدياً مثل: نزلات البرد أو الإنفلونزا، إنما هو عملية تدريجية تحدث على مدار شهور طويلة، لذلك يُعرّف الأطباء ضعف الرغبة الجنسية بكونه نقصاً في ممارسة النشاط الجنسي لمدة عدة أشهر. [3]

ومن الجدير بالذكر أن عدد مرات ممارسة الجنس ليست معياراً جيداً لتشخيص حالة الرغبة الجنسية، إذ يمكن للعديد من العوامل أن تحول دون ممارسة الزوجين للجماع بشكل كبير، مثل سفر أحدهما إلى مكان بعيد أو انشغاله بعمل متعب، وفي هذه الحالات لا يمارس الزوجان الجنس كثيراً على الرغم من أن الرغبة الجنسية لكل منهما قد تكون مرتفعة. [3]

وعلى النقيض من ذلك، يمكن أن يمارس الزوجان الجنس بشكل متكرر ومنتظم، لكن أحداً منهما يقوم بذلك بدافع الواجب فقط، ودون وجود رغبة حقيقية، ولكن في حال شعرت بأنك تفقد انجذابك الجنسي لزوجتك بالتدريج، بادر بطرح الأسئلة الآتية على نفسك وأجب عنها بنعم أو لا لتتعرف على حالتك: [3]

  1. هل الملامسة الجسدية بينك وبين زوجتك تحدث فقط في غرفة النوم؟
  2. هل توقفت ممارسة الجنس عن إعطائكما ذلك الشعور بالتواصل والقرب؟
  3. هل تقتصر المبادرة في كل عملية جنسية على أحد الزوجين؟ ويشعر الطرف الآخر بالضغط أو الإحراج لمجاراته؟
  4. هل توقفت عن التطلع مسبقاً لممارسة الجنس؟
  5. هل تحول الجنس إلى عملية آلية وروتينية؟
  6. هل توقفت التخيلات الجنسية التي تتضمنك أنت وزوجتك عن الحدوث؟
  7. هل تمارس الجنس مع زوجتك بمعدل مرة أو مرتين فقط في الشهر؟

إذا كانت إجابتك نعم على عدد كبير من الأسئلة السابقة، فأنت في طريقك إلى انخفاض الرغبة الجنسية، ولكي تستطيع الحد من هذا التراجع وإعادة مستوى دافعك الجنسي إلى سابق عهده، عليك في البداية معرفة الأسباب المختلفة التي أدت إلى حدوث هذه المشكلة.

علاج ضعف الرغبة عند الرجل

يجب ألا تدع أمراً مثل تراجع مستوى التستوستيرون يقضي على حياتك الجنسية، ويسلب منك هذه المتعة، فهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تزيد رغبتك الجنسية، مثل: النشاط البدني، والحمية الغذائية، وكذلك التواصل بشكل أفضل مع زوجتك، وفيما يأتي بعض الوسائل البسيطة لعلاج ضعف الرغبة عند الرجل وإعادة الحياة الجنسية إلى سابق عهدها: [2] [4]

  • مارس الرياضة: إذ لاحظ الباحثون أن الحصول على ما لا يقل على 200 دقيقة أسبوعياً من التمارين الرياضية معتدلة الشدة، يؤثر بشكل إيجابي على مستويات هرمون التستوستيرون عند الرجل؛ وبالتالي زيادة رغبته الجنسية.
  • خفف وزنك: هذا الأمر مهم بشكل خاص لدى الرجال البدناء، إذ وجدت إحدى الدراسات أن انخفاض نسبة دهون البطن (الكرش) يرتبط بزيادة الرغبة الجنسية لدى الرجل بشكل كبير
  • تحكم في نظامك الغذائي: في دراسة أجريت على مجموعة من الرجال البدناء المصابين بمرض السكري من النوع الثاني (وهو النوع الأكثر شيوعاً ويحدث لدى الأشخاص البدينين في فترة بعد منتصف العمر غالباً) لوحظ أن تخفيض الوارد اليومي من السعرات الحرارية بمعدل 600 سعرة حرارية من خلال اتباع حمية منخفضة الدهون ومرتفعة البروتينات، كان له أثر مفيد جداً في تحسين الرغبة الجنسية.
  • تخلص من السلوك الإدماني: بالرغم من عدم وجود دراسات كافية حول هذا الأمر، يجمع كثير من الأطباء على أن الرجال المصابين بقلة الرغبة الجنسية يجب أن يقلعوا عن عادة التدخين، ويحدوا من استهلاك المشروبات الكحولية، للتمتع بالنتائج الصحية المفيدة التي يعد من أبرزها زيادة الرغبة الجنسية.
  • ألق نظرة على الأدوية التي تتناولها: بما فيها الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية، إضافة إلى الأدوية التي يمكنك شراؤها من الصيدلية مباشرة، اقرأ النشرة المرفقة بالدواء التي تتضمن آثاره الجانبية، واسأل طبيبك إذا كان من الممكن أن يحدث نقص الرغبة الجنسية، كنتيجة لتداخل تأثيرات مجموعة من الأدوية، إذ يمكن في بعض الأحيان استبدال بعض الأدوية بأدوية أخرى لا تحدث هذا الأثر الجانبي، أو تخفيض جرعاتها إلى الحد الأدنى.
  • تحدث إلى معالج نفسي: ذكرنا أن العوامل النفسية لا تقل في أهميتها عن العوامل الجسدية، إذ يزداد احتمال حدوث نقص الرغبة الجنسية عند الرجال العاطلين عن العمل، والمتقاعدين، أو الذين خسروا شخصاً عزيزاً أو زوجة في الماضي القريب، وفي هذه الحالات لن تفيد الأدوية بقدر ما يفيد العلاج النفسي.
  • أعد الحميمية إلى علاقتك الجنسية: هذا يتطلب تعاوناً بين الشريكين لإيقاد شعلة الرغبة الجنسية مرة أخرى، ولا تقتصر هذه الحميمية على التماس الجسدي فقط، إنما تلعب العديد من التصرفات دورها، مثل: الكلام اللطيف، والتواصل المستمر، وإخبار الزوجة أن ما يحدث ليس بسببها، إنما هو حالة صحية لها أسباب متعددة، أعيدا النظر في علاقتكما، واستعيضا بالملاطفات والتصرفات الرومانسية البسيطة عن ممارسة الجنس كل يوم مثلاً.
  • الجأ للعلاج الدوائي: بما أن نقص الشهوة الجنسية يمكن أن يحدث نتيجة لعدد كبير من الأسباب، ومن البديهي أن تكون العلاجات مختلفة تبعاً للعامل المسبب، مثل الأدوية المحتوية على هرمون التستوستيرون، وعلاجات الأمراض المزمنة، والمكملات الغذائية المختلفة، لذا من المهم اللجوء للعلاج الدوائي.

ختاماً، بعد أن تعرفت على علامات ضعف الرغبة عند الرجل وأسبابه وطرق علاجه، اعلم أن هناك العديد من الطرق التي تساعدك في التخلص من هذه المشكلة، ومن المؤكد أن أحدها سينجح معك، المهم في الأمر أن تحافظ على حالة نفسية إيجابية ومتفائلة، وألا تخسر علاقتك مع شريكتك من الناحية العاطفية لمجرد وجود صعوبات جسدية.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار