فوائد الزبادي (اللبن أو الروب)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: 2019-11-24 آخر تحديث: 2023-12-30
فوائد الزبادي (اللبن أو الروب)

خلال مراحل تطور الإنسان القديم، انتقل من حقبةٍ كان يعيش فيها على الصيد والنوم في العراء أو الكهوف إلى حياة الزراعة والرعي، وذلك ما شكل نواة الحياة الاجتماعية التي نعرفها اليوم.

بدأ الإنسان وقتها باستثمار الطبيعة من حوله، فقام بزراعة الأطعمة التي وجدها مناسبةً له، وبدأ بتربية الحيوانات المفيدة والقابلة للتدجين.

قد تكون الأبقار أهم الحيوانات التي اهتم بها الإنسان القديم آنذاك، فكانت تقدم له الغذاء، سواءً الحليب أو اللحوم، إضافة لاستعمال جلودها فيما بعد من أجل التدفئة.

بالطبع نعلم جميعاً أن الزبادي (اللبن) هو من مشتقات الحليب، لكن كيف توصل الإنسان لهذا الاكتشاف؟

 

يساعد الزبادي في العلاج والحماية من هشاشة العظام

بسبب احتواء الزبادي (اللبن) على كمية كبيرة من الكالسيوم، فقد أظهر نتائج رائعة في علاج هشاشة العظام عند الصغار والكبار على حد سواء، خصوصاً لدى النساء اللواتي يشكل هذا المرض خطراً أكبر عليهن.

لاسيما في حالة الحمل أو لدى المتقدمات في السن، فتناول اللبن بانتظام يساعد على ترسيب المزيد من الكالسيوم في العظام؛ مما يقي بشكل كبير من الإصابة بالمرض.

 

للبن دور مهم في الحماية من مشاكل الضغط المرتفع

تناول اللبن بشكل منتظم يقي بشكل كبير من مشاكل ارتفاع الضغط، ففي دراسة أجراها "ألفرادو ألونسو" (Alvaro Alonso) من "مدرسة هارفرد للصحة" في الولايات المتحدة الأمريكية على 5000خريج جامعيّ لمدّة سنتين.

تبين خلالها أن تناول اللبن يخفض من مشاكل ارتفاع الضغط بنسبة تصل إلى 50% من الحالات المدروسة.

 

يساعد الزبادي على الإحساس بالشبع مما يسهّل خسارة الوزن

في دراسة أجرتها جامعة "نوكسفيل" (Knoxville) تبين أن تناول الزبادي بكميات مناسبة يسبب خسارة الوزن، بسبب وجود كميات الكالسيوم الكبيرة فيه؛ فيساعد على تحطيم الدهون في الجسم دون التأثير على معدل استقلاب الجسم.

هذا ما يجعل الزبادي جزءاً أساسياً من الحميات، فالكثير من أنظمة التغذية الخاصة بتخفيف الوزن تستخدم الزبادي (خصوصاً خالية أو قليلة الدسم) كمادة مغذية ومشبعة بنفس الوقت.

 

تناول الزبادي عند حدوث مشاكل هضمية يساعد بتخفيف الأعراض

كلنا نعرف أن نصيحة الأم التقليدية عند الإصابة بالإسهال هي تناول البطاطا المسلوقة وكوب من الزبادي (الروب)، في الواقع هذه النصيحة تمتلك أساساً علمياً.

فبحسب المقابلة التي أُجريت مع الدكتور "جيفري جوردن" (Jeffry Gordan) على الراديو الرسمي الأمريكي، يتحدث عن أن البكتريا الموجودة في الزبادي تعالج مشاكل واضطرابات الهضم المتعددة.

ولعل أهمها الإسهال، الذي يشيع بشكل كبير خصوصاً في فترة الشتاء.

 

قد يكون للبن دوراً هاماً في محاربة بعض أنواع السرطانات

نشر موقع "المجتمع الأمريكي للخدمات الغذائية" عام 1999 بحثاً عن تأثير اللبن على الخلايا السرطانية في الكولون، حيث أظهر اللبن -بسبب البكتيريا المنتجة لحمض اللبن- تأثيراً على هذه الخلايا.

إلا أن النتائج لم تكن حاسمة؛ فلم يستطيعوا التأكد من الدور الذي يلعبه اللبن في محاربة الخلايا الخبيثة.

 

للزبادي دور كبير في تحصين الجسم ضد الجسيمات الغريبة

يحوي اللبن العديد من المضادات الحيوية كالبنسلين، فكما يقدم حليب الأم العديد من المغذيات والمضادات المناعية للطفل الرضيع، كذلك تفعل الثدييات الأخرى وحليبها.

مما يعني أن الحليب (وبالنتيجة الزبادي المصنوعة منه) يحوي العديد من المواد الضرورية لتقوية الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض.

 

بعض مكونات اللبن تلعب دوراً أساسياً في المحافظة على صحة الفم ونظافته

يُعتقد أن "حمض اللبن" (حمض اللاكتيك) الموجود في اللبن يساعد على حماية اللثة من الجراثيم، فالأوساط الحمضية غير مناسبة لنمو الجراثيم كما هو معلوم.

إضافة لتقليل احتمال تسوس الأسنان؛ مما يعني أن زياراتك لطبيب الأسنان ستكون أقل، كما أن صحة الفم بشكل عام تحمي إلى حد بعيد من أمراض القلب التي تنتج في العديد من الحالات عن تسوس ومشاكل الأسنان.

 

الزبادي مفيد للبشرة

يدخل حمض اللبن في التركيب الكيميائي لكثير من مستحضرات العناية بالبشرة، إضافة لبعض المرطبات؛ فهو من أقدم المواد التي تم استخدامها لتجميل وتنقية البشرة.

كما أن العديد من أقنعة التجميل (الماسكات) تحوي في تركيبها الزبادي أو أحد مشتقاتها على الأقل.

 

قد تكون المواد الأولية الداخلة في صناعة الزبادي ملوثة، مما يسبب خطراً على الصحة

نعلم أن صناعة الزبادي تعتمد بشكل أساسي على الحليب، ومعظم مصادر الحليب هي الأبقار. المشكلة هنا أن الأبقار غالباً ستكون ضمن منشآت صناعية كبيرة.

ويتم تعريضها لهرمونات ومضادات حيوية متنوعة؛ بهدف زيادة مردودها الإنتاجي. هذه المواد الكيميائية تنتقل غالباً من أجسام الأبقار إلى الحليب الذي يصل إلينا.

الحساسية من "اللاكتوز" (Lactose intolerance) قد يكون اللبن مُهيّجاً للحساسية عند بعض الأجسام

وهي حالة ليست نادرة، فهناك الكثير من الناس ممن لا تستطيع أجسامهم التعامل مع اللبن، فيسبب لهم طفحاً جلدياً، أو قد يسبب مشاكل هضمية وتنفسية في حال تناوله.

 

معلومات غذائية عن الزبادي

يعتبر الزبادي أو اللبن من أكثر المشروبات شهرة في العالم العربي كما أنه يقدم الكثير من الفوائد المهمة والضرورية لصحة الإنسان لذلك سنتعرف في هذه الفقرة على هذه العناصر الغذائية:

العناصر الغذائية والسعرات الحرارية في 100 غم من اللبن

العنصر الغذائي

كميته في 100 غرام من الزبادي

الحريرات

61 حريرة

الكربوهيدرات

4.7 غرام

الدسم

3.3 غرام

البروتين

3.5 غرام

فيتامين A

99 وحدة دولية

فيتامين C

0.5 ميلليغرام

فيتامين E

0.1 ميلليغرام

فيتامين K

0.2 ميلليغرام

فيتامين B12

0.4 ميكروغرام

الكالسيوم

121 ميلليغرام

الحديد

0.1 ميلليغرام

المغنيزيوم

12 ميلليغرام

الفوسفور

95 ميلليغرام

البوتاسيوم

155 ميلليغرام

الصوديوم

46 ميلليغرام

الزنك

0.6 ميلليغرام

السيلينيوم

2.2 ميكروغرام

الفلور

12 ميكروغرام

الماء

87.9 غرام

 

أسماء أخرى للبن

رغم شهرة اللبن الكبيرة واستعماله الكثير في جميع دول الوطن العربي لا يملك اللبن الكثير من الأسماء المختلفة وإنما يعرف بنفس الأسماء في جميع المناطق.

حيث يعرف اللبن بثلاثة أسماء بشكل رئيسي، "اللبن" و"الزبادي" و"الياغورت"، ويمكنك الحصول على الللبن في أي كان في الوطن العربي باستخدام هذه الأسماء.

 

صناعة اللبن أو الزبادي

كانت الطريقة التقليدية في صناعة اللبن هي ترك علبة (حاوية) من الحليب في درجة حرارة بحدود 30 درجة مئوية.

حيث تقوم البكتيريا بإنتاج "حمض اللبن" (Lactic Acid) ببطء، الذي يتفاعل مع البروتينات الموجودة في الحليب معطياً للحليب القوام اللبنيّ المعهود، ليصبح بعد ذلك زبادي (لبن) جاهزة للتناول.

أما حديثاً من أجل توفير الوقت والتأكد من أن اللبن خالي من الجراثيم، فيتم اتباع الخطوات التالية:

  • يتم حلب الأبقار، ثم يُغلى الحليب على نار هادئة من أجل تعقميه قدر الإمكان من البكتيريا والجراثيم الضارة.
  • نضع الحليب المغلي في وعاء، ونتركه يبرد حتى تقارب حرارته 40 درجة مئوية.
  • نجهز كمية قليلة من الزبادي (اللبن) ونخلطها بقليل من الحليب، ونقوم بمزجهما بشكل جيد. عندما يصبح المزيج جاهزاً نقوم بوضع المزيج في الحليب الدافئ، ويتم أيضاً مزجهما حتى يختلطا بشكل جيد.
  • تتم تعبئة الحليب في عبوات (علب) زجاجية أو فخارية ووضعها في مكان دافئ، يمكننا الاستعانة بالماء الدافئ، حيث نضع العبوات في ماء ساخن الأمر الذي يساهم في الحفاظ على درجة الحرارة. في حال تُرك الحليب في نفس الوعاء الكبير دون تحريك المزيج؛ يمكن لف الوعاء بقطعة قماش سميك (القطن أو الصوف) وتركه في دفء حرارة الغرفة.
  • نترك عبوات الحليب في الجو الدافئ مدة تقارب عشر ساعات، بحيث نتيح فرصة للحليب أن يختمر بكامله ليأخذ القوام اللبنيّ.
  • في النهاية يوضع اللبن (الزبادي) في الثلاجة لحوالي 12 ساعة، ويمكن الآن التمتع بالزبادي اللذيذ والمحمي من عوامل التلوث أو المضار على الصحة.

أخيراً.. نستطيع القول أن الزبادي من الأغذية المفيدة حقاً، فغالباً هو مفيد بشكل كبير وغير ضار بالصحة - بالطبع ضمن الاستهلاك بكميات عادية - نظراً لفوائده على الجهاز الهضمي أولاً، إضافة لكونه من الأطعمة المحببة لدى الأطفال.