فيلم المقاتل The Fighter : قصة الملاكم الأيرلندي ميكي وارد وطريقه للفوز بلقب العالم

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 مارس 2016 آخر تحديث: الأحد، 20 مارس 2016
the fighter movie

عساف الروسان - جخه موفي

ميكي وارد الملاكم،  يفتقر إلى كاريزما شخصيات الملاكمة التي اعتدنا عليها في أفلام الملاكمة  مثل روكي وساندريلا مان، أو حتى الثور الهائج، بل أكثر نراه صاحب شخصية مهزوزة وضعيفة خاصة أمام والدته التي تقوم بدور مدير أعماله، وشقيقاته الشقراوات السبعة لذلك من السهل تصور نشأته في هذه العائلة، وأيضاً لذلك من البديهي مشاهدة ميكي (مارك والبرغ) يلعب دور ببعد واحد، شخصية مسطحة وتفتقر للعمق، ربما لأن هذا هو الواقع بالفعل فالفيلم يستند على قصة وارد الحقيقية وبالتأكيد عائلته مختلة بشكل لا يوصف.

ميكي وارد كبر وهو ينظر إلى أخيه غير الشقيق ديكي إكلوند (كريستيان بايل)، كمثل أعلى. ديكي الأخ الأكبر والنسخة الفاشلة من حلم البطولة كان قد خسر عدد من المباريات ويزعم أنه أخرج شوغر راي ليونارد ذات مرة بالضربة القاضية، لكنه فيما بعد تورط بالإدمان على المخدرات فنراه الآن هزيل جداً، أبله، يمشي وسيجارة خلف إذنه.  بينما نرى ميكي الأخ الأصغر يطمح بأن ينجز ما لم يستطع أخيه أن يكمله، ويصبح ذلك الطفل الفقير من لويل، ماساشوستس، الذي يفوز ببطولة العالم بسبب قدرته على تلقي الضربات والصمود والبقاء واقفاً حتى النهاية.

لكن مع ذلك يبدو أن عائلته لا ترى موهبة كبيرة مدفونة بداخله، ونراه يدخل في مباريات مع خصوم أقوى ونتيجتها محسومة من البداية.  عليه أن يخسر ليظهر الخصم بصورة أفضل. لكن كل ذلك على وشك أن يتغير عند مقابلته شارلين (ايمي ادامز)، جميلة و ذات شخصية قوية ولسان سليط، والتي أيضاً تعرف قصة  ديكي ومشكلة ميكي وعائلته. لنشهد فيما بعد مواجهات بين العائلة بقيادة الأم التي كما يبدو توجه ابنها إلى الفشل ولا تؤمن بقدرته على النجاح من تلقاء نفسه، وبين المحبة  ايمي ادامزصاحبة الرؤية الواضحة والتصميم  والإرادة القوية التي تحاول أن تنقل بعض هذه الصفات للرجل الذي تحب.

أداء الممثلين في الفيلم مذهل لكن كريستيان بايل هو من سرق الأضواء، المأخذ الوحيد أن شخصية ميكي وارد هي الأضعف وليس المقصود أداء (مارك والبرغ)، على العكس فلقد قدم ما هو مطلوب، لكن إنتقادي في الزاوية التي ارتآها المخرج (ديفيد أو راسل)، في معالجة الشخصية وسرد القصة، فميكي لا تنقصه الإراده والتصميم ومع ذلك يبدو أنه يفتقر إلى الذكاء، والثقة بالنفس، ويبدو مشوش جداً عند اتخاذ أي قرار، هذا التقديم لشخصية بطل الفيلم لا يجعل المشاهد مهتم بما فيه الكفاية بمصير البطل حتى في مشاهد القتال على الحلبة، التي تعرض من وجهة نظر ثالث (كشخص بعيد من الجمهور أو متابع عبر التلفاز)، وليس من وجهة نظر البطل كما حدث في أفلام مشابهة مثل  “الثور الهائج”، “روكي” أو “المصارع” مما يجعلها غير قابلة للنسيان فيما بعد، لكن بلا شك تهتم بالقصة، ويستحق الفيلم المشاهدة ولو لمرة والتعرف على قصة الملاكم “الأيرلندي” ميكي وارد وطريقه للفوز بلقب العالم بوزن خفيف الوسط .

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار