السيدة رفيعة هلال تحدثنا عن عبايات موزان

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012 آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
السيدة رفيعة هلال

"موزان".. عباءة تعكس سحر اللؤلؤ النادر لأناقة محتشمة

عالم خاص تُزاحم الألوان فيه اللون الأسود، ومن ثنايا وطيات أقمشة الحرير والدانتيل يولد جمال غامض يختزل الأنوثة في قصات تحاكي مختلف الأذواق، لتتعدد التصاميم والأناقة واحدة، وليكون سيد الموقف كلّ من الابتكار والتجدد.

عالم "موزان" هي من رسمت ملامحه وأرست دعائمه الأربع المرتكزة على الرقي، الاحتشام، البساطة والأناقة، فبات دار كل سيدة تجذبها لمسات الاحتراف في أدق التفاصيل.. سيدة الأعمال رفيعة هلال بن دري بشغفها وعشقها للموضة جعلت لـ "موزان" بصمتها الخاصة على منصات العروض في عواصم الموضة العالمية، لتُحيي الروح العصرية في الزي التقليدي.

"ليالينا" التقت السيدة رفيعة لتدخل معها إلى هذا العالم الذي عشقته النساء، وتعرفنا معها على خفاياه الممزوجة بالألوان والأقمشة، ولتأسرنا رائحة ورد الطايف التي تفوح من العطور الخاصة لهذه الدار، وغير ذلك من خبايا عالم "موزان" الساحر.

مع حلول شهر رمضان المبارك، هلا عرفتنا بماذا ميزت "موزان" عباءات هذا العام؟

أردت أن تكون مجموعة رمضان لهذا الموسم موجهة إلى المرأة المستقلة والقوية، فكما نلاحظ أن المرأة استطاعت أن تأخذ دورها في المجتمع وتتبوأ العديد من المناصب، وتتضمن المجموعة العديد من القصات والتصاميم، فمثلاً هناك عباءة تظهر وكأنها عبارة عن تنورة وبلوز، وهي بسيطة وجميلة ومريحة في الوقت ذاته.. بشكل دائم هناك خيارات متعددة لكل تصميم، وألوان متنوعة حيث أدخلت على هذه المجموعة ألوان الصيف (الأصفر الدافئ ـ البنفسجي اللافاندر)، وبالنسبة لمجموعة العيد فهي تتميز بشك المهراجا الهندي بالإضافة إلى أحجار شوارفسكي.  

ما سبب اختيارك لاسم "موزان"؟ وإلى أي مدى تعكس العباءة روح الاسم؟

اخترته على اسمي أمي ـ رحمها الله ـ وابنتي، وهو في الأساس "موزة"، وكنت أول من حولت دلع هذا الاسم إلى "موزان"، وأريد توضيح فكرة هنا أن اسم "موزة" لا يشير إلى الفاكهة، إنما هو نوع من اللؤلؤ الأصفر الناد.

لقد سعيت أن تعكس العباءة روح هذا الاسم، فكما اللؤلؤ عندما يعتق يزيد ثمنه، كذلك عباءات "موزان"، كون السيدة يمكن أن تستعملها لعدة سنوات بسبب جودة الأقمشة والقصات، وحرصت أن تعكس العباءة شخصية المرأة، فتمنح الرقي والجمال في إطلالتها.

كيف تجمع رفيعة بين الحشمة والجاذبية في العباءات؟.. وكيف تصفين الستايل الخاص بتصاميمك؟  

الرقي، الاحتشام، البساطة والأناقة، هذه العناصر الأربعة التي تعمل عليها "موزان" في تصاميمها لتظهر المرأة جذابة وغامضة في الوقت ذاته، فالابتذال في الملابس لا يمكن اعتباره أناقة بأي شكل من الأشكال.

ما بين الفن التشكيلي والتصميم أم دراسة الاقتصاد وإدارة الأعمال، لمن يعود الفضل في نجاح "موزان"؟

توجهي إلى مجال تصميم الأزياء كان من مبدأ الحاجة أمّ الاختراع، فبعد عودتي من لندن، لم أجد  في السوق العباءة التي تلبي أسلوبي في الأناقة، فبدأت التصميم لنفسي، الرسم والتصميم كانا هواية، ولكن عمدت إلى صقلهما من خلال دراسة التصميم والفنون وطريقة دمج الألوان والأبعاد، والحمد الله منذ البداية كانت تلقى عباءاتي إعجاب الجميع، فوضعت كل جهدي في تطوير تصميم العباءة، ومنذ عام 1990 افتتحت أول بوتيك لي في العين.. وبالتأكيد الموهبة ساهمت في نجاح "موزان" فقضيت فترة طويلة أعمل على تطويرها، أما مجال إدارة الأعمال فيعود له الفضل لأربع سنوات مضت، حيث بدأت بالتوسع وأصبح لدينا فروعاً عديدة، ويعمل في "موزان" مصممون يتمتعون بخبرة وكفاءة عاليتين، وسنتجه إلى العالمية إن شاء الله من خلال عرض سأقدمه على نهر السين في باريس.

في بداية المشوار شجعني والدي، وأنا أُعتبر من الجيل المحظوظ الذي لقي التشجيع من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمه الله ـ والشيخة فاطمة بنت مبارك، واعتمدت على نفسي في النهوض من أيّة أزمة وقعت بها في البدايات.. وفي النهاية أرى أن اجتماع الموهبة والإدارة الناجحة يجعلان المصمم مشهوراً، وإلا يبقى مصمماً موهوباً.

تتألف الدار من ثلاث مجموعات وهي "موزان"، "موزان الحصرية" و"مس موزان"، هل يمكن أن تخبرينا عن توجه كل منها؟

بدأنا بمجموعة "موزان الحصرية" وهي "كوتور" و"هوت كوتور" والقطع المحدودة، تتوجه هذه المجموعة للسيدات اللواتي يردن عباءات عملية ولكن في الوقت ذاته لا يرغبن أن تكون متوفرة بكثرة، فتتراوح أعداد العباءات في هذه المجموعة ما بين 1 ـ 10 عباءات، وأحياناً يتم تصميم عباءة خاصة للزبونة حسب ذوقها.. بالنسبة للـ "هوت كوتور" فهذه المجموعة ليس من الضرروة أن تتضمن العباءة على الشك، ولكن تتميز بتصاميم وإبداعات فنية، بينما عباءات "الكوتور" فيها الشك والليزر وتعتمد أكثر على الصناعة اليدوية، بعد ذلك انتقلنا إلى مجموعة " موزان" التي تدخل في تصاميمها الحرائر الإيطالية، الدانتيل الفرنسي، الشك والأحجار، وهذه العباءات تتوجه للسيدة التي ترغب في الظهور أكثر أناقة خلال الحفلات الضخمة والأعراس.

أما مجموعة "مس موزان" فهي خاصة بالطالبات والسيدات العاملات، وميزانتيها تبدأ من 800 ـ 2000 درهم، وهذه العباءة للاستعمال اليومي، وتتميز بأنها مناسبة للعمل وبإجراء تغييرات بسيطة يمكن الذهاب بها إلى دعوة معينة كعشاء مثلاً، فهي تحافظ على إطلالة مميزة لها.. على الرغم من أن الأسعار تختلف من مجموعة إلى أخرى، إلا أننا نسعى إلى تقديم الجودة العالية في كافة المجموعات.

أطلقت مؤخراً فساتين للسهرة، ما الذي دفعك إلى هذا التوجه؟

الهدف هو إكمال مجموعات "موزان"، وبالأخص أن الإمكانيات متوافرة، ففكرت بتقديم فساتين خاصة لسيدات الإمارات، كما عملت على تطوير الثوب الإماراتي  فجعلته قفطاناً عالمياً. وقصات الفساتين كانت أبرز ما ميزها، كونها لا تسبب إي إزعاج للسيدة في حال أرادت ارتداء عباءة فوقها، وجمعت هذه الفساتين بين الخطوط الرومانسية والأناقة البسيطة والفخامة المدروسة في آن واحد، وخلال عرض باريس سنقدم، بالإضافة إلى العباءات، مجموعة جديدة من فساتين السهرة، وفستان الزفاف.

بماذا ستتميز المجموعة التي سيتم عرضها في باريس؟

هي مجموعة ربيع وصيف 2013، وستكون نقشة الكشميري هي الأساس، وأدخلت عليها الألوان الصيفية (الأخضرـ الفوشيا ـ الأوف وايت) بالإضافة إلى الأسود، كما ركزت على القصات الشرقية حيث تكون العباءة مريحة وواسعة، لكن بطريقة غريبة.. أما بالنسبة للأقمشة ففيها الشيفون والحرير الطبيعي، والكريب بالإضافة إلى الدانتيل الفرنسي. ونتيجة توجهي إلى الخارج، التقيت مع مصممي غرز لدور أزياء عالمية، فقاموا بتصميم غرز خاصة بـ "موزان" تم استعمالها في هذه المجموعة.

ما هي البصمة الخاصة بفستان الزفاف؟

يمكن استعماله كفستان زفاف وسهرة في الوقت ذاته، كما أن جميع إكسسواراته صممتها وطبقتها في مصنعي، وبالتأكيد هو يعبر عن روح "موزان" باستعمال اللؤلؤ والورود.

هل تتوجه "موزان" لنخبة المجتمع فقط؟

بشكل عام أحب كل إمرأة ناجحة ومستقلة أن ترتدي من تصاميم موزان"، وفي السابق كان من الممكن قول ذلك، أما الآن مع خط "مس موزان" فأصبحت موجهة للجميع، كما ندرس الآن إيجاد خط جديد تتراوح أسعاره مابين 300 ـ 1000 درهم، وبذلك نتوجه إلى مختلف المستويات في المجتمع.

هل أصبحت العباءة الإماراتية تجسد تراثاً أم هي مجرد زي؟

أصبحت تراثاً مطوراً ونوعاً من الأناقة الخاصة تجذب الأذواق كافة من مختلف العالم، وقد عملنا على تطوير العباءة البشت، وهي العباءة التقليدية مع المحافظة على التراث ولكن بنفحة عصرية، فالعباءة لم تعد مجرد ثوب من القماش الأسود، وإنما ارتبطت بعالم الأناقة.

ماذا عن خط العطور الخاص بك؟.. وبماذا سيتميز؟

أتوقع له النجاح الكبير، حيث حرصت على جمع الحضارتين الشرقية والغربية، فلكل بلد زهوره المميزة، وحسب رأيي فإن أجمل الورود هي وردة الطايف، كما أدخلت في العطور العنبر الأزرق المأخوذ من الحوت، ومنذ سنتين وأنا أعمل على خط العطور، وإن شاء الله خلال 3 أشهر ستتوافر عطور "موزان" في الأسواق، وسنتجه بعد ذلك إلى العالمية، وستتضمن مجموعة العطور عطر ليل، ورد الطايف، مسك الطايف، دهن عود طايفي والزود.. وبالنسبة لي لا أفضل أبداً دهن العود القديم المعتق، إنما اتجه إلى العود الذي يعكس روح الشباب.

كيف تسعين إلى أن تبقى دار "موزان" معاصرة ومواكبة للعالمية؟

من خلال تأسيس إدارات واستراتيجيات وتنظيم إداري صحيح، وكذلك تنظيم العمل في المصنع للتمكن من تحقيق إنتاج يغطي الطلبات العالمية، وما زلت أحرص منذ البداية حتى الآن على تصميم طلباتي الخاصة لدى أشهر منتجي الأقمشة الراقية في فرنسا وإيطاليا وسويسرا.

شاركت هذا العام في لجنة تحكيم جائزة مجلة "لوفيسيال للمرأة العربية"، وفي العام الماضي حصلت على جائزة فئة أفضل مصممة أزياء، فما الذي يعنيه لك أن تكوني مُكرَّمة ومُكَرِّمة؟

الفرحة في كلتا الحالتين، فهذه الجائزة مهمة للمرأة العربية وهي عبارة عن تقدير لإسهاماتهن في مجالات الفنون والأعمال والموضة، وعندما نقدم الدعم للشابات ويتفوقن سيظهر ذلك منافسات لنا، وبالتالي ستزدهر التجارة، وأنا اعتبر نجاح كل مصممة هو نجاح لي.

كسيدة أعمال، إلى أي مدى جائزة الإمارات للسيدات تعتبر خطوة أساسية في تسليط الضوء على دور المرأة، خصوصاً أنك حصلت هذا العام على المركز الأول في فئة صاحبات الأعمال؟

تعتبر هذه الجائزة ذات معايير صعبة جداً، وقد سعدت كثيراً بالفوز هذا العام، حيث شعرت أنني استطعت تحقيق شيء ما، فمنذ صغري وأنا أفكر بطريقة اقتصادية، وأحاول إيجاد مجال عمل يكون بديلاً للدخل غير البترول، وبدأت بوضع خطة لتنمية التراث الغني لدولة الإمارات في صناعة الملابس، والحمد لله استطعت تحقيق ذلك، وسأذهب بمجال العباءة والعطور إلى العالمية.. وبفضل التشجيع الذي تقدمه الدولة لنا، استطعنا كإماراتيين خلق نوع من العمل الحر، مما يساعد في تطوير اقتصاد البلد.

ما العلاقة التي تربط دار "موزان" برعاية سباق الخيول؟

أعشق الخيل منذ الصغر، ويقال "الخيل معقود في نواصيها الخير" أي الفرح، العز والرجولة، وكدار نحن متواجدون في سباق الخيول حتى على مستوى عالمي من خلال تقديم أوشحة كهدايا.

في العيد الأربعين لدولة الإمارات، قدمت مجموعة مستوحاة من وحي العلم الإماراتي، هل يمكن أن نشاهد لك مجموعات أخرى تحمل رسائل إنسانية ومجتمعية؟

نحرص بشكل دائم على التواجد ورعاية الأنشطة الإنسانية والخيرية، فخلال فعالية أقيمت لمحاربة سرطان الثدي قدمنا أوشحة خاصة بهذه المناسبة، كما رعت الدار أنشطة طلاب الجامعات، والآن أحاول مخاطبة ذوي الاحتياجات الخاصة في العين، لنقوم برعاية حفل خيري نعمل على إظهار مواهبهم في التصميم خلال عرض أزياء خاص بهم.. وفي النهاية، المجتمع يحتاج إلى تعاون كافة الأطراف في إيصال رسائل إنسانية ومجتمعية من خلال الأعمال الخيرية، وسنسعى إلى التواجد الدائم في مثل هذه الفعاليات، ورعاية وتشجيع وتنمية الكوادر والمواهب الوطنيه في جميع المجالات.

مَنْ مِنَ الشيخات الإماراتيات تلفتك أناقتها؟  

الشيخة فاطمة بنت مبارك.. ومن المعروف أن "موزان" هي الدار التي تصمم لها بالإضافة إلى أنها ترتدي من تصاميم غيرنا، والشيخة فطيم بنت راشد آل مكتوم والشيخة اليازية بنت زايد آل نهيان.

كما أن الملكة نور ارتدت عباءات من دار "موزان" خلال مؤتمر الأطفال العرب الدولي الحادي والثلاثين، حيث رعينا كدار "موزان" هذا الحدث، وانعقد المؤتمر في الإمارات العام الماضي وخلال زياراتها الميدانية في الإمارات، عبرت أنها سترتدي هذه العباءات بشكل دائم، وقد ظهرت مؤخراً بعباءة من تصميم "موزان" في أحد الأنشطة في الأردن.. كذلك أيضاً، فقد ارتدت Paula Patton من تصاميمنا خلال الإعلان عن فيلم المهمة المستحيلة 4 في دبي.

ما هي النصيحة التي توجِّهينها إلى المرأة في اختيار العباءة، وهل من خطأ معين تلاحظينه بشكل دائم؟

في حال كانت المرأة ممتلئة عليها ألا ترتدي عباءة ضيقة كونها تعتقد أنها ستظهرها أنحف، على العكس فهي ستبرز عيوب جسمها أكثر، كما أن هناك خطأً آخراً وهو أن ترتدي المرأة عباءة السهرة خلال النهار، وبالتأكيد المبالغة في الإكسسوارات والألوان أمر غير محبب.

كونك عضو في مجلس سيدات أعمال أبو ظبي ومجلس سيدات الإمارات.. هل تؤدي هذه المجالس دورها في دعم سيدات الأعمال؟

بالتأكيد، ولكن الذي ينقصها هو وعي الناس تجاه دور هذه المجالس الموجودة لخدمة السيدات في الإمارات، فهي تمارس دور التوعية والإرشاد والتدريب ورعاية المواهب، وقد ساهمت هذه المجالس في العديد من الأنشطة التي تحفز دور المرأة في المجتمع، ونرى أن المرأة الإماراتية نافست وانتزعت المناصب الهامة، وذلك بفضل سياسية الشيخ زايد رحمه الله وشيوخ الدولة أطال الله في أعمارهم التي ترتكز على تمكين المرأة.

العام 1990 كان نقطة البداية.. الآن بعد مرور 22 سنة من النجاح، كيف تقيمين "موزان"؟.. وماذا ترسمين للمستقبل؟

برأيي أن "موزان" في أول طريق التوسع، لأنه منذ البداية وحتى العام 2008 كان الأمر بالنسبة لي مجرد هواية، ولكن خلال السنوات الأربع الماضية، عملت على بناء هذه العلامة التجارية، وسعيت إلى أن تكون كافة ديكورات المحلات الخاصة بـ "موزان" تعكس الروح ذاتها.. أما بالنسبة للمستقبل، فخطتنا الخمسية ترتكز أن يكون لدينا حوالي 50 إلى 60 فرعاً حول العالم.

 
ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار