جزر السيشيل: طبيعة ساحرة تجسّد عظمة الخالق

لم تعبث أيادي التغيير في أرخبيل سيشيل الساحر بل ما زال يحافظ على سحره الخاص كلوحة طبيعية رسمها الله ولم يسمح لأحد بتغيير ولو تفصيل صغير فيها. شواطىء تزيّنها أشجار النخيل الخضراء، وأعماق بحار غنيّة بتنوعها تؤمّن للراغبين مغامرة غوص قلّ مثيلها في العالم وغابات كثيفة وغنية بأشكال الحياة البرية النادرة. بإختصار لقب لؤلؤة المحيط الهندي يكاد لا يفي جزر السيشيل حقّها بسبب روعتها التي لا يمكن وصفها بكلمات وسحرها المميّز الذي لا يختصر بلقب.

موقع وجغرافيا

يتألف أرخبيل "سيشيل" من نحو 115 جزيرة تبعد نحو 1600 كيلو متر من ساحل أفريقيا الشرقي، في الإتجاه الشمالي الشرقي لمدغشقر على المحيط الهندي، وتتوسط جزرها الرئيسية بقية الجزر وهي "ماهي" و"براسلين" و"لاديغو" وهي عبارة عن جزر جرانيت صخرية. أما بقية الجزر فهي مرجانية يغوص معظمها تحت سطح الماء مكونة بعض القمم المنخفضة، وهي ليست بركانية بطبيعتها كغيرها من الجزر البركانية. ومن الدول المجاورة لها جزيرة مدغشقر كما نجد أقرب الدول إليها الصومال في الجزء الشمال الغربي.

سريلانكا...أرض الأحلام والأساطير

طبيعة بيئية مميّزة

شواطىء ذات رمال بيضاء ناعمة ونظيفة جداً، تزينها صخور سوداء من الجرانيت، فتبدو وكأنها تماثيل طبيعية نحتتها الأمواج والأمطار على مرّ السنين، تتناثر على الشواطىء  لتزيد من سحرها وجمالها. وتعدّ هذه الصخور من أكثر الأشياء غرابة وتميّزاً بجزر السيشيل وتشكل تطوراً للسياحة البيئة يميّز الجزر عن مختلف مناطق العالم وجزره. كل جزيرة من جزر السيشيل هي لغز بحدّ ذاته وعالم فريد من نوعه، لكلّ منها نكهتها الخاصة وذكرياتها الخاصة لكن ما يجمع بينها هي الشواطىء التي سبق وتحدثنا عنها إضافة إلى طبيعتها الخضراء إذ تكسو معظم أراضيها الغابات الكثيفة والغنية بأشكال الحياة البرية النادرة، كما تعتبر الجزر السيشيلية محطة منتظمة للطيور المهاجرة من القطب الشمالي والقارة القطبية الجنوبية المتجمدة. غير أن أبرز قاسم مشترك بينها، هي أنها تحت تصرفك وتدعوك للإستمتاع بها.

أصغر عاصمة في العالم

تقع فيكتوريا عاصمة جزر السيشيل وهي تعد أصغر عاصمة في العالم من حيث المساحة في جزيرة "ماهي" أكبر الجزر السيشيلية، فهي ميناء البلاد الوحيد. ولكونها المدينة الوحيدة في البلاد فقد حظيت باهتمام كبير مما أكسبها شكلاً مميزاً من حيث الجمال والتخطيط، ويعيش فيها خليط متجانس، يضم أعراقاً مختلفة من الأهالي. أما بقية مدن الجزيرة فهي عبارة عن شواطئ ومنتجعات تأخذ الطابع القروي إلا أنها غنية بجميع مقومات المدنية، ومن بينها نجد قرية "بياو فالون" وهي من أكثر المنتجعات شعبية في البلاد بشاطئها الرملي النظيف، وأمواجها المرتفعة ومياهها الصافية. وهناك أيضا قرية "ايلي سوريس" التي تقع على الساحل الشرقي في الجزء الجنوبي. من الأماكن المقترح زيارتها في العاصمة Codevar Craft Centre وفيه تباع التذكارات والمشغولات اليدوية وهي متواضعة جدا ولمحبي المتاحف يوجد متحف رئيسي هو متحف التاريخ الوطني  إضافة إلى متاحف أخرى تعرّف السائح على تاريخ هذا الأرخبيل وجزره المتناثرة. كما توجد في أعلى قمم الجبل محميات لزراعة الشاي ومناظر خلابة مطلة على العاصمة

العالم في حديقة

يجب على كل زائر ألا يترك الجزيرة دون زيارة حديقتها النباتية "بوتانيك غاردين" التي تضم آلاف أنواع الزهور والأشجار من مختلف أنحاء العالم. وفي وسط الحديقة  يتمركز متجراً صغيراً لبيع التذكارات ومطعماً حيث يطيب تناول المأكولات المحلية الشهية جداً في جو هادئ لا يقطع صفوه سوى أصوات بعض الطيور المغادرة من جزيرة لأخرى. إن أفضل وقت لزيارة الحديقة هو بين شهري حزيران وآب حيث تستقبلكم الزهور بعطرها الرائع وألوانها الزاهية.

جزيرة "براسلين" مرتع الأحلام

يزيّنها وادي "ماي" وهو من أحد أروع الأودية في العالم، تكثر فيها أشجار النخيل الخضراء وتعد من الغابات العريقة التي يمتد عمرها إلى حقبات غابرة من التاريخ. تشكّل خيوط أشعة الشمس في جزيرة براسلين عندما تتخلل وتتداخل مع أوراق النخيل منظراً شاعرياً يدغدغ أحلام الواقع، فيضفي هذا المشهد على عطلتكم رونقاً خاصاً وسحراً مميّزاً. كما تشتهر براسلين  بغابة الأناناس البري الضخمة التي يكثر فيها طير الببغاء الأسود الذي لا يوجد إلا في تلك المنطقة من العالم. ومن أهم قرى ومنتجعات هذه الجزيرة، التي ننصح بزيارتها والتمتع بخدماتها، "انسي لازيو" بشاطئها الذي تكسوه الرمال الناعمة البيضاء والمياه الفيروزية وتحدها من الشرق صخور جيرانيتية بيضاء مشكلة بذلك حمامات عملاقة. وتمتاز المنطقة بمياه ضحلة دافئة وصافية. كما إن براسلين تعد موطناً لاثنين من أجمل 10 شواطئ في العالم و هما  آنسي لازيو الذي حاز على جائزة أجمل شاطئ في العالم في العام 2004، وشاطئ آنسي جورجيت وهو خاص بفندق لوميرا وتعتبر جميع هذه الشواطئ من ضمن المحميات الثقافية والطبيعية في العالم.

جزيرة "لا ديق" البكر

هي رابع أكبر جزيرة مأهولة من جزر سيشيل بمساحة اجمالية تبلغ 10 كم مربع. الشيء المميز واللافت للنظر في هذه الجزيرة الصغيرة هو شواطئها البكر الأفضل في العالم. العديد من الأفلام تم تصويرها في هذه الجزيرة من أهمها فيلم "كاست أواي" للمثل المخضرم توم هانكس بالإضافة العديد من الأفلام التسوقية الدعائية. المميز أيضا في هذه الجزيرة هو أنها لا تحتوي إلا على حوالي العشرون سيارة فقط ويتم اعتماد الباصات المكشوفة أو العربات الخاصة التي تجرها الثيران أو الدراجات الهوائية كوسائل نقل أساسية. كما يمكن للسائح أن يتناول على هذه الجزيرة أفضل الأطباق المحلية وأشهاها إذ تقدّمها مجموعة من المطاعم البحرية المتناثرة على الشواطىء

أعجبك هذا المقال؟ للمزيد من السياحة والسفر على بريدك اشترك بنشرة ليالينا الإلكترونية