أبرز محطات توفيق الدقن: الشرير الظريف الذي اهانه فيلم في نهاية حياته
تاريخ النشر: : الجمعة، 25 فبراير 2022

أبرز محطات توفيق الدقن: الشرير الظريف الذي أهانه فيلم في نهاية حياته

عاش بعمر أكبر من عمره بثلاث سنوات، ولقب بالشرير الضاحك والأفيهجي، ودخل السينما فقط ليتم ضربه، واعترض الشيخ كشك على إفيهاته حفاظا على الذوق العام! شاهدوا معنا الشرير الظريف توفيق الدقن وكيف جرحته نهايته الفنية.

نشأة توفيق الدقن

في أبيض وأسود ولد توفيق الدقن بقرية بمحافظة المنوفية في مايو عام ألف وتسعمئة وثلاثة وعشرين، ولكن والده رفض تسجيله بالسجل المدني ومنحه شهادة ميلاد شقيقه توفيق الذي رحل في نفس سنة مولده ليعيش الدقن بعمر أكبر من عمره الحقيقي بثلاث سنوات.

بدأ حياته الفنية منذ أن كان طالبا في المعهد العالي للفنون المسرحية، وقدم خلالها بعض الأدوار الصغيرة، وكان أول فيلم سينمائي يشارك به الفنان الراحل توفيق الدقن هو فيلم «ظهور الإسلام» عام ألف وتسع مئة وواحد وخمسين، ثم بعدها شارك في العديد من الأعمال التي تعد علامات بارزة في تاريخ الفن المصري.

 إفيهات توفيق الدقن

أمتع توفيق الدقن جمهوره بالعديد من «إيفيهاته» التي لا تزال تتردد حتى اليوم، حتى أطلق عليه لقب الإفيهجي داخل الوسط الفني بسبب تميزه بتلقائية الكلام فكان من القليلين الذين كان مسموحا لهم بالارتجال ووضع جمل بعيدة عن نص السيناريو الأصلي، وذلك بعد أن استطاع تحقيق مصداقية كبيرة لدى الجمهور من خلال جمله البسيطة المواكبة للشارع المصري.

ورغم ذلك واجهت إفيهاته العديد من الانتقادات والاتهامات بإفساد الذوق العام، مثل إفيه أحلى من الشرف مفيش، الذي علق عليه الشيخ الشهير الراحل عبدالحميد كشك في منتصف السبعينيات بقوله، "إن تلك اللغة السيئة التي تجتاح الشارع اليوم واللي تودي في داهية.. اللغة بتاعت توفيق الدقن.. اللي بوظت أخلاق عيالنا".

أشهر أدوار توفيق الدقن

ويعد توفيق الدقن واحدا من أبرز الفنانين الذين اشتهروا بتجسيد أدوار الشر في السينما المصرية؛ حيث امتلك ملامح جعلته يؤدي هذه الأدوار ببراعة شديدة، فأطلق عليه لقب الشرير الظريف، وكان هدفه الوحيد أن يصبح «محمود مليجي» السينما المصرية، كما جاء بمذكراته، ولكنه لم ينتهج طريق المليجي العبقري، والذي كان يلتزم بشخصية الشرير الجاد بل اخترع مدرسة فنية جديدة للشرير الضاحك وفي أحد اللقاءات الصحفية تم سؤال الفنان الراحل توفيق الدقن عن ما إن كانت الرياضة ولعبة البوكس هي اللي دفعته لأدوار الشر؛ حيث كان مشهورا بحبه للرياضة، وكان رده بالنص: أنا اتاخدت في السينما مش عشان قدرتي الفنية، أنا قدرتي الفنية يمكن بدت في السنوات الأخيرة، لكن أنا خدوني عشان أنضرب.

واستطرد في حديثه بعد استغراب المذيع قائلا، إنه ورشدي أباظة كانت بداية دخولهم السينما فقط ليتم ضربهم من قبل أبطال الأفلام حينذاك حتى استطاعوا إثبات وجودهم بأدائهم المختلف وللأسف.

اختتم حياته بإهانة

اختتم النجم القدير الراحل توفيق الدقن أعماله بفيلم أهانه وجرح كبرياءه كثيرا، إذ شارك في بطولة فيلم «وداد الغزية»، وكان معه الفنان محمود ياسين، وكان الاتفاق على أن يوضع اسمه بجانبه على أن يكون الأفيش بمشاركة توفيق الدقن، ولكنه تفاجأ بعدم وضع اسمه بهذا الشكل وكتابته بشكل مهين على التتر، وحينها قال تعليقه الشهير وهو: المهم أن تكون في قلوب المشاهدين وليس على أفيش الأفلام.

وفاة توفيق الدقن

ورحل النجم القدير توفيق الدقن في الثامن والعشرين من  شهر نوفمبر عام ألف وتسعمئة وثمانية وثمانين عن عمر ناهز خمسة وستين عاما، ولكن رحل حزينا ومجروحا من السينما التي لم تقدره وتعطه ما يستحق، فهو الفنان الذي تحمل أعباء العمل في أكثر من مهنة لكي يغطي مصاريف أبنائه؛ لأنه كما قال في مذكراته «الفن النضيف مبيأكلش عيش».. لينهي الدقن كتابه ويرحل تاركاً تركة يحفظها محبيه حتى الآن وتتوارثها الأجيال.
 

المزيد: