العيد الوطني في اليمن عيد الوحدة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 22 مايو 2023
العيد الوطني في اليمن عيد الوحدة

يقع اليمن جنوب شبه الجزيرة العربية، وقد عُرف قديماً باسم مملكة سبأ، ثم مملكة حمير، وسُمي باليمن لوقوعه على يمين الكعبة، إطلالته على مضيق باب المندب وطرق التجارة العالمية جعلته محط اهتمام الكثير من الدول، لا سيما بريطانيا التي احتلت الأجزاء الجنوبية من اليمن بهدف حماية طريق تجارة الهند عبر البحر الأحمر، وفي هذا المقال، نخبرك بأهم المعلومات التي تود معرفتها عن اليمن وإعلان الوحدة اليمنية والعيد الوطني له.

إعلان الوحدة اليمنية والاحتفال بها

ظهرت الرغبة لدى أبناء اليمن الشمالي واليمن الجنوبي بالوحدة، ونتيجة لتشجيع بعض الدول على ذلك، أُعلنت الوحدة رسمياً في الثاني والعشرين من شهر أيار/مايو عام 1990، حيث أصبح علي عبد الله صالح رئيس اليمن الشمالي رئيساً لليمن، وعلي سليم البيض رئيس اليمن الجنوبي نائباً لرئيس الجمهورية اليمنية. [1]

ونزل اليمنيون إلى الشوارع احتفالاً بهذه المناسبة، رافعين العلم الوطني لليمن المُوحدة، وبذلك أصبح يوم الثاني والعشرين من أيار/مايو عيداً وطنياً، يحييه اليمنيون بتذكر المراحل الأخيرة للوحدة، كما ينظمون تظاهرات احتفالية بهذه المناسبة، ويزينون شوارع البلاد بالأعلام الوطنية، ويطلقون الألعاب النارية. [1]

العلم الوطني اليمني

اعتمد العلم الوطني اليمني عند إعلان الوحدة في الثاني والعشرين من شهر أيار/مايو من عام 1990، وهو عبارة عن مستطيل مقسم إلى ثلاثة أقسام متساوية، القسم الأعلى لونه أحمر دلالة على دماء الشهداء والوحدة، والأوسط لونه أبيض دلالة على المستقبل المشرق، والثالث لونه أسود دلالة على الأيام المظلمة في ماضي اليمن، مثل الحرب الأهلية اليمنية. [2]

النشيد الوطني اليمني

اعتمد النشيد الوطني للجمهورية اليمنية عند إعلان الوحدة في الثاني والعشرين من شهر أيار/مايو من عام 1990، حيث كان معتمداً كنشيد وطني لليمن الشمالي منذ عام 1978، والنشيد من كلمات الشاعر عبد الله عبد الوهّاب نعمان، وألحان أيوب طارش، وهذه هي كلمات النشيد الوطني اليمني: [2]

رددي أيتها الدنيا نشيدي... رددي أيتها الدنيا نشيدي

ردديه وأعيدي وأعيدي... واذكري في فرحتي كل شهيدي

وامنحيه حللاً من ضوء عيدي... رددي أيتها الدنيا نشيدي

كم شهيداً من ثرى قبر يطل… ليرى ما قد سقى بالدم غرسه

كم شهيداً من ثرى قبر يطل... ليرى ما قد سقى بالدم غرسه

ويرى جيلاً رشيداً لا يضل... للفداء الضخم قد هيأ نفسه

ويرى الهامات منا كيف تعلو... بضحى اليوم الذي أطلع شمسه

يا بلادي... يا بلادي... يا بلادي

يا بلادي... نحن أبناء وأحفاد رجالك... سوف نحمي كل ما بين يدينا من جلالك

يا بلادي... نحن أبناء وأحفاد رجالك… سوف نحمي كل ما بين يدينا من جلالك

وسيبقى خالد الضوء على كل المسالك

كل صخر في جبالك... كل ذرات رمالك

كل أنداء ظلالك... في جنوبك وجدت أو في شمالك

ملكنا... ملكنا... ملكنا... إنها ملك أمانينا الكبيرة

حقنا... حقنا... حقنا... جاء من أمجاد ماضيك المثيرة

إرثنا... إرثنا... إرثنا... في سيوف زارت الدنيا مغيرة

بخطى الواثق تمشي قدمي... بخطى الواثق تمشي قدمي

مثل سيل وسط ليل يرتمي... مثل سيل وسط ليل يرتمي

هي أرضي زرعت لي في فمي... هي أرضي زرعت لي في فمي

بسمة الخير وناب الضيغم … بسمة الخير وناب الضيغم

وهو إيماني يؤاخي في دمي… وهو إيماني يؤاخي في دمي

فرحة النصر وحزن المأتم… فرحة النصر وحزن المأتم

فوجودي ليس يخشى عدمي… فوجودي ليس يخشى عدمي

في البناء والسلام... في البناء والسلام

قد بهرنا الخير بالخير التزاما... قد بهرنا الخير بالخير التزاما

في الفناء والحِمَام... في الفناء والحِمَام

قد قهرنا الموت للموت اقتحاما... قد قهرنا الموت للموت اقتحاما

في الوفاء والذمم... في الوفاء والذمم

نحن أوفى الناس للناس ذماما... نحن أوفى الناس للناس ذماما

عشت إيماني وحبي أمميا...

ومسيري فوق دربي عربيا...

وسيبقى نبض قلبي يمنيا...

لن ترى الدنيا على أرضي وصيا...

سوف تبقى في مدى الأيام أخلاقنا زاهية لن تخلقا...

وسيبقى وجهك المشرق يا وطني بالضوء منا مشرقا...

وسيبقى قاهر الشعب على وجه أرضي عدماً... عدماً لن يخلقا...

ليس منا أبداً من مزقا... ليس منا أبداً من مزقا...

ليس منا أبداً من فرقا... ليس منا أبدا من فرقا...

ليس منا أبداً من مزقا... ليس منا أبداً من مزقا...

ليس منا أبداً من فرقا... ليس منا أبداً من فرقا...

ليس منا أبداً من يسكب النار على أزهارنا كي تحرقا...

وحدتي... وحدتي... وحدتي... وحدتي...

يا نشيداً رائعاً يملأ نفسي... يا نشيداً رائعاً يملأ نفسي...

أنت عهد عالق في كل ذمة...

أمتي... أمتي... أمتي... أمتي... اِمنحيني البأس يا مصدر بأسي

واذخريني لك يا أكرم أمة...

رايتي... رايتي... يا نسيجاً حكته من كل شمس...

أخلدي خافقة في كل قمة...

عشت إيماني وحبي أمميا...

ومسيري فوق دربي عربيا...

وسيبقى نبض قلبي يمنيا...

لن ترى الدنيا على أرضي وصيا...

رؤساء اليمن خلال الوحدة

  • علي عبد الله صالح: استلم السلطة منذ إعلان الوحدة في الثاني والعشرين من شهر أيار/مايو عام 1990 حتى عام 2012 إثر ثورة شعبية طالبت بعزله.
  • عبد ربه منصور هادي: استلم السلطة منذ عام 2012 حتى عام 2016، وشهدت البلاد في عهده حرباً عام 2015 بين أنصاره والحوثيين، تدخلت على إثرها السعودية، على رأس تحالف من 30 دولة، هدفه إعادة عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، واستمر الصراع محتدماً حتى عاد هادي للسلطة إلى أن تنازل عنها في السابع من نيسان/أبريل عام 2022.
  • مجلس القيادة الرئاسي بقيادة رشاد محمد العليمي: الذي شكّله عبد ربه منصور هادي بقرار جمهوري في السابع من نيسان/أبريل عام 2022، ليكون جزءاً من الحل السياسي الشامل للحرب الأهلية اليمنية، ويدير اليمن سياسياً وعسكرياً وأمنياً طوال المرحلة الانتقالية، وهو مستمر حتى الآن. [1]

معلومات تاريخية عن اليمن

اليمن حضارة قديمة

بدأت حضارة اليمن بمملكة سبأ قبل الميلاد، ثم استمرت من خلال مملكة حِميَر حتى دخول المسلمين إليها عام 630، حيث أصبحت جزءاً من الدولة العربية الإسلامية، في عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ثم العهد الراشدي فالأموي، فالعباسي. [3]

واحتلت الدولة العثمانية اليمن عام 1547، ولكن اليمنيين رفضوا الاحتلال وقاوموا العثمانيين، ونجحوا في إخراجهم من اليمن عام 1567، إلا أن الدولة العثمانية استغلت الخلافات بين القبائل اليمنية، وعادت لاحتلال اليمن عام 1583. [3]

احتلال بريطانيا لعدن وإعلان الحماية على اليمن

سيطر إمام لحج شريف أبو عريش على اليمن عام 1740، الذي وقّع مع بريطانيا معاهدة حماية مهّدت للاحتلال البريطاني لعدن عام 1839، في هذه الأثناء، استمرت الحملات العثمانية لاستعادة السيطرة على اليمن، وتمكنوا على إثرها من السيطرة على المدن، لكنهم فشلوا في السيطرة على الأرياف والمناطق الجبلية، نظراً لصعوبة تضاريسها. [2]

وبعد خروج العثمانيين من اليمن نتيجة خسارتهم الحرب العالمية الأولى، سيطر يحيى حميد الدين على غالبية المدن اليمنية، فاعترفت إيطاليا عام 1928 بالإمام يحيى حميد الدين إماماً على اليمن، وبذلك تكون الحماية البريطانية على اليمن قد انتهت، لكن احتلال عدن ما زال مستمراً. [2]

الحرب السعودية اليمنية ومعاهدة الطائف

اندلعت الحرب اليمنية السعودية بين شهري آذار/مارس وأيار/مايو من عام 1934، حيث توقفت المعارك بتوقيع معاهدة الطائف التي نصت على تأجير عسير وجيزان ونجران للمملكة العربية السعودية، على أن يتم تجديدها كل 20 سنة قمرية. [1]

جلاء القوات البريطانية عن عدن

بدأت مقاومة اليمنيين للاحتلال البريطاني منذ تاريخ الاحتلال عام 1839، نتيجة ممارسات الاحتلال السيئة بحق المواطنين، مثل الاعتقالات، وفرض اللغة الإنجليزية لغة رسمية، فتأسست حركات مقاومة كجبهة التحرير القومية، وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل. [1]

وتمكنت هذه الحركات في النهاية من فرض انسحاب بريطانيا من الجنوب اليمني في الثلاثين من شهر تشرين الثاني/أكتوبر عام 1962، وبذلك أصبح اليمن الجنوبي دولة مستقلة، بحيث سنتناول عيد الاستقلال في اليمن. [1]

الحرب الأهلية اليمنية

قام عبد الله السلال بإحداث انقلاب على محمد حميد الدين إمام اليمن الشمالي، معلناً النظام الجمهوري في الخامس والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر عام 1962، فكان هذا الحدث مدخلاً لحرب أهلية تدخلت فيها السعودية إلى جانب محمد حميد الدين، ودولة مصر إلى جانب عبد الله السلال. [1]

وكانت نتيجة هذه الحرب الاتفاق على إقصاء عبد الله السلال من السلطة، مقابل الاحتفاظ بالنظام الجمهوري عام 1967، لتنتهي الحرب رسمياً في عام 1970. [1]

ختاماً، أثمر نضال اليمنيين بكل فئاتهم عن إجلاء المستعمر البريطاني عن أرض عدن، ورفع الحماية البريطانية عن اليمن، كذلك أدت صلابة إرادة اليمنيين إلى تحقيق الوحدة اليمنية، بعد انفصال دام عقود، وفي الوقت ذاته، أدى الصراع على السلطة إلى إراقة الدماء بين أبناء الشعب الواحد، كما يحدث اليوم في اليمن، لذلك يبقى الرهان على الوعي الكبير الذي يمتلكه الشعب اليمني للخروج من أزمته، كما فعلها سابقاً وحقق وحدته بإرادته.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار