المكمل الغذائي أوميغا Omega 3

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 12 يناير 2023
المكمل الغذائي أوميغا Omega 3

تعد الأوميغا 3 أحد أنواع الأحماض الدهنية غير المشبعة، وهي تتوافر في الأسماك بشكل كبير، وتساهم في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية وتقليل إصابة الجسم بالالتهابات، في هذا المقال نتناول بالشرح فوائد الأوميغا 3 ومصادرها وأهميتها للمرأة خلال فترتي الحمل والرضاعة.

ما أنواع الشحوم الموجودة في الجسم

تعد الشحوم ذات أهمية كبيرة في عملية الاستقلاب (بالإنجليزية: Metabolism) (وهي عملية حيوية يقوم بها الجسم لإنتاج الطاقة من الغذاء)، حيث تدخل الشحوم في تركيب أغشية الخلايا المكونة لأجسامنا، وتجول في الدم مشكّلة مصدراً لطاقة الأنسجة المختلفة.

إضافة إلى ذلك يدخل الكوليسترول في تركيب هرمونات الجسم المختلفة وخصوصاً الهرمونات الجنسية، كذلك يدخل في تركيب فيتامين (د)، وللشحوم أيضاً أهمية في تشكيل العامل الرئوي السطحي (بالإنجليزية: Surfactant) (وهو مادة موجودة في الرئة دورها هو الحفاظ على الوظيفة التنفسية ومنع الرئة من الانكماش).

وللشحوم الموجودة في الجسم أنواع كثيرة منها ما هو ضار ومنها المفيد، أحد أنواعها الحموض الدسمة المشبعة (بالإنجليزية: Saturated Fatty Acids)، وهي غنية كثيراً بالسعرات الحرارية، لذلك يضر الإكثار من تناولها بالجسم ويؤدي إلى الإصابة بالبدانة، وهي منتشرة بكثرة في الدهون حيوانية المصدر (اللحوم والسمن والزبدة).

أما النوع الثاني من الشحوم هو الحموض الدسمة غير المشبعة (بالإنجليزية: Unsaturated Fatty Acids) وهي فقيرة بالسعرات الحرارية ومفيدة للجسم؛ إذ تخفض تركيز الكوليسترول في الدم، وهي منتشرة بشكل عام في الزيوت النباتية وفي زيت السمك.

تنقسم الحموض الدسمة غير المشبعة من ناحية التركيب الكيميائي إلى: حموض دسمة وحيدة عدم الإشباع (بالإنجليزية: Mono Unsaturated Fatty Acids) موجودة بشكل رئيسي في زيت الزيتون، وحموض دسمة متعددة عدم الإشباع (بالإنجليزية: Poly Unsaturated Fatty Acids)؛ ويعد الأوميغا 3 من أهم الأمثلة عليها، ويعتقد كثير من الخبراء والعلماء أنه ضروري لحياتنا اليومية. [1]

فوائد الأوميغا 3 ومصادرها

  • شحوم الدم (الشحوم الثلاثية - Triglycerides): يقوم الأوميغا 3 بتخفيض تركيز الشحوم الثلاثية في الدم، ويعد ارتفاع تركيز تلك الشحوم في الدم أمراً ضاراً لجسمك عزيزي القارئ، إذ يزيد من احتمال إصابتك بأمراض القلب والشرايين.
  • أمراض القلب: يملك الأوميغا 3 تأثيرات مميعة للدم، لذلك ينصح مرضى القلب والمصابين سابقاً بالجلطات بتناول جرعات كافية تصل حتى 1غ يومياً، لكن يجب الحذر بحال تناولها بالمشاركة مع الأدوية المميعة للدم، مثل: الأسبيرين (بالإنجليزية: Aspirin) والهيبارين (بالإنجليزية: Heparin) والكلوبيدوجريل (بالإنجليزية: Clopidogrel) لتجنب حدوث نزيف.
  • التهاب المفاصل الرثياني أو الروماتيزم (Rheumatoid Arthritis): يقوم الأوميغا 3 بكبح ألم وتصلب المفاصل، إذ يملك وظيفة مضادة للالتهاب مشابهة لوظيفة الأدوية المضادة للالتهاب اللاستيروئيدية (بالإنجليزية: NSAIDs)، مثل: الإندوميثاسين (بالإنجليزية: Indomethcin).
  • مرض الاكتئاب: وجدت بعض الأبحاث أن الشعوب التي تتناول غذاءً غنياً بالأوميغا 3 لديها مستويات منخفضة من الإصابة بالاكتئاب، إذ يعتقد أنها تزيد من التأثير المضاد للاكتئاب.
  • نمو الطفل: تظهر الدراسات الحديثة بأن الأوميغا 3 ضروري جداً لتطور الطفل عقلياً وجسدياً.
  • علاج الربو: إن اتباع حمية غذائية غنية بالأوميغا 3 يقلل من التفاعلات الالتهابية في الجسم، التي تشكل السبب الرئيسي للربو، كذلك تشير بعض الدراسات إلى أن الأوميغا 3 يحسن عمل الرئة.
  • اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD): تظهر بعض الأبحاث أن الأوميغا يخفف من أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى بعض الأطفال، ويعزز مهاراتهم الذهنية مثل التفكير والقدرة على التذكر والتعلم، ولكن الأمر لا يزال بحاجة المزيد من الأبحاث للتأكد منه، ولا يجب اتخاذه كعلاج.
  • داء ألزهايمر (Alzheimer’s Disease) والخرف (Dementia): تقترح بعض الدراسات أن الأوميغا 3 قد يساعد في الوقاية من داء ألزهايمر والخرف، ويملك أثراً إيجابيّاً على فقدان الذاكرة المرافق للتقدم بالسن، لكن ذلك غير مؤكد بعد. [1]

أهم الأغذية المحتوية على الأوميغا 3

حاول أن تتناول الأغذية الحاوية على الأوميغا 3 قدر الإمكان مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، وهذه الأغذية هي: سمك السلمون، السردين، التونة، زيت السمك، فول الصويا، بذور الكتان، المكسرات بأنواعها. [2]

متى ينصح بتناول حمية غذائية غنية بالأوميغا 3

ينصح بتناول حمية غذائية غنية بالأوميغا 3 في الحالات الآتية: [2]

  • الوقاية من تصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis).
  • داء السكري.
  • الربو القصبي.
  • التهاب المفاصل.
  • بعض الأمراض المناعية التي تدعى بالأمراض الرثوية، مثل: الذئبة الحمامية الجهازية (SLE) (وهي مرض مناعي ذاتي يفرز فيه الجسم أجساماً مضادة تهاجم خلايا الجسم، وتؤدي إلى أعراض متنوعة مثل: القصور الكلوي، جفاف الفم والتهاب المفاصل).
  • الوقاية من سرطانات القولون والبروستاتا والثدي.
  • المساهمة في تطور ونمو الأطفال العقلي.

دور أوميغا 3 في الحمل والإرضاع

أظهرت الدراسات أن الوارد الغذائي الحاوي على الأوميغا 3 بشكل كافٍ يملك جملة من الفوائد، فالأطفال الذين يتناولون الأغذية الغنية بالأوميغا 3 لديهم مستويات أفضل من التطور العقلي المبكر، وأظهرت الأبحاث الحديثة أن نفس الأمر يجري على المولودين حديثاً من أمهات لديهن وارد غذائي كافٍ من الأوميغا 3 أثناء فترة الحمل.

وبينت دراسات أخرى أن الأطفال المولودين من أمهات لديهن تركيز عالٍ من الأوميغا 3 في الدم خلال الحمل، يتميزون بمستوى أفضل من ناحية الإدراك والانتباه في السنة الثانية من عمرهم، بالإضافة إلى كونهم متقدمين عقلياً بشهرين مقارنةً بالأطفال المولودين لأمهات لديهن تركيز منخفض من الأوميغا 3 في الدم.

كذلك الأمر بالنسبة للإرضاع، فالأوميغا 3 موجود بشكل طبيعي في حليب الأم، لذلك يفضل تناول كميات كافية من الأغذية المحتوية على الأوميغا 3 من قبل الأم أثناء الإرضاع لتؤثر إيجاباً على الرضيع. [2]

أشهر المغالطات المتعلقة بفوائد الأوميغا 3

بسبب التزايد الكبير في شعبية المكملات الغذائية، والدراسات المستمرة التي تثبت فوائد جديدة لها كل يوم، تكثر الشائعات غير المبنية على دراسات دقيقة، لذلك سنعرض أشهر تلك الشائعات ونبين الصواب منها:

  1. جميع مصادر الأوميغا 3 تملك القيمة الغذائية ذاتها: عندما نتكلم عن الأوميغا 3 فنحن نقصد بذلك عائلة من المركبات الكيميائية المختلفة عن بعضها ببعض الصفات، وفقط حليب الأم وزيت السمك يحتويان جميع أنواعها، أما بقية المصادر وخاصة النباتية منها تحوي على نوع وحيد من الأوميغا 3 وهو (omega-3-ALA).
  2. القليل من الأوميغا 3 أفضل من لا شيء: هذا لا يعد صحيحاً، فقد أظهرت الدراسات أن فوائد الأوميغا 3 لا تتحقق إلا عند وصول تركيزه في الجسم إلى عتبة معينة، فعلى سبيل المثال، للاستفادة من خاصيته المضادة للالتهاب، يجب أن يحوي الوارد الغذائي اليومي على 2700 ميلليغرام منه، وعلى مدى ثلاثة أشهر متواصلة على الأقل.
  3. الجرعة اليومية اللازمة من أوميغا 3 على عمرك ووزنك: في الواقع فإن الكمية التي تحتاجها يومياً من أوميغا 3 تعتمد على عوامل كثيرة أهمها حالتك الصحية، فكلما كانت حالتك الالتهابية أشد كلما احتجت إلى كمية إضافية من ذلك المكمل الغذائي.
  4. أفضل طريقة للحصول على كمية كافية من أوميغا 3 هي تناول السمك بشكل منتظم: بالرغم من كون تناول السمك طريقة ممتازة للحصول على كمية كافية من أوميغا 3، لكن من المهم أن نعلم أن كمية الأوميغا 3 تختلف إلى حد بعيد بين نوع وآخر من الأسماك، كما تختلف بحسب الوقت من السنة الذي يتم فيه صيد تلك الأسماك، كما من المهم الإشارة إلى أهمية طريقة التحضير في الحفاظ على المحتوى من الأوميغا 3 أو تخريبه، فحتى سمك السلمون -المعروف بكونه غنياً بالأوميغا 3- يخسر عند تحضيره مشوياً من 70-85% من محتواه من الأوميغا 3.

ختاماً، على الرغم من كون مركبات الأوميغا 3 الصنعية ذات فائدة كبيرة للجسم، إلا أنه يجب علينا التعامل معها مثل أي دواء آخر، فلا يجب علينا أخذها قبل استشارة الطبيب لأنها قد تملك آثاراً ضارة على الصحة في بعض الحالات، مثل مشاركتها مع مركبات دوائية معينة، أو حتى أخذها بجرعات أقل من اللازم.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار