خريطة العالم

تتيح لنا خريطة العالم نظرة ثاقبة للحدود السياسية بين دول العالم وتنقسم خريطة العالم إلى خريطة سياسية وخريطة إقتصادية لتحديد ثروات كل بلد، وخريطة جغرافية لتمميز تضاريس كل دولة من سهول وجبال وكذلك خريطة مناخية تهتم بالظواهر المناخية السائدة كتوزيع الحرارة والمطر. سنتعرف في هذه المقالة إلى ماهية خريطة العالم الحقيقية ^[1]   وإلى خريطة العالم العربي ^[2]   أيضاً.

خريطة العالم الحقيقية:

كما يعلم معظمنا فإن خريطة العالم التي نشأنا معها ليست بالضبط توضح دقة معالم العالم حيث إن إسقاط ميركاتور الذي أنشأه رسام الخرائط الفلمنكي جيراردوس ميركاتور في عام 1569م يعتبر تمثيل مرئي للمركزية الأوروبية والاستعمار التاريخي حيث تبدو إفريقيا وأمريكا الجنوبية أصغر بكثير مما هي عليه في الواقع، وقد تبدو جرينلاند أكبر من إفريقيا في الخريطة ولكنها في الواقع أصغر منها ب14 مرة كما أنها تأتي تقريباً بنفس مساحة الجزائر. حذر رسام الخرائط البريطاني جي جي موريسون في عام 1902 من أن أفكار الناس في الجغرافيا لا تستند إلى حقائق فعلية على أرض الواقع بل على خريطة ميركاتور لكن الآن بفضل تطور التكنولوجيا يمكن معرفة الحجم الحقيقي لدول عبر خريطة العالم الحقيقية  عبر هذا الموقع ^[3]  . رسم عالم المناخ في مكتب الأرصاد الجوية البريطانية نيل كاي خريطة ثنائية الأبعاد تبين الحجم الحقيقي لدول شمال خط الاستواء تحديداً باستخدام الإسقاط الستيروغرافي بدلاً من إسقاط مركاتور مما أصبحت خريطة العالم مسطحة بدلاً من أنها دائرية.

بقي رسامو الخرائط يحاولون لعدة القرون رسم الخريطة بشكل متناسق ومتوازن بين خطوط العرض وخطوط الطول والمناطق النسبية للقارات والمحيطات وقد طور عالم رياضيات فرنسي معادلة لتحديد درجة التشوه لخريطة العالم تسمى المعادلة تيسو حيث تأخذ المعادلة شكل الدوائر توضع على فترات منتظمة على الخريطة ويتم حساب درجة التشوه في كل دائرة، ويستخدم رسامو الخرائط عدة طرق لرسم خريطة العالم  ^[1] وهم:

• الإسقاط الجيبي نجح أكثر في توضيح دقة مساحة القطبين ولكن على حساب القارات وخطوط الطول المنحنية كما تعتبر المناطق القريبة من خط الإستواء دقيقة نوعاً ما إلا أن التشوه يزداد سوءاً كلما ابتعدت عن خط الاستواء.
• إسقاط روبنسون يتخذ شكلاً بيضاوياً وتوازن ما بين درجة تشويه القارات وزوايا خطوط الإحداثيات.
• إسقاط بون يأتي على شكل القلب ويركز أكثر على أوروبا وإفريقيا لكن تم تمديد مساحة أستراليا.
• إسقاط أرماديلو تعد نوعاً من المحاكاة ثلاثية الأبعاد يحافظ على مساحة القارات لكنها تظهر المحيطات بمساحة أصغر.

خريطة العالم العربي:

يمكن أن تكون الخرائط أداء قوية لفهم العالم ولا سيما منطقة الشرق الأوسط ^[2] وهو مكان تم تشكيله من خلال تغيير الحدود السياسية والديموغرافية إذ اقتصرت خريطة العالم العربي بدايةً على شبه الجزيرة العربية في عهد الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم- ومن ثم توسعت إلى بلاد الشام وشمال إفريقيا في عهد الخلافة الإسلامية، ولم تكن هناك أي الحدود المعروفة آنذاك إلا بعد تطبيق معاهدة سايكس بيكو بعد الحرب العالمية الأولى بموجبها تم تقسيم الدول العربية وتسميتها بأسمائها الحالية وغالباً ما يشار إلى اتفاقية سايكس بيكو كسبب للحرب العنف والصراع في منطقة الشرق الأوسط. قام المؤرخ ورسام الخرائط بجامعة كولومبيا مايكل إيزداي برسم خريطة سياسية للعالم العربي منذ عام 1450 والتغغيرات التي حدثت عليها حتى اليوم كما توجد خريطة العالم العربي الأخرى توضح الجماعات العرقية التي تعيش في العالم العربي حيث يهيمن العرب جنباً بجنب الأكراد واليهود والشيشانيين.

خريطة العالم باللغة العربية:

تُعرف خريطة العالم بأنها خريطة تجمع معظم أو كل بقاع الأرض وتركز معظمها على الحدود السياسية أو على الميزات المادية مثل النفط والكثافة السكانية والمعالم الجغرافية فهي تستخدم تدرج اللون وشدة التباين بين الاختلافات بين المناطق لتوضيح اختلاف الديموغرافيات.

خريطة العالم بالإنجليزي:

لا يتم إظهار جميع 195 دولة على الخريطة السياسية لأن العديد منها كان أصغر من أن يتم رسمه بمقياس الرسم لتكون واضحة على خريطة العالم، وتركز خريطة العالم على متلف البلدن حول العالم على عكس الخرائط القديمة التي كانت تتمحور حول أوروبا وإفريقيا ويكمن هدف من هذه الخريطة هو إعطاء الموقع الصحيح والأسماء والحدود السياسية لجميع البلدان كما انها مفيدة جداً لأغراض التعليم والسياحة.

خريطة العالم الصماء:

تعرف خريطة العالم الصماء تلك التي لا يوجد فيها أية تفاصيل سياسية أو تضاريس طبيعية وقد قام العالم البلجيكي مركاتور برسم أول خريطة العالم الصماء في عام 1580م اعتماداً على الكتب الجغرافيا، وعادة ما تستخدم خريطة العالم الصماء في الاختبارات المدرسية في مادة الجغرافيا والاختبارات الجغرافيا الجامعية خاصة للطياريين والقبطان والبحارة والعاملين في السياحة.

خريطة العالم المسطحة:

قام رسام الخرائط الياباني هاجيمي ناروكاوا بتقسيم الكرة الأرضية إلى 96 منطقة وطيها على شكل رباعي ثم الهرم قبل أن يتم تسويته في النهاية إلى ورقة ثنائية الأبعاد حيث تحافظ هذه الطريقة على الأبعاد الحقيقية للقارات من خلال زواياها للخارج بدلاً من تمديدها. كان الهدف من إنشاء خريطة العالم المسطحة لمعالجة مشاكل القرن الحادي والعشرين بما في ذلك التلاشي السريع للجليد البحري وتوضيح مساحة أكثر دقة للمناطق القريبة من القطبين، وقد استعادت إفريقيا حجمها الحقيقي على الخريطة بينما تقلصت أمريكا الشمالية وأوروبا إلى أحجامهما الحقيقية كما تم تمثيل المحيطات بدقة من خلال كسر القواعد القديمة التي تحكم كيفية ظهور القارات وخطوط الطول والعرض. يقول ناروكاوا إن خريطته ليست دقيقة بعد فما زالت بعض المناطق مشوهة قليلاً.

عادةً ما تستخدم خريطة العالم للأغراض المدنية والعسكرية والتعليمية وللأغراض الملاحة والسفر فكثيراً ما استخدم البحارة والمسافرون خريطة العالم لمعرفة وجهات السفر واتجاهات. وكان العالم المسلم أبو عبدالله محمد الإدريسي أحد مؤسسي علم الجغرافيا هو أول من رسم خريطة العالم بأوامر من ملك صقلية روجر الثاني.