طريقة لبس الإحرام (فيديو)

  • تاريخ النشر: الخميس، 29 أبريل 2021 آخر تحديث: الأحد، 24 مارس 2024

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، فرضه الله تعالى على المستطيع، والعمرة مثله، فهما أصلان عند الشافعية والحنابلة، لقوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]. وهي سنة عند المالكية والحنفية، وقد اعتمر النبي صلّى الله عليه وسلم أربع عُمَر كلهن في ذي القعْدة إلا التي مع حَجَّته: الأولى من الحديبية سنة ست من الهجرة، والثانية سنة سبع وهي عمرة القضاء، والثالثة سنة ثمان عام الفتح، والرابعة مع حجته سنة عشر، وكان إحرامها في ذي القعدة وأعمالها في ذي الحجة. وفي المقال التالي سنتعرف على طريقة لبس الإحرام.

تعريف الإحرام

الإحرام (لغوياً): هو الدخول في حرمة الله، ومنه الإحرام بالصلاة والحج. والإحرام بالصلاة بتكبيرة الإحرام، وفي الحج بالنية مع التلبية. وسميت تكبيرة الإحرام بذلك لأنه بها حرم على المصلي ما كان مباحاً من مفسدات الصلاة، كالأكل والكلام ونحو ذلك. ويراد بالإحرام عند أطلاقة الإحرام بحج أو عمرة. [1]

الإحرام (شرعاً): تعددت تفسيرات تعريف الإحرام لدى الفقهاء، فهو كما يلي:

  • عند الحنفية: الإحرام الدخول في حرمات مخصوصة أي التزامها، غير أنه لا يتحقق شرعا إلا بالنية والذكر.
  • عند المالكية: صفة حكمية، توجب لموصوفها حرمة مقدمات الوطء مطلقاً، وإلقاء التفث، والطيب، ولبس الذكور المخيط، والصيد لغير ضرورة لا يبطل بما تمنعه.
  • عند الشافعية: تعريف الإحرام هو عبارة عن نية الدخول في حج أو عمرة، وهو الإحرام المطلق، وسُمي إحراماً لأنه يمنع من المحرمات.
  • عند الحنابلة: تعريف الإحرام هو نية الدخول في النسك، لا نيته ليحج أو يعتمر. [2]

الحكمة من لبس الإحرام

الحكمة من لبس الإحرام بأمرٍ من الله سبحانه وتعالى على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بارتداء الإزار والرداء في الحج وفي العمرة لحكمة يعلمها، فوجب علينا الامتثال؛ رجاءَ الثواب، سواء علمنا الحكمة أم لم نعلمها.

ومما ذكره العلماء في الحكمة من لباس الإحرام:

  • التذكير بحال الناس يوم الجمع والنشور يوم القيامة.
  • إشعار الحاج بالتواضع والتساوي بين الغني والفقير. [3]
  • إخضاع النفس، وإشعارها بوجوب التواضع، وتطهيرها من درن الكبرياء.
  • إشعار النفس بمبدأ التقارب والمساواة والتقشف، والبعد عن الترف الممقوت، ومواساة الفقراء والمساكين. [4]

طريقة لبس الإحرام للرجل

إن طريقة لبس الإحرام للرجل كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام (ليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين) فيلبس الإزار والرداء، ويتجرد من المخيط، والأفضل أن يكون الإزار والرداء أبيضين نظيفين أو جديدين. وفيما يلي طريقة لبس الإحرام للرجل:

  • إنّ لباس الرّجل للإحرام يكون فقط بقطعتين من القماش الّذي لا يصف ولايشفّ وهما الرّداء والإزار. والرّداء: هو قطعة القماش الّتي يجب أن يضعها المحرم على الجزء العلويّ من جسمه فيستر بها الكتفين والصّدر، وأمّا الإزار: فهي قطعة القماش الّتي يلفّها المحرم على الجزء السّفليّ من جسمه ليستر بها عورته.
  • يفضّل لهذا اللّباس أن يكون باللّون الأبيض وأن يكون طاهراً نظيفاً لأنّ الإحرام يستوجب الطّهارة.
  • لا يصحّ للمحرم أن يلبس ما خُيط من الثّياب لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عما يلبس المحرم قال: لا يلبس القميص، ولا العمائم، ولا السراويل، ولا البرانس، ولا الخفاف، إلا أحد لا يجد نعلين فيلبس الخفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين.
  • يجب أيضاً أن يلبس الرجل المحرم نعالاً يغطّي كاحليه بل عليه إظهارهما، وذلك ما ذكره الأئمّة الأربعة وأخذوا به، وطريقة لبس الاحرام هي: أن يغطّي المحرم برداءه منكبيه الاثنين ويجعل أطراف ردائه على صدره يستره حتّى إذا جاء ليطوف طواف القدوم اضطبع وجعل وسط رداءه تحت إبطه الأيمن وأطرافه على الكتف الأيسر وطاف بهذه الطريقة. [5]

طريقة لبس الإحرام للنساء

فيما يلي طريقة لبس الإحرام للنساء والضوابط التي عليهن معرفتها:

  • روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- إنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "ولَا تَنْتَقِبِ المَرْأَةُ المُحْرِمَةُ، ولَا تَلْبَسِ القُفَّازَيْنِ".
  • ليس للمرأة لباس خاصّ في الإحرام فهي ليست كالرجل أمر المخيط من الثياب، ولها أن تُحرِم بثيابها العاديّة، ولكن ما يستحب هو أن تكون الثياب التي تُحرِم النساء بها خالية من الزينة، وليست بها شُهرة، وأن تكون باللون الأسود، أو أحد الألوان التي لا تُلفِت النَّظَر، مع الحرص على سَتر كلّ ما يُمكن أن يُفتتَن به الرجل من حِليٍّ.
  • يُحظَر على المرأة في لباسها في الإحرام أمران، أولا: أن تُحرِمَ بثوب مَسَّه الطِّيب، وثانياً أن تلبس النِّقاب، والقُفّازَين كما ذكرنا سابقاً.
  • أن يكون لباس المرأة عند الإحرام فضفاضاً واسعاً.
  • أن لا يكون لباس المرأة شفافاً يُظهر ما تحته، بل يجب أن يكون لباسها ساتراً، فالشَّفاف من الِلّباس يُظهر جمال ومفاتن المرأة ويكشف عورتها. [6]
  • يجوز للمرأة أن تلبس ما تشاء، المباح لبسه دون التبرّج بزينةٍ، وعدم التَّشبُّه بالرجال في لباسها، وقد ثبت عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّها قالت: (المُحرمةُ تلبسُ من الثيابِ ما شاءت إلا ثوبًا مسَّه ورسٌ أو زعفرانٌ ولا تتبرقعُ ولا تتلثَّمُ وتسدلُ الثوبَ على وجهِها إن شاءتْ). [7]

لقد ذكرنا طريقة لبس الإحرام، ولكن هل هنالك محظورات؟ نعم، من محظورات الإحرام منع الترفه ويقصد به عدم وضع الطيب والمقصود به الروائح، في الثوب أو البدن وعدم إزالة الشعر أياً كان موضعه في الجسد، أما لو سقط الشعر بغير اختياره فلا حرج عليه وعدم تقليم الأظافر لليدين والرجلين، وفي حالة انكسار الظافر والتأذي به، فلا حرج أن يقص القدر المؤذي منه، ولا فدية عليه وعدم القيام بالعلاقة الحميمة أو الجماع سواء المقدمات أو المباشرة، وفقاً لقول الله تعالى "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ"، فالجماع ومقدماته من أعظم المحظورات أثناء الإحرام، لأنه يفسد الشعيرة، والله ورسوله أعلم.

شاهدي أيضاً: أدعية للمريض

شاهدي أيضاً: أدعية التحصين

شاهدي أيضاً: أدعية للميت

شاهدي أيضاً: أدعية مختارة

شاهدي أيضاً: أدعية قرآنية

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار