عنف الأهل ضد الأطفال: مفاهيم خاطئة في التربية

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 20 يناير 2021
عنف الأهل ضد الأطفال: مفاهيم خاطئة في التربية

عنف الأهل ضد الأطفال أصبح منتشر في مجتمعنا العربي، وأصبح يتعرض الأطفال للعنف على يد الذين يفترض أن يوفروا لهم الحماية والرعاية، وفي كثير من الأحيان، يكون بصورة  شديد القسوة، تؤثر على التوازن النفسي للأطفال وسلوكياته في المستقبل.

في التقرير التالي تعرفِ على أشكال عنف الأهل ضد الأطفال، وبعض المفاهيم الخاطئة لدى الآباء بشأن التربية والتأديب، اعتبرتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عنف ضد الأطفال.

مفاهيم مغلوطة في تربية الأباء تصنف عنف ضد أطفالهم

الحزم يعني أن أكون قاسياً

كثيراً من الآباء يعتقدوا أن القسوة لا تعتبر عنف ضد أطفالهم ولكنها حزم، ولكن الحزم يعني وضع حدود وقواعد واضحة والالتزام بها، حيث تتطلب أساليب تربية الأطفال الفعالة توازناً بين وضع قواعد أسرية والالتزام بها وبين إظهار الحب والعطف وليس القسوة في التعامل.

الضرب هو أسلوب التربية الذي اعتدنا عليه

أظهرت جميع الأبحاث بشأن ضرب الأطفال وجود نتائج سلبية على الأطفال. فالضرب يزيد من احتماليات المشاكل العقلية والنفسية، والسلوك الإجرامي، وتعرض الطفل للانتهاك الجسدي والتحرش من قبل الآخرين في المستقبل، والآثار السلبية على نمو دماغ الطفل، وتدني احترام الذات والثقة بالنفس.

وإذا كان البعض قد تعرض للضرب أثناء طفولته ولم تظهر عليه أعراض مرضية أو انحراف سلوكي، فهذا شخص محظوظًا لتأثره بشكل طفيف بالضرب وهو طفل، ولكنه ليس القاعدة العامة.

فإن العديد من البالغين الذين تعرضوا للضرب في طفولتهم يتدنى لديهم احترام الذات، وتظهر عليهم علامات الاكتئاب والقلق، ويصبحون عنيفين ولديهم مشاعر سلبية تجاه والديهم.

الضرب يعلم الأطفال بشكل أسرع

على عكس الشائع في مفاهيم التربية، أن الضرب والصراخ  يجعل من الطفل خاصة الذكور شخص قوي، ولكن الضرب والصراخ من قبل الأب يرعبان الأطفال ويضغطان عليهم بما يؤثر على مهاراتهم في التعلم، وقد يتصرفون على نحو أفضل لفترة قصيرة جداً ولكن على المدى الطويل قد يصبحون عدوانيين وتعساء.

فالضرب والصراخ يؤثران على ثقة الأطفال بوالديهم والقرب منهم على المدى الطويل، وهذا يؤدي بهم إلى إخفاء مشاكلهم عن الأهل في المستقبل بدلاً من مشاركتها معهم للحصول على مساعدتهم ودعمهم.

الضرب ليس هو الصورة الوحيدة للعنف في التربية

على عكس ما يظن البعض، الضرب ليس الصورة الوحيدة لاستخدام العنف في التربية، فهناك العنف النفسي مثل إهانة الطفل وانتقاده بشكل سلبي وتخويفه واستخدام الألفاظ الجارحة معه والزج به في الشجار بين الأهالي.

بالإضافة إلى الإهمال  مثل عدم تلبية احتياجات الطفل الجسدية والنفسية وعدم حمايته من الخطر وحرمانه من الإحساس بالأمان، وهو ما اعتبره متخصصين أنه لا يقل درجة عن العنف البدني.

فات أوان تعديل أسلوبي مع أطفالي

كثيراً من الآباء بعد معرفتهم بالقواعد الصحيحة للتربية، يرفضوا تغيير أسلوبهم بحجة أن فات الأوان لتغيير أسلوبهم العنيف مع أطفالهم، ولكن أظهرت الأبحاث أن الأهالي الذين يبدأوا  في تطبيق أساليب التربية الإيجابية في أي مرحلة يرون تأثيراً إيجابياً كبيراً على سلوك وشخصية أطفالهم.

في النهاية، تركز التربية الإيجابية على بناء علاقة صحية قوية بين الوالدين  سواء الأب أو الأم،  فهي تقدم حلولاً لمشاكل تربية الأطفال اليومية والتحديات في سلوك الطفل.

وذلك بناء على أساليب تطبيقية مدروسة جيداً تخرج أفضل ما في الأطفال والمراهقين. وهي تركز على تنشئة طفل  ومراهق سوي النفس ومنضبط ذاتيا من خلال التواصل والاستماع مع أهله.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار