ما قصة عيد الميلاد وما طقوس احتفالاته

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الخميس، 24 نوفمبر 2022
ما قصة عيد الميلاد وما طقوس احتفالاته

يُعرف عيد الميلاد المجيد باللغة الإنجليزية القديمة بـ(Crīstesmæsse)، وهو يرمز إلى عيد ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام، حيث تُقام احتفالات عيد الميلاد في الكنائس لإحياء تلك المناسبة، ويتبادل المسيحيون الهدايا ورسائل التهنئة بالعيد، فما قصة عيد الميلاد؟ وما طقوس الاحتفال به؟ كل ذلك وأكثر سنتعرف عليه في هذا المقال.

قصة عيد الميلاد

ورد في إنجيل لوقا: "إني أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَعُمُّ الشَّعْبَ كُلَّهُ: فَقَدْ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ".

تضمن إنجيلي متى ولوقا تفاصيل ميلاد السيد المسيح، حيث جاء في إنجيل لوقا الذي تطرق لأحداث الميلاد بالتفصيل، أن الملاك جبريل ظهر للسيدة مريم العذراء في مدينة الناصرة مُرسَلاً من الله، وأخبرها بأنها ستحمل بقوّة الروح القدس في طفل "سيكون عظيماً، ولن يكون لمُلكه نهاية". [1]

وعندما سمع يوسف النجار، خطيب مريم آنذاك، روايتها اضطرب، لكن الملاك ظهر له أيضاً في الحلم تصديقاً لرواية مريم وتشجيعاً له، ويتفق كل من إنجيلي متى ولوقا أن ميلاد السيد المسيح كان في مدينة بيت لحم بفلسطين. [1]

في ذلك الوقت، كانت مدينة الناصرة تابعة للإمبراطورية الرومانية، وأراد الإمبراطور الروماني أغسطس قيصر إجراء إحصاء لسكان الإمبراطورية الرومانية تمهيدًا لدفع الضرائب، فأمر الجميع بالعودة إلى المدن التي أتت منها عائلاتهم في الأصل. [1]

لذلك سافر يوسف مع مريم إلى بيت لحم، وكان حينها قد ضمها إلى بيته كزوجته دون أن تنشأ بينهما علاقة زوجية، وعندما وصلا إلى بيت لحم لم يجدا مكاناً للإقامة، وكان قد اقترب موعد ولادة مريم. [1]

وبحسب إنجيل لوقا، وضعت مريم طفلها في مغارة ولفته بقُماط، وتُجمع تفاسير آباء الكنيسة أن السيد المسيح ولد في ظروف فقيرة لتعليم البشر التواضع، وكمثال على الترفع عن الأمور الماديّة. [1]

وفي غضون ذلك، كان ملاك من السماء قد ظهر للرعاة في المنطقة مُبشراً إياهم بميلاد المسيح، وظهر في إثره جندٌ من السماء حسب المصطلح الإنجيلي، مُسبحين وشاكرين، وحينها زار الرعاة مكان مولده وشاهدوه مع أمه ويوسف فأخبروا الناس، ولذلك كان الرعاة أول من احتفل بعيد الميلاد. [1]

ولعلّ زيارة المجوس الثلاثة كانت من أبرز الأحداث اللاحقة للميلاد ارتباطاً به، ولا يُعرف من رواية إنجيل متّى كم كان عددهم، غير أنه قد درج التقليد على اعتبارهم ثلاثة وفقاً للهدايا الثلاثة التي قدموها، وهي: الذهب، والبخور، والمرّ، بعد أن سجدوا له. [1]

طقوس احتفالات عيد الميلاد

كان عيد الميلاد من قبل يعتبر من المناسبات المكلفة، إذ إن متطلبات العيد كانت تفرض ذلك على الجميع، كما أن الناس يحبون أن يكون الاحتفال بهذا العيد مميزاً، لذلك كانت الاحتفالات بعيد الميلاد في العصور القديمة والوسطى تقتصر على الأغنياء. [2]

أما في العصر الحالي، فغالباً ما تتم الاحتفالات على كل المستويات، نظراً لتوفر خيارات واسعة أمام الناس بأسعار متفاوتة تتناسب مع دخولهم ووضعهم الاجتماعي. [2]

ويحيي المسيحيون ميلاد السيد المسيح، من خلال الاحتفالات الدينية، والصلوات الخاصة، كما يزينون البيوت بأكاليل من الأغصان دائمة الخضرة التي تُعلق على النوافذ والأبواب. [2]

وعادةً ما تنتشر لافتات خاصة وسلاسل ضوئية في الساحات العامة، كما توضع شجرة عيد الميلاد في أماكن بارزة، وفيما يأتي سنتناول طقوس احتفالات عيد الميلاد بالتفصيل. [2]

زينة عيد الميلاد

على الرغم من أن تاريخ بدء زينة عيد الميلاد غير معروف، فإن أول محل تجاري متخصص في تحضير زينة عيد الميلاد افتتح في ألمانيا في عام 1860، ثم تزايدت المحلات وتعددت وتفننت في أشكال زينة الميلاد، وغالباً ما يطغى على زينة عيد الميلاد ثلاثة ألوان، وهي كما يأتي: [3]

  • اللون الأخضر: يرمز إلى الحياة الأبدية، المتمثلة في الأشجار دائمة الخضرة التي لا تفقد أوراقها.
  • اللون الأحمر: يرمز إلى دم السيد المسيح الذي أُريق عند صلبه، وفقاً للعقيدة المسيحية.
  • اللون الذهبي: يرمز إلى هدايا المجوس التي قدموها للسيدة مريم العذراء بعد ولادة السيد المسيح.

شجرة عيد الميلاد

تعد شجرة عيد الميلاد أو شجرة الكريسماس (بالإنجليزية: Christmas tree)‏ أحد أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد، وعادةً ما تكون شجرة مخروطية الشكل دائمة الخضرة، مثل: أشجار التنوب والصنوبر والسرو، وقبل عيد الميلاد، يشتري المسيحيون شجرة الكريسماس ويضعونها داخل بيوتهم ليبدأوا في تزيينها. [4]

وتُزين شجرة عيد الميلاد عادةً بالأجراس، والسلاسل الذهبية، والكرات الحمراء، وندف الثلج، والأكاليل والأغصان دائمة الخضرة، والشموع اللولبية، والملائكة، وحلوى القصب، والجوارب الحمراء، والنجوم، وغيرها. [4]

وقد كانت تستخدم في السابق شجرة طبيعية للاحتفال بعيد الميلاد، لكن حالياً أصبح الاعتماد أكثر على الأشجار الصناعية المتوافرة في الأسواق بأطوال وأحجام مختلفة. [4]

وتعد ألمانيا أول بلد اعتمد تقليد شجرة الميلاد في القرن الخامس عشر الميلادي، ثم انتقل منها إلى فرنسا، ثم إلى بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، ومنها انتقل إلى بقية دول العالم، وأصبحت تقليداً مهماً من تقاليد الاحتفال بعيد الميلاد. [4]

مغارة عيد الميلاد

تعد المغارة أقدم من الشجرة تاريخياً، وهي ملحقة بشجرة عيد الميلاد، وعادةً ما توضع داخل المغارة أو إلى جانبها مجموعة صناديق مُغلفة بشكل مُزين، وتحتوي على مجموعة من الهدايا التي يتم فتحها وتبادلها عشية عيد الميلاد. [5]

وقد كان تصوير مشهد ولادة السيد المسيح منتشراً في روما خلال القرن العاشر الميلادي، وكان القديس فرنسيس الأسيزي قد شيّد مغارة حيّة عام 1223، أي وضع رجلاً وامرأة لتمثيل مريم ويوسف، وطفلاً لتمثيل السيد المسيح. [5]

بابا نويل

يُعرف بابا نويل أيضاً باسم سانتا كلوز (بالإنجليزية: Santa Claus)، وهو رجل عجوز ذو ثياب حمراء ولحية بيضاء طويلة، يأتي على متن عربة تجرها الغزلان، ليدخل المنازل من مداخن المدافئ أو النوافذ المفتوحة أو الشقوق الصغيرة في الأبواب، حاملاً الهدايا للأطفال. [6]

إذ يقوم الأطفال في الليلة التي تسبق العيد بكتابة الرسائل والأمنيات إلى مريم العذراء، ويضعونها في جوارب عيد الميلاد أو بالقرب من شجرة الكريسماس، وحينما يستيقظ الأطفال صباح يوم عيد الميلاد، يجدون هداياهم المختارة، كما يتبادل أفراد العائلة والأصدقاء الهدايا، وذلك تخليداً لذكرى المجوس الثلاثة الذين قدموا الهدايا للسيدة مريم العذراء عند ولادة السيد المسيح. [6]

عشاء عيد الميلاد

يعد عشاء الميلاد جزءاً رئيسياً من طقوس عيد الميلاد، وعادةً ما يغلب على العشاء أطباق اللحوم والحلويات والمشروبات بمختلف أنواعها، التي تُقدّم بمناسبة العيد في جميع أنحاء العالم، مثل ما يأتي: [8]

  • اللحوم الحمراء المشوية.
  • الأسماك والمأكولات البحرية.
  • الدجاج المحشي والإوز.
  • لحوم الخنزير بمختلف أشكالها.
  • الحلويات، مثل: كعكة عيد الميلاد والشوكولاتة.
  • المشروبات الكحولية، مثل: النبيذ الأحمر والليكور.

بطاقات المعايدة

تعتبر بطاقات المعايدة جزءاً من الاحتفالات التقليدية لعيد الميلاد، وتتضمن البطاقات صوراً مثل: (صور مريم العذراء، السيد المسيح، رجال الثلج إلى جانب الشجرة، نجمة بيت لحم، الحمامة البيضاء رمزًا للسلام على الأرض وللروح القدس)، إضافة إلى عبارات التهنئة بعيد الميلاد، مثل: "أتمنى لكم ميلاداً مجيداً وعاماً جديداً سعيداً". [7]

وتُرفق البطاقات عادة مع قصيدة مطبوعة أو نص صلاة قصيرة أو آية من الكتاب المقدس، يتم إرسال هذه البطاقات قبيل موعد عيد الميلاد بأيام، ومع اتساع تجارة بطاقات الميلاد، تأسست في الغرب متاجر متخصصة في إنتاج وبيع هذه البطاقات، مثل متجر السير هنري كول في لندن الذي تأسس عام 1843، ومع انتشار الإنترنت، ظهرت بطاقات إلكترونية يتم تبادلها بمناسبة العيد. [7]

طوابع عيد الميلاد

عادةً ما تصدر الحكومات في دول العالم طوابع خاصة بمناسبة عيد الميلاد، وتبقى هذه الطوابع صالحة مدة عام كامل، ومن ثم تتغير، تصدر هذه الطوابع بين شهر تشرين الأول/أكتوبر وبداية شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام وبكميات كبيرة، وأقدم الطوابع الخاصة بعيد الميلاد أصدرتها الحكومة الكندية في عام 1898. [7]

قداس عيد الميلاد

يبدأ الاحتفال بعيد الميلاد في ليلة الرابع والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر، إذ يرتدي الجميع ثيابهم الجديدة ليحضروا قُداس عيد الميلاد، والقدّاس عبارة عن صلوات وترانيم خاصة بالميلاد قد تمتد لعدة ساعات، حيث يحيي المسيحيون ذكرى السيد المسيح الذي يعتقدون بأنه تخلى عن حياته كي يحيوا هم. [9]

وبعد انتهاء القداس، يُشعل الأطفال والناس جميعاً المفرقعات احتفالاً بعيد الميلاد المجيد، ثم يذهبون للنوم، وفي صباح اليوم التالي، تجري التحضيرات لعشاء عيد الميلاد، ويتم تبادل التهاني والمعايدات والهدايا مع الأهل والأصدقاء. [9]

ترانيم عيد الميلاد

يتميز عيد الميلاد بموسيقاه وترانيمه المميزة، وتختلف ترانيم الميلاد في الدول الغربية عن الدول العربية، وفيما يأتي نتناولها بالتفصيل. [10]

ترانيم الميلاد في الدول الغربية

يتميز عيد الميلاد بموسيقاه وترانيمه المميزة، وتقسم هذه الموسيقى والأغاني إلى قسمين، هما: [10]

الموسيقى الدينية أو الكنسية

وضعها رجال الدين، حيث يعد أفرام السرياني من أوائل من وضع قصائد مُلحنة لعيد الميلاد في القرن الرابع الميلادي حتى لقّب بشاعر الميلاد، ولا تزال الترانيم التي ألفها في هذا الصدد متداولة حتى اليوم في الكنائس السريانية. [10]

أما في أوروبا، فيُعد القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو أول من وضع ترانيم خاصة بعيد الميلاد باللغة اللاتينية، مثل قصيدة (Veni redemptor) (نور الأمم)، كما كتب الشاعر الإسباني برودنتيوس المتوفى عام 413 للميلاد؛ قصيدة باللغة اللاتينية أيضاً لا تزال مستخدمة حتى الآن بعنوان (Corde natus ex Parentis) (من محبة الآب أنجب). [10]

الموسيقى الشعبية غير الكنسية

ظهر هذا النوع من الموسيقى في القرن الثاني عشر، إذ وضع الراهب آدم من رهبنة القديس فيكتور في باريس أول أغان شعبية غير كنسيّة عن الميلاد، بالتالي بدأت تنشأ الموسيقى الشعبية لعيد الميلاد، والتي ازدهرت وتطورت في فرنسا وألمانيا وبشكل عميق في إيطاليا بتأثير القديس فرنسيس الأسيزي خلال القرن الثالث عشر، الذي يُنسب إليه عدد كبير من الأغاني الشعبية الميلادية في اللغة الإيطالية. [10]

أما أقدم ترانيم وأغاني الميلاد التي ظهرت بالإنجليزية تعود لعام 1426 على يد جون آودلاي، وهو قسيس في شروبشاير كتب "ترانيم ميلادية" (بالإنجليزية القديمة: Caroles Cristemas)، وهو عبارة عن كتاب يضم 25 أغنية شعبية كانت تغنى من قبل زائري المنازل خلال تبادل الهدايا عشية عيد الميلاد. [10]

بات مصطلح كارول (Carol) يشير خلال هذه الفترة إلى الموسيقى والترانيم الخاصة بعيد الميلاد، كما وضع غاوريا بطلب من البابا بيوس الخامس في عام 1570 ترنيمة باللغة اللاتينية عنوانها (Gloria in excelsis Deo) (المجد لله في العلى)، والنسخة العربية منها تعرف باسم "يا رعاةً خبرونا". [10]

ومن ترانيم الميلاد الشعبية أيضاً قصيدة باللغة اللاتينية بعنوان (Adeste Fidelis) وتعني (تعال إلى جميع المؤمنين)، وضعها آديستي فيديلس في القرن الثالث عشر، وفي عام 1833 نشر كتاب ترانيم عيد الميلاد القديمة والحديثة، للكاتب الأمريكي ويليام سانديز (وهو الكتاب المطبوع الأول من نوعه عن ترانيم عيد الميلاد). [10]

ترانيم عيد الميلاد في الدول العربية

وضعت ترانيم الميلاد باللغة العربية في القرن الثامن عشر، ومن أشهر من وضع هذه الترانيم المطران عبد الله القرالي المتوفى في عام 1724، كما عُرّبت أناشيد أخرى مشتقة من أناشيد سريانية، مثل: "أرسل الله"، و"سبحان الكلمة"، اللتين لا تزالا معروفتين بين المسيحيين العرب حتى اليوم. [10]

وفي عام 1992، أصدرت الفنانة اللبنانية فيروز ألبوماً يحوي 14 أغنية وترنيمة ميلاديّة، أغلبها كلمات عربيّة بألحان عالميّة أمثال "عيد الليّل" النسخة العربية من أغنية "ليلة صامتة" (بالإنجليزية: Silent Night)، من الألبومات العربية الأخرى لعيد الميلاد ألبوم "ملك في مذود" وألبوم "بيت لحم" وكلاهما من جوقات كنسيّة. [10]

هذا إلى جانب الأغاني العالمية بلغتها الأصلية أو المعربة، وهناك أيضاً ترانيم ميلادية خاصة بالعرب أمثال "ليلة الميلاد" التي وضعها الأب اللبناني منصور لبكي، و"بضيعة زغيرة منسيّة"، و"ضوّي بليالي سعيدة". [10]

موعد عيد الميلاد

يحتفل أغلبية الناس حول العالم وتحديداً المسيحيون بعيد الميلاد في ليلة الرابع والعشرين، وفي الخامس والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر من كل عام، إذ إن عيد الميلاد عادةً ما يكون عطلةً رسمية في معظم دول العالم. [11]

لم يُحدد كتاب الإنجيل المقدس تاريخاً معيناً لميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام، لكن كان هناك إشارة إلى أن ميلاده كان في شهر كانون الأول/ديسمبر، إلا أن آباء الكنيسة حددوا في القرن الرابع الميلادي موعد الميلاد في الرابع والعشرين وصباح الخامس والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر. [11]

وهذا اليوم كان عيداً للشمس التي لا تُقهر؛ المعروف في اللغة اللاتينية باسم (Dies Natalis Solis Invicti) وضعه الإمبراطور الروماني أورليان في عام 270، الذي يصادف يوم الانقلاب الشتوي بحسب الرومان، على اعتبار أن المسيح يمثل "شمس العهد الجديد" و"نور العالم" حدد موعد الميلاد في هذا التاريخ بالذات. [11]

وبذلك تكون الكنائس الغربية الكاثوليكية قد اعتمدت يوم الخامس والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر عيداً للميلاد، ولكن هناك كنائس اعتمدت تواريخ أخرى غير الخامس والعشرين من شهر كانون الأول/ديسمبر، من ضمنها ما يأتي: [11]

  • بطريركية الأرمن في القدس، الكنيسة الأرمنية الرسولية، تحتفل بعيد الميلاد في السادس من شهر كانون الثاني/يناير.
  • الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في (روسيا، جورجيا، أوكرانيا، مقدونيا، مولدوفا، الجبل الأسود، صربيا، القدس)، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تحتفل بعيد الميلاد في السابع من شهر كانون الثاني/يناير.

جدل حول موعد عيد الميلاد

يعد موعد عيد الميلاد موضع جدل، حيث يرى المتشددون -كالمركز الأمريكي للقانون والعدالة- أن موعد ميلاد السيد المسيح غير محدد بدقة في كتاب الإنجيل المقدس، وأن الاحتفال بعيد الميلاد في نفس يوم الاحتفال بالشمس عند الرومان غير مقبول، على اعتبار أن الاحتفال بالشمس عادة وثنية. [11]

ونتيجة لذلك، حُظر الاحتفال بعيد الميلاد في بريطانيا في الفترة بين عامي (1649 – 1660)، كما حُظر الاحتفال بعيد الميلاد في دول الاتحاد السوفيتي سابقاً، وكذلك في بعض الدول الإسلامية، مثل: الصومال، وطاجيكستان، وبروناي. [11]

دعاوى ضد عيد الميلاد في الولايات المتحدة الأمريكية

بدأت جماعات أمريكية مثل الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية رفع دعاوى قضائية في عام 1984 لمنع عرض الصور التي تشير إلى عيد الميلاد في الأماكن العامة، بما في ذلك المدارس، معتبرةً أن عرض هذه الصور وتمويل الحكومة لها يعد انتهاكاً للتعديل الأول لدستور الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يحظُر الاحتفال بمناسبة دينية على مستوى الدولة. [11]

الأمر الذي جعل المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية ترد بأن عرض الصور لا ينتهك التعديل الأول للدستور الأمريكي، وفي شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2009، أيدت محكمة الاستئناف الفيدرالية في فيلادلفيا حظر إحدى المدارس أناشيد عيد الميلاد، لكن المحكمة العليا الأمريكية رفضت تعميم القرار على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية. [11]

في الختام، يعد عيد ميلاد السيد المسيح من أهم الأعياد في العالم، وتحتفل به معظم دول العالم من المسيحيين وغير المسيحيين، حيث يتميز بطقوس خاصة به، تجعل الناس ينتظرونه من العام للعام، ويعدون له ميزانية مسبقة للإنفاق على طقوس العيد، ويحمل هذا العيد رسالة المحبة والسلام علّ الحروب تتوقف في هذا اليوم، كما يتصالح المتخاصمون ليصبح هذا العيد عيداً للأخوة والتسامح، وهي نفسها الرسالة التي حملها المسيح عند قدومه إلى هذه الأرض، إضافةً إلى ذلك يزور بعض المسيحيين دور المسنين والأيتام ويقدمون لهم الهدايا بمناسبة عيد الميلاد، وبذلك يعم الفرح على كل الناس.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار