فوائد الحليب وأضراره المحتملة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 26 فبراير 2023
فوائد الحليب وأضراره المحتملة

ترتبط قوة أجسامنا وصحتها بالتغذية الصحيحة منذ نعومة الأظافر، حيث تعتمد الثدييات بأنواعها على الحليب كغذاء أول لها، فهو بطعمه اللذيذ وسهولة هضمه يقدم لنا الكثير من الفوائد ويحتوي على العديد من العناصر الغذائية الضرورية لبناء الجسم، نقدم في هذا المقال أهم فوائد الحليب والأضرار المحتملة عند شربه بكثرة والعناصر التي يحتويها.

فوائد الحليب الصحية

الحليب ضروري لبناء العظام والأسنان

يحتاج نمو العظام إلى الكالسيوم الذي يعد عنصراً أساسياً في تكوينها، ويترافق ثبات الكالسيوم في العظام مع فيتامين D، نشرت دراسة في 1 آذار/مارس عام 2007 في المجلة البريطانية للتغذية أن الحليب يحتوي نسبةً جيدةً من الكالسيوم الضروري لبناء العظام والأسنان وأن نقصه يسبب خفض الكثافة العظمية. [1]

شرب الحليب يحمي العين من الأمراض

العين هي العضو الأكثر حساسية في الجسم، ولها أهمية كبيرة والحفاظ عليها ضروري جداً، فقد نشرت دراسة في 12 نيسان/أبريل عام 2011 في صحيفة الديلي ميل البريطانية أفادت أن شرب الحليب يومياً يساعد في الحماية من الإصابة بأمراض العين كالحساسية، الالتهابات والتنكس البقعي (تلف يصيب شبكية العين ويسبب العمى عند التقدم في العمر) وذلك لاحتوائه على فيتامين D.

وقد أجريت الدراسة على 1331 امرأة من مختلف الأعمار، وأظهرت النتائج أن النساء اللواتي كانت أعمارهن تحت 75 عاماً وتناولن الحليب بانتظام أقل عرضة للإصابة بالتنكس البقعي الذي يرتبط بشكل مباشر بنقص فيتامين D. [1]

شرب الحليب يقوي العضلات

الجسم بحاجة إلى مجموعة من الأغذية الضرورية لنموه وتقويته، ويعد الحليب أحد أفضل المشروبات لتقوية العضلات، نشر بحث على موقع فورينتا الشركة العالمية للألبان أن الحليب يحتوي على نسبة جيدة من الكربوهيدرات والبروتينات التي تعد غذاءً مهماً للعضلات.

وقال آرون فانينغ (Aaron Fanning) مدير قسم التغذية في الشركة: "الحليب ومشتقاته مصدر ممتاز للبروتين، فهي تحتوي على الأحماض الأمينية التسعة الأساسية التي لا ينتجها الجسم بشكل طبيعي، والتي يمكن استخدامها بسهولة من قبل الجسم لإصلاح الخلايا والأنسجة والنمو، والبروتين الموجود في الحليب يمكن هضمه بسهولة". [1]

الحليب يخفض ضغط الدم المرتفع

يعاني الكثير من الناس من ضغط الدم وارتفاعه يشكل خطراً على القلب والأوعية الدموية، نشرت دراسة في شباط/فبراير 2003 في المجلة الأمريكية للتغذية أن الحليب يحتوي على الببتيدات (Peptides) (مجموعة من الروابط الكيميائية تتكون من الأحماض الأمينية والتي تشكل البروتين).

أجريت الدراسة على 42 متطوعاً يعانون من ضغط الدم المرتفع وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، وأعطيت المجموعة الأولى حليباً طبيعياً يحتوي كامل عناصره بينما أعطيت المجموعة الثانية حليباً معالجاً يفتقر إلى بعض العناصر الغذائية منها البروتين والببتيدات واستمرت الدراسة مدة شهر.

وقد أظهرت النتائج استقرار الضغط بشكل طبيعي للمتطوعين في المجموعة الأولى بينما بقي الضغط غير مستقر بالنسبة للمجموعة الثانية، وبهذا أثبتت الدراسة أن شرب الحليب بشكل يومي يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع وإعادته للمستوى الطبيعي. [1]

تناول الحليب يقي من الإصابة بالجفاف

تقدر نسبة الماء بـ70% من الوزن الإجمالي للجسم ويعد من السوائل الضرورية التي تدخل في جميع العمليات الحيوية لذا فإن نقصانه يسبب مشاكل كبيرة، أبرزها الجفاف أي النقص الحاد بالماء.

وقد نشر مقال في 30 تموز/يوليو عام 2016 في صحيفة نيويورك تايمز عن دراسة بريطانية تناولت إمكانية تزويد الجسم بالترطيب اللازم من مشروبات غير الماء، ووجدت أن شرب الحليب بشكل يومي يزود الجسم بالكمية اللازمة من الماء لاحتوائه على نسبة 88% من الماء في تركيبته. [1]

الحليب يقي من البكتيريا والفيروسات

يعد الحليب من أهم الأغذية للثدييات لاحتوائه على العناصر الأساسية والعوامل المناعية الضرورية في محاربة الفيروسات والبكتيريا، وقد نشر بحث في 22 كانون الثاني/يناير عام 2017 في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية أن احتواء الحليب ومنتجاته من ألبان وأجبان على الفسفور يشكل عاملاً أساسياً في زيادة مناعة الجسم ومقاومة الأمراض، وبذلك يعد تناول اللبأ (سائل تنتجه الثدييات في الأيام الأولى من الإرضاع) والحليب من أهم مقويات المناعة. [2]

شرب الحليب يخفف من آلام ما قبل الطمث

تعاني العديد من النساء من متلازمة ما قبل الحيض (PMS) والتي تسبب التعب، الاكتئاب، التوتر النفسي، تقلب المزاج، الانتفاخ، التشنج، المغص والآلام الجسدية.

وقد شرح الدكتور دانيال هيلر (Daniel Heller) أخصائي تغذية في مقال له نشر على موقع الدكتور أوز (Dr. Oz) أن شرب الحليب يساعد في التخفيف من أعراض متلازمة ما قبل الحيض، نظراً لاحتوائه على الكالسيوم، وفيتامين B6، والمغنيسيوم، مما يساعد في تخفيف الآلام والتوتر الناجم عنها.

وقال الدكتور هيلر: "ثبت بالتجارب العلمية أن العديد من النساء اللواتي تناولن من 1000-1200 ملغرام من الحليب ضمن نظامهم الغذائي أو تناولن مكملات الكالسيوم تخلصوا من الأعراض المرافقة لمتلازمة ما قبل الحيض". [2]

شرب الحليب يساهم في خسارة الوزن

شرب كمية مناسبة من الحليب يومياً أو تناول منتجاته كالألبان والأجبان يساعد في عملية خسارة الوزن، كما أن شرب الحليب ضمن النظام المتّبع لخسارة الوزن أي ما يعادل شرب 580 ميليغراماً على مدى شهر أدى إلى خسارة 3 كيلوغرامات من الوزن الأصلي، وقد أظهرت الدراسة أن انتظام مستوى فيتامين D في الدم مرتبط بخسارة الوزن بشكل فعال. [2]

الحليب يغذي البشرة ويعيد نضارتها

عرف الحليب بقدرته على الحفاظ على البشرة حيويةً وجميلة منذ آلاف السنين، فقد كانت ملكة مصر (كليوباترا) تستحم بشكلٍ يومي بالحليب، وكانت تقوم بخلط عسل النحل معه لإضفاء الترطيب على البشرة، إعادة حيويتها وإصلاح الخلايا.

يحتوي الحليب على حمض اللبن الذي يعمل على إزالة خلايا الجلد الميتة كما يحتوي على فيتامين A الذي يغذي الخلايا ويعيد نضارتها، وإن احتواءه على مضادات الأكسدة يساعد في القضاء على آثار الجذور الحرة التي تسبب ظهور التجاعيد آثار الشيخوخة.

ويستخدم الحليب في وقتنا الحالي في صنع العديد من المستحضرات التجميلية وذلك لفاعليته في ترطيب البشرة الجافة خاصةً، كما يمكن استخدامه بوضعه مباشرة على الوجه أو المنطقة الجافة من البشرة وتركه مدة ربع ساعة ثم غسله. [2]

الحليب يغذي الشعر ويمنع تساقطه ويعزز نموه

يتكون الشعر من البروتين الضروري لبناء الأنسجة والخلايا وإصلاحها، ويحتوي الحليب على نوعين من البروتين؛ بروتين الكازين أو الجبنين (البروتين الأساسي في الحليب وهو العنصر الأساسي في الجبن) ومصل اللبن (السائل الناجم عن عملية تخثر الحليب).

كما أن شرب الحليب بشكلٍ منتظم يغذي الشعر من الداخل ويمكن استخدام مصل اللبن ليغذي بصيلات الشعر، وذلك بخلطه مع صفار بيضة واحدة وملعقة من العسل ثم وضع الخليط على فروة الرأس مع تدليكها بلطف وتركه مدة 20 دقيقة، بعدها يغسل الشعر بالماء الدافئ وتكرر العملية مرتين أسبوعياً مما يمنع تساقط الشعر ويحفز على نموه. [1]

الأضرار المحتملة من شرب كميات كبيرة من الحليب

تناول الحليب يشكل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم

نشرت دراسة في 26 أيار/مايو 2010 في أكاديمية أوكسفورد قسم دراسة الأورام أن شرب الحليب كامل الدسم أو تناول منتجات الألبان المعالجة بكثرة يشكل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون التي تزيد مستويات الأحماض الصفراوية في القولون مما يعزز تشكل الخلايا العشوائية المسببة للسرطان. [1]

شرب كميات كبيرة من الحليب يسبب هشاشة العظام والوفاة

نشرت دراسة في 31 تشرين الأول/أكتوبر عام 2014 في صحيفة واشنطن بوست أشارت إلى أن استهلاك كميات كبيرة من الحليب يرتبط بارتفاع معدل الكسور في العظام وقد يسبب الوفاة، أجريت الدراسة على مجموعة من النساء والرجال تم التحقيق معهم عن كمية الحليب التي يستهلكونها يومياً، وأظهرت النتائج أن النساء اللواتي تناولن أكثر من ثلاثة  أكواب يومياً ارتفعت نسبة تعرضهن للكسور والأزمات القلبية. [1]

أضرار أخرى لشرب الحليب بكثرة

  1. حب الشباب: استهلاك الحليب بكميات كبيرة يزيد من ارتفاع نسبة هرمون (IGF-1)، وهو هرمون يشبه هرمون الإنسولين في تركيبته ويسبب ظهور حب الشباب.
  2. الحساسية: يحتوي الحليب على مصل اللبن ألفا وبيتا لاكتوغلوبين (lactoglobulin)، والذي يسبب الطفح الجلدي، التورم في الوجه، مشاكل في التنفس، الإسهال والتقيؤ.
  3. مشاكل في الجهاز الهضمي: يشعر العديد من الناس بعدم الارتياح بعد تناول الحليب وخاصة في المعدة والأمعاء، وذلك أن البعض يفقد القدرة على هضم اللاكتوز (الكربوهيدرات الرئيسية في الحليب وتسمى أيضاً سكر الحليب) بعد مرحلة الطفولة، وهذا يسمى بعدم تحمل اللاكتوز، وقدّر بأن 75% من الناس يعانون من عدم تحمل اللاكتوز ويختلف ذلك بحسب التركيبة الجينية. [1]

القيم الغذائية في كوب من الحليب

تركيبة الحليب ومكوناته الغذائية

نشر مقال في 25 أيلول/سبتمبر عام 2016 على موقع المجلس الوطني للألبان عن العناصر الغذائية التي يحتويها كوب من الحليب أي ما يعادل (240 ميليغراماً): [2]

القيم الغذائية

الكمية في كوب من الحليب

السعرات الحرارية

61 سعرة حرارية

الماء

88%

بروتين

3.2 غرام

الكربوهيدرات

4.8 غرام

سكر

5.1 غرام

الدهون

3.3 غرام

أوميغا 3

0.08 غرام

أوميغا 6

0.12 غرام

اللاكتوز

5.1 غرام

فيتامين D

2% من الاحتياج اليومي

فيتامين B6

3% من الاحتياج اليومي

فيتامين B12

19% من الاحتياج اليومي

فوسفور

12% من الاحتياج اليومي

كيف تم إنتاج الحليب والاستفادة منه

أشارت الأدلة التاريخية إلى أن الحليب كان الغذاء الرئيسي للإنسان منذ العصور القديمة واستخدم لأول مرة كمنتج منذ 10000 سنة قبل الميلاد، وذلك في فترة بدء الاستقرار البشري وتشكيل المجتمعات الأولى التي بدأت في تربية الحيوانات والاستفادة من منتجاتها المختلفة.

وبدأت تربية الأبقار الأولى وحلبها في منطقة الهلال الخصيب (مصطلح جغرافي يطلق على منطقة ما بين نهري دجلة والفرات وساحل بلاد الشام) في الشرق، كما كانت تربى في مصر، ولكن اقتصر استخدام الحليب على الملوك والكهنة في عصر الفراعنة فقد كانت الأبقار تُعبد آنذاك وكانت رمزاً لإله الأرض حتحور.

انتشرت تربية الأبقار في أوروبا من جنوب غرب آسيا منذ 7000 سنة قبل الميلاد وبدأ العديد من المزارعين في سهول أوراسيا حلب أبقارهم، وبحلول القرن الرابع عشر اكتسب الحليب شعبيةً كبيرة في جميع أنحاء العالم وتم تصدير الأبقار الأوروبية إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1600.

وعند اكتشاف لويس باستور طريقة البسترة (غلي السائل وتبريده مباشرةً وبسرعة للحفاظ على عناصره الأساسية) عام 1862 ساعد ذلك في معرفة كيفية تخزين الحليب مدةً طويلة، وانتشرت عملية بسترة الحليب في أمريكا عام 1917، وتم صنع الزجاجات لاحتواء الحليب وتوزيعه في أواخر القرن التاسع عشر، ثم بدأت صناعة العلب الكرتونية والبلاستيكية عام 1930 والتي ساهمت في توزيع الحليب وسهلت نقله في جميع أنحاء العالم. [3]

البلدان المنتجة للحليب

تعد الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بإنتاج الحليب في العالم بما يعادل 14.6% من الإنتاج العالمي، ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة الدولية وصل إنتاج أمريكا عام 2012 إلى 91 مليون طن.

وتصنف الهند في المرتبة الثانية بإنتاج الحليب في العالم بما يعادل 8.7% من الإنتاج العالمي أي 54 مليون طن من الحليب، تليها الصين 37.7 مليون طن والبرازيل 32.3 مليون طن.

وتعد روسيا، ألمانيا، فرنسا، تركيا، نيوزيلندا والمملكة المتحدة من ضمن قائمة البلدان المنتجة للحليب، ويتم تداول ما يعادل 7% من منتجات الحليب في الأسواق العالمية كالزبدة، والجبن، والكازين، ومسحوق الحليب، والحليب المكثف. [3]

ختاماً، نتذكر طفولتنا عند الحديث عن الحليب، المشروب المفضل لدى الأطفال، إذ إننا نشأنا عليه، ولكنه يعد ضرورياً أيضاً في جميع مراحل العمر؛ فهو غذاء متكامل من الفيتامينات والمعادن والأحماض الضرورية لبناء جسم قوي، نستمتع بمذاقه ويقدم لنا الفوائد، ولكن علينا الاعتدال في شربه حتى لا يسبب الضرر.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار