كل ما عليك معرفته عن غشاء البكارة

يعتبر غشاء البكارة أمراً غامضاً وغير مفهوم بالنسبة للكثيرات، وترتبط به خرافات عدة تصل إلى حد الأساطير بالنسبة للعديد من الشعوب، إذ إنه يعتبر في بعض المجتمعات الهدية الأثمن التي يمكن أن تهديها المرأة لزوجها في ليلة الزفاف، ويمكننا القول بأن هذا الغشاء قد تحول من نسيج مفيد يؤدي دوراً في عزل وحماية رحم الفتاة إلى وسيلة للضغط عليها وترهيبها، قد تصل إلى حد القتل فيما يُسمى بجرائم الشرف، وفي هذا المقال، نتحدث عن غشاء البكارة وأشكاله والعلاقة بين العذرية وغشاء البكارة.

أسئلة حول العذرية وغشاء البكارة

يكثر الحديث عن غشاء البكارة وربطه بشكل مباشر بأفكار مثل الشرف والعذرية، لكن هذه العلاقة ليست صحيحة دوماً، لذلك من الضروري توضيح بعض الأفكار وتصحيح الخرافات المتعلقة بالعذرية وغشاء البكارة، من خلال طرح عدد من الأسئلة والإجابة عنها فيما يأتي: ^{[1] [3]}

هل يوجد غشاء البكارة عند جميع الفتيات؟

في الحقيقة لا، بعض الفتيات يولدن من دون غشاء بكارة، ومن الممكن أن تعيش المرأة حياتها بأكملها دون معرفة ذلك، إذ لا يؤدي غياب الغشاء إلى أي آثار خطيرة.

هل يمكن للمرأة معرفة نوع غشاء البكارة الخاص بها بمفردها؟

بما أن غشاء البكارة ليس عضواً سطحياً، وبما أن هذه العملية تحتاج إلى بعض الخبرة للتفريق بين الأنواع، يصعب على المرأة بمفردها معرفة نوع غشائها، وينصح بزيارة طبيب النسائية من أجل هذا الموضوع.

هل يجب أن تكون الممارسة الجنسية الأولى مؤلمة دوماً؟

الجواب هو لا، يحدث الألم خلال الجماع فقط عندما تكون الفتاة متوترة ومتشنجة، أما إذا كانت هادئة ومثارة جنسياً، يكون المهبل رطباً وعضلاته مرتخية، مما يسهل ممارسة الجماع بين الزوجين، لكن قليلاً ما يكون هذا هو الحال في الواقع؛ لأن الجنس أمر مخيف ومربك للكثير من الفتيات، وهذا ما يجعل الألم أمراً شائعاً في مثل هذه الظروف.

هل تنزف جميع الفتيات في الجماع الأول؟

لا، في كثير من الأحيان لا يحدث أي نزف، ويغيب النزف بسبب عوامل عديدة، منها ما يأتي:

• قد يكون الغشاء متمدداً بشكل كبير بسبب ممارسة الرياضة، أو يتخذ وضعاً جانبياً منطبقاً على جدار المهبل بدلاً من أن يتمزق.
• من الممكن أن يكون قد تمزق الغشاء في السابق لسبب أو آخر.
• بعض الفتيات يولدن من دون غشاء بكارة.
• من الممكن أن يكون الغشاء رقيقاً لدرجة أن تمزقه لا يخرج سوى كمية قليلة من الدم أصغر من أن تلاحظ.
• بعض الفتيات يكون غشاؤهن مرناً إلى حد بعيد، لذلك يتمطط بدلاً من أن يتمزق.

ويوجد تقليد شائع لدى بعض الشعوب (ومنها الشعوب الشرقية التقليدية) هو أن تظهر الفتاة غطاء السرير الحاوي على قطرات دم بكارتها إلى أهل الزوج، أو أن تحتفظ به كدليل على عفتها وعذريتها، وكثيراً ما يحدث التباس أو حتى حالات طلاق وجرائم شرف تظلم فيها الفتاة دون سبب وجيه.

هل تمزق غشاء البكارة هو السبب الوحيد للنزف أثناء الجماع الأول؟

هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى خروج دم من فرج الأنثى مع ممارسة الجنس لأول مرة، ومن ضمن هذه الأسباب ما يأتي:

• الاستعجال في الإيلاج: وهذا خطأ شائع يرتكبه الرجال غير المثقفين جنسياً بشكل واسع، إذ لا يمنح فرصة للأنثى بأن تسترخي ويصبح مهبلها رطباً وزلقاً بشكل كافٍ، وتترافق حالات كهذه مع الألم في معظم الأحوال.
• الجنس العنيف: مثلما يحدث في حالات الاعتداء الجنسي، إذ يحدث تمزق في الأنسجة المبطنة للمهبل.
• الالتهابات الجنسية: معظم الالتهابات التي تصيب الأعضاء التناسلية تحدث نزيفاً في منطقة الفرج، وقد يكون نزفاً غير واضح في البداية، لكنه يزداد مع ممارسة الجنس.
• تمزق غشاء البكارة: ويحدث ذلك في بعض الأحيان نتيجة لوقوع حادث ودخول آلة حادة في مهبل الفتاة، أو ممارسة الفتاة لرياضة ركوب الخيل أو ركوب الدراجات وغيرها.

وقد تلجأ بعض الفتيات إلى خدع متنوعة، للتأكد من وجود دم على ملاءة السرير وعدم الوقوع في مشاكل عائلية، فمنهن من تجرح يدها وتمسح بها الغطاء، أو تضغط لتشد مهبلها قدر الإمكان بحيث يتمزق، إضافة إلى العمليات الجراحية التي تتضمن رتق غشاء البكارة أو إضافة نسيج آخر قابل للتمزق والنزف لدى الممارسة الجنسية التالية لإضافته.

هل يمكن أن يتمزق غشاء البكارة عند الفتاة العذراء دون أي ممارسة جنسية؟

هناك العديد من الحالات لفتيات تمزق لديهن غشاء البكارة دون أن تعلم الفتاة بذلك، إذ يمكن أن يحدث التمزق دون نزف ويكون غير مؤلم، أو تظن الفتاة أن الألم ناتج عن إصابة أخرى، قد يحدث التمزق بسبب ممارسة رياضة تحدث تمططاً شديداً في تلك المنطقة، مثل: المصارعة أو الجمباز.

كما يسهم ركوب الخيل في رض المنطقة بشكل متكرر، مما يؤدي إلى تمزق الغشاء أو تمدده واسترخائه، ويزداد احتمال حدوث التمزق غير الملاحظ مع التقدم في العمر لدى الفتيات الرياضيات.

وفي النهاية، نجد أن غشاء البكارة على الرغم من الأهمية التي تعزى له، والعلاقات الاجتماعية والزوجية التي قد دُمرت بسببه، يعتبر مجرد نسيج جلدي، ولا يعد دليلاً مؤكداً حتى على العذرية أو "البكارة"، التي ارتبط بها اسمه، لذلك علينا جميعاً أن نتجاوز هذه الطريقة في التفكير، ونتذكر أن الشرف مفهوم أرقى وأسمى من أن يحدد ببضع قطرات من الدم.