كيف هيمنت أوروبا وأمريكا على عالم الموضة؟ وكيف أصبحت صناعة شرقية؟

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 03 يوليو 2018
كيف هيمنت أوروبا وأمريكا على عالم الموضة؟ وكيف أصبحت صناعة شرقية؟

يعود تاريخ الموضة إلى الماضي البعيد، فلكل أمة خصائصها الثقافية والاجتماعية والتي تتميز بطريقة لباسها الخاص، فمصطلح الموضة يعود إلى أصل فرنسي، يطلق على نمط ألبسة وأحذية وحليّ يتجدد باستمرار مع الوقت وفصول السنة، أضف الي ذلك صناعة الأزياء وهي عبارة عن منتج من العصر الحديث فقبل منتصف القرن التاسع عشر معظم الملابس كانت معدة وقفاً لمواصفات الزبون في أوروبا وأمريكا، في حين الدول الشرقية كانت تحافظ علي لباسها الشعبي وأن تحاول تقليد اللباس الغربي حفاظاً على هويتها الثقافية من التغيير.

هيمنة أوروبا وأمريكا على عالم الموضة

مع التغييرات السياسية بالمجتمعات في العالم من استقلال وطني واقتصادي بالعصر الحديث، أحدثت سرعة التكنولوجيا الانترنت والعولمة توحيداً لشكل الأسواق المالية من سوق تداول الفوركس والانماط الاقتصادية لعدة بلدان في العالم، فستجد نفس الماركات التجارية ونوع الألبسة والمنتجات والأطعمة مماثلة لما هو موجود بالغرب على سبيل المثال منها؛ دور الموضة الشهيرة   Zaraو Yves Saint Laurent. يرجع سبب السيطرة الأوروبية والأمريكية على سوق الموضة من أجل توطيد ثقافتها وتوحد العالم بلغاتها ومنتجاتها وهو بالأساس هدف اقتصادي بحت، فاستثمارات الغربية تقتصر فقط على الأدوات الثقافية مثل اللغات والموضة والصناعات الخفيفة والثقيلة، خلافاً للدول الشرقية التي تمتلك المواد الخام في بيئة غير مستقرة سياسياً أحياناً.

وبناء عليه، بدأت الموضة دخولها تدريجيا في الأسواق الشرقية، حيث تلقى رواجاً كبيراً من مرتاديها ومن داعمين لهذه الظاهرة العالمية، فأصبح يوجد عدة فعاليات للموضة في عواصم الدول العربية، منها في الامارات العربية المتحدة مثل Dubai Fashion Week وفي لبنان والمغرب واخيراً في المملكة العربية السعودية بجدة في أبريل بهذا العام 2018، الذي عُقد في جدة تحت اسم Jeddah Fashion Week.

إن طبيعة الموضة الشرقية يختلف جوهرياً عن النمط الغربي، حيث تتميز الموضة الشرقية بأذواق خاصة وبعض من الخصوصية الجسدية للمرأة العربية والمسلمة ذات الصيحات الأكثر حشمةً، خلافا للصيحة الغربية. فستجد أغلب صيحات الموضة متناغمة مع اللباس الإسلامي وتحترم هيئة اللبس الثقافية لكل بلد. كما أن الانفتاح الثقافي والاجتماعي على العالم الأخير بالمملكة العربية السعودية برعاية محمد بن سلمان ولي عهد المملكة، الذي عزز موقف وأهمية الفنون من موسيقى وموضة وسينما، وفتح نافذة أمل للعالم العربي والمسلم بمواكبة العالم تكنولوجياً وثقافياً.

الموضة أصبحت ظاهرة لا تتعلق بأمة واحدة فحسب، بل هي مسألة تذوق شخصية، فلكل منا له الخيار من الألبسة التي تناسب هواه والتي تتماشى مع جسده والثقافة والرسالة التي يريد ان يشير اليها. فالموضة هي فن يتذوق على غرار الموسيقي والرسم. كما أن مستقبل الموضة في الشرق واعد بظهور صيحات تتماشي مع الهوية الثقافية المحلية له وتمنح الثقة بالثقافة الام، ولا تحدث تشقق ثقافي للأجيال، وفي نفس الوقت تواكب كل ما هو جديد ومبتكر في العالم مع احترام الخصوصية الثقافية.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار