لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

المرأة العربية تثبت جدارتها في مختلف التخصصات وتخوض تجارب علمية متقدمة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 19 يناير 2021
لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

تثبت المراة العربية وخصوصاً الخليجية، يوماً بعد يوم، عن جدارة، دخولها مختلف مجالات العمل متسلّحة بالعلم والمعرفة ولم تترك مجالاً إلا وأبدعت فيه سواء كان ذلك في التخصصات التقليدية أو المستحدثة محققة تقدماً كبيرا في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).

وقد جاءت النتائج النهائية لجائزة برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"، للعام السابع على التوالي، بالشراكة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، لتؤكد هذا المنحى المتنامي، إذ منح البرنامج هذا العام 6 فائزات جوائز تقديرية في فئتي الباحثات العلميات ما بعد الدكتوراه والباحثات من طلاب الدكتوراه. والفائزات الست هنّ: الدكتورة لما العبدي (المملكة العربية السعودية) والدكتورة إسراء مرعي (قطر) والدكتورة مريم طارق خليل الهاشمي (الإمارات العربية المتحدة) وأسرار دمدم (الممكلة العربية السعودية) ودانه ظاهر (الإمارات العربية المتحدة) ومينا العاني (الإمارات العربية المتحدة). وتواصلت "ليالينا" مع الفائزات للوقوف على آرائهن وعلى الصعوبات التي واجهتهن في هذا الإطار، بالإضافة إلى الدوافع التي شجعتهن على خوض غمار هذه التجربة.

أسرار دمدم: حياتي العائلية هي التحدي الأكبر بالنسبة لي

لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

تقول أسرار إن البحث الذي أجرته تناول رقائق السيليكون باعتبارها المادة الأساسية الأكثر استخداماً في أكثر من 90% من الأجهزة الإلكترونية اليوم. من أهم خصائص رقائق السيليكون هو قابليتها للكسر بحكم طبيعتها الزجاجية، مما يحد من تطوير العديد من التقنيات الحيوية والتكنولوجية التي تتطلب ثني رقائق السيليكون، تمديدها أو إعادة تشكيلها لتتماشى مع طبيعة الأعضاء البشرية المرنة والقابلة للتمدد..

وتضيف أن بحثها يتناول مفهوماً حديثاً للإلكترونيات المستقبلية، وهو قدرة المنصات الإلكترونية القائمة على السيليكون على التمدد واتخاذ أشكال هندسية مختلفة. تسمح ميزة إعادة تشكيل رقائق السيليكون هذه بإمكانية تكيّف وامتثال الأجهزة الإلكترونية مع انحناءات وحركات جسم الإنسان المعقّدة دون حدوث أي خلل في خصائصها الكهربائية، وهي خاصية ضرورية للتقدم العلمي في مجال الإلكترونيات القابلة للارتداء والأجهزة الطبية الحيوية القابلة للزرع.

واستلهمت أسرار بحثهامن الأجهزة المساعدة للقلب، حيث أن هدف البحث هو تطوير منصة إلكترونية قائمة على السيليكون تتوافق مع شكل قلب الإنسان من أجل استخدامها في الأجهزة المساعدة للقلب داخل الجسم الحي. وتقول "نحن أول فريق بحثي يقومبتصميموتصنيع منصة إلكترونية قابلة لإعادة التشكيل على شكل خلية نحل بأضلاع متموجة ليتم استخدامها كركيزة للأجهزة المساعدة للقلب، حيث أن شكل خلية النحل هو من أقرب التصاميم الهندسية الموجودة في الطبيعة لشكل قلب الانسان مما يساهم في تماثل منصات السيليكون مع تقنيات القلب ويقلل من احتمالية كسر هذه المنصات نتيجة لتمدد عضلة القلب خلال عملية النبض".

أما فيما تعلق بالدوافع التي شجعتها على المشاركة في "برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال -اليونسكو من أجل المرأة في العلم" للعام 2020، فإن أسرار توضح "أن مبادرة لوريال-يونيسكو رائعة جدا وتساهم كثيرا في دعم الباحثات مادياً ومعنوياً. إن تسليط الضوء على انجازاتنا البحثية يساهم في تعزيز قوة وحضور المرأة العربية في مجال العلوم والأبحاث ويساهم أيضا في اتاحة العديد من الفرص البحثية ومجالات التعاون لنا مع العديد من الجامعات والمراكز البحثية على الصعيدين المحلي والعالمي".

أما كيف توازن أسرار بين حياتها المهنية وحياتكها الشخصية وعائلتها النصيحة التي تقدمها للشابات العربيات اللواتي يأملن في السير على خطاها، فهي توكد "أن الموازنة بين أبحاثي وإدارة شركتي وحياتي العائلية والاجتماعية هي التحدي الأكبر بالنسبة لي. هذه الموازنة تتطلب الكثير من الجدية، الانضباط، الاصرار والتخطيط. بعد فترة طويلة من محاولات الموازنة والانضباط، وجدت أن النوم المبكر والاستيقاظ المبكر مع الالتزام بهذه الأوقات بقدر الإمكان، هو أهم العوامل المساعدة لرفع مستوى انتاجيتي، تركيزي وانضباطي. بعد التحكم في النوم، يأتي التأمل في المرتبة الثانية يليه التخطيط اليومي والأسبوعي.  القراءة مهمة جداً أيضاً، لا أعلم بالضبط علاقة القراءة بإنتاجيتي وتركيزي، لكن لاحظت انخفاض واضح في انتاجيتي وتركيزي حين أتوقف عن القراءة.  أنصح الشابات العربيات بممارسة تمارين التأمل لمساهمتها في زيادة التركيز وتصفية الذهن مما يسهل كثيرا تحديد الأهداف واتخاذ القرارات. أنصحهن أيضا بالمثابرة والإصرار".

أسرار لا تزال مصرّة على إكمال مرحلة الدكتوراة حاليا في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والتي تعتبر من أقوى الجامعات في الشرق الأوسط من نواحي كثيرة أهمها البنية التحتية التقنية والإنتاج البحثي.

من جهة أخرى، تشير أسرار إلى أن التحديات التي تواجه المرأة العربية قد تضاءلت كثيرا خلال السنين الماضية بعد جهود تمكين المرأة. ولكن تضل الموازنة بين الحياة العائلية والمهنية من أكبر التحديات التي تواجه المرأة.

دانه ظاهر: الموازنة بين الحياة الشخصية والعمليةمن سمات المرأة الناجحة

لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

تعتبر دانه أنه من أهم سمات المرأة الناجحة في عملها، هي القدرة على الموازنة بين الحياة الشخصية والعملية والنجاح في كليهما. فنجاحها في حياتها الشخصية والعائلية ينعكس على إبداعها في المجال العلمي، بل و يدعهما نفسياً لتبذل قصارى جهودها. من طرق تحقيق الموازنة، هو بدايةً تنظيم الوقت والمشي على خطة واضحة واتباعها وعدم تأجيل العمل لتفادي تراكمه ومن ثم التقصير به. نصيحتي للشابات العربيات بالتمسك بطموحهن وشغفهن والسعي دائماً لتحقيق أحلامهن وأهدافهن. فكلمتي الموجهة لتلك الشابات بأن يحسنّ تنظيم الوقت واستغلال الفرصة دائماً للتعلم و القراءة لأحدث الأبحاث العلمية، و المشاركة في المؤتمرات و الورش العلمية. بالإضافة إلى المساهمة في توفير المناخ الملائم للإبتكار في مكان العمل عن طريق تقدير الزملاء و تقديم يد العون و مشاركة الخبرات للتوصل إلى أفضل النتائج مع توفير الوقت و الجهود.

لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

وفي هذا الإطار، تؤكد دانه "أن الدعم الذي أتلقيه لإكمال مسيرتي في البحث العلمي هو السر وراء الإنجاز الذي أحققه. أود أن أتشكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على منحه لي منحة دراسية لدراسة الماجستير ومن ثم الدكتوراه في برنامج الطب الجزيئي و تطبيقاته الإكلينيكية في كلية الطب/جامعة الشارقة. فجامعة الشارقة ساندت دراساتي وأبحاثي من خلال توفيرها مركز الشارقة للبحث العلمي وما يشمله من تقنيات حديثة وأجهزة متطورة بالإضافة لتوفير منح مالية من قبل كلية الدراسات العليا لدعم مشاريع الطلبة في الماجستير والدكتوراه".

وتضيف "من أكبر التحديات التي تواجهها المرأة هي الموازنة بين الحياة العملية والأسرية، والتي لن تستطيع تحقيقها دون دعم الأسرة لها و تفهم رغبتها في تحقيق طموحاتها في العمل".

أما فيما يتعلق بالبحث الذي أجرته والذي أهلها للفوز بهذه الجائز، فتقول دانه: "من أهم الخصائص التي تتمتع بها خلايا سرطان الثدي هي القدرة على تعديل المعدلات الأيضية حيث أنها تستهلك الجلوكوز بشكل كبير سواء بوجود الأوكسجين أو عدم توفره لتوفير الطاقة الداعمة لانقسام الخلايا وتضاعفها وانتشارها، على عكس الخلايا الطبيعية التي تغير مسار المعدلات الأيضية في حال عدم توفر الأوكسجين وتتعامل فقط حسب ما توفره البيئة المحيطة. إن نسبة كبيرة من سرطانات الثدي لديها معدلات أيضية عالية وهذه السرطانات تتميز بكونها لديها حساسية أقل للعلاجات المتوفرة و لديها القدرة على معاودة الانقسام بعد الخضوع للعلاج، بل و الانتشار. إن بحثي يقوم على دراسة المعاملات التي تؤهل هذه الخلايا لتعديل معدلاتها الأيضية و تحديد أنواع السرطانات الثدي الأكثر اكتساباً و اعتماداً على هذه المعاملات، و بالتالي ترسيخ مركبات علاجية تستهدف هذه المعاملات تحديداً دون الإضرار بالخلايا الطبيعية. بالإضافة لدمج هذه المركبات لتحسين الاستجابة للعلاج المناعي لدى هؤلاء المرضى. فمن خلال بحثي أقوم بهذه الدراسات على خلايا سرطان الثدي المخبرية والحيوانات المخبرية، بالإضافة لعينات من أنسجة مرضى سرطان الثدي".

وأخيراً، تعتبر دانه أن انضمامها للمشاركة في برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم 2020 كان أحد أهدافها و أحلامها. وتقول"تحقق هذا الفوز الحمدلله بهذه الجائزة الداعمة للمرأة في البحث العلمي. إن برنامج لويال-اليونسكو يعد من أهم و أقوى البرامج الداعمة للمرأة الباحثة على الصعيد المحلي و العالمي حيث الاهتمام الذي تتلقاه المشاركة يشكل محفز قوي ودافع كبير لشق طريق البحث العملي خلال مرحلة الدكتوراه و ما بعد الدكتوراه. منذ بدئي في رسالة الدكتوراه في الطب الجيئي في جامعة الشارقة، وأنا أتابع سنوياً المزايا التي يقدمها هذا البرنامج للمرأة الباحثة و ما يضيف عليها و على البحث الذي تقوم به من دعم فوددت المشاركة فور تحقيقي لشروط الجائزة ، و كذلك شجعني مشرفي رسالة الدكتوراه، الدكتور هاني عمر و الدكتور طالب الطل على المشاركة بالإضافة لزملائي في البحث العلمي".

إسراء مرعي: نصيحتي للشابات العربيات التركيز على الطموح وتحقيق الأحلام

لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

تؤكد إسراء أنالعمل في مجال البحوث العلمية يتطلب بذل الكثير من الوقت والجهد، ولهذا فإن تنظيم الوقت هو أفضل استراتيجية للموازنة بين الحياة العلمية والشخصية. تقسيم المهام وتحديد أهداف واضحة ومنطقية ووضع خطة أسبوعية تساعد في تنظيم الوقت بشكل كبير. من المهم جداً عدم إهمال أي جانب من جوانب الحياة، فالتوازن مهم للنجاح في الحياة العلمية والشخصية. وتقول "نصيحتي للشابات العربيات أن يكنّ طموحات وأن يركّزن جهودهن على تحقيق أحلامهن. أنصحهنّ أيضاً بالتحصن بالمعرفة، فبالمعرفة تبنى الثقة ومن خلال الثقة يمكن الوصول للأهداف حتى وإن كانت صعبة".

وتعتقد إسراء أن التحدي الأكبر الذي يواجه المرأة العربية في المجالات العملية هو الحفاظ على التطوير الوظيفي والنمو المهني. وتقول "نلاحظ أن أعداد النساء اللاتي اتجهن لمهن علمية قد ازدادت خلال العقد الماضي، وأن دعمهن وتشجيعهن على الدراسة والتعلم قد ازداد أيضاً. بالرغم من ذلك فإن فرص التطور المهني والصعود على درجات السلم العلمي والمهني تبقى محدودة جداً لعدة عوامل منها التحيز اللاواعي والتوقعات الناجمة عن الصورة النمطيةوالالتزامات الاجتماعية والعائلية. العديد من الدراسات خلصت إلى أن النساء يبذلن ضعف المجهود الذي يبذله الرجال للوصول إلى التميز والتقدير في مجالات العلوم. كما أن إنتاجية العالمات من ناحية المنشورات العلمية أقل في معظم الأحيان من الرجال بالرغم من المجهود المبذول.

لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

وعن مشاركتها في"برنامج الشرق الأوسط الإقليمي للباحثات الصاعدات لوريال-اليونسكو من أجل المرأة، تقول إسارء إن هذه المباد تساهم في الارتقاء بالأبحاث العلمية وإبراز دور المرأة العربية في تطور العلم. مشاركتي في هذا البرنامج ستساعد في تعزيز بحثيوستزيد من فرص التواصل مع علماء وخبراء في هذا المجال لتطويره".

بدأت إسراء رحلتها في مجال الأبحاث العلمية أثناء مرحلة البكالوريوس في جامعة قطر، وذلك عن طريق بحث التخرج الذي كان مدعوماً ببرنامجخبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين.بعد ذلك، أتاح لها"برنامج قطر للريادة في العلوم" -أحد مبادرات مؤسسة قطر- أن تكمل دراساتها العليا في كليةأمبريال لندن في مجال هندسة الأنسجة، وهذه الخطوة مكنتها منأن تبدأ حياتها المهنية في مجال الأبحاث. حالياً، تعمل على مشروع دراسة ما بعد الدكتوراةفي وايل كورنيل للطب – قطربدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي عن طريق "برنامج أبحاث ما بعد الدكتوراة". كما تتيح مبادراتمؤسسة قطر المتعددة تدريب وإعداد الكثير من الفتيات الواعدات في مجالات العلوم وفي مختلف المراحل. خلال رحلتي المهنية، أتيحت لي الفرصة لأدرب العديد من الطالبات من مراحل الدراسة المتوسطة والجامعية ومرحلة الماجيستير، بالإضافة إلى مشاركتي في تقييم العديد من المسابقات الوطنية التي تهدف الى تطوير الطلاب. مشاركات الطالبات في هذه المسابقات والبرامج في ازدياد مستمر.

على صعيد آخر تفيد إسراء "يركز بحثي على استخدام خلايا الجسم لدراسة وتطويرالأدوية في المرحلة قبل الاكلينيكية. لهذا الغرض، نقوم باستخدام خلايا "سلفية" تتواجد في دم الحبل السري ولدى البالغين، تعرف بخلايا الدم البطانية الأصلية. تمتلك هذه الخلايا القدرة على ترميم التلف الذي يصيب الأوعية الدموية، مما يجعلها نموذجاً مثالياً لدراسة الأمراض المتعلقة بالأوعية الدموية والأدوية التي يمكن أن تستخدم لعلاجها. تعتمد نماذج دراسة الأدوية المستخدمة حالياً على زراعة الخلايا في "طبق" في نظام ثنائي الأبعاد بهيئة طبقة واحدة. بالرغم من أن هذا النموذج معتمد منذ سنوات ويعطي نتائج مبدئية عن سمية وفعالية الأدوية، إلا أنه لا يعكس بدقة كيفية تعايش الخلايا في جسم الإنسان وتأثرها بالعوامل المحيطة بها، فالخلايا في الأوعية الدموية، مثلاً، تتواجد في نظام ثلاثي الأبعاد، حيث يتكون جدار الوعاء الدموي من عدة طبقات من الخلايا محاطةبمادة جيلاتينة. لذلك، تهدف دراستي إلى "هندسة" طعم وعائي ثلاثي الأبعاد لدراسة الأدوية باستخدام الخلايا البطانية الأصلية. ستساعد هذه الدراسة على إثراء المعرفة بهذا النوع من الخلايا،وعلاقته بالمرض، واستخدامه في نمذجة المرض وتطويرالأدوية. وسوف تسهم أيضاً في إنشاءطرقجديدةللعلاج الشخصي لأمراض القلب والأوعية الدموية والبحوث الصيدلانية.

لما العبدي:  إبراز دور المرأة في العلم رسالة وأهداف نبيلة

لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

ترى لما أنها تجد الكثير من المتعة في العمل الذي تقوم به. وتضيف "ولكن هذا لا يعني انني لا اعطي اهتمام لحياتي الشخصية. فأنا من الاشخاص ذوو المبدأ work hard and play hard.  أجد متعة كبيرة في السفر والتجارب الجديد والاجتماعات العائلية، ولكن هذا لا يعني أنني لا احمل عملي معي أيضا.

وتؤكد لما في المقابل، أن المؤسسات الأكاديمية والعلمية في دولة الإمارات كانت من أبرز الجهات الداعمة لأبحاثها وبشكل كبير.

وتعتبر لم أن من أهم التحديات التي تواجه المرأة العربية الراغبة في ممارسة مهن علمية في وقتنا الحاضر، هو تحديد الهدف ورفع الهمة للوصول اليه، هناك شعور بالسعادة الكبيرة بعد تعدي العقبات، عندما تتذوقين هذه السعادة ستدمنين عليها.

لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

أما فيما بتعلق ببحثها الفائز بالجائزة فتقول لما "أبحاثي بشكل عام تحت مظلة الوراثة في مراحل المبكرة من التكوين الجنيني وكيف الاختلال في هذه الجينات يؤدي الى المرض.  في الوقت الحالي, ابحاثي تتمحور حول الأمراض الوراثية التي تصيب العين. بما أن العمى هو أحد الإعاقات الشائعة التي تواجه البشر ، فإن هدفي هو تحديد المتغيرات الجينية التي تؤدي إلى هذه الاضطرابات. هذا ليس مفيدًا فقط من وجهة نظر علم الوراثة السريرية ، ولكن أيضًا على منصة العلوم الأساسية حيث تسلطبحوثنا الضوء على الجينات والآليات المسؤولة عن تطور العين ووظيفتها في الحالة الطبيعية".

وعن مشاركتها في برنامج لوريال-اليونسكو، تؤكد لما شدني كونها مختصة بابراز دور المرأة في العلم فأنا أرى أن رسالتها واهدافها نبيلة ومتميزة ، فهي جائزة افتخر بها وتزيد من ثقتي بنفسي وبانجازاتي كما انها تساعدني على الاندفاع للأمام".

مريم طارق خليل الهاشمي: نصيحتي للعالمات الشابات ألا يقسين على أنفسهن

لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

تقول مريم "إن الموازنة بين عائلتي وحياتي الشخصية و حياتي المهنية ليس بالأمر السهل بالتأكيد. ولا أستطيع أن أقول أنني أتقن ذلك. أحاول وضع حدود بين العمل والأسرة ، بحيث يمكنني في الصباح التركيز في عملي ، بينما أنا كزوجة وأم مع عائلتي في المساء. فعلى سبيل المثال ، نحن نتناول العشاء معًا كعائلة كل يوم. أحاول قدر استطاعتي التخطيط والقيام بالأشياء مسبقًا ، و لكن لا سبيل من حدوث حالات طارئة تُغير جميع الخطط في ذلك اليوم! أتحدث مع زوجي عن عملي حتى يتفهم ما أقوم به ويدعمني. أحاول ألا أفعل كل شيء بنفسي ، وأطلب المساعدة وأفوض المهام عند الحاجة. و أخيراً ، أخصص لنفسي وقتاً كل أسبوع لفعل ما أحب و للاسترخاء.

لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

وتتابع "نصيحتي للعالمات الشابات ألا يقسين على أنفسهن، حيث لا توجد طريقة واحدة للموازنة في الحياة، فعليهن تحديد أولوياتهن وأن يعزمن على النجاح في هذه الجوانب. ويجب أن يتذكرن أنه ستكون هناك أوقات يتعين عليهن فيها اعطاء الأولوية للعمل أو للعائلة، و لكن يجب ألا تكون هذه هي القاعدة".

وعن الدعم الذي تلقته في هذا الإطار، تقول مريم "بالتأكيد إن لدولتي الإمارات العربية المتحدة الفضل بعد الله لما وصلت إليه اليوم. فالإمارات تقدم الغالي والنفيس لشعبها من خلال إهتمامها و دعمها للعلم و طلبته. ولا يسعني إلا أن أشكر قادتنا المُلهمين لنا على كل ما قدموه من دعم لكل المبادرات العلمية المحلية منها والعالمية.وكذلك أتوجه بالشكر لشركة أدنوك التي دعمتني خلال فترة دراستي ، و أشكر جامعة خليفة التي تدعم أبحاثي الآن.

وفي المقابل تؤكد تقول مريم "أعتقد أن السبب الرئيسي هو صعوبة تحقيق التوازن بين مسؤوليات البحث والأمومة. قد تكون للصور النمطية المجتمعية والتحيز الجنسي أيضاً عامل في هذا التحدي، و لكن  بنسبة أقل بسبب تدارك المجتمع لأهمية دور المرأة في العلم. أولاً، أود أن أذكرهن بأن إيجاد حلول للتحديات التي نواجهها مسؤولية مشتركة. وأود أن أتوجه برسالة لهن أنيٌكوِن رؤية لمستقبلهن لتكون دافعاً للإكمال والمثابرة في مجال العلوم إن كن يستمتعن به. وليعلمن أن هنالك اليوم العديد من المبادرات لتمكين ودعم المرأة".

إلى ذلك تؤكد مريم "أركز في أبحاثي على تحقيق التنمية المستدامة لمجتمعنا عن طريق تطوير مواد مسامية جديدة للتطبيقات الناشئة في التحفيز والفصل. أهتم بشكل خاص بتصميم المواد التحفيزية التي بإمكانها أن تسرّع تحويل عمليات الاستدامة والسماح بحدوثها مثل تحويل الانبعاثات الضارة والمواد الأقل قيمة –مثل ثاني أوكسيد الكربون، النفايات والنفط الخام الثقيل- إلى مواد كيميائية مفيدة في مفاعل واحد، مما سيساهم في التقليل من التكلفة وتوليد المخلفات. طوّرت مع فريق عملي أساليب جديدة -لا تعتمد على استخدام مواد إضافية باهظة الثمن ومضرّة بالبيئة-  للتحكم في بنية المسام للمحفزات والسماح للجزيئات بالدخول إليها ومغادرتها بسهولة. ولأنه لا يمكن تحقيق معظم التحويلات المستدامة باستخدام محفّز ذات وظيفة واحدة، نعمل على تعديل هذه المحفزات لكي تكون قادرة على أداء أكثر من خطوة تحويل واحدة. والهدف في نهاية المطاف هو القدرة على تصميم محفّزات، لأي تفاعل مطلوب، بإمكانها أن تقوم بأداء أفضل من المحفّزات الموجودة، أو حتى تنفيذ وظائف لا تستطيع المحفّزات الأخرى القيام بها."

وعن الدافع وراء مشاركتها في هذا البرنامج، توضح مريم "اشتركت في برنامج المواهب الإقليمي لأني أتفق مع مبادرة برامج لوريال-يونسكو للنساء في العلوم في دعم الباحثات الشابات وتمكينهن لتحقيق التميز العلمي. أعتقد أن عدد الإناث في الشرق الأوسط اللائي يدرسن تخصص علمي كبير. ومع ذلك ، القليل منهن يتابعن مسيرة عملهن في مجال العلوم. فوزي بالجائزة أتاح لي فرصة عرض الأبحاث التي أقوم به كعالمة و آمل أن أكون نموذجًا يحتذى به للأجيال الشابة من الباحثات اللواتي يرغبن في متابعة مسيرتهن العلمية.

ومينا العاني: التخطيط وجدولة المهام من أسس النجاح

لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

تؤكد مينا"أن المرأة في الوطن العربي تمتلك الطاقة والقدرة على الوصول وقيادة كل المواقع العلمية، إلا أن هناك الكثير من التحديات، لعل أبرزها التنشئة والقيم الاجتماعية التي لا تزال تحد من وصول المرأة إلى هذه المواقع. أنصح الشابات العربيات بمتابعة شغفهم ومحاولة تطوير مهاراتهم فبالاصرار والمحاولة لايوجد شيء مستحيل أمام قدرات المرأة. إن تطوير الذات ومتابعة التعليم يؤدي بلا شك إلى بناء مستقبل قيادي، يضاف إلى ذلك مجموعة من العوامل المساهمة هي دعم األاهل والتشجيع والتزام الفرد بأهدافه بشكل مبكر. لذلك حاولي دائما الحصول على دعم أولئك الذين سيقفون دائما بجانبك ويساعدونك في تحقيق أهدافك".

لقاء خاص مع الفائزات ببرنامج "لوريال-اليونسكو من أجل المرأة في العلم"

وتعتبر مينا أن من أهم أسس النجاح التخطيط المسبق وجدولة المهامات اليومية. وتوضح "أنسق وقتي على أن تكون فترة العمل من التاسعةصباحا حتى الثالثة عصرا. بعد ذلك يبدأ يومي مع عائلتي ويليه اهتمامي بنفسي وممارسة الرياضة اليومية. دراستي تكون ليلا قبل انتهاء يومي. الدعم الأسري مهم أنا لو لا دعم والدي ربيع العاني ووالدتي لما وصلت الى كل هذه الانجازات خلال مرحلتي الدراسية والعملية. نشأت في اسرة مثقفة وتعطي كامل الدعم المادي والمعنوي و أكبر نعمة في حياتي وجود والداي بجانبي ودعمهم المستمر لي وافتخارهم بانجازاتي مما يدفعني ويشجعني للاستمرار والمثابرة في حياتي. هدفي دائما بأن أصل للمكانة الاجتماعية المرموقة التي تليق باسم والدي لأرد له ولو جزء بسيط من الدعم الذي قدمه لي. وأضيف الى ذلك الدعم المجتمعي في بيئة العمل والدراسة الذي وجدته من خلال دراستي في برنامج الدكتوراة من مشرفي البحث البروفيسور  عزام مغازجي وفريق العمل في مختبره في جامعة الشارقة كان لهم دور كبير في دعمي و نجاحي. وأنصح الفتيات بمتابعة الدراسات العليا وتخطي الصعوبات في مجال البحوث والطب فالمجتمع بحاجة للقدرات النسائية".

وتضيف "أن جائزة لوريال يونسكو لها طابع خاص، فهي تحمل اسماً عالميا، لوريال جائزة مرموقة ومحفلاً عالمياً يقصده الجميع, تهدف لدعم وتعزيز دور المرأة في مجال العلوم والبحوث. حصلت على عدة جوائز ع مستوى جامعة الشارقة في البحوث وتليها  جائزة الابتكار في مجال لصحة على مستوى الدولة وبعدها كنت أطمح للعالمية وهذا ما دفعني للمشاركة في لوريال يونسكو".

وتنوه مينا إلى "أن جامعة الشارقة كانت داعمة لي كدعم معنوي من قبل الدكاترة ومشرفي البحث ومادي لتسهيل أمور بحثي".

أما فيما يتعلق ببحثها العلمي فتقل مينا "بحثي يخص مرض التصلب المتعدد, مرض مناعي مدمر بسبب التهاب في الجهاز العصبي المركزي . هناك عدة خصائص مرضية رئيسية لمرض التصلب العصبي المتعدد: (أ) الالتهاب ، الذي يُعتقد عادةً أنه السبب الرئيسي للأحداث الرئيسية لتلف أنسجة الجهاز العصبي المركزي ، (ب) إزالة الميالين ، السمة المميزة لمرض التصلب المتعدد ، (ج) فقدان أو تلف محور عصبي. لا يوجد حاليًا علاج متكامل لمرض التصلب المتعدد. نحن نتحرى عن عقار هرسبتين في علاج التصلب المتعدد بتجربته على الفئران المختبرية في وحدة الحيوانات الأليفة في معهد البحوث للطب والعلوم الصحية في جامعة الشارقة. وأشرف على هذا العمل البروفسور عزام أ. مغازجي".

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار