محمد رشدي: ملِكُ الأغنيةِ الشعبيةِ الذي هزَّ عرشَ العندليب
تاريخ النشر: : الجمعة، 24 ديسمبر 2021

محمد رشدي: ملِكُ الأغنيةِ الشعبيةِ الذي هزَّ عرشَ العندليب

ملك الأغنية الشعبية الذي هز عرش العندليب، إنه الفنان المصري، محمد رشدي، الذي اكتشفه أنور زعلوك وذاعت شهرته في الأغاني الشعبية وفي أغنيات الأفراح.

من أشهر أغنياته (قولوا لمأذون البلد، عدوية، تحت الشجر، كعب غزال، يا ليلة ما جاني الغالي)، والأوبريت الإذاعي (أدهم الشرقاوي).

كون محمد رشدي وبليغ حمدي مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ثلاثيا فنياً عظيماً وكان هذا السبب لبداية إنتشار الأغنية الشعبية، مثل محمد رشدي مجموعة من الأفلام والمسلسلات من ضمنها: مسلسل حارة المحروسة [1996] مسلسل لا إله إلا الله ج 4 [1988] فيلم سلطان [1958].

فتعرفوا معنا على الفنان محمد رشدي في حلقة جديدة من «أهل المغنى»..

الفنان الشعبي محمد رشدي:

هو محمد محمد عبد الرحمن الراجحي، نشأ محمد رشدي في مدينة دسوق المصرية بمحافظة كفر الشيخ، وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية.

تعرض رشدي في طفولته لموقف كاد يغير حياته إلى الأبد؛ فأثناء لهوه سقط على الأرض وكادت أسنانه تقطع لسانه نصفين، وظل لفترة طويلة لا يستطيع النطق، وهي الحادثة التي أثرت على نطقه حرفي السين والثاء، إلا أنه تغلب عليها في الغناء.

سمعته أم كلثوم في إحدى الحفلات في دسوق، وأعجبت بصوته، فنصحت أهله بأن يرسلوه إلى القاهرة لتعلم أصول الغناء والطرب.

ثم سافر إلى القاهرة، كي يلتحق بمعهد فؤاد الموسيقي. بعد توصية من نائب قريته في مجلس الشعب بالالتحاق بمعهد الموسيقى قسم الأصوات، ونجح أيضا في اختبارات الإذاعة في العام الذي نجح فيه الفنان عبد الحليم حافظ، لكن شهرته وبدايته تأخرت بعض الشيء عن العندليب.

كان أول ما قدمه في الإذاعة أغنية «قولوا لمأذون البلد»، وقد ظل مشتهرا بها لفترة طويلة، حتى إنه عرف في هذا الوقت بمطرب الأغنية الواحدة؛ حيث ظل الجماهير تطلبها لمدة عشر 10 سنوات متتالية.

نشأة محمد رشدي:

ولد محمد محمد عبد الرحمن الراجحي، الشهير بمحمد رشدي 20 يوليو 1928 بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، حفظ القرآن الكريم في كُتّاب القرية ثم جاء إلى القاهرة، والتحق بمعهد فؤاد الموسيقي، وقدم أول أغنية هي "قولوا لمأذون البلد". فتحت له الإذاعة ميكروفونها غناءً وتلحيناً، سجل للإذاعة ملحمة "أدهم الشرقاوي" ونجح نجاحا كبيراً .

كون محمد رشدي وبليغ حمدي مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي ثلاثيا فنياً عظيماً وكان هذا سبباً لبداية انتشار الأغنية الشعبية. غنى محمد رشدى أغانٍ دينية ووطنية في انتصارات حرب أكتوبر، قدم في رمضان أغاني مسلسل "ابن ماجه" وسجل آخر ألبوم له بعنوان "دامت لمين". ومن أعماله:( المارد - حارة السقايين – عدوية – 6 بنات وعريس – السيرك - فرقة المرح - ورد وشوك). من أغانيه المميزة: (طاير يا هوا - عالرملة - عدوية - عرباوي - كعب الغزال - مغرم صبابة - ميتى أشوفك - وهيبة - يا عبدالله ياخويا سماح - يا ليلة ما جاني الغالي).

محمد رشدي مجدد الأغنية الشعبية:

الشهرة الحقيقية كانت مع نجاح أغنيتي تحت السجر يا وهيبة، من كلمات الأبنودي، وألحان عبدالعظيم عبدالحق، وعدوية، من كلمات الأبنودي، وألحان بليغ حمدي، وبسببهما ارتفعت أسهم رشدي في عالم الغناء، وغيّر مفهوم الأغنية الشعبية، وارتبط بوجدان المصريين، الأمر الذي دفع العندليب الأسمر أن يتجه إلى الغناء الشعبي.

وبمرور الوقت يزداد تألق محمد رشدي، مع الأغنيات الناجحة منها "كعب الغزال يامتحني، عرباوي، ميتى أشوفك، طاير ياهوا، ع الرملة"، وكانت مكافأته التي حظى بها عندما قالت له كوكب الشرق أم كلثوم "أنا متابعاك، وإوعى ياواد يافلاح يضحكوا عليك في مصر ويغيروا لك شكلك".

محمد رشدي، ابن لأي زمان ومكان، في التسعينات أعاد توزيع أغنياته القديمة وتقديمها بشكل جديد، و مع الألفية الجديدة، استطاع العجوز أن "يُكسر الدنيا" بفنه وصوته الذي زادته السنوات والأزمات صلابة، وقدم ألبوم "دامت لمين"، وعدد من الأغنيات كانت من نصيب الجيل الجديد، ونافس بها المطربين الشباب.

"على فين، ماتقولي القطر رايح فين.. هترجعلي شبابي ولا هتزيد عذابي، قولي أعمل حسابي، نفسي أفرحلي يومين"، من كلمات أغنية قطر الحياة، وتعد آخر كليباته التي قام بتصويرها قبل إصابته بالتهاب رئوي، بخلاف معاناته مع مرض الفشل الكلوي، ليرحل محمد رشدي، عن حياتنا يوم 2 مايو من عام 2005، وتسقط معه ورقة ذهبية من زمن الفن الجميل.

محمد رشدي في التمثيل:

جاءت ملحمة أدهم الشرقاوي لتمثل لونا جديدا في مجال الغناء في ذلك الوقت. عمل «رشدي» ممثلا في عدة أفلام سينمائية، مثل «المارد»، و«حارة السقايين»، و«عدوية»، و«6 بنات»، و«فرق المرح»، و«ورد وشوك»".

مع النجاح الكبير الذي حققه رشدي، خاصة مع الثنائي بليغ حمدي وعبد الرحمن الأبنودي؛ شعر عبد الحليم حافظ بالغيرة الفنية، وهو ما جعله يطلب من الأبنودي أن يكتب له أغنية في محاولة لتقديم لون مشابه لما يقدمه رشدي على طريقته الخاصة، وبالفعل قدم أغنية «أنا كل ما أقول التوبة».

كما تصدى لغناء الأغنيات الخاصة بفيلم أدهم الشرقاوي. 

وعلى الرغم من هذه الغيرة الفنية، كان عبد الحليم يصطحب رشدي معه إلى المغرب في عيد جلوس الملك؛ للغناء معه.. وفي إحدى المرات امتدحه رشدي في حضور بليغ حمدي الذي كشف له عن خبث خطة العندليب الذي يفعل ذلك كي يضمن ألا يترك الساحة لرشدي في مصر ويعود ويفاجأ به قد قدم أغنية جديدة.

قاسى رشدي في نهاية حياته سنوات طويلة من المرض بعد إصابته بورم في المعدة، ثم جلسات الغسيل الكلوي، ومرض السكر، ليرحل عن عالمنا في الثاني 2 من مايو عام ألفين وخمسة 2005، تاركا إرثا فنيا ضخما.

وفاة محمد رشدي:

توفي يوم الإثنين 2 مايو 2005 عن عمر يناهز السادسة والسبعين عاماً بعد صراع طويل مع المرض. وكان محمد رشدي قد دخل المستشفى قبل ذلك بشهر ونصف الشهر بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد بالإضافة إلى إصابته بالفشل الكلوي.

المزيد: