مصر تعيد إفتتاح أقدم هرم في العالم في ظل توقف السياحة

  • تاريخ النشر: السبت، 28 مارس 2020
مصر تعيد إفتتاح أقدم هرم في العالم في ظل توقف السياحة

مصر تعيد إفتتاح أقدم هرم في العالم في ظل توقف السياحة

في حدث كان من المفترض أن يكون محط أنظار العالم وحديث الصحف العالمية، أعادت مصر إفتتاح واحد من أقدم أهراماتها بل أقدم الأبنية الحجرية في العالم بعد جهود دامت 14 عاماً، لكن فيروس كورونا كان له رأي آخر.

انتظرت وزارة السياحة المصرية بفارغ الصبر موعد إعادة افتتاح هرم زوسر في منطقة سقارة على أمل إنعاش السياحة المصرية بأفواج عالمية ستأتي لرؤية أقدم صرح حجري شهدته البشرية، لكن موجة كورونا التي اجتاحت العالم تركت الهرم القديم وحيداً وسط الصحراء دون زائر واحد لتستمر وحدته حتى بعد إنتهاء أعمال الترميم بالكامل.

مشروع بقيمة 100 مليون جنيه

هذا الهرم العتيق الذي يبلغ طوله 63 متراً قد تم بناؤه خلال حكم الملك زوسر والذي استمر من 2650 ق.م إلى 2575 ق.م أي منذ أكثر من 4500 عام، وهو محاط بشبكة معقدة من القاعات التي صممها رجل الدولة الشهير والطبيب والوزير والمهندس المعماري الأول في التاريخ  إمحوتب.

يقع هرم زوسر المدرج في منطقة سقارة، ويعد أبرز المعالم الأثرية بجبانة سقارة غرب مدينة ممفيس القديمة في مصر، وكانت الدولة المصرية قد أغلقت هذا الصرح العتيق عام 2006 لتبدأ مشروع ترميم وتجديد الهرم والمنطقة المحيطة به.

حسب الجدول الزمني المعلن وقتها كان من المفترض ألا تستغرق عملية الترميم أكثر من سبع إلى ثماني سنوات، لكن الأحداث السياسية التي شهدتها مصر في الفترة ما بين عامي 2011 و 2012 أدت إلى عرقلة سير العمل وتوقفت أعمال الترميم لفترة.

شمل مشروع ترميم وتطوير هرم زوسر المدرج أعمال درء الخطر، والترميم الخارجي والداخلي للهرم، وتطوير مسارات الزيارة المؤدية للهرم، والممرات الداخلية المؤدية لبئر الدفن، وأعمال ترميم التابوت الحجري، بالإضافة إلى أعمال الترميم الدقيق للحوائط، وبلغت التكلفة الإجمالية للمشروع 100 مليون جنيه مصر، وهو مايعادل 6.5 مليون دولار أمريكي.

ومع بداية عام 2020 وتحديداً يوم 5 مارس أعاد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، يرافقه الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار والسياحة إفتتاح هرم زوسر أمام الزوار، وذلك في حضور الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، والذي علق قائلاً أن هذا المشروع من أهم مشروعات الوزارة والذي من شأنه أن يجذب أعدادا كبيرة من السائحين في ظل الظروف العادية، وأكمل آسفاً على الوضع الحالي أنها ليست ظروف طبيعية.

توقف كامل في قطاع السياحة

أشار دكتور أحمد الشامي الخبير الاقتصادي والمحاضر بجامعة عين شمس إلى أن الترميم سيعمل على تنشيط السياحة. لكن ذلك كان قبل أن يقلب فيروس كورونا موازين السفر والسياحة حول العالم، حتى الآن ، كانت الحالات في القاهرة وأماكن السياحة الأخرى محدودة ، على الرغم من وجود بعض المخاوف من أن الأرقام قد تكون أعلى من المبلغ عنها رسميًا.

على الجانب الآخر يغادر السائحين البلاد وتقوم الفنادق بتخفيض العمالة الموجودة لديها، وفي ظل توقف الطيران في أغلب مطارات العالم أصبح الفضاء الإلكتروني هو السبيل الآمن للترفيه عن النفس، وبدلاً من إستكشاف الأماكن السياحية اتجه الأفراد لإستكشاف خيارات الألعاب أونلاين، أو القيام بجولات افتراضية للمواقع التاريخية باستخدام تقنية الواقع الإفتراضي.

نظرة على المستقبل

على الرغم من أن الصمت المحيط بمنطقة زوسر المعاد افتتاحها وتوقف السياحة في العالم أمر محزن للجميع‘، إلا أن الحكومة المصرية تنظر لنصف الكوب الممتلئ وتستمر في تطوير وترميم المناطق الأثرية المختلفة على أمل تعزيز مكانتها السياحية بعد إنتهاء موجة الركود الحالية.

لاشك أن قطاع السياحة قد تلقى ضربة قاسية بسبب الوباء الحالي سيظل يعاني منها لأشهر قادمة، لكن ما أسرع الأيام والليالي وكم من أوقات عصيبة مرت على السياحة في مصر وكان الوقت قادر على إصلاح كل شئ.