سرطان الثدي للحامل

  • تاريخ النشر: الأحد، 06 أكتوبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
سرطان الثدي للحامل

قد تصاب الحامل بسرطان الثدي أثناء فترة الحمل رغم أن هذا الأمر قليل الحدوث، ولكن الحمل بحد ذاته لا يسبب سرطان الثدي مع أن التغييرات الهرمونية التي تحدث في فترة الحمل يمكن أن تسرع من نمو السرطان، ومما يزيد من المشكلة أن الثدي يزداد حجمه في فترة الحمل فيصعب اكتشاف وجود كتل خاصة وإن كانت صغيرة، وهذا ما يؤخر اكتشاف سرطان الثدي للحامل بحيث تكون بحجم أكبر ومتقدمة أكثر عند ملاحظتها، لذا فلا تستهيني عزيزتي بفحص الثدي أثناء فترة الحمل خاصةً في حال ظهور أي أعراض غير طبيعية، لذا سنتعرف إلى مجموعة من الأمور المهمة والمتعلقة بسرطان الثدي للحامل وتشخصيه وطرق علاجه:

تأثير سرطان الثدي على الحمل:

في حال تم تشخيصكِ بسرطان الثدي وأنتِ حامل فإن الأمر سيكون أكثر تعقيداً من حيث خيارات العلاج المتاحة لكِ، ورغم أن هذا يحدث في حالة واحدة من 3 الالآف حالة، إلا أن الأطباء يضعون خططاً علاجية تكفل عدم تعرض الجنين لأي مخاطر والتي تشمل الأوقات التي ستخضعين فيها للعلاج، وتكمن المشكلة عند وجود الحمل أن الهدف لن يتوقف عند علاج السرطان أو منع انتشاره والسيطرة عليه وحسب، وإنما تأمين الحماية الكاملة للجنين إلى أن يصل لمرحلة الولادة دون التأثر بالعلاج وهذا ما يعقد الأمر.

تشخيص سرطان الثدي أثناء الحمل:

كما ذكرنا سابقاً فإن المشكلة في هذه الفترة هو أن من الطبيعي حدوث تغييرات في شكل وحجم الثدي استعداداً للرضاعة، ولكن في حال تكونت لديكِ كتل في الثدي واستدعت الشك منكِ فعليكِ بالتوجه للطبيب الذي سيقوم بدوره بفصحها، إذا تسبب الفحص بشكوك لديه سيقوم بتحويلكِ على عيادة مختصة لإجراء الفحص بالموجات فوق الصوتية، وهذا الفحص آمن بالنسبة لطفلكِ، في بعض الحالات قد تحتاجين لعمل صورة أشعة سينية للثدي وعندها ستُتخذ الإجراءات المناسبة لحماية الجنين أثناء التصوير بالأشعة السينية في حال احتجتِ لها، هناك بعض أنواع الفحوصات التي لا يوصي الطبيب بالخضوع لها في الحمل كالأشعة المقطعية وأشعة العظام، لأنها تشكل بعض المخاطر المحتملة على الطفل من هذه الإشعاعات.

علاج سرطان الثدي أثناء الحمل

علاج سرطان الثدي أثناء الحمل وهل هو آمن؟

عندما يصيبكِ سرطان الثدي وأنتِ حاملاً فإن خيارات العلاج أمامكِ تكون محدودة، والاختيار يكون صعباً لذا فمن الضروري أن تكون على دراية تامة بما هي هذه الخيارات والتي يمكن أن يعرفكِ بها طبيبكِ، وتأكدي سيدتي بأن خضوعكِ لعلاج آمن على طفلكِ أمراً متاحاً بالفعل ولكن يعتمد نوع العلاج والتوقيت الذي يسمح بخضوعكِ له على عدة عوامل:

  • حجم الورم.
  • موقع الورم.
  • في حال انتشار السرطان، إلى أي مدى؟
  • في أي مرحلة أنتِ من مراحل الحمل؟
  • صحتكِ العامة.

خياراتكِ بين العلاجات وما هو الذي تفضيلنه أكثر؟

  • علاج سرطان الثدي الجراحي للحامل: تعتبر الجراحة هي العلاج الأكثر أماناً والذي يمكن إجراءه في جميع أشهر الحمل الثلاثة الأولى دون التأثير على صحة الجنين، ومن المرجح أن تكون جراحة كاملة لاستئصال الثدي وذلك لأن جراحة الاستئصال الجزئي مع الحفاظ على الثدي تحتاج لعلاج إشعاعي، وهو غير ممكن في فترة الحمل، أما بالنسبة لتشخصيكِ في فترة الشهور الثلاثية الثانية من الحمل ستكون جراحة استئصال الثدي مع الحفاظ عليه ممكنة أكثر، لأنكِ ستخضعين بعد العملية لمرحلة العلاج الكيميائي لذا فمن الممكن أن يكون العلاج الإشعاعي الذي يأتي بعد الكيميائي، بعد مرور فترة الحمل والولادة، وكذلك الأمر في حال تم التشخيص في الثلث الأخير من الحمل فإن الجراحة المحافظة على الثدي هي من الخيارات المتاحة لكِ لأن العلاج الإشعاعي سيكون بعد الولادة.

  • العلاج الكيميائي لسرطان الثدي للحامل: يمكن أن تخضع الحامل للعلاج الكيميائي خلال فترة الحمل، ولكن يتم تجنبه في حال كان الحمل في الثلث الأول منه، لان ذلك سيؤثر على نمو الجديد أو قد يسبب الإجهاض في بعض الحالات.

  • العلاج الإشعاعي لسرطان الثدي للحامل: لا يوصى بالخضوع إلى أي نوع من العلاج الإشعاعي طيلة فترة الحمل، لأن أي جرعة مهما كانت بسيطة منه ستؤثر على الجنين وتشكل خطراً على حياته.

  • العلاج بالهرمونات جميعها تعتبر غير آمنة على الجنين ولا يجب أن تخضع السيدة أثناء الحمل لها.

الولادة وسرطان الثدي:

يحرص الطبيب على الولادة فأقرب وقت ممكن من التاريخ المقرر لها، وفي ذات الوقت بما يسمح به ويتماشى مع الخطة العلاجية لكِ، ورغم تفضيل الأطباء للولادة الطبيعية إلا أنه قد يقرر إجراء عملية قيصرية في بعض الحالات إن كان ذلك هو الخيار الأكثر أماناً لكِ، وبعد الولادة أصبح من الضروري فحص المشيمة للتأكد من عدم انتشار خلايا السرطان للطفل، ورغم أن هذا الأمر نادر الحدوث إلا أن السرطان يمكن أن ينتقل للطفل، والآن بعد الولادة قد تحتاجين لبعض المساعدة والدعم سواء المعنوي أو العاطفي، خاصةً في حال مازالتِ تخضعين للعلاج فستكون عملية رعاية الطفل أكثر صعوبة، وبالتالي فمن الضروري أن تتطلبي المساعدة من المقربين لكِ لكي تتجاوزي هذه الفترة بأقل قدر من الأضرار.

الرضاعة وسرطان الثدي:

ترتبط الرضاعة الطبيعية بعد علاج سرطان الثدي بطريقة العلاج التي تم اتباعها، ففي حال كان العلاج جراحياً فهو لا يسبب مشكلة في عملية الرضاعة الطبيعية، أما في الحالات الأخرى فإن الأمر يتعلق بانتقال الأدوية من حليب الأم إلى طفلها، ففي حال لم يكن هناك مرحلة علاجية إضافية كالعلاج الكيميائي بعد الجراحة يمكنكِ أن ترضعي طفلكِ من الثدي غير المعالج، وذلك تفادياً لحدوث أي مشاكل في الثدي المعالج كإصابته بالالتهاب يعرف بالتهاب الضرع.

ولكن ماذا عن اكتشاف السرطان في الثدي وأنتِ في مرحلة الرضاعة الطبيعية، في البداية لن يؤثر السرطان وحتى الخزعات التي يمكن أخذها من الثدي على عملية الرضاعة، وبالرغم من اكتشاف السرطان لدى المرضعات هو من أصعب المراحل والتي يعتبرها البعض مستحيلة الكشف إلا أن ذلك لن يمنع من الاستمرار بالرضاعة، ولن تتوقفي عن الرضاعة إلا بعد دخولكِ خطة علاج تنطوي على العلاج الكيميائي الذي يشكل مواد سامة ستنتقل من الحليب إلى الطفل.

العلاج الإشعاعي كذلك الأمر يمكن أن يتطلب منكِ الانقطاع عن الرضاعة الطبيعية، اعتماداً على نوع الإشعاع المستخدم في العلاج ومدته، سيقوم طبيبكِ بتوضيح تأثير هذا العلاج على الرضاعة الطبيعية كما أنه سيوضح لكِ إن كان من الممكن إرضاع الطفل من كلا الثديين أو بالاكتفاء بالثدي غير المعالج.

وكمرحلة أخيرة حول الرضاعة الطبيعية بعد انتهاء العلاج فإنه من الضروري استشارة الطبيب حول إمكانية العودة للرضاعة الطبيعية، إذ قد يكون هناك أثاراً باقية للأدوية والعلاج في جسمكِ ويمكن أن تنتقل عبر الحليب.

بعد أن توضحت الصورة أمامكِ حول سرطان الثدي للحامل، فمن الضروري أن تعي جيداً ضروري استشارة الطبيب وعمل فحص للثدي عندما ترد أي شكوك إلى ذهنكِ، فكما تلاحظين هناك حلول عدة للعلاج أثناء الحمل ولا تعني الإصابة التخلي عن الجنين، ولا يجب أن تسبب هذه المعلومات الخوف لكِ فهذه الحالة تعتبر نادرة الحدوث، ولكن لا مانع من تجنب الخطر الذي قد يحدث في حال تجاهلتِ بعض العلامات التي تثير الشكوك.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار