مياه بودابست العلاجية: ستيفن أوموروفيتش يتحدث عن التراث والابتكار ومستقبل العناية الفاخرة بالبشرة
في قلب بودابست، حيث تتدفّق الينابيع الحرارية القديمة من باطن الأرض منذ آلاف السنين، يكمن الإلهام وراء واحدة من أكثر قصص العناية الفاخرة بالبشرة سحرًا وجاذبية.
في حوار مع ستيفن دو هاينريش دو أوموروفيتشا، المؤسّس الشريك والرئيس التنفيذي لعلامة أوموروفيتشا، تعمّقنا في الحديث عن الإرث الفريد للعلامة، مسيرتها في الأسواق العالمية، وقوة السرد الأصيل في عالم الجمال المعاصر.
قصة نشأة أوموروفيتشا استثنائية بقدر استثنائية القوى الطبيعية التي صنعتها. فالتصادم الجيولوجي الهائل الذي شكّل جبال الهيمالايا هو نفسه الذي منح بودابست طبيعتها الفريدة، إذ فتح شقوقًا عميقة في باطن الأرض تنساب عبرها المياه لمسافات طويلة، حاملة معها 26 معدنًا مختلفًا قبل أن تظهر على السطح كينابيع حرارية شفائية. هذه المياه جذبت أجيالًا متعاقبة للانتفاع بقدرتها العلاجية، ومن بينهم عائلة أوموروفيتشا التي شيّدت حمّام راش فيردو التاريخي قبل أكثر من قرنين.
لغة العلامة تعبّر عن فلسفتها: فهي تتحدث عن “شفاء” لا “علاج”. ففي الثقافة المجرية تُعرف الينابيع الحرارية باسم “المياه الشفائية”، إقرارًا بمنافعها الجسدية وعمقها الروحي في آن واحد. هذه التقاليد الضاربة في التاريخ منذ ألفي عام ما تزال حيّة اليوم، حيث يُنصح بكل حمّام لأغراض محددة تبعًا لتركيبته المعدنية الفريدة.
أما القصة الحديثة، فقد بدأت مطلع الألفية حين كان ستيفن يعيش في بودابست وعرّف زوجته مارغريت—التي كانت آنذاك رئيسة ديوان السفارة الأمريكية—على سحر هذه المياه التحويلية.
افتتان مارغريت الفوري بتأثير الحمّامات الحرارية على بشرتها كان الشرارة التي أطلقت رؤية الزوجين لمشاركة هذه الفوائد مع العالم. يقول ستيفن متذكّرًا: “أدهشها كيف غيّرت هذه المياه بشرتها”، في إشارة إلى اللحظة التي مهّدت لتأسيس علامة أوموروفيتشا عام 2006.
ما يميّز أوموروفيتشا في عالم العناية بالبشرة المزدحم اليوم هو ارتباطها بهذا المصدر الفريد. فكل منتج يحتوي على مياه من النبع نفسه الذي يغذّي حمّام أجداد ستيفن، بعد تحويلها عبر تركيبة العلامة المسجّلة Healing Concentrate™، وهي عملية متطورة تلتقط خصائص المياه الشفائية وتكثّفها.
هذه القصة الأصيلة تجد صدى لدى المستهلكين اليوم، إذ يتزايد بحثهم عن حكايات حقيقية وراء اختياراتهم في الجمال. يوضح ستيفن: “الناس يتوقون إلى قصص يمكنهم التماهي معها. قصة مياه غنية بالمعادن تكوّنت قبل ملايين السنين؛ إنها قصة قوية وبسيطة في الوقت ذاته.”
نهج العلامة في دخول أسواق جديدة يعكس هذه الفلسفة الواعية. فبعد تجربة مبكّرة في سوق الإمارات تبيّن أنها سابقة لأوانها، عادت أوموروفيتشا باستراتيجية تركّز على المنتجعات الصحية، لتتيح للمستهلكين فرصة اختبار المنتجات كما يجب. يشرح ستيفن: “هذه المرة نركّز بشكل أساسي على قنوات السبا، حيث يتحوّل المعالجون إلى سفراء للعلامة مع ضمان الاستخدام الصحيح للمنتجات.”
في دبي، تتجسّد هذه الرؤية في سبا بيلتمور، حيث يمكن للزوّار خوض طقوس أوموروفيتشا الكاملة عبر ثلاث جلسات علاجية مميّزة.
جلسة علاج البشرة بطين المور: تعتمد على الطين البوستبايوتيكي المستخرج من بحيرة هيفيز في المجر لتنقية البشرة المرهقة من أجواء المدينة وصقلها.
جلسة علاج البشرة بهالة الملكة: تمزج بين تدليك الوجه المجري التقليدي والزيوت النباتية المهدّئة لراحة البشرة الحساسة أو المتهيّجة وتجديدها.
جلسة علاج البشرة بالماس الأزرق: تمنح نتائج فاخرة لمكافحة علامات التقدّم بالسن، من خلال تقشير إنزيمي لطيف وعلاجات تبريد محيطة بالعينين لشد البشرة وتفتيحها واستعادة إشراقتها الشابة
هذا التوجّه يتماشى مع تغيّرات أوسع في عادات شراء منتجات العناية بالبشرة. فبينما كان المستهلك في الإمارات يميل سابقًا إلى الأسماء الشهيرة ومستحضرات التجميل، يزداد اليوم الاهتمام بالعناية المتخصّصة والفعّالة بالبشرة، وهو اتجاه عالمي شهدته العلامة بوضوح في أسواق سبّاقة مثل الولايات المتحدة وأستراليا.
تطوّر العلامة لم يتوقف عند الاستراتيجيات السوقية، بل شمل أيضًا هويتها البصرية. فقد أظهرت تحديثات التغليف الأخيرة شخصية أكثر ثقة: ألوان جريئة، مساحات نظيفة، وتصاميم مميّزة تعكس موقعها الفاخر مع الالتزام بأهداف الاستدامة. فجميع الأجزاء الزجاجية قابلة لإعادة التدوير بالكامل، والبلاستيك يحتوي على ما لا يقل عن 50% من مواد معاد تدويرها، أما الورق فيُستخدم فيه مواد بديلة أو معاد تدويرها.
ومن أبرز التحوّلات أيضًا تغيّر قاعدة عملاء العلامة بشكل ملحوظ منذ انطلاقتها. فبعد أن كان الرجال شبه غائبين عن جمهورها، أصبحوا اليوم يشكّلون نحو 25% من عملائها؛ إنجاز لافت في عالم العناية الفاخرة بالبشرة. هذا التحوّل يعكس تغيّر النظرة إلى العناية الشخصية، خصوصًا لدى الأجيال الشابة التي تتبنّى روتينات متكاملة للعناية بالبشرة.
أما المستقبل، فيكشف ستيفن عن خطط لإطلاق مجموعة واقيات شمس جديدة في ربيع 2027، لتلبية متطلبات السوق مع الحفاظ على التزام العلامة بالتركيبات المعدنية بدلاً من البدائل الاصطناعية.
وفي وقت يتّجه فيه عالم الجمال الفاخر نحو الأصالة والفعالية، تقدّم أوموروفيتشا ما أصبح نادرًا: إرث حقيقي يمتزج بالعلم المبتكر. وبفضل قيادة ستيفن، يستمر هذا الإرث في التدفق نحو المستقبل، ليحمل حكمة بودابست العريقة في الشفاء إلى طقوس العناية الحديثة بالبشرة حول العالم.