احذري: نساء في المستشفى بسبب هوس البشرة الملساء وحقن التجميل

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 30 يوليو 2025 زمن القراءة: 4 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
المرأة العربية وهوس عمليات التجميل
العناية بالبشرة بعد حقن سكلبترا
مشاهير أحبوا مظهرهم كما هو ولم يُصيبهم هوس تجميل الأنف

في عصر أصبحت فيه الصورة كل شيء، يلجأ كثيرون إلى إبر التجميل أملاً في مظهر أكثر شبابًا ووجه أكثر نعومة. من أبرز هذه الإجراءات، الحقن المضادة للتجاعيد التي تحتوي على مادة البوتولينوم توكسين، المعروفة تجاريًا باسم "بوتوكس". هذه المادة تعمل على شلّ العضلات مؤقتًا لتقليل ظهور الخطوط التعبيرية.

لكن، مع التوسع الكبير في الطلب على هذه التقنية، أصبح السوق يعجّ بالمنتجات الرخيصة، والعيادات غير المرخصة، والممارسين غير المؤهلين – وهو ما يفتح الباب أمام كوارث صحية لا تُحمد عقباها.

منتج تجميلي يتحول إلى تهديد قاتل

في مشهد صادم هز شمال شرق إنجلترا، تحوّلت حقن تجميلية يفترض أنها مضادة للتجاعيد إلى مصدر خطر حقيقي، بعد تسجيل عشرات الإصابات بمرض نادر يُعرف باسم "التسمم السجقي" أو البوتيوليزم، نتيجة استخدام مواد يُشتبه في أنها غير مرخصة ومستوردة بطرق غير قانونية.

الحالة الأولى التي لفتت الأنظار تعود لنيكولا فيرلي، وهي سيدة خضعت لحقن تجميلي فازت به عبر مسابقة على "فيسبوك"، ظنت أنها ستحصل على مفعول مشابه لـ"البوتوكس".

بعد ساعات فقط من الجلسة، بدأت تعاني من تجمد في عضلات الوجه وصعوبة في البلع. عند وصولها إلى قسم الطوارئ في مدينة دورهام، أخبرها الأطباء أنهم اشتبهوا في إصابتها بجلطة دماغية، قبل أن تتضح الصورة المروعة لاحقًا.

مستشفيات تستنجد بمضادات السموم

مع تزايد الحالات، واجه الأطباء تحديًا غير مألوف، إذ إن مرض التسمم السجقي نادر للغاية، وغالبًا ما لا يتعامل الأطباء معه في حياتهم المهنية. ومع تعدد الإصابات، نفدت مضادات السموم من بعض المستشفيات، واضطرت السلطات إلى طلب كميات إضافية من منشآت طبية في لندن لتلبية الحاجة المتصاعدة.

بحسب البيانات الرسمية الصادرة عن وكالة الأمن الصحي البريطانية، تم تأكيد 38 حالة إصابة حتى الآن، مع ورود بلاغات بحالات إضافية لم تُسجل رسميًا بعد. وبينما بدأ التفشي من الشمال الشرقي، إلا أن العدوى امتدت إلى شرق إنجلترا ومنطقة الميدلاندز الشرقية.

منتجات غير مرخصة... وسوق بلا رقابة

رغم وجود عدد محدود من المنتجات القانونية المحتوية على توكسين البوتيولينيوم مثل "بوتوكس"، إلا أن سوق التجميل في بريطانيا لا يزال يشهد فوضى تنظيمية خطيرة. إذ يُسمح لأي شخص – حتى دون خلفية طبية – بحقن هذه المواد، ما فتح الباب أمام دخول منتجات رخيصة وغير مرخصة، يجري تسويقها عبر الإنترنت بعبارات براقة مثل "عروض لفترة محدودة" أو "باكيتات اقتصادية".

الدكتور ستيفن لاند، المتخصص في الطب التجميلي بعد مسيرة طويلة في طب الطوارئ، عبّر عن قلقه قائلاً: "هذا القطاع أشبه بالغرب الأمريكي القديم، فوضى تامة". وأشار إلى أنه يتلقى رسائل أسبوعية من مروجين يعرضون عليه شراء حقن مشبوهة بأسعار زهيدة، واصفًا هؤلاء بأنهم "تجار مخدرات بثياب تجميلية".

معاناة ضحايا صامتة وغياب للمساءلة

نيكولا ليست الوحيدة التي عانت من مضاعفات شديدة، إذ ظهرت حالات أخرى شملت مشاكل في الرؤية والتنفس، بل إن إحدى النساء كادت تفقد حياتها واضطُر الأطباء لإنعاشها.

الغريب أن مَن نفذت الإجراء بحق نيكولا – وهي خبيرة تجميل اعتادت التعامل معها – توقفت عن الرد على رسائلها بعد الواقعة، لتبقى الضحية في حالة من الغموض بشأن المادة التي حُقنت بها أو كميتها. حتى اللحظة، لا تملك نيكولا إجابات واضحة، ولا تعرف ما إذا كانت أعراضها ستستمر أو تتحسن.

ما هي إبر التجميل المضادة للتجاعيد؟

تُستخدم إبر البوتوكس لإضعاف العضلات الصغيرة في الوجه بهدف تقليل تجاعيد الجبهة، وحول العينين، وبين الحاجبين. تُحقن المادة مباشرة في المناطق المطلوبة، وتبدأ النتائج بالظهور خلال أيام، وتستمر عادة من 3 إلى 6 أشهر.

إلا أن سلامة هذه الإجراءات تعتمد بشكل رئيسي على:

  • جودة المنتج المستخدم
  • مهارة الطبيب أو المختص
  • التعقيم والتقنيات الطبية المعتمدة
  • كميات الحقن ومدى ملاءمتها لكل حالة

المشكلة الكبرى تظهر عندما يُستخدم منتج مجهول المصدر أو يُجرى الحقن على يد شخص غير مختص طبيًا، وهو ما يزيد من احتمال حدوث ردود فعل خطيرة أو حتى التسمم.