انسحاب نجوم وارتفاع التكاليف يطيح بمسلسلات تركية منتظرة في 2026
في مفاجأة غير متوقعة لعشاق الدراما التركية، أُعلن خلال الساعات الماضية الإلغاء النهائي لمسلسل Ulker Abla المعروف عربيًا باسم “الأخت أولكار”، وذلك بعد أيام قليلة فقط من تداول أنباء عن إيقاف عدد من المشاريع الدرامية التي كان من المقرر بدء تصويرها خلال عام 2026. القرار شكّل صدمة لجمهور المسلسل، خاصة أنه كان يُعد من الأعمال المرتقبة نظرًا لاعتماده على قصة أدبية شهيرة وأسماء فنية بارزة.
انسحاب بطلة العمل يطيح بالمشروع
وبحسب ما كشفته الصحافية التركية المتخصصة في أخبار الدراما بيرسين ألتونتاش، فإن السبب الرئيسي وراء إلغاء مسلسل “الأخت أولكار” يعود إلى انسحاب النجمة غونجا فوسلاتيري من بطولة العمل، وعدم توصل الشركة المنتجة إلى اتفاق مع بديلة مناسبة لتولي الدور الرئيسي. وأشارت بيرسين إلى أن فوسلاتيري كانت قد وقّعت رسميًا على المشاركة في المسلسل إلى جانب النجم أولغون شيمشك، قبل أن تعلن انسحابها من المشروع، ما أربك خطط الإنتاج بشكل كامل.
ويُعد المسلسل مقتبسًا عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتبة سراي شاهينر، وهي رواية لاقت نجاحًا جماهيريًا واسعًا عند صدورها، الأمر الذي رفع سقف التوقعات حول العمل الدرامي المأخوذ عنها. إلا أن تعثّر اختيار البطلة الرئيسية بعد انسحاب فوسلاتيري دفع الجهة المنتجة إلى اتخاذ قرار الإلغاء النهائي، بدلًا من تأجيل المشروع أو إعادة هيكلته.
إلغاء أعمال أخرى قبل انطلاق التصوير
ولم يكن مسلسل “الأخت أولكار” هو العمل الوحيد الذي خرج من سباق موسم 2026، إذ أكدت بيرسين ألتونتاش في منشور عبر حسابها الرسمي على “إنستغرام” إلغاء مسلسلين آخرين كان من المخطط تصويرهما خلال الأشهر الأولى من العام المقبل، في خطوة تعكس حجم الأزمة التي تمر بها صناعة الدراما التركية حاليًا.
أحد هذه الأعمال هو مسلسل “حياتي أنا”، من إنتاج شركة O3 Media، والذي كان من المقرر تصوير مشاهده الأولى في منطقة كابادوكيا الشهيرة، قبل الانتقال لاحقًا إلى ماردين أو بورصة. وكان العمل يتم تحت إشراف إخراجي للفنان ألبرين دويماز، وسط توقعات بأن يكون من أبرز الإنتاجات الدرامية ذات الطابع الإنساني في الموسم الجديد، إلا أن المشروع توقف قبل دخوله حيز التنفيذ.
أما العمل الثالث الذي طالته قرارات الإلغاء، فهو مسلسل “العشاق المتهورون”، من إنتاج شركة NGM، وإخراج سركان بيرينجي، والذي كان من المفترض تصويره في مدينة بودروم الساحلية. ورغم اكتمال التحضيرات الأولية، فإن العمل أُخرج من خطط الموسم الجديد دون تحديد موعد بديل.
أزمة اقتصادية تضرب الدراما التركية
وأوضحت بيرسين ألتونتاش أن قرارات الإلغاء لا ترتبط فقط بانسحاب النجوم أو التعقيدات الفنية، بل تعكس أزمة أعمق تعاني منها شركات الإنتاج التركية خلال الفترة الحالية. وأشارت إلى أن ارتفاع تكاليف الإنتاج، إلى جانب انخفاض عائدات الإعلانات، كانا عاملين حاسمين في اتخاذ هذه القرارات الصعبة، خاصة مع تراجع أرباح بعض الأعمال الدرامية في المواسم الأخيرة.
وتسعى العديد من الشركات الإنتاجية، وفق مصادر من داخل الوسط الفني، إلى تقليص المخاطر المالية والتركيز على مشاريع أقل تكلفة وأكثر ضمانًا من حيث نسب المشاهدة والعائد الإعلاني، ما أدى إلى إعادة تقييم عدد كبير من الأعمال قبل دخولها مرحلة التصوير.
مصير غامض للمشاريع الملغاة
حتى الآن، لا تزال الصورة غير واضحة بشأن إمكانية إعادة إحياء أي من هذه المسلسلات في المواسم المقبلة. فبينما تترك بعض الشركات الباب مفتوحًا أمام إعادة النظر في المشاريع المؤجلة، تشير المعطيات الحالية إلى أن الأولوية ستكون للأعمال ذات الميزانيات المحدودة، أو تلك التي تعتمد على أسماء جماهيرية قادرة على جذب المعلنين.