انهيار منزل نور الشريف: إصابات ووفيات في بيت طفولته (صور)
في قلب حي السيدة زينب العريق بالقاهرة القديمة، حيث الأزقة الضيقة تحمل عبق الذكريات، انهار صباح الأربعاء 18 يونيو 2025 عقارٌ سكنيّ قديم يقع في شارع محمد عنايت، وهو المنزل الذي نشأ فيه الفنان الراحل نور الشريف، المعروف باسم محمد جابر قبل دخوله عالم الفن. الحادث لم يكن مجرد انهيار طابق فوق طابق، بل سقوط قطعة من الذاكرة الثقافية للقاهرة.
فرق الإنقاذ في سباق مع الزمن: جثتين ومصابين
تلقى قسم النجدة في القاهرة بلاغاً عاجلاً عن انهيار العقار رقم 20، المكوّن من أربعة طوابق، لتتحرك على الفور سيارات الإسعاف والحماية المدنية نحو الموقع. ومع وصول اللواء طارق راشد، مساعد وزير الداخلية، بدأ الإشراف المباشر على أعمال الإنقاذ، التي أسفرت عن انتشال جثتين وإنقاذ خمسة ناجين حتى هذه اللحظة، بينما لا تزال أعمال البحث مستمرة تحت الأنقاض.
انهيار بيت نور الشريف
انهيار بيت نور الشريف
انهيار بيت نور الشريف
انهيار بيت نور الشريف
أسرة نور الشريف
-
1 / 5
"أنا مصدومة".. أول تعليق من ابنة نور الشريف
سارة، ابنة الفنان الراحل، كانت أول من تفاعل مع الحادث من أسرة نور الشريف في تصريحات خاصة لوسائل إعلام محلية. أعربت عن صدمتها البالغة قائلة: "هذا المنزل كان يحمل لوالدي الكثير من الذكريات، لقد عاش فيه قبل أن يتزوج من والدتي الفنانة بوسي، وكان دائم الحديث عن طفولته في هذا الحي".
الصوت الذي خرج من قلب ابنة نور الشريف لم يكن فقط تعبيراً عن حزنها، بل إعلان حداد على زمنٍ مضى لم يبقَ منه إلا الذكريات التي رحلت بدورها.
شارع محمد عنايت.. شاهد على البدايات
يُعرف الحي الذي شهد انهيار العقار بأنه من أكثر أحياء القاهرة ازدحاماً، ويعود تاريخ هذا المبنى إلى عقود مضت، حيث وُلد فيه نور الشريف وتربى بين جدرانه المتصدعة، قبل أن يصبح أحد أعمدة الفن العربي.
وكان سكان الشارع قد أطلقوا في عام 2011 على هذا العقار اسم "منزل نور الشريف"، تقديراً لمكانته في قلوبهم.
موجة من التعاطف.. وتصدر اسم نور الشريف التريند
مع انتشار أنباء الانهيار، تصدر اسم الفنان الراحل محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، وكأن الحادث بعث روحه من جديد في ذاكرة الجمهور. كما تداول المغردون صوراً قديمة له، ولقطات من أعماله التي شكّلت وجدان أجيال، خاصة من نشأوا على "لن أعيش في جلباب أبي"، و"الحاج متولي" و"العطار والسبع بنات".
وبدأت موهبة نور الشريف تتشكل على خشبات المسرح قبل أن تنفجر في السينما والدراما، لكنه لم يسعَ يومًا إلى البطولة كغاية، بل جعل منها وسيلة لسرد حكايات مجتمع كامل. قدّم أكثر من 170 فيلمًا، ولم يكن الرقم بحد ذاته هو ما يميزه، بل اختياراته الجريئة التي اقتحمت السياسة والواقع الاجتماعي بعين فنان يرى ما لا يراه غيره.
وكان "سواق الأتوبيس" و"الكرنك" و"العار" أمثلة ناطقة على حسه العالي بالمسؤولية الفنية، حيث تحوّل من ممثل إلى ضمير حي لشريحة كاملة من الناس.
شهادات من الجيران عن منزل نور الشريف
روى المخرج محسن أحمد في وقت سابق، وهو أحد جيران نور الشريف القدامى، أن النجم الراحل كان يتابع عروض السينما الصيفية من مطبخ أحد الجيران باستخدام مرآة صغيرة، في مشهد يلخّص شغفه بالفن منذ الطفولة، رغم بساطة الإمكانات، هذا الشغف هو ما دفعه لاحقاً إلى ترك حلمه الكروي والانضمام إلى المعهد العالي للفنون المسرحية.
انهيار العقار يفتح ملف السلامة الإنشائية
مع تكرار حوادث انهيار المباني القديمة في القاهرة، أعاد الحادث الجدل حول تقاعس الجهات المختصة في ترميم العقارات التاريخية، لا سيما تلك التي تُشكّل جزءاً من التراث المعماري والوجداني للمدينة.
سكان المنطقة طالبوا بضرورة التحرك الفوري لحماية أرواح السكان، والحفاظ على الأبنية التي تحمل قيمة تاريخية وثقافية.
شاهدي أيضاً: مي نور الشريف وشقيقتها متهمتان بالنصب والنيابة تحقق!