بنكهة القرفة

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 12 أغسطس 2015 | آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
رجل بنكهة عربية
القرفة السيلانية
اليوم العالمي للقرفة

قال شيئًا أضحكني ثم همس: "ضحكتك كصوت سكر يذوب".. استرق عقلي بعض ثوان - استغلّتها عيناي بتأمّل ربطة عنقه - يحاول سماع صوت السكّر الذائب.. يضحك، هو يعرف لأنّه ذكيّ. هو يعرف ويستطيع قراءتي مغلقة الشفتين. حان دوري لأتأملّه ضاحكًا، يرتشف الماء.

تختفي الضحكة. يبقى الوجه باسمًا جذّابًا يُمْلِي عليّ خبرًا يقينًا أنّني لا أريد لهذه السهرة أن تنتهي. لا أريد أنْ أفقِدَ هذه الضحكة أبدًا. وأعرف أنّني – بكامل وعيي- أخَبِّئُ عقلي في مكمنه، وأنّني ألفّ الآن قلبي حول ربطةِ عنقٍ أنيقة.

طالما كنتُ امرأة تضع عقلها وراء قلبِها، تنغمس بقلبها في الحبّ ككعكة بنكهة القرفة بِفي عاشق.. تضع ملامحها بين يَدَيْ الحبيب، وتدسّ أضلعها في جيبه.

تقابله باللهفة وحدها، تخاطبه بالجنون فحسب، تُمهِلُ عقلها في حقيبة يدها وتُهْمِلها، تسمحُ له متأففة بالخروج مساءً حين تختلي بها نفسُها كَرْهًا. تحاول فرض قيودها كحكومة استبدادية وتتوعده باعتقال إن هو فكّر في إثارة الشغب.
تتركه يئنّ ..

حتى تتكسر فسيفساءات الأضلع من فراغات طوقٍ مثقوب، وتلوّح اليدين الحبيبتين عن ملامحها بعيدًا.

تهرع حينها آسفة، تجرجر أذيال خيبتها، تقدّم كل العهود لمقاطعة كل أنواع الكعك خاصّة ذلك الذي يحمل نكهة القرفة.

تفجؤني بالسؤال: "لِمَ كلّ هذه الحقائب؟ لم أر في حياتي امرأة تملك كل هذا العدد من حقائب اليد!"

وأقول لك:"كم هي نفيسة رشوة العقل"

ولا أدع لك فرصةً لتجادلني، ستفهم بينما أرشف شفتيك أنّني امرأة مهووسة بحقائب اليد لا أكثر، وأتأكّد أنّنَا بخير، لأنّني لم أزل بَعْدُ أملك قدرتي لقطع حوارٍ لا أحبّ مناوراته معك.

تخبرني بعدها أنّك لا تستطيع تفهّم سرّ رغبة الأنثى في احتفاظها بأسرارها الأنثوية أحيانًا حتى عمّن تحب. وأُخبِرُك، بينما ندخلُ صالة الرّقص، أنّني لا أستطيع تفهّم سرّ رغبتك في الرَّقص في ليلةٍ لم أحضر فيها حقيبة يدي!