رحيل الفنان وليد العلايلي بعد مسيرة فنية حافلة
رحل عن عالمنا، اليوم السبت، الممثل اللبناني وليد العلايلي عن عمر ناهز 65 عاماً، بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من عقدين، شكّلت خلالها أعماله حضوراً لافتاً في الدراما اللبنانية والعربية، إلى جانب مشاركات عالمية أكدت موهبته وقدرته على تجاوز الحدود المحلية نحو آفاق أوسع.
وفاة الفنان وليد العلايلي
وشكّل خبر وفاة وليد العلايلي صدمة في الوسط الفني اللبناني والعربي، حيث نعاه عدد كبير من الفنانين والنقّاد، معربين عن حزنهم لفقدان ممثل وصفوه بالمثقف، العميق، وصاحب الأداء المختلف. كما نعى نقيب الممثلين اللبنانيين نعمة بدوي الفنان الراحل بكلمات مؤثرة، مؤكداً أن الساحة الفنية خسرت فناناً مبدعاً ترك أثراً لا يُمحى.
شاهدي أيضاً: وفاة 3 منتجين في حادث مروع ونجوم الفن في حالة صدمة
وقال بدوي في نعيه: "وليد العلايلي… وداعاً… فقدنا زميلاً عزيزاً على قلوبنا جميعاً. فقدنا نجماً مبدعاً مثقفاً وعالمياً، ترك بصمة مهمة في مسيرته الفنية"، متقدماً باسمه واسم نقابة الممثلين في لبنان بأحر التعازي لعائلة الراحل ومحبيه، داعياً الله أن يتغمده بواسع رحمته.
مسيرة فنية متعددة المسارات
بدأ وليد العلايلي مشواره الفني عام 1999، من خلال مشاركته في مسلسل "إيسار"، الذي شكّل انطلاقته الأولى نحو عالم الدراما، قبل أن تتوالى أعماله في السنوات اللاحقة، ليصبح أحد الوجوه المعروفة في الإنتاجات الدرامية اللبنانية والعربية.
وتميّز العلايلي بقدرته على اختيار أدوار مركبة ومعقدة، لا تعتمد على الحضور الشكلي بقدر ما ترتكز على العمق النفسي والفكري للشخصية. واستطاع أن يتنقل بسلاسة بين الدراما الاجتماعية والسياسية والتاريخية، ما جعله حاضراً بقوة في أعمال ذات طابع نوعي ومختلف.
حضور عربي وعالمي
لم تقتصر تجربة وليد العلايلي على الدراما اللبنانية فحسب، بل امتدت إلى أعمال عربية بارزة، من بينها مسلسلات تركت أثراً لدى الجمهور، كما شارك في أعمال تاريخية مهمة، أبرزها "صلاح الدين الأيوبي"، إضافة إلى مسلسلات مثل "محرومين" و"روبي"، التي أظهرت تنوع أدواته وقدرته على التأقلم مع أنماط درامية مختلفة.
كما خاض الراحل تجارب مسرحية وسينمائية، شارك من خلالها في أعمال مثل "الفجر" و"أنيس وموريس"، حيث قدّم أداءً لافتاً عزز من مكانته كممثل يمتلك ثقافة فنية واسعة وحساً مسرحياً عالياً.
هوية ثقافية متعددة
وُلد وليد العلايلي لعائلة ذات جذور لبنانية – سويسرية، فوالده الطبيب عبد الكريم العلايلي، ووالدته سويسرية من مدينة إنغلبرغ، وهو ما انعكس على شخصيته وثقافته الواسعة، وأسهم في انفتاحه على تجارب فنية مختلفة داخل وخارج لبنان.
وعلى الصعيد الشخصي، تزوج الراحل من جوسلين، وأنجب منها ولدين هما تيمور وشهرزاد، وكان حريصاً على إبقاء حياته العائلية بعيدة عن الأضواء، مكتفيًا بظهوره الفني والمهني.
حزن واسع في الوسط الفني
أثار رحيل وليد العلايلي موجة من الحزن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعاه عدد من الفنانين بكلمات مؤثرة، عبّروا فيها عن تقديرهم الكبير لمسيرته وإنسانيته.
وكتبت الفنانة كارمن لبّس: "شو بزعّل هالخبر… الله يرحم الممثل المتميّز جداً وليد العلايلي ويصبّر أهله وأحبابه على الفراق… نفسو بالسما".
كما عبّرت الإعلامية ساشا دحدوح عن حزنها قائلة: "وداعاً وليد العلايلي… ستبقى ذكراك وأعمالك حاضرة! الرحمة لروحك والعزاء لكل من أحبك".
أما الممثل كميل متى، فكتب بنبرة مؤثرة: "الناس عم ترحل بصمت بلا ما تعرف شي عن بعضها… أي المعاناة التي قطعتها؟ بكير يا وليد… الله يرحمك ونفسك بالسما".
شاهدي أيضاً: نجوم ومشاهير رحلوا عن عالمنا في 2025
شاهدي أيضاً: بعد صراع مع المرض: رحيل الفنانة سمية الألفي