قصة بدء الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم

  • تاريخ النشر: الأحد، 20 نوفمبر 2022 | آخر تحديث: الخميس، 05 يناير 2023
مقالات ذات صلة
وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
قصة زواج عليٍّ من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم

قصة بدء الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم القصص، إذ كانت بداية الإسلام يسودها النور والإيمان للمسلمين جميعاً، وفيما يلي سنعرف تفاصيل القصة:

قصة بدء الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم

عندما صار عُمرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم 37 عاماً، وكان هذا قبل البعثة بثلاث سنوات، حُبِّبَ إليه الخلاء، فمن أسباب خلوته أنه كرِه أفعال قومه كرهاً شديداً، كعبادة الأصنام وأكل الرِّبا وغيرها من الأمور التي تأنفها النفس الطاهرة، واختار لنفسه جبل النور، وكان في هذا الجبل غارٌ صغير اسمه غار حِراء، فكان يخلو فيه ليتفكَّر في هذا الكون، ويتساءل عن الخالق الحقيقي لهذا كُلِّه، كما أنه كان يعتكف شهر رمضان كاملاً فيه، لا ينزل إلا ليتزوَّد بالماء والغذاء، فكان يتعبَّد الله في هذا الغار.

بقي عليه الصلاة والسلام على حاله هذا سنتان ونصف، ثم بدأ يرى في المنام رؤى، وكل رؤيا يراها كانت تتحقَّقُ كما يراها تماماً، وبقي على هذه الحالة لمدة ستَّةِ أشهرٍ حتى كان يوماً خالياً في غار حِراء يتعبد ويتفكَّر، فإذا بكائنٍ غريبٍ دخل عليه من جهة ظهره، فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: جاء من جهة ظهري وغَطَّني، أي ضَمَّني، ثمَّ قال لي: اقرأ، فقلتُ: ما أنا بقارئ، ثم قال ثانية: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، ثمَّ قال ثالثةً: اقرأ، فقلتُ: ما أنا بقارئ، ثم قال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ.

فهرب النبي عليه الصلاة والسلام إلى خديجة رضي الله عنها قائلاً: زَمِّلوني، زَمِّلوني، أي غَطُّوني، وكان خائفاً جداً، فغَطَّته وهدَّأت من روعه حتى هدأ، فسألته: ماذا حدث؟ فأخبرها بما حصل له في الغار، فقالت الزوجة الصالحة خديجة: والله لا يُخْزيكَ الله أبداً، ألا إنَّك تحمِل الكَلَّ، وتُكسِبُ المعدوم، وتُعين على نوائب الدنيا، وتُقرئُ الضيف، ثم أخذته إلى ابن عمها ورقة بن نَوفَل، وكان شيخاً كبيراً، وأخبرته بما حصل، فقال ورقة إن هذا هو النَّاموس الذي كان ينزل لموسى، وإني أتمنى أن أكون شاباً قوياً عندما يُخرجك قومك، فقال النبي: هل سيُخرجونني؟ فأجاب ورقة: ما أتى نبيٌّ بما جئت به إلا وقد عُودي، وأسلمت خديجة، وأبو بكر، وعلي.