ما لا تقوله الحملات: شانتي سادواني تعيد تعريف الثقة مع الجمهور

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 06 أغسطس 2025 زمن القراءة: 3 دقائق قراءة
مقالات ذات صلة
ثلاجة LG InstaView™ تعيد تعريف تقنية التبريد
(هواوي P9)  الكاميرا ذات العدستين تعيد تعريف التصوير الفوغرافي
الملكة رانيا تعيد تعريف الأناقة بإطلالة شبابية ناعمة

في زمن تتسابق فيه العلامات التجارية على الظهور، تبرز أسماء استطاعت أن تبني تأثيرها بهدوء ووعي واستراتيجية واضحة. شانتي سادواني، مؤسسة وكالة SOAR PR، واحدة من هذه الشخصيات التي لا تكتفي بصناعة الصورة، بل تُعيد تعريف العلاقة بين العلامات التجارية وجمهورها.

في هذه القصة القيادية، نستعرض رحلتها، ونهجها المختلف في عالم العلاقات العامة، حيث تتحوّل الشفافية إلى قوة، والصمت إلى أداة تأثير مدروسة.

وهم الشفافية: حين تتحوّل الصراحة إلى أداة تسويق مغلّفة

تسيطر اليوم الصورة على الكلمة، وتتقدّم "اللحظة المؤثرة" على الحقيقة المجردة، كما باتت الشفافية ـ التي لطالما عُدّت قيمة أخلاقية ومؤشرًا للنزاهة ـ تُوظّف بأساليب محسوبة، لا بهدف المكاشفة، بل في إطار حملة تسويقية متقنة تُخاطب العين أكثر مما تخاطب العقل.

ما يُقدَّم اليوم كـ"شفافية" في رسائل الاعتذار العامة، أو في المنشورات التي تظهر لحظات ضعف تبدو عفوية، ليس دائمًا نابعًا من نيةٍ صادقة، بل يُدار ضمن خطة مدروسة، تهدف إلى تعظيم التأثير وتخفيف المساءلة.
هذه الصياغات – وإن بدت صادقة – تخضع لاعتبارات إنتاجية وجمالية، تبدأ من اختيار الكلمات وتنتهي بزوايا الإضاءة، لتُقدَّم على أنها "حقيقة شخصية"، بينما هي في الواقع مجرّد منتج رقمي محسوب.

من مشاركة الواقع إلى التحكم بالسردية

تتجلى أزمة الثقة حين تُستخدم الشفافية كوسيلة تحكم لا وسيلة تواصل. رأينا شركات تطلق وعودًا بـ"الانفتاح الكامل"، ثم تكتفي بالكشف عن المعلومات التي تدعم سرديتها التسويقية فقط.
وشاهدنا رؤساء مؤسسات يعتذرون علنًا، لا لإصلاح خطأ فعلي، بل لحماية سمعة تجارية بدأت تتصدع. حتى المؤثرين الذين يُشاركون تفاصيل حياتهم الشخصية، كثيرًا ما يربطونها بمنشورات ممولة أو رسائل تسويقية مقنّعة.
في كل هذه الحالات، يُمنح الجمهور "وهم الوصول"، لا الوصول الحقيقي.

التأثير على معايير الصدق الجماعي

حين تُكرّر هذه الممارسات، تتغيّر مفاهيم الجمهور نفسه عن الصدق والانفتاح. تصبح الهشاشة موضع شك، ويُنظر إلى الاعتراف الحقيقي على أنه محاولة جديدة لجذب الانتباه.

تتداخل الحدود بين الاعتراف المحسوب والانكشاف الصادق، فتذوب الفروق تدريجيًا، وتضعف قدرة المتلقي على التمييز.
المحصّلة؟ تراجع الثقة، ليس فقط بالرسائل، بل بالنيات التي تقف خلفها.

الشفافية الحقيقية: التزام لا عرض

الشفافية الحقيقية لا تظهر وقت الأزمات فقط، ولا تُمارَس حين تكون الظروف مواتية. بل هي خيار صعب، غالبًا ما يأتي بتكلفة سياسية أو إعلامية أو شخصية.

هي أن تُفصح عن التفاصيل قبل أن تُطالَب بها، أن تُظهِر التناقضات حين تكون حقيقية، لا أن تُنكرها حتى تختفي.

أن تُتيح للناس نافذة على القرار، لا مجرد لقطة في نهاية الحدث.

أسئلة تكشف الحقيقة خلف "الشفافية"

لكل من يعمل في الإعلام، في القيادة، أو في صياغة الرأي العام، تبرز خمس أسئلة أساسية كأداة لاختبار النوايا:

  • هل كنت سأقول هذا إن لم يُحسّن صورتي؟
  • هل أتحكّم بالسرد أم أُتيح رؤية متكاملة؟
  • هل ما أقدّمه يوضح الحقيقة أم يُخمد التوتر؟
  • ما الذي أمتنع عن الإفصاح عنه؟ ولماذا؟
  • من هو المستفيد الفعلي من هذا الانكشاف؟

بناء الثقة في زمن الضجيج

في عالم يعجّ بالمحتوى، قد تحقق الشفافية الاستعراضية تفاعلًا لحظيًا، لكنها لا تبني علاقة مستدامة. وقد تمنح الشفافية المُعدّة مكاسب مؤقتة، لكنها لا تخلق ولاءً طويل الأمد.

أما الشفافية الصادقة، فهي وحدها التي تُنبت الثقة. تلك التي تُمارس عن قناعة، وتُدفع كلفتها، ويُلتزم بها في كل الأوقات، لا في الأوقات الآمنة فقط.

في النهاية، قد يُمكن تزييف أي شيء... عدا الثقة.