مجموعة Ashi Studio هوت كوتور خريف 2025-2026

  • تاريخ النشر: الأحد، 13 يوليو 2025 زمن القراءة: 4 دقائق قراءة | آخر تحديث: الإثنين، 22 سبتمبر 2025

مصمم الأزياء محمد آشي يكشف روح الحرفية بلمسة معمارية وإلهام مستمد من أسواق الماضي

مقالات ذات صلة
مجموعة Ashi Studio هوت كوتور 2025
مجموعة Ashi Studio هوت كوتور 2024
مجموعة Ashi Studio هوت كوتور ربيع 2023

خلال أسبوع باريس للأزياء الراقية، قدّم المصمم اللبناني محمد آشي، مؤسس دار Ashi Studio، واحدة من أكثر مجموعاته نضجًا وتجريبًا على الإطلاق، خرج هذا العرض الهادئ والمدهش في آنٍ معًا عن نمط السرد المباشر الذي اعتدناه في مجموعاته السابقة، واتخذ منحى تجريبيًا شخصيًا يُركّز على الحرفية باعتبارها نقطة الانطلاق والغاية في الوقت نفسه.

بداية من الأسواق إلى المنصات

  1. انطلقت شرارة الإلهام في مجموعة Ashi Studio هوت كوتور لخريف 2025-2026 من أبعد نقطة يتوقعها المتابعون، أسواق السلع المستعملة، هناك، وسط القطع المنسية والخامات القديمة، بدأ آشي يجمع تفاصيل مبعثرة، من أقمشة متهالكة إلى أزرار نحاسية وخزفيات مزخرفة، وكأنّه يكوّن قصته من شظايا الماضي.
  2. لم تكن تلك الرحلة مجرد تسوق عشوائي، بل كانت بحثًا واعيًا عن روح خامة، وعن عناصر تحمل أثر الزمن، ومن هذه الاكتشافات الشخصية، صاغ آشي رؤية فنية تحوّلت على المنصة إلى قطع أزياء راقية تنبض بالذكريات، وتُترجم عمق البحث إلى تصاميم تُحاكي اللوحات المتحركة في دقة التنفيذ وغنى التفاصيل.

جوهر جديد: الكورسيه المعماري

  1. في قلب مجموعة Ashi Studio هوت كوتور خريف وشتاء 2025-2026، برز الكورسيه كأيقونة معمارية تحمل توقيع المصمم وتوجهه الجديد، لم يعد مجرد قطعة تقليدية تُستخدم لشدّ الخصر، بل أصبح عنصرًا بنيويًا يؤسس لبنية التصميم بالكامل.
  2. ظهرت الكورسيهات بأشكال منحوتة بدقة، بعضها مكشوف كلمسة جريئة، والآخر مدموج ببراعة داخل الفساتين، وكأنها أسرار مخفية ضمن طبقات القماش. استُخدمت فيها تقنيات التشكيل والنحت لتبرز الجسم في صورة فنية مثالية، تجمع بين القوة والهشاشة. 

زخرفة تعكس حكاية يدوية

  1. تميّزت المجموعة بزخارفٍ تنبض بالحياة وكأنها تروي حكاياتٍ من زمنٍ آخر. لم تكن الزينة مجرد تفاصيل جمالية تُضاف لإبهار النظر، بل كانت تجسيدًا ملموسًا لرحلة بحثٍ يدويّة بدأها المصمم من الأسواق القديمة ووصلت إلى قمة الحرفية على منصات باريس.
  2. برزت الأشغال الدقيقة في تطريزات مصنوعة من شظايا عرق اللؤلؤ المقطوعة بالليزر، وريش نُسج كأنه خيوط من ضوء، وأقمشة تداخلت فيها النقوش كخرائط لذاكرة مصممة بعناية، كل غرزة وكل قطعة زينة بدت كأنها تحفظ أثر يد حرفيّ عاشق لفنه، ليؤكد آشي أن جوهر الهوت كوتور لا يكمن فقط في الشكل، بل في القصة التي تنسجها اليد على القماش.

منحوتات ترتديها الأجساد

  1. في مجموعة Ashi Studio لخريف وشتاء 2025-2026، تحوّلت الأجساد إلى معارض حيّة لفن النحت المعاصر. لم تكن التصاميم مجرّد أزياء، بل أعمالاً فنية ثلاثية الأبعاد، بُنيت بدقة معمارية حول الجسد. تألقت الكورسيهات بتفاصيل نحتية تعانق القوام بانسيابية وصرامة في آنٍ واحد، وكأنها منحوتات أنثوية تفيض بالجرأة والدقة.
  2. تحرّك القماش بنظام دقيق، تتوزع فيه الطبقات كمساحات هندسية محسوبة، فيما أضفى استخدام التول والساتان والتطريز بُعدًا بصريًا غنيًا يوحي بالحركة والثبات معًا. في هذا العرض، لم يكن الجسد يرتدي الثوب، بل الثوب هو من لبس الجسد، واحتضنه كتحفة ناطقة بالتصميم والحرفية والهوية.

مزج الثقافات برؤية تجريدية

  1. في مجموعة Ashi Studio لخريف وشتاء 2025-2026، تجلّى مزيج الثقافات ليس كاقتباس مباشر أو زخرفة حرفية، بل كترجمة تجريدية تنبع من حس فني معاصر.
  2. ،فبدلاً من محاكاة أنماط أو رموز معينة، استلهم آشي من أرواح الأماكن والأزمنة المختلفة، من فخامة الغرف الفرنسية المذهّبة، إلى غموض الأسواق القديمة، مرورًا بتفاصيل آسيوية ناعمة وأخرى أوروبية كلاسيكية.
  3. تم تفكيك هذه التأثيرات وإعادة تركيبها ضمن رؤية جديدة تتجاوز حدود الجغرافيا، حيث تلاقى الشرق والغرب في خطوط نظيفة وأقمشة شفافة وتفاصيل مفاجئة. كانت النتيجة لغة تصميم عالمية تنبض بالأناقة الراقية، وتكرّم التنوع الثقافي دون أن تقع في فخ التكرار أو الاستعراض.

عرض دون بذخ بل بإتقان

  1. في زمنٍ تتسابق فيه دور الأزياء الراقية لتقديم عروض فخمة وصاخبة، اختار آشي طريقًا مختلفًا. عرضه كان تأمليًا، دقيقًا، وهادئًا. لا موسيقى مرتفعة، ولا استعراض مبالغ، بل دعوة خفية للدخول في عالم تتكلم فيه الخياطة بدل الكلمات. وكانت النتيجة عرضًا يستوقفك لروعة تنفيذه، لا لصراخ تأثيره.
  2. قد تكون مجموعة Ashi Studio هوت كوتور لخريف وشتاء 2025-2026 واحدة من أكثر المجموعات خصوصية في مسيرة الدار، هي رحلة نحو الذات، والحرفة، والتجريد الفني، أكثر من كونها محاولة لإرضاء السوق أو اتباع الموضة، وكأن آشي، في هذا الموسم، أراد أن يُذكّرنا بأن الموضة ليست فقط ما نرتديه، بل ما نصنعه بأيدينا، وبما نؤمن به من جمال.