مجموعة Pucci لموسم العطلات 2025: احتفاء بالتراث عبر عدسة المستقبل
بوتشي تعيد صياغة الكلاسيكيات بلمسات حديثة وحساسية بصرية لموسم العطلات 2025
في عالم الموضة، هناك دور أزياء لا تتعامل مع الماضي بوصفه أرشيفًا ثابتًا أو ذاكرة متحجرة، بل كنبع دائم للحياة والإلهام، دار بوتشي Pucci واحدة من هذه البيوت التي تمتلك قدرة فريدة على إعادة صياغة الأيقونة، وإحياء الكلاسيكيات بطريقة تتحدى التعريفات، وتمنح الحاضر بريقًا بصريًا يصعب مقاومته.
وفي موسم العطلات 2025، تُقدّم بوتشي أحد أكثر عروضها نضجًا وابتكارًا في السنوات الأخيرة عرضًا يتحرك بين الحنين والحداثة في توازن دقيق، ويحوّل الوشاح الحريري المطبوع إلى لغة سردية كاملة.
تحت إشراف المديرة الإبداعية كاميل ميسيلي، تُنقَل روح الدار من الذاكرة إلى لحظة معاصرة، مستحضرة جوهر الجمالية البصرية التي شكّلت إرث مؤسس الدار إميليو بوتشي، لكن مع مقاربة جديدة أكثر عمقًا ووعياً وإدراكًا للطابع السينمائي والرقمي الذي يتحكم في مشهد الموضة الحالي.
بوتشي وطقوس العودة إلى الذات
- منذ اللحظة الأولى لظهور الحملة الإعلانية لمجموعة العطلات 2025، يتضح أن بوتشي لا تبني عرضًا موسميًا تقليديًا، بل تُنتج سردية بصرية متكاملة.
- فالموسم ليس مجرد وقت للاحتفال، بل مساحة للعودة إلى جوهر العلامة، إلى الوشاح الحريري المطبوع، الذي كان دائمًا بمثابة توقيع بصري لا يخطئه أي خبير موضة.
- ومع أن الوشاح ليس جديدًا في تاريخ الموضة، فإن بوتشي، عبر رؤية ميسيلي، تُعيد ابتكاره ليصبح أكثر من إكسسوار: يصبح منصة سردية، وعدسة سينمائية، ومساحة الحركة التي تنتمي إليها المرأة التي ترتدي بوتشي.
إن التلاقي بين الماضي والحاضر ليس محاولة لاستعادة أرشيف قديم، بل هو طريقة لطرح سؤال جديد:
كيف يمكن للتراث أن يصبح مستقبلًا؟ وكيف يمكن للهوية البصرية أن تتجدد دون أن تتخلى عن جذورها؟
هذا هو السؤال الذي تجيب عنه حملة العطلات.
سينما الموضة في عصر المجلات اللامعة
- أخرجت الحملة المخرجة كولومبين جولدسميث، التي تبنّت مقاربة شاعرية وبصرية تعتمد على روح مجلات الموضة في خمسينات وستينات القرن الماضي.
- لكن ما تفعله جولدسميث هو أكثر من إعادة تمثيل؛ إنها تتعامل مع الماضي ككتابة جديدة، تعيد تشكيله عبر مرآة معاصرة.
- لوحات ألوان مشبعة، إضاءة تلمح إلى عصر التصوير التناظري، ومشاهد تشبه أغلفة المجلات الكلاسيكية لكنّها تتحرك وتنطق وتتنفس.
الحنين المحسوب
- لا تتغنى الحملة بالنوستالجيا كقيمة عاطفية فقط، بل تستخدمها كأداة ذكية.
- فالحنين هنا ليس بكاءً على ماضٍ رائع، بل اعترافًا بأن هوية العلامة أصبحت جزءًا من الذاكرة الجماعية لعالم الموضة.
وفي كل مشهد، نرى طبقات من القصص المرئية:
- امرأة عصرية ترتدي نقشًا من الستينات.
- لقطة تُذكّر بإعلانات التحرير القديمة.
- حركة كاميرا تكسر هذا الإيهام وتعيدنا إلى لحظة معاصرة.
هذا التوتر بين القديم والجديد يشحن الحملة بطاقة سردية فريدة.
إيرينا شايك: الازدواجية بوصفها قوة سردية
تتقدم عارضة الأزياء العالمية إيرينا شايك واجهة الحملة، وتُجسّد فيها الدور المزدوج الذي تعتمد عليه بوتشي هذا الموسم.
ثنائية الشخصية
شايك تظهر في الحملة كصورتين:
- أيقونة الغلاف الهادئة تلك الشخصية التي نراها على صفحات المجلات: ثابتة، واثقة، وجذابة.
- الشخصية الحيوية التي تكسر الجدار الرابع تنظر إلى الكاميرا، تخرج من إطار الصورة، تخرق قواعد الإعلان التقليدي.
هذا الانقسام هو جوهر فكرة المجموعة:
إعادة قراءة بوتشي من خلال عدسة تكريمية، لكن مع جرأة تُعيد صياغة هذه القراءة بالكامل.
إيرينا لا تمثل مجرد وجه للحملة؛ إنها استعارة بصرية لطبيعة العلامة نفسها:
هادئة ومتمردة. كلاسيكية وحديثة. راسخة ومتحركة.
المطبوعات: القلب النابض للمجموعة
- تُعامل المطبوعات هذا الموسم ليس كتصميمات تُضاف إلى الأقمشة، بل ككائنات حية لها حضورها المستقل.
- تظهر أنماط مارمو، إستريس، هاواي، لابيرينتو بطريقة تحوّلها من نقوش مألوفة إلى رموز ثقافية تُروى من خلالها الحكاية المرئية.
الحرير كبطل سردي
- استخدام الحرير ليس اختياراً جمالياً فحسب، بل هو محور بنائي للمجموعة.
- فالحرير يتحرك، يعكس الضوء، ويمنح المطبوعات حياة ديناميكية.
- حركة القماش تشكّل جسرًا بين الماضي والحاضر، بين الأناقة الكلاسيكية والروح المعاصرة.
الخياطة: بين الانضباط المعاصر ورغبة السطح بالتألق
- أحد أكثر عناصر التميّز في مجموعة بوتشي لموسم العطلات هو تلك العلاقة الدقيقة بين الطباعة والخياطة.
- ففي حين تشتهر الدار بجمالية السطح، تُدرك ميسيلي أن نجاح المطبوعات لا يتحقّق إن لم تُمنح بنية تحكمها.
إطلالات مطبوعة بالكامل
- تقدّم بوتشي هذا الموسم إطلالات كاملة منقوشة من الرأس إلى القدمين، لكن دون أن تبدو متكلّفة.
- فالقَصّات محددة، نظيفة، تحترم حركة الجسد، وتترك مساحة للنقش كي يتنفس.
فلسفة التصميم هنا تقول:
إن الطباعة ليست زخرفة، بل جزء من العمارة البصرية للقطعة.
الإكسسوارات: عندما يصبح الوشاح علامة حركة
تُعيد الدار تقديم الوشاح بأساليب مبتكرة:
- ملفوفًا حول الشعر.
- مربوطًا على المعصم.
- مستخدمًا كحزام.
- منسدلًا على الكتف بفوضى جميلة.
- مطويًا بدقة ليصبح ملمحًا هندسيًا.
الوشاح أصبح أداة تنسيق، ولغة مفرداتها متعددة.
بين المسرحي والواقعي
تقدم بوتشي هذا الموسم رؤية جمالية تحتفل بالحركة:
- حركة الضوء.
- حركة القماش.
- حركة الكاميرا.
- حركة الزمن.
وهذا يجعل الحملة تبدو كأنها تتنفس داخل عالم منمق، لكنه يظل متصلاً بالواقع.
العطلات بعيون بوتشي: مفهوم الاحتفال
في حين تعتمد كثير من دور الأزياء على الفخامة التقليدية لمواسم الأعياد، تذهب بوتشي في اتجاه مختلف:
- الاحتفال هنا ليس بالذهب، ولا بالبريق، ولا بالمعاطف الثقيلة.
- الاحتفال في هذه المجموعة يأتي من التحرر تحرر الألوان، تحرر الحركة، تحرر المرأة التي ترتدي القطع.
المرأة هنا لا تتزيّن للمناسبة؛ هي تصنع المناسبة.
رحلة عبر مفردات الدار: كيف تبني بوتشي هويتها الحديثة؟
- الألوان الجريئة: لا توجد دار في العالم تستخدم اللون بذكاء بوتشي، مزيج الأزرق مع الوردي، الأصفر مع الأخضر، والتركواز مع الأحمر.
- الخطوط المتموجة: تُذكّر بخمسينيات القرن الماضي، لكنها تُقدَّم الآن بوضوح رقمي جديد.
- المزج بين الكلاسيكي والتجريبي: تُحافظ القطع على جوهرها، لكنها لا تخشى أن تتحدى توقعات جمهورها.
إعادة تعريف الأيقونة: الوشاح من الماضي إلى المستقبل
من الإكسسوار إلى العمل الفني، هذا هو التحول الذي تمنحه بوتشي للوشاح.
لماذا الوشاح؟
- لأن الوشاح: قابل للتحول ومتعدد الوظائف ويحمل رمز الهوية ويمكن أن يصبح قطعة تُعرّف أسلوب من يرتديه
وهذا ما جعل الوشاح ليس مجرد قطعة، بل سرديّة بصرية كاملة.
أزياء الحملة: قراءة في أبرز الإطلالات
- إطلالة مارمو الكاملة: تعتمد على أنماط تموّجية تشبه الماء، وتبدو كلوحة انطباعية منسوجة من اللون.
- إطلالة لابيرينتو: هندسية، دقيقة، تمزج بين الأبيض والأسود والألوان الصريحة قطعة تليق بمدينة مستقبلية.
- إطلالة إستريس: مشاغبة، مليئة بالنجوم الدقيقة، تعكس روح الدار في الستينات ولكن بشكل معاصر.
بوتشي تمنح الماضي فرصة ليصير مستقبلاً
- في مجموعة العطلات 2025، تثبت Pucci أن العلامات التي تمتلك تاريخًا قويًا ليست بحاجة إلى إعادة اختراع نفسها بالكامل.
- يكفي أن تُعيد سرد حكايتها بطريقة معاصرة، وبحساسية بصرية تتوافق مع زمن تتحرك فيه الصورة أسرع من أي زمن مضى.
المجموعة هي احتفاء باللون، بالحركة، وبحياة القماش، إنها دعوة لإعادة اكتشاف الذات عبر رحلة من النقش والضوء والحرير.
شاهدي أيضاً: مجموعة Coach للعطلات 2025: هدايا لمغامرات جديدة