نبال عرقجي: أفضل البقاء عزباء على الزواج من الرجل غير المناسب

  • تاريخ النشر: الجمعة، 30 يناير 2015 | آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
للمرأة العزباء كيف تجدين الرجل المناسب
النبال
نبال جزائري
لا يختلف إثنان على أنَّ المنتجة والكاتبة والممثلة نبال عرقجي ساهمت بشكل كبير  في إعطاء السينما اللبنانية دفعاً كبيراً وروحاً جديدة. فبعد عملها الدرامي " قصّة ثواني"  الذي حصد عدداً من الجوائز العالمية، ها هي عرقجي تنتقل إلى  الكوميديا الناقدة من خلال فيلم " يلا عقبالكن" الذي أرادت من خلاله نقل واقع  إجتماعي نسائي بامتياز ولكن بطريقة كوميدية قريبة إلى القلب. 
" يلا عقبالكن" يعالج  قضية العنوسة في قالب طريف لا يخلو من النقد الإجتماعي، وبعيد عن  الكليشيهات السينمائية، بحيث يلقي الضوء على حياة أربع نساء عازبات تجاوزن سنّ الثلاثين، والتي تملك كلّ واحدة منهن نظرتها  الخاصة تجاه الحب والرجال والعلاقات العاطفية. 
نبال عرقجي التي شاركت تمثيلاً في الفيلم،  تناولت  المشاكل  والضغوط التي تواجهها هذه الفئة من النساء بطريقة فذّة ومثيرة للجدل، ما  جعل الفيلم كاملاً ومتكاملاً من النواحي كافة. 
 
بعد فيلم " قصة ثواني"  نشاهدك اليوم في فيلم " يلا عقبالكن" تمثيلاً وكتابة وإنتاجاً. كيف انطلقت فكرة الفيلم وما الذي دفعك إلى إلقاء الضوء على موضوع العنوسة؟ 
" يلا عقبالكن" يلقي الضوء على النساء اللواتي تخطّين الثلاثين من العمر وما زلن عازبات،  وللأسف حين تتخطى الفتاة هذا السنّ ولا تتزوج، فهذه مشكلة بنظر المجتمع الذي نعيش فيه. أنا أشكّل عيّنة من هذه الفئة من النساء لكوني تخطّيت الثلاثين من العمر وما زلت عزباء، كما أنَّ هذا الواقع ينطبق على عدد كبير من صديقاتي، لذا وجدت في هذا الواقع فكرة مناسبة  لطرحها على الشاشة الكبيرة.  
 
ولكن ألا تعتقدين أنَّ المجتمع اللبناني بات في الوقت الحاضر يتقبّل أكثر هذا الواقع وينظر إليه نظرة مختلفة عن السابق؟ 
لا أعتقد ذلك، فنظرة الأشخاص لهذا الأمر لا ترتبط بحسب رأيي الشخصي بخلفيتهم أو  بالطبقة الإجتماعية التي ينضمّون إليها.  هذا واعتبار أن زواج المرأة أمر ضروري هو بنظري الشخصي مفهوم خاطئ. 
 
يقال إنَّ المرأة المتطلبة والتي " لا يعجبها العجب"  هي التي تتأخر  في الإقدام على خطوة الزواج أو لا تتزوج أبداً.  
ليس بالضرورة،  فخطوة الزواج بحدّ ذاتها هي أمر في غاية السهولة، ولكن الأصعب هو إيجاد الشخص المناسب.  واقع الزواج الذي نشهده اليوم في لبنان كارثي، فنسبة الطلاق باتت تشهد تزايداً ملحوظاً وخطيراً.  المعضلة الكبيرة أنَّ نسبة كبيرة من النساء بتن يلجأن إلى خطوة الزواج إما سعياً وراء المال، أو خوفاً من الوحدة في المستقبل، أو سعياً وراء الإنجاب وتأسيس عائلة بسبب إقترابهن من مرحلة سنّ اليأس. لا شك في أن الزواج لا يجب أن يسير على هذ النحو، فهو يجب أن يرتكز على الحب والتفاهم، فضلاً عن الثقة والتفاهم المتبادلَين.  شخصياً أفضل البقاء عزباء طيلة حياتي على الإرتباط بالرجل غير المناسب، وأكون على دراية مسبقة أنه لا يناسبني. 
 
برأيك هل سيثير التطرّق إلى موضوع مماثل حفيظة البعض؟ 
لا أعتقد ذلك، خصوصاً أنَّ الموضوع المطروح في الفيلم  هو  واقعي وطبيعي ولا يوجد فيه أي سوء حتى لا يتقبله الآخرون. من جهة أخرى، أعتقد أنَّ الفيلم يعكس واقع كل إمرأة ، خصوصاً أنه يدور حول قصة أربع نساء عازبات يختلفن في الرأي والطبع، علماً بأن الفيلم يتطرق في نهاية المطاف إلى  موضوعَي الحب  والعلاقات. هذا ولا شك في أننا جميعاً خضنا تجارب عاطفية من مختلف الأنواع،  وواجهنا الخيانة والكذب. لذا أنا على يقين أنَّ الفيلم سيمسّ كل شخص لأنه ينقل وقائع حياتية ملموسة وبالتالي أنا لم ألجأ إلى مواضيع  من الخيال. 
 
 
هل يستقطب الفيلم  العنصر النسائي أكثر؟ 
الفيلم يتحدث عن أربع نساء ولكن طبعاً هو ليس موّجهاً للنساء فقط. لا شك في أنَّ الفيلم سيمسّ الرجال أيضاً  خصوصاً أنه يتطرق إلى العلاقة بين الرجل والمرأة ، وكل إمرأة في الفيلم  تخوض علاقة مع رجل، وبالتالي الفيلم سيجذب الرجال أيضاً.
 
 
يعالج الفيلم موضوع أربع نساء تجمعهن صداقة متينة، وكلّ واحدة منهن تملك نظرتها الخاصة تجاه الحب والرجال والعلاقات العاطفية.  ماذا تخبرينا عنهن؟ 
كل واحدة منهن تملك نظرتها  الخاصة تجاه الزواج والعلاقات العاطفية.  "ليان" على سبيل المثال على علاقة برجل متزوج وغير مستعد للإنفصال عن زوجته كرمى عيونها،  أما " زينا" فهي تلك المرأة التي تبحث عن  فارس الأحلام والتي لا تزال تعيش ضمن إطار  القصص الخيالية وترغب في الزواج مهما كلّفها الأمر.  في المقابل،  " تالين" هي  المرأة المتحررة  جداً والتي تملك الى حدّ ما نظرة الرجال تجاه العلاقة مع المرأة، أي بمعنى أنها لا تملك أدنى مشكلة في " التعرّف على شاب في ملهى ليلي على سبيل المثال وتمضية ليلة حميمة معه ثم تتخلى عنه في اليوم التالي". وأخيراً "ياسمينا"، فهي غير محظوظة مع الرجال إلى حدّ كبير! 
 
 
لما لم تلجأ نبال إلى العري والمشاهد الجريئة لاستقطاب نسبة كبيرة من المشاهدين على غرار الكثير من الأفلام اللبنانية التي شاهدناها سابقاً، علماً بأن الفيلم قد يحتمل بعض المشاهد الحميمة؟ 
الفيلم لا يتضمن مشاهد عري أو خادشة للحياء، فأنا لا ألجأ إلى مشاهد مماثلة من أجل جذب الناس ليشاهدوا أفلامي، علماً بأنني قد ألجأ إلى هذا النوع من المشاهد، فقط إن كانت تخدم موضوع الفيلم وليس لاستقطاب نسبة كبيرة من المشاهدين أو السعي وراء الربح المادي، فهذا الأمر غير  وارد بتاتاً في طبيعة عملي !
 
 
الفيلم يعيدنا بالذاكرة إلى الكوميديا الأميركية الشهيرة " Sex and The City " . ما هو تعليقك؟ 
هذا صحيح، فالناس حين سيشاهدون " يلا ... عقبالكن" سيتذكرون Sex and The City ، ولا يوجد أي خطأ في ذلك. أنا من عشّاق هذا المسلسل، وقد تابعت جميع حلقاته. 
 
ألا تخشين من أن يتمّ مقارنة الفيلم به؟ 
لم أستوحي الفيلم من الكوميديا الأميركية، علماً بأن العملين  يتشابهان في أنهما يتطرقان إلى  حياة أربع نساء. ولكن الفرق أنَّ Sex and the City   يعكس المجتمع الأميركي المتحرر، ففي أميركا وأوروبا يمكن للمرأة الإنجاب من دون زواج أو  العيش مع حبيبها تحت سقف واحد، في حين أنَّ المجتمع اللبناني والشرقي لا يتقبّل هذا الأمر على الإطلاق. يمكن وصف الفيلم بأنه نسخة لبنانية من Sex And The City ، فالثقافة الأميركية تختلف كلياً عن ثقافتنا اللبنانية وبالتالي من المستحيل المقارنة بين العملين! 
 
أخبرينا عن دورك في الفيلم؟ 
أنا أجسّد شخصية " ليان"، وهي مصمّمة أزياء لبنانية شهيرة  تكون على علاقة برجل متزوج غير مستعد للإنفصال عن زوجته من أجلها، والذي يلعب دوره الممثل بديع أبو شقرا. 
 
ما الذي دفعك إلى المشاركة في  الفيلم كممثلة إلى جانب كونك منتجة وكاتبة العمل؟ 
أهوى التمثيل وأحبه كهواية، وقد درست التمثيل في باريس، ولكن إن خُيّرت بين التمثيل والكتابة، فلا شك في أنني سأختار الكتابة. شاركت في فيلم  "قصة ثواني" كممثلة أيضاً بحيث جسّدت شخصية الأم التي تعامل إبنها معاملة سيئة، إلا أنَّ  الناس لم يتعرفوا عليّ لأنني ظهرت بمظهر مختلف وبشعر أشقر.، فأنا صراحة أستمتع كثيراً حين ألعب أدواراً تمثيلية. 
 
كونك  كاتبة العمل هل أرخى هذا الأمر إيجاباً عليك كممثلة ؟ 
ليس بالضرورة، فكل الممثلات لعبن أدوارهن على أكمل  وجه، فلو لم نقتنع بكل مشهد لما وافقنا على القيام بهذه المشاهد من الأساس، علماً بأن بعض المشاهد التي لم نقتنع بها قمنا بحذفها خلال مرحلة مونتاج الفيلم.
 
 
صوّرتم الفيلم في مدة لم تتجاوز الخمسة أسابيع . ألم  تكن مغامرة كبيرة بالنسبة إليكم؟ 
لا شك في أنَّ الأمر كان في غاية الصعوبة وفي الوقت نفسه مضنياً، ولكن المشكلة الأساسية  كانت تكمن في الإنتاج وفي الميزانية التي كانت متوافرة لدينا والتي  فرضت علينا تصوير الفيلم خلال هذه المدّة. 
 
من ساهم في تمويل إنتاج الفيلم؟ 
لا تقف شركة كبيرة أمام إنتاج الفيلم، إنما بكل بساطة لجأت إلى بعض الأصدقاء وبعض الأشخاص الذين تربطني معرفة بهم، والذين قدّموا لي يد المساعدة لتمويل الإنتاج. 
 
ماذا تخبرينا عن ردّة فعل ندى أبو فرحات، دارين حمزة ومروة خليل حين  اطّلعن على أدوارهن؟ 
كل واحدة منهن أحبت الشخصية التي تؤديها في الفيلم. أذكر أنَّ دارين وافقت على الدور قبل قراءة السيناريو . هذا وتربطني  بندى معرفة منذ وقت قصير، ففي أول لقاء جمعني بها قالت لي إنها ترغب في التعاون معي في عمل جديد، خصوصاً أنها أحبّت كثيراً  " قصة ثواني"  حين شاهدته، ولا شك في أنني سأتعاون معها  مجدداً. 
 
اختيارك للممثلات جاء مطابقاً إلى حدّ كبير مع شخصيات الفيلم خصوصاً من ناحية أنهن تجاوزن الثلاثينات وما زلن عازبات. هل تقصّدت هذا الأمر ؟ 
المفارقة المضحكة أنَّ النساء الأربع هنّ عازبات في الفيلم وفي حياتهن الواقعية على حدّ سواء. لم  يكن اختياري لندى أو مروة أو دارين لأنهن عازبات، فأنا لم أتقصد الأمر، بل كان محض صدفة.