وراء شخصية طوني بريس

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 06 مايو 2015 | آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
هذه هي الأسباب المنطقية وراء انجذابك للشخص الخاطئ
طوني ورد
عفاف شعيب تكشف لأول مرة عن الشخص الذي كان وراء حجابها
 من لم يتعرّف شخصياً على مصمم الحفلات والأعراس طوني بريس لا يدرك أنَّ وراء هذه الشخصية المليئة بالخلق والإبداع إنساناً يعشق الحياة ويحب الناس. إستقبلنا في منزله الكائن في الرابيه برحابة صدر ولم يتردد في  مشاركتنا العديد من تفاصيل حياته اليومية وبعض الخبايا التي لا نعرفها عن شخصيته، فضلاً عن الكثير من  مقتنياته  التي تعكس أسلوبه الأنيق والمميَّز.  لنغوص معاً في بعض جوانب عالم طوني بريس الخاص ونمط حياته اليومية ولنكتشف معاً من خلال مجموعة من الصور بعضاً مما يحبه هذا الفنان المبدع في هذا اللقاء الذي جمعنا به والذي لم يخلُ من المزاح  والعفوية . 
 
لفتني أن La Solitude du Vainqueur  هو أحد كتبك المفضّلة.  إلى أي حدّ  الكتاب يمسّك شخصياً؟ 
الكتاب لا يصفني  شخصياً ، فانأ شخص سعيد وإيجابي إلى حدّ كبير، إنما هو يصف الكثير من الحالات الموجودة في العالم . فأن تكون منتصراً في الحياة لا يعني أنك لن تكون وحيداً أو  تعيش الإحباط، فمن السهل أن  تظهر للآخر حياة  مغايرة عن الحياة التي تعيشها في الواقع.  لن أنكر  أنني أعيش هذه الحالة في بعض الأحيان ولكن ليس بالدرجة التي يظهرها الكتاب. 
 
هل تفضّل قراءة الكتب المكتوبة باللغة الفرنسية؟ 
الفرنسية هي اللغة التي أستطيع قراءتها بسهولة أكثر من غيرها بحكم أنني عشت في باريس  فترة 18 عاماً ولكونها كانت اللغة الأساسية التي رافقتني خلال دراستي.
 
 
ماذا عن الكتب العربية؟ 
لن تصدّق إن قلت لك إنَّ الكتب العربية غائبة في مكتبتي، ليس لأنني لا أحبها ولكن لأنني ألاقي صعوبة في قراءتها. فمثلاً  إحدى صديقاتي  تكتب القصائد الشعرية، وحين ألجأ إلى قراءة بعض قصائدها  قد أحتاج إلى  "عصور"  لأنتهي من قراءتها !  هذا ولا أقرأ الصحف العربية، إنما أفضّل  قراءة المجلات، خصوصاً  المجلات الخاصة  بالديكور بحكم عملي في هذا المجال،  فأنا من النوع الذي يحب تصفّح المجلات  خصوصاً خلال وجودي في المطار أو في الطائرة... 
 
هل تقرأ الكتب في الطائرة؟ 
صراحة لا، أكثر ما أقوم به خلال وجودي في الطائرة هو العمل! 
 
وهل تلجأ إلى القراءة قبل الخلود إلى النوم؟ 
كنت أفعل ذلك في الماضي، أما اليوم فصرت ألجأ الى النوم على الفور بسبب الإرهاق. في المقابل، أعيش في باريس نمط حياة مختلف، إذ ألجأ أحياناً إلى القراءة قبل النوم  ولكن لفترة لا تتعدى العشر  دقائق. 
 
هل تلجأ إلى الصحف صباحاً لاستقصاء الأخبار اليومية؟ 
لست من الأشخاص الذين يتصفحون الصحف صباحاً للإطلاع على آخر المستجدات، ولكن لهذا الغرض ألجأ إلى الراديو  بهدف أخذ لمحة سريعة عن آخر الأخبار  اليومية.
 
 
أخبرنا عن أفضل مرحلة في حياتك الشخصية والمهنية؟ 
أعتقد أنَّ أفضل مرحلة في حياتي المهنية هي  تلك التي  بدأت منذ ست سنوات وحتى اليوم، وأتمنى أن أعيشها خلال الأعوام المقبلة. خلال هذه السنوات تمكّنت من تحقيق أشياء كثيرة كنت أرغب في تحقيقها، علماً بأن طموحاتي لم تتوقف عند هذا الحدّ، فأنا لم أحقق بعد كل ما أصبو إليه.  بمعنى آخر، أصبح الناس يدركون  طبيعة عملي الحقيقية خلال السنوات الست التي مضت، على أنني مصمم ديكور أعراس ولست منظّم أعراس كما كانوا يعتقدون في مرحلة من المراحل،  خصوصاً أنَّ الكثيرين يخلطون بين منظّم الأعراس ومصمم الأعراس. هذا وإدراك الناس لطبيعة عملي يعود إلى المشاريع التي أنجزتها خلال هذه المرحلة سواء في لبنان، المملكة العربية السعودية أو باريس.  أما على الصعيد الشخصي فلا أعتقد أنَّ هنالك مرحلة من حياتي أفضل من الأخرى، علماً بأن مرحلة دراستي الجامعية كانت رائعة وكذلك المرحلة التي أعيشها راهناً، ولكن يمكن القول  إنني أعيش اليوم مرحلة جديدة ومختلفة عن المراحل السابقة. 
 
هل تأقلمت مع الوحدة بحكم أنك تسكن بمفردك؟ 
أنا من الأشخاص الذين يحبون الإستقلالية، ولكن هذا لا يعني أنني لست شخصاً إجتماعياً أو لا أحب الإختلاط بالناس، إنما  الوحدة لا تزعجني، فأنا أحتاج بين الحين والآخر  إلى هذا الوقت الذي أمضيه لوحدي والذي أستمتع به كثيراً، وهذا أمر مهم بالنسبة إليّ.  لا أنزعج  من كثرة الناس من حولي ولكن أحرص على أن أضع حدوداً لهذا الأمر،  أي بمعنى آخر أن لكل أمر وقته الخاص، وبالتالي أحدّد وقتاً لنشاطاتي الإجتماعية ووقتاً لأختلي فيه مع نفسي.  هذا ولم أشعر يوماً بالوحدة لأنني محاط بالكثير من الأشخاص. على سبيل المثال أحب أن أقوم بمهمة التسوّق بمفردي، ولا أحبّذ  الذهاب برحلة مع مجموعة كبيرة من الأشخاص، علماً بأن  لا مانع لديّ من  السفر مع  الأشخاص المقرّبين منّي. 
 
ما هي هوايات طوني بريس؟ 
السفر واستكشاف أماكن جديدة والتعرّف على ما هو جديد في الهندسة والتصاميم والإطلاع على كل  ما هو جديد في العالم. 
 
هل أنت من الأشخاص الذين يحبون المغامرة خلال أسفارهم؟ 
لست من النوع الذي يحمل حقيبة على ظهره ويسير أميالاً كثيرة متجهاً نحو المجهول حباً بالإستكشاف. لا شك  في أنَّ لديّ الحشرية للتعرّف على أماكن وبلدان جديدة، إلا أنني أفعل ذلك باللجوء إلى الطرق السهلة.
 
 
ما هي الصفات التي تحبها في شخصيتك وتلك التي تكرهها؟ 
ما أحبه في شخصيتي صفة الكرم التي أتّسم بها، فضلاً عن أنني لست من النوع الذي يسيء الظن أو يرتاب من الأشخاص الذين أتعرّف إليهم، ولكن هذا لا يعني أنني أثق بالأشخاص منذ اللحظة الأولى التي أتعرّف فيها إليهم. أما  بالنسبة للسمة التي لا أحبها في شخصيتي فهي أنني شخص مزاجي، فتارة أستيقظ من النوم بابتسامة عريضة والسعادة تغمرني وتارة أبسط الأشياء تعكّر مزاجي فينقلب رأساً على عقب بشكل مفاجئ. 
 
أفهم من ذلك أنك شخص حسّاس؟ 
جداً، وهو أمر يزعجني فعلاً ويشكّل مشكلة بالنسبة إليّ، فأنا  مزاجي جداً وأي شيء قد يعكّر مزاجي بسرعة كبيرة. 
 
هل حاولت تخطّي حالتك المزاجية المتقلبة؟ 
جلّ ما أريده هو تخطّي هذه الحالة. يقال إنَّ نقص المغنيسيوم في الجسم يسبب هذه الحالة، إلا أنني لا أعاني من هذه المشكلة، ولكن أعتقد أنَّ سبب هذه المزاجية التي  أعاني منها يعود إلى بعض المراحل الحزينة التي عشتها في صغري ولم أتمكن بعد من تخطّيها، علماً بأنني أعيش حياة سعيدة. أذكر أن طبيبة فرنسية قالت لي في إحدى المرّات إنَّ الحساسية المفرطة هي الجانب القوي في شخصية الفنانين والمبدعين. 
 
 
لننتقل إلى موضوع الصداقة هل يضع طوني بريس حدوداً في صداقاته مع الآخرين؟ 
هناك مستويات من الصداقات التي أعيشها، فبعض الأشخاص تربطني بهم  صداقة متينة جداً والبعض الآخر تربطني بهم معرفة فقط. فهناك فئة من الأصدقاء التي أستقبلها في بيتي وفئة أخرى من الأشخاص الذين تقدّم لهم "روحك ودمك".  في المقابل أواجه  صعوبة كبيرة في تكوين صداقات بسرعة لأنني أحتاج إلى الوقت لأتقرّب من الأشخاص الذين أتعرّف إليهم.
 
 
هل أنت من محبّي  الطهي؟ 
للأسف لم أعد أملك الوقت الكافي للطهي وتحضير الأطباق بسبب ضيق الوقت، علماً بأن المطبخ في منازلي الثلاثة، في بيروت، باريس والولايات المتحدة يحتوي على جميع  أدوات الطبخ التي يحتاجها المرء. في الوقت نفسه لا أولي أهميّة كبيرة للطعام، خصوصاً أنني أعاني من رهاب الإفراط في تناول المأكولات، لذا البسكويت، المكسّرات، الشوكولاتة، الفشار، وغيرها من الأطعمة التي تسبب زيادة في الوزن غير متوافرة بتاتاً في منزلي، لا بل من الممنوع أن تتواجد في مطبخي. لا أنكر أنني أعشق  الشوكولاتة والمكسّرات، إلا أنَّ حرصي على اتّباع نظام غذائي  صحّي ناهيك عن  الفوبيا التي أعاني منها أسهما بابتعادي عن تناول هذا النوع من الأطعمة، ولكن هذا لا يعني أنني لا أتناولها بتاتاً، فلكل شيء وقته المحدَّد،  فقد أتناول على سبيل  المثال قطعة من الكيك ولكن أحرص في اليوم التالي على إزالة السعرات الحرارية  التي اكتسبتها  عبر ممارسة الرياضة البدنية. 
 
إلى أي حدّ ديكور منزلك في لبنان يعكس شخصيتك؟ 
إلى حدّ كبير، خصوصاً أنني  صمّمته بنفسي وقام بتنفيذه المهندس رياض الأسطا الذي ساعدني أيضاً من خلال  إضافة أفكاره الخاصة. ما يميّز ديكور المنزل أنه  مزيج من كل شيء،  فهو يجمع كل الألوان ولا يتسم بطابع واحد إنما يمزج بين القديم  والحديث بطريقة منتظمة وغير عشوائية، وهو الأمر الذي يمكن أن تراه في ديكور الحفلات التي أصمّمها. 
 
ماذا عن طموحاتك؟ 
جلّ ما أطمح إليه هو أن أصبح يوماً ما مرجعاً أساسياً لمصممي الحفلات. 
 
هل تفكّر في  إطلاق كتابك الخاص؟ 
طبعاً، وهو  أمر أخطط له ولكن أعتقد أنه ما زال من المبكر تنفيذ مشروع مماثل، فأنا أنتظر ريثما يصبح عدد المشاريع التي حققتها خلال مسيرتي المهنية كافياً  لوضعها في كتاب. فالكتاب الذي سأطلقه يوماً ما يجب أن يكون كاملاً متكاملاً وذا مضمون غنيّ.  
 
كيف تصف أسلوبك الخاص في الملابس التي ترتديها؟ 
لا يتّسم أسلوبي بالكلاسيكية، إنما هو يجمع بين العصرية والرقي، طبعاً مع بعض الجرأة  الأنيقة البعيدة عن المبالغة، أي أنني لست من النوع الذي يتّبع ملابس موضة الشوارع. فعلى سبيل المثال قد أنتعل خلال العمل حذاءً رياضياً ولكن أحرص في المقابل على إرفاقه بجاكيت أنيقة مثلاً . 
 
 

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.