بدر آل زيدان: سيرته الذاتية وأبرز أعماله

انطلق الإعلامي والممثل السعودي بدر آل زيدان نحو الشهرة من بوابات غير تقليدية، ليصنع لنفسه حضوراً لافتاً في المشهد الإعلامي العربي خلال فترة زمنية قصيرة، قبل أن يختار التوقف وإعادة النظر في معنى الشهرة والحياة، لذلك مسيرته ليست مجرد نجاحات متتالية، بل تجربة إنسانية مركّبة جمعت بين الطموح، والنجومية، والضغط النفسي، ثم التعافي.

النشأة والتعليم

وُلد بدر آل زيدان في 26 فبراير 1987 في العاصمة السعودية الرياض، لكنه نشأ وترعرع في مدينة جدة، إذ ينتمي لأسرة مهتمة بالعمل الإنساني، فوالدته ماجدة العتيبي تمتلك مركزاً لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما انعكس بشكل مباشر على مساره الأكاديمي والمهني في بداياته.

درس بدر في جامعة الملك عبد العزيز، وحصل على بكالوريوس في تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة – تخصص مسار سمعي، ثم واصل دراسته ليحصل على درجة الماجستير في التخصص ذاته. وقبل دخوله عالم الإعلام، عمل معلّماً لذوي الاحتياجات الخاصة، وهي تجربة وصفها بأنها شكّلت وعيه الإنساني، وعلّمته الصبر، والقدرة على التواصل مع أي شخص مهما كانت إعاقته.

البدايات المبكرة

دخل بدر عالم الشهرة في سن مبكرة، حيث بدأ مشواره وهو في الثامنة عشرة من عمره عبر الإعلانات الإذاعية والتلفزيونية، وكانت أولى خطواته في عالم الأضواء من خلال جلسة تصوير كعارض أزياء تقاضى مقابلها 500 ريال فقط، قبل أن يشارك في عروض أزياء لعدة علامات تجارية معروفة في عام 2006.

كما حقق حضوراً لافتاً من خلال موقع "الكيك"، الذي أسهم بشكل كبير في زيادة شهرته، وأصبح بعده حديث الشباب، وصاحب عبارات وصيحات انتشرت في الخليج مثل "اتزيدن" و"أتميلح".

المسار المهني في الصحافة والتلفزيون

في عام 2007، بدأ بدر عمله كمراسل في شبكة راديو وتلفزيون العرب (ART)، ثم تنقّل بين عدة قنوات منها قناة "الغالية"، قبل أن يعمل بين عامي 2009 و2010 في تلفزيون "الآن" الإماراتي.

عام 2011 شكّل محطة مهمة في مسيرته، حين قدّم النسخة العربية من البرنامج العالمي Dragons’ Den، والذي عُرض على BBC، قبل أن يُقدّمه للتلفزيون السعودي تحت اسم "التجّار"، مستضيفاً كبار رجال الأعمال السعوديين.

التجربة الإذاعية

في العام نفسه، خاض بدر أولى تجاربه الإذاعية عبر برنامج "ترانزيت" على إذاعة ميكس إف إم السعودية، إلى جانب الإعلامية دينا رضا، خلال مرحلة التأسيس الأولى للإذاعة، وكان من أوائل الأصوات الشابة التي تعاقدت معها الإذاعة.

ولم يقتصر دوره على التقديم فقط، بل عمل داخل الإذاعة في قسم الإبداع، وشارك في كتابة نصوص الإعلانات، ثم تولّى مهام إشرافية بعد سفر مدير المحتوى، جامعاً بين التقديم والعمل الإداري والإبداعي.

شبكة MBC.. الانطلاقة الحقيقية

التحوّل الأكبر في حياة بدر آل زيدان جاء بعد تواصُل الإعلامي داوود الشريان معه للعمل في شبكة MBC، وهي الخطوة التي نقلته إلى مستوى جماهيري أوسع، فبدأ بتقديم البرنامج الشبابي Subscribe، قبل أن يقدّم برنامج المسابقات الترفيهي "المصيدة" عام 2013، وهو النسخة العربية من البرنامج الأمريكي Who’s Still Standing.

وخلال 3 سنوات فقط، قدّم بدر 6 برامج تلفزيونية، أبرزها: المصيدة، ET بالعربي، صباح الخير يا عرب، The Voice Kids في موسمه الثاني، The Voice بموسمه الرابع في فبراير 2018.

كما قدّم البرنامج الإذاعي الأسبوعي "الليلة بدر" على إذاعة MBC FM، والذي كان يُبث كل يوم جمعة.

مشاركات في التمثيل والكتابة

إلى جانب الإعلام، خاض بدر آل زيدان تجارب فنية متعددة، كانت بدايتها بدور صوتي في المسلسل الكرتوني "ياسر"، كما شارك في المسلسل السعودي "السلطانة"، قبل أن يخوض أولى تجاربه البطولية في المسلسل الإماراتي "عود أخضر" عام 2016، من تأليف حصة الملا وإخراج طارق خليل.

وفي عام 2018، شارك في المسلسل البحريني "الخطايا العشر"، إلى جانب نخبة من النجوم أبرزهم عبد المحسن النمر وهيفاء حسين وعبد الله بوشهري.

وبعيداً عن الشاشة، يمارس بدر هواية الكتابة والتأليف، وأصدر عام 2014 كتابه "ابنة السلطان" عن دار الكلمات في الكويت، ورغم الجدل الذي أُثير حول الكتاب واتهامات الاقتباس، نفى بدر تلك الاتهامات مؤكداً نزاهة تجربته.

تأثير الشهرة على بدر آل زيدان

رغم تصنيفه ضمن قائمة أكثر 100 رجل جذاب في العالم بحسب مجلة People، وكونه أصغر مذيع محاور في منتدى الإعلام العربي بدبي عام 2013، واختياره وجهاً إعلامياً لشركة Philips في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2014، إلا أن الشهرة كان لها ثمن باهظ.

فقد كشف بدر لاحقاً أنه عاش حالة اكتئاب حاد وانفصام نفسي بسبب ضغط العمل وساعات التصوير الطويلة، لدرجة أنه فكّر في الانتحار، واعترف بأنه كان يضحك أمام الناس، بينما يبكي وحيداً، خاصة أثناء الاستحمام، نتيجة الكتمان وحبس المشاعر.

الاعتزال والعودة إلى الذات

بعد فترة غياب طويلة، أعلن بدر اعتزاله الإعلام مؤقتاً، وبدأ رحلة علاج نفسي وروحي، غيّر خلالها نمط حياته بالكامل، فبات يستيقظ مبكراً، ويمارس الرياضة، ويوطّد علاقاته بعائلته وأصدقائه، ويحرص على العبادة وقراءة القرآن.

وأكد في لقاءاته أن الشهرة "خاطفة"، وقد تُفقد الإنسان توازنه إذا أهمل صحته النفسية والفكرية.

عودة مختلفة

إلى جانب مسيرته الإعلامية والفنية، يُعرّف بدر آل زيدان نفسه الآن عبر حساباته على مواقع التواصل كـ مواطن، وأب، وزوج، كما أنه مدرّب ومستثمر في مجال الذكاء الاصطناعي، ويشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركتي PCG وNOL.

ويعمل بدر عبر شركاته على فكرة تحوّل المحتوى باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مستفيداً من معرفته الأكاديمية التي حصل عليها لاحقاً من جامعة هارفارد، وحصوله على الرخصة الدولية المعتمدة CGAI، ما جعله من الروّاد الشباب في دمج الإعلام بالتقنيات الحديثة.