ما هو GPT-4

  • تاريخ النشر: الخميس، 16 مارس 2023
ما هو GPT-4

يأتي إطلاق شركة OpenAI لنموذج الذكاء الاصطناعي اللغوي الجديد GPT-4 ضمن اهتمامات الكثير ممن تشغلهم التطورات التكنولوجية، ولكنه لن يشغل اهتمام هذه الفئة فقط، فالتطور الحاصل في هذا الإصدار يحمل قدر أعلى من الإبداع والتميز ليحظى باهتمام أعلى دون شك، فما هو GPT-4 وما الجديد الذي يقدمه؟

ما هو GPT-4 وما أهميته؟

أطلقت شركة OpenAI نموذج الذكاء الاصطناعي اللغوي الجديد GPT-4، والذي وفرته لمستخدمي الإصدار المدفوع من روبوت المحادثة Chatgpt Plus ومستخدمي Bing Chat، حيث أكدت الشركة على أن هذا النموذج الجديد سيوفر إجابات بدقة أعلى، كما أنه أكثر ذكاء وإبداع مقارنة بالإصدارات السابقة، إذ تكمن أهميته في المميزات العديدة التي يقدمها مثل القدرة على تحليل الصور وفهم محتواها ومعالجة نصوص أطول كثيراً مقارنة مع الإصدار السابق. [1]

هل يمكن تجربة GPT-4 الآن؟

نموذج GPT-4 متاح فقط لمستخدمي الإصدار المدفوع (ChatGPT Plus) الذي تبلغ قيمة اشتراكه الشهري 20 دولاراً، كما أنه لم يتاح في العديد من الدول حتى الآن، كما أشارت شركة مايكروسوفت أن أحدث إصدار من (Bing Chat) يستند إلى نموذج (GPT-4) في عمله.

والجدير بالذكر أن هناك شركات مختلفة قد استخدمت GPT-4 في منتجاتها، ومنها: تطبيق Duolingo لتعلم اللغات، و(خان أكاديمي) Khan Academy للتعليم عبر الإنترنت، و Stripe، وغيرها، وذلك وفقاً لما أكدته شركة OpenAI. 

المميزات الجديدة التي يقدمها GPT-4

القدرة على تحليل الصور:

يمكن لنموذجGPT-4 أن يفهم الصور التي يُدخلها المستخدم له ويقوم بتحليل محتواها، حيث يمكنه فهم محتوى الصورة وفهمها وتحليلها وكتابة تسميات توضيحية لها، والجدير بالذكر أنها قادر على التعامل مع الصور المعقدة كذلك، وهذا تطور جديد وميزة لم تكن متوفرة في الإصدار السابق منه، فعلى سبيل المثال يمكن إضافة صورة تحتوي على مكونات لوصفات طعام وإدخالها عليه ليعطي وصفات طعام تعتمد على هذه المكونات.

كما أن هذه الخاصية تسمح للمستخدم بإدخال أسئلة أو أمر نصي مع إرفاق صور؛ بحيث تكون الأوامر النصية تطلب من النموذج GPT-4 أداء مهام أو الإجابة عن تساؤلات تتعلق بمحتوى الصور.

تحليل وتفسير وإنشاء النصوص الطويلة والمدخلات الطويلة:

يمكن للنموذج الجديد GPT-4 أن يعالج أكثر من 25 الف كلمة، أي نحو 8 أضعاف ما يتعامل معه إصدار (GPT-3.5) السابق إذ كان يتعامل مع 3000 كلمة فقط، وبالتالي فهو يوفر إنشاء محتوى أطول وبمحادثات أكثر ثراء، مع إمكانية البحث داخل المستندات وتحليلها وتلخيصها، بحيث يمكن على سبيل المثال طلب تحويل مستند طويل إلى عرض تقديمي وغيرها. 

أكثر إبداع وتحسين في الأداء:

إضافةً إلى قدرته في التحليل والتعامل مع النصوص الطويلة، فإن الإصدار الجديد يوفر إجابات أكثر واقعية أو منطقية، فقد طُور نموذج (GPT-4) لتحسين ميزة (Alignment) وهي القدرة على متابعة نوايا المستخدم مع جعلها أكثر وضوحاً ومنطقية مع إنتاج مخرجات أكثر أماناً. 

كما أكدت الشركة أن التحسينات فيه وصلت إلى تفوقه في أداء عدداً من الاختبارات العامة، بما في ذلك اختبار Uniform Bar Exam للحصول على رخصة ممارسة المحاماة في الولايات المتحدة واختبار SAT Math للرياضيات واختبارات أخرى في مواضيع وتخصصات أخرى، كما يمكنه إنشاء وتحرير النصوص الذي يطلبها المستخدمين سواء في الكتابة الإبداعية أو التقنية، مثل تأليف الأغاني أو كتابة السيناريو أو تعلم أسلوب كتابة المستخدم واتباع أسلوبه. 

يدعم العديد من اللغات:

في الإصدارات السابقة كان معظم استخدام ChatGPT من قبل المتحدثين باللغة الإنجليزية في جميع أنحاء العالم، في حين يتميز  GPT-4 بمراعاة لغات أخرى، إذ أظهر النموذج الجديد أنه يدعم أكثر من 26 لغة مختلفة، يتضمن ذلك أمثال اللغات الأوكرانية والكورية والجرمانية وغيرها الكثير.

تحسين القدرة على التوجيه:

القدرة على التوجيه أو Steerability من أهم ما يوفره هذا النموذج الحديث، فهي قدرة فائقة على تغيير سلوكه وفقاً لطلبات المستخدم، فعلى سبيل المثال يمكن للمستخدم توجيه النموذج ووضع قائمة بالإرشادات التي لابد أن يلتزم بها، في طريقة ردوده على الطلبات، أو في قدرته على محاكاة والتشابه بأسلوب الكتابة الذي يقدمه مع أسلوب المستخدم.

لإيضاح الصورة أكثر قامت الشركة بضرب مثال عن كيفية الاستفادة من هذه الخاصية، فمن الممكن وضع مجموعة من التوجيهات والإرشادات للنموذج الجديد كي يتحول إلى معلم لطالب، بحيث تقوم تلك التعليمات والإرشادات بشرح طريقة التعليم التي يجب أن يتبعها النموذج وعملية تبسيط المعلومات، حتى تصل إلى مستوى إدراك الطالب بشكل سهل وواضح. 

هل GPT-4 آمن أكثر من الإصدارات السابقة؟

لقد تعاونت الشركة مع 50 خبير متخصصين في مجالات أمان الذكاء الاصناعي، لتقديم ملاحظاتهم وتوظيف خبرتهم فيما يتعلق بسلامة الذكاء الاصطناعي، كما أكدت على أنها طورت النموذج الجديد ليكون قادراً على رفض نسبة 82% من محاولات وتساؤلات المستخدمين الساعية نحو الحصول على إجابات تتعلق بموضوعات خطرة، مثل: تصنيع مواد خطرة أو محاولة إيذاء النفس، مقارنة بالإصدار السابق. [2]

وتجدر الإشارة إلى أن OpenAI تؤكد على أن نموذج (GPT-4) ليس معصوماً من الخطأ، على الرغم من القدرات الهائلة الجديدة، والتطور الكبير في أدائه، فمن الممكن أن يرتكب في بعض الأحيان أخطاء بسيطة وساذجة لا يبدو أنها تتماشى مع كفاءة أدائه، مثل: قبول عبارات غير صحيحة واضحة من المستخدم، وقد يفشل أحياناً في المشكلات الصعبة بالطريقة نفسها التي يفشل بها البشر.

يأتي النموذج الجديد الذي أطلقته شركة OpenAI من الذكاء الاصطناعي اللغوي GPT-4، ليكون الإصدار الأذكى والأكثر إبداعاً ليقدم حلول جديدة للمستخدم.

ليالينا الآن على واتس آب! تابعونا لآخر الأخبار