أُنس الشلدي لـ"ليالينا": الإعلام شغفي والإمارات موطني الثاني
حوار: ولاء مطاوع
في عالم الإعلام حيث يتقاطع الإبداع مع التحدي، تقف أُنس الشلدي كإحدى أبرز الأصوات التي أسرت قلوب مستمعيها. رحلة بدأت من سوريا لتصل إلى الإمارات، حيث أثبتت نفسها كمذيعة متميزة استطاعت أن تترك بصمتها في عالم الإعلام الإذاعي.
في هذا اللقاء مع مجلة ليالينا، تفتح أُنس قلبها لتشاركنا قصتها، من بداياتها البسيطة في المدرسة إلى التحديات التي واجهتها كامرأة سورية في مجال الإعلام خارج وطنها الأم، ورؤيتها العميقة لمستقبل الإعلام في عصر السوشال ميديا.
بصوتها الدافئ وحضورها القوي، تمنحنا أُنس الشلدي لمحة عن حياتها، شغفها، والمبادئ التي جعلتها تسير على درب النجاح.
من هي أنس الشلدي بعيداً عن الميكروفون؟
"أُنس الشلدي امرأة تعشق الحياة بكل تفاصيلها، تسعى دائماً للتمرد على القيود، قوية ومؤمنة بقيم التسامح والسلام. صاحبة قلب كبير وروح حرة، أعيش في عالم مليء بالإيجابية والتجارب المتجددة".
متى بدأت علاقتك بالإعلام، وما أول لحظة شعرتِ فيها أنك تنتمين لهذا المجال؟
"بدأت علاقتي بالإعلام منذ كنت في المدرسة، ولا يغيب عن ذهني ذلك الحديث الجانبي مع رفاقي في الصف عندما وصفت إحدى زميلاتي عمل المذيعة كوظيفة محترمة.
في تلك اللحظة، شعرت بشيء ما يتحرك بداخلي، وأدركت أن هذا هو المجال الذي ينتمي إليه قلبي وعقلي. كنت أستمتع بصوتي وأنا أقرأ بصوت عالٍ، وكان الجميع يطلب مني ذلك."
أنا لا أعتبر نفسي في مهجر.. بل في بلدي واستظل بحضن الإمارات
كيف تصفين تجربتك الإذاعية اليوم في دبي مقارنة بالإعلام داخل سوريا؟
"حقيقة لا شيء يضاهي تجربتي في الإمارات، فهي أرض الفرص واللامستحيل. تجربتي الإذاعية في الإمارات كانت أغنى وأكثر شمولاً مقارنة بتجربتي في سوريا. في سوريا بدأت العمل الإعلامي الإذاعي لمدة خمس سنوات، وبعدها انتقلت إلى الإمارات حيث قضيت فيها 15 عامًا بلا توقف.
بدأت في إذاعة أم القيوين أف أم، ثم انتقلت إلى حياة أف أم في دبي، ومن ثم أنا الآن مذيعة في الفجيرة أف أم. الجمهور هنا في الإمارات عرفني ودعمني، وهذه البلد الطيبة آمنت بموهبتي ومنحتني الفرصة."
هل تعتقدين أن الإعلام الإذاعي ما زال يحتفظ ببريقه وسط هيمنة السوشال ميديا والبودكاست؟
"الإذاعة ما زالت حاضرة بقوة، خصوصًا في دولة مفعمة بالحياة كالإمارات. كل وسائل الإعلام التقليدية، بما فيها الإذاعة، أصبحت تواكب التطور الحاصل، وتنتقل إلى منصات السوشيال ميديا. أرى أن هذه الوسائل تواكب التغيير واستفادت منه، فلا أعتقد أن أحدًا قد ألغانا.
أما بالنسبة للبودكاست، فهو ليس جديدًا على الإذاعة، حيث لدينا العديد من البرامج المسجلة التي تصلح لأي زمان ومكان، ونحن نطور هذه البرامج لتتحول إلى بودكاست، وفعلاً هو مستقبل الإذاعة".
"عندما أسافر خارج الإمارات يراودني شعور هائل بالحنين"
ما أبرز التحديات التي واجهتكِ كامرأة سورية تعمل في الإعلام خارج وطنها؟
"في البداية، كان لدي تحديات تتعلق بإثبات ذاتي وتطوير أدواتي الإعلامية للوصول إلى جمهور واسع. مع التدريب المستمر، استطعت الوصول إلى مستمعيّ في جميع أنحاء الإمارات.
وبالنسبة للعمل في الخارج، أعتبر الإمارات وطني الثاني، ولا أشعر إلا أنني في بلدي. صدقيني، عندما أسافر خارج الإمارات، يراودني شعور هائل بالحنين و أستعجل العودة إلى بيتي في الإمارات."
هل فقدتِ شيئاً على الصعيد الشخصي مقابل ما كسبتِه مهنياً في المهجر؟
"أنا لا أعتبر نفسي في مهجر، بل في بلدي، وأستظل بحضن الإمارات الدافئ، نعم، أشتاق لأمي وعائلتي وبعض التفاصيل الجميلة في دمشق، ولكنني هنا في الإمارات، أشعر بأنني أنتمي إليها قلبًا وروحًا".
كيف ترين حضور المرأة في الإعلام العربي اليوم؟ هل هو تمثيل حقيقي أم شكلي في بعض الأحيان؟
"المرأة في الإعلام العربي حاضرة وبقوة، ليس فقط في الإعلام بل في جميع مجالات الحياة. في الإعلام العربي، هناك العديد من القامات النسائية المؤثرة، وحضورها حقيقي ويثري المشهد الإعلامي بشكل عام."
الإعلام هو شغفي الذي يختفي معه الزمن
ما الرسائل التي تحرصين على تمريرها من خلال صوتك كمذيعة؟
"رسالتي هي نشر البهجة و السعادة، وإيصال الأمل إلى المستمعين بأن هناك دائمًا شيئًا جميلًا ينتظرنا مهما كانت صعوبات الحياة. أحب أن أنقل المعلومة بمحبة، واحرص على أن تكون كلماتي قريبة وحنونة، وتحمل الدفء والطمأنينة."
من يلهمكِ على الصعيد الشخصي أو المهني؟
"على الصعيد الشخصي، يلهمني كل من يعمل في مجال الوعي وتنمية الذات، وأتعلم منهم كثيرًا. أما على الصعيد المهني، ليس هنالك شخص بعينه، ولكنني أتعلم من الجميع، أستفيد من خبراتهم وتجاربهم".
كيف تتعاملين مع الضغط والروتين اليومي في حياتك الإذاعية؟
"أنا أعشق الإذاعة، ووجودي خلف الميكروفون هو حالة من الشغف والعشق التي تجعل الزمن يختفي. لا أشعر أبدًا بالروتين أو الملل؛ فكل يوم في هذه المهنة هو فرصة جديدة. أنا هاوية ومحبة لهذه المهنة التي منحتني الكثير".
يمكنكم قراءة الحوار كاملاً في العدد الجديد من مجلة ليالينا، من هنـــــــــــــا.. استمتعوا بعدد أغسطس/ آب الذي يحتفي بالمرأة الإماراتية...
شاهدي أيضاً: تفاصيل جلسة تصوير محمد قيس على غلاف مجلة ليالينا