ومن كلمات أغنية "أنا جزائري" .. "أنا القبايلي أنا العربي، أنا البدوي وأنا الحضري، أنا الترقي اللي ما تدري، سميني شرقي سميني غربي، سميني قبلي سميني بحري، إنت تقوللي شرقي عربي وأنا نقولك أنا جزائري".

وفي بداية الاستقلال غنّى للثورة الجزائرية أغنية ”حزب الثوار“ ثمّ اتجه نحو عالم الفن الرومنسي فغنّى ”نجمة قطبية“ وغيرها من الأغاني التي ذاع صيتها عبر المغرب والمشرق العربي، وفي أوروبا حيث توجد الجالية الجزائرية بقوة.

وكان درياسة يتنقل بين المهرجانات العربية حيث يلتقي متابعيه بشغف، نظرا لسلاسة أدائه الأغاني وعذوبة ألحانه واختياره الكلمات السهلة والجمل المعبّرة والمحبوبة لدى عشاق فنه، وقد كان من بين الفنانين الذين حظوا بدعوة لاعتلاء مسرح قرطاج الأثري في تونس، لكن المرض غيّبه عن هذا الموعد وشارك آنذاك نجله عبدو درياسة بدلا عنه.

وذاع صيت درياسة في المشرق العربي منذ سبعينات القرن الماضي، رغم اختلاف المرجعيات الموسيقية فزار سوريا عام 1974 وغنّى بها واشتهرت آنذاك أغنيته ”نجمة قطبية“ وغنّى في معظم الدول العربية فكان سفيرا لبلده يحسن توظيف ثقافته الفنية أينما حلّ وارتحل.

وإضافة إلى تفوقه البارع في الطرب والتلحين والغناء كان رابح درياسة مبدعا في الفن التشكيلي وفن الزخرفة، وقد أقام عدة معارض في هذا المجال، ليثبت أنه فنان متعدد المواهب والاختصاصات يترك بصمته في كل مجال إبداعي يقتحمه.

ويوصف رابح درياسة في الأوساط الفنية الجزائرية بأنه عبقري ومثقف ومتشبع بالطابع الشعبي البدوي الأصيل، حيث أعاد بعض الأغاني الشهيرة لمن سبقوه مثل أغنية ”حيزية“ وقام بأدائها بمستوى فني راق، ومثّل واحدا من عمالقة عصره ممن شهدوا بداياتهم الفنية أيضا من مدينة البليدة، مثل عبدالرحمن عزيز ومحمد رشدي.

وقد تركك رابح درياسة مكتبة موسيقية غنية يحتفظ بها التلفزيون الجزائري، كسجل تراثي تتوارثه الأجيال، ويبقي الرجل حيا في ذاكرة الجزائريين والعرب عموما، كما يقول محبوه.