الحب في زمن الحرب

  • تاريخ النشر: الأحد، 13 سبتمبر 2015 | آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
امرأة من زمن الحب
Rust & Bones... حكاية حب في زمنٍ مأزوم
فادي حرب يطلق أغنية جديدة بعنوان بتآمني بالحب
لم يعد هناك متسع من الوقت ليحتسي قلبي حسرة الفراق، بتنا أشبه بنايات تعزف الحان الألم، لم يعد بالامكان النظر إلى الوراء لرؤية مستقبل زاهر، أو بسمة امل ترتسم فوق شفاه الحياة.
 
أتت الحرب طاحنة هشمت معالم الفرح، أصبحت الوجوه بلا ملامح، تبدو علها آثار الهموم،  لقد كبر اطفالنا وهرمنا،  صغارنا يختبئون خلف اسوار الموت، العابهم من رصاص  وبارود.
 
  أما نحن كالاشباح يلاطم بنا الوقت في الممرات الضيقة، يكتب العمر اجندته  على جلودنا الصفراء الميتة، التجاعيد اعتلت عرش الصمت ورسمت خطوطها  لنصيح بذلك هياكل بشرية برسم الموت.
 
أتت الحرب مستعرة تقطف ربيع الحياة لتزرع الشوك في حلق الزمن  ليزهر حنظلا.
 
 هي الحرب مصباحها الليلي قنابل عنقودية مضيئة، وفجرها صواريخ تزهق أرواحا، وتفجع اخرى بفققد من تحب.
 
لو نظرنا إلى الواقع العربي هذه الايام لوجدنا ان اللغة التي نتحدثها هي لغة السلاح، اللعبة التي نتقنها هي الموت،  حتى اطفالنا لم يعودوا صغارا بل لبسوا ثوب الرجولة مبكرا لتزهق ارواحهم من حيث لا يدرون لا ذنب لهم، فهم لا يدركون ان من يرسم مستقبلهم جعله قصيرا جدا.
 
حتى العشق أصبح ممزوجاً بلون الدماء، قصائده تكتب بحبر العاشق  الضائع  المبعثر، يجمع حروفه من بلاد الشتات ليرسل قبلة على جبين الموت، قلبه يرتجف لا حبا بل خوفا من ايام آتية، تسرقه بعيدا حيث ظلال الشمس المستعرة بنار الحرب لا تنير انما تحرق ما تبقى من صورة انسان.
 
هي الحرب ببشاعتها بدمارها من صنع البشر، الفئة الضالة الكارهة للحياة ، عبدة شياطين الموت، يتاجرون بالارواح، يخلقون هالة من التمرد، الصراع، يغذون القلوب بقوت الحقد والكراهية، يحرضون على القتل كل ذلك من اجل بسط نفوذهم وسطوتهم وبيع اسلحتهم.
 
أما نحن كشعوب عربية لم يعد لدنا خيار السلم واصبحنا شريك استراتجي بالحرب ننفذ ما يفرض علينا من اجندات خارجية تقتل فينا الانسانية، تجعلنا ذئاب مفترسة تغرس انيابها في براثن الموت المحقق، لم نعد شعوبا محبة للسلام راياتنا سوداء، كل ما نرجوه هجرة من ديار ووطن والموت عند شواطئ الغرب، شاشات التلفزة تنقل جثث فلذات اكبادنا ، نستجدي عطفهم لمنحنا جنسية تعتيد الينا الحياة. هذا هو واقع عالمنا العربي المرير وما فرضته علينا الحروب من ويلات. 
          
 
بقلم: إنعام شناعة