النوم القهري دليلك الشامل

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 15 يونيو 2022 | آخر تحديث: الأحد، 07 أبريل 2024
مقالات ذات صلة
أسباب الشخير عند النوم دليلك الشامل
علاج الشخير دليلك الشامل
تنظيف الكبد: دليلك الشامل

هل تساءلت يوما عن سبب النوم المفاجئ لديك؟ هل هو أمر طبيعي أم أنه يعبر عن حالة مرضية ما؟ تابع المقال الآتي لتعرف على أبرز المعلومات عن النوم القهري.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

ما هو النوم القهري؟

يمكن تعريف النوم القهري (بالإنجليزية: Narcolepsy) على أنه اضطراب عصبي مزمن يصاحبه نوبات من النوم الفجائية خلال النهار واضطراب في النوم أثناء الليل، يؤثر هذا المرض على قدرة الدماغ على التحكم في النوم واليقظة، قد يسبب اضطراب النوم القهري العديد من المشاكل للمصاب في الحياة اليومية، ويمكن أن يعرضه لمواقف خطيرة أو محرجة سواء في العمل أو أثناء القيام بالمهام اليومية. [1] 

في الوضع الطبيعي يمر الشخص أثناء النوم بثلاثة مراحل، مرحلة النوم المبكرة ومن ثم المرحلة الأعمق، وأخيرا بعد مرور 90 دقيقة مرحلة حركة العين السريعة REM، في الأشخاص المصابون باضطراب النوم القهري يدخلون في مرحلة حركة النوم السريعة مباشرة دون المرور بالمراحل السابقة. 

أنواع النوم القهري

يعد اضطراب النوم القهري أحد الأمراض النادرة والتي تصيب شخص من كل 2000 شخص تقريبا، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن تقسيم النوم القهري إلى نوعين: [1]

النوع الأول - الجمدة

النوع الأول يدعى بالجمدة (بالإنجليزية: Cataplexy)، وهو الأكثر شيوعا، ويتسبب بفقدان مفاجئ لتوتر العضلات، يمكن لهذه الهجمات أن تحدث في أي وقت يكون فيه المصاب في وضع اليقظمة، تتراوح شدة الهجمة من التواء قصير في الركبتين أو تدلي في الجفون إلى شلل كامل في الجسم. تحدث هذه الحالة نتيجة انخفاض في مستويات هرمون الهيبوكريتين، تتراوح أعراض من عدة ثوان إلى عدة دقائق.

النوع الثاني - بدون جمدة

يعاني المصاب بهذه الحالة من النعاس الشديد والمفرط خلال النهار، لا يرافق هذا النوع  من النوم القهري الجمدة، يمتلك المصابون بهذا النوع من مستويات طبيعية من هرمون الهيبوكريتين.

أسباب النوم القهري

ما زال السبب الرئيسي للنوم القهري غير معروف، يعتقد أن انخفاض نسبة المادة الكيميائية الهيبوكريتين تلعب دورا في زيادة فرصة الإصابة، يعمل هذا الهرمون على ضبط الشعور باليقظة والنوم في الدماغ، يعتقد أن هناك مجموعة من العوامل تلعب دورا في الإصابة نذكر فيما يلي أبرزها: [1]

  • اضطرابات المناعة الذاتية، يهاجم في هذا النوع الجهاز المناعي للشخص الخلايا المسؤولة عن إنتاج هرمون الهيبوكريتين ونتيجة لذلك انخفاض نسبة هذه المادة.
  • العوامل الوراثية، يمكن للجينات الموروثة من أحد أفراد العائلة المصابين بالنوم القهري أن تزيد من فرصة الإصابة.
  • إصابة أو ورم في الدماغ.
  • الالتهابات.
  • التعرض لسموم البيئة، كالمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة والتدخين السلبي.

أعراض النوم القهري

بسبب عدم فهم المرض وتشخيصه، قد يتعايش المريض معه لسنوات طويلة دون أن يدري بحالته، يمكن التعرف على اضطراب النوم القهري من خلال مجموعة من الأعراض فيما يلي أبرزها: [2]  

  • الشعور بالنعاس في فترة النهار، يعاني الأشخاص المصابين بالنوم القهري من النعاس خلال النهار على الرغم من النوم لفترة كافية في الليل، يمكن لأعراض النوم القهري أن تأتي في وقت سواء في العمل أو أثناء قيادة السيارة أو غيرها من المواقف.
  • الجمدة، يمكن أن تسبب الجمدة ضعفا في عضلات الجسم، قد تتراوح شدة الأعراض من كلام غير واضح إلى انهيار كامل للجسم، يمكن لهذه الحالة أن تنجم عن المشاعر الشديدة كالضحك أو الغضب أو المفاجأة.
  • الهلوسة، قد يترتب على هذا العرض تكلم المريض بكلام غير مفهوم ونبرة صوت منخفضة وذلك نظرا للحاجة الملحة للنوم.
  • شلل النوم، يمكن لهذا العرض أن يستمر من بضع ثواني إلى عدة دقائق، قد لا يتمكن المصاب بهذه الحالة من الحركة أو حتى الكلام أثناء النوم أو الاستيقاظ.
  • النوم المتقطع، يمكن للمصاب أن يعاني من صعوبة في الاستمرار في النوم وذلك نتيجة للأحلام أو مشاكل التنفس. 

تشخيص النوم القهري

يقوم الطبيب بالاعتماد على الفحص البدني إلى جانب مجموعة من الفحوصات الأخرى لتشخيص النوم القهري،فيما يلي أبرز الفحوصات والاختبارات التي يمكن أن تساعد في تشخيص الحالة: [3]  

  • سجلات النوم، يمكن أن يطلب الطبيب من المريض بتدوين أوقات النوم بشكل مفصل لمدة أسبوع أو أسبوعين.
  • تاريخ النوم، قد يرغب الطبيب في هذا الاختبار بسؤال المريض عن تاريخ النوم المفصل لديه، يمكن أن يتضمن ذلك ملء مقياس إيبوورث للنوم لقياس درجة النعاس لدى الشخص.
  • تخطيط النوم، يقيس هذا الاختبار مجموعة من الإشارات الصادرة أثناء النوم باستخدام أقطاب كهربائية توصل على فروة الرأس، قد يتطلب هذا الاختبار البقاء ليلة كاملة في المشفى للقيام به.
  • الاختبار المتعدد لزمن الوصول للنوم، يقيس هذا الفحص المدة التي تستغرقها لتغفو أثناء النهار، سيقوم الأخصائي بمراقبة أنماط النوم الخاصة بك، غالبا ما ينام المصابون باضطراب النوم القهري بسرعة مقارنة مع غيرهم.

علاج النوم القهري

لا يوجد هناك علاج تام للنوم القهري ولكن يعتقد أن بعض العلاجات يمكن أن تخفف من شدة الأعراض، فيما يلي أبرز هذه العلاجات: 

العلاجات الدوائية

تتضمن العلاجات الدوائية لعلاج النوم القهري ما يلي: [2]

  • مضادات الاكتئاب Anti-Depressent، لعلاج مشاكل نوم حركة العين السريعة.
  • أوكسيبات الصوديوم Sodium oxybate ، لعلاج الجمدة.
  • سولريامفتول Solriamfetol، للمساعدة على البقاء في وضع اليقظة لأطول فترة ممكنة.

تغيير نمط الحياة 

يتضمن تغيير نمط الحياة لعلاج النوم القهري ما يلي: [1]

  • الحد من تناول المشروبات الغنية بالكحول والكافيين، كالشاي والقهوة ومشروبات الطاقة والشوكلاتة.
  • تناول وجبات صغيرة عدة مرات في اليوم.
  • الابتعاد عن الوجبات الثقيلة قبل النوم.
  • تجنب شرب كمية كبيرة من السوائل قبل النوم.
  • تجنب التدخين وعلى الوجه الخصوص مساءً.
  • احرص على ممارسة التمارين الرياضية ولمدة لا تقل عن 20 دقيقة يوميا، يجدر التنويه إلى أهمية عدم ممارسة الرياضة قبل النوم بثلاث ساعات.
  • حدد مواعيد محددة للقيلولة على أن لا تزيد مدة كل قيلولة عن 20 إلى 30 دقيقة، على أن تكون في الأوقات التي تشعر بها في النعاس الشديد.
  • قم بممارسة التقنيات التي تساعد على الاسترخاء قبل النوم، على سبيل المثال: خذ حماما هادئ، تأمل، قم بممارسة اليوغا، استمتع بالموسيقى الهادئة.
  • حافظ على غرفة نومك هادئة ومظلمة وباردة ومريحة.
  • تجنب مشاهدة التلفاز أو تصفح الهاتف المحمول قبل النوم.
  • قم باتباع جدول منظم للنوم والاستيقاظ.

مضاعفات النوم القهري

قد يترتب على اضطراب النوم القهري في حال لم يتم علاجه مجموعة من المضاعفات التي قد تكون خطيرة، نذكر فيما يلي أبرزها: [3]

  • مشاكل خطيرة على الناحية المهنية والشخصية، يمكن أن يعتبرك الأشخاص من العامة أنك كسول أو خامل ولا ترغب في القيام بشيء وعليه قد يسبب هذا الداء مشاكل لصاحبه على مستوى العمل أو الدراسة.
  • الأذى الجسدي، يمكن لنوبات النوم المفاجأة أن تسبب أضرار جسدية للمريض،  على سبيل المثال: حوادث السيارات أو حوادث العمل أو حتى التعرض للأذى أثناء تحضير الطعام.
  • السمنة، يمكن أن تزيد احتمالية السمنة لدى الأشخاص المصابين باضطراب النوم القهري، يعود ذلك إلى تأثير هذا الاضطراب على عملية الأيض في الجسم، وقد يسبب انخفاضها.

ختاما، يعد اضطراب النوم القهري أحد الأمراض المزمنة التي لا يوجد علاج لها، يمكن لعلاج النوم القهري أن يساعد على تخفيف شدة الأعراض، ينصح باستشارة طبيب مختص لبدء خطة العلاج المناسبة.

  1. أ ب ت ث "النوم القهري" ، منشور على موقع clevelandclinic
  2. أ ب ت "النوم القهري" ، منشور على موقع webmd
  3. أ ب "النوم القهري" ، منشور على موقع mayoclinic