تعليم الطفل لغة ثانية: الفوائد وأفضل الممارسات والسلبيات المحتملة

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الإثنين، 17 أكتوبر 2022
مقالات ذات صلة
تعليم الطفل على الحمام
فوائد ممارسة التأمل في الصباح
طريقة تعليم الطفل ربط الحذاء

إن الذين يتعلمون ويتحدثون بلغةٍ ثانية غير لغتهم الأم، يميلون لأن يكونوا أكثر إبداعاً وذكاءاً من أولئك الذين يتحدثون لغة واحدة. وإن أفضل مرحلة لاكتساب لغة جديدة بشكل جيد هي مرحلة الطفولة، فعند بدء الطفل بإدراك العالم الخارجي، يقوم بامتصاص كل ما يسمع ويقوم بتطوير مهاراته اللغوية للتواصل مع الآخرين.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

 

فوائد اللغة الثانية التي تعود على الطفل

لا شك بأن أي عمل نقوم به في الحياة ونستغلّه منذ الصغر لتطوير ذاتنا، هو أمر ناجح وسيعود علينا بالنتائج المرجوّة والمفيدة، لذلك فإن وضع قاعدة تعليم أساسية لمساعدة لطفل على اكتساب لغة جديدة سوف يجعل منه مستقبلاً شخصاً ناجحاً، فتلك اللغة التي سيتعلمها الطفل سوف تعود عليه بالمنافع والفوائد العديدة، ومن أهم فوائد تعلّم الطفل للغة الثانية:

  1. الانفتاح على العالم ولتعرف على أشخاص جدد، حيث يصبح الطفل لديه قابلية أكبر في المستقبل على التعرف على أصدقاء جدد تبادل لغته الجديدة معهم، واستغلال كل ما كان قد علمه لتوظيفه في تحقيق أهدافه فيصبح قادراً على التواصل مع مجموعة أكبر من الناس والاجتماع معهم.
  2. تدريب الدماغ على تحليل البنى اللغوية المختلفة، فتنمو مهاراته وقدراته ويزيد وعيه إزاء المواقف التي من الممكن أن يتعرض لها، ويصبح قادراً على كشف أساليب تعلّم اللغة بشكل أكثر سرعة وبساطة.
  3. إن تعلّم لغة ثانية قد يجعله أكثر ذكاءً حيث يحسّن الذاكرة ويزيد من التركيز لحل المشكلات بشكل أفضل وذلك بسبب التعرف على ثقافات أخرى قد تفيده في إثراء حياته بالخبرات المفيدة.
  4. يعزز الإبداع، ويدفع الطفل إلى اختيار البديل من الكلمات عندما لا يمكنه تذكّر أو شرح ما يريد قوله تماماً، ويحسن مهاراته في القدرة على إيجاد حلول متعددة لمشكلة واحدة.
  5. زيادة الثقة بالنفس، فإن تطوير طريقة الكلام وأسلوب النطق والتحدث أمر ضروري وأساسي في كسب ثقة الناس وشعور الإنسان بثقته نفسه وذلك لما لأسلوب الكلام من تأثير وأهمية في جذب الانتباه.
  6. إن التكلّم بأكثر من لغة واحدة مفيد في الوقاية من مرض الزهايمر حيث يزيد من قوة الخلايا العصبية في الدماغ ويسمح للمعلومات التي سيتم استقبالها وحفظها بالمرور ضمن أكبر مجموعة من القنوات العصبية وبالتالي تعزيز قوة الذاكرة والتذكّر.
 

ما هي الخطوات المتبعة في تعلم اللغة الثانية للطفل

إن تعليم الطفل بسنواته الأولى لغة ثانية يسهم في مساعدته على تطوير أسلوب اللفظ، والتعلم بسرعة واكتساب اللكنة الصحيحة للكلمات والجمل، كما يساعده على التعرف على الثقافات الأخرى ويعزز قدرة دماغه على استيعاب القواعد والمبادئ الأساسية للغة. وإليك مبادئ تعليم الطفل لغة أجنبية:

  1. ابدأ بتعليم الطفل لغة ثانية من عمر الثلاث سنوات من خلال توجيه الحديث إليه باستخدام بعض الجمل والكلمات باللغة المراد تعليمه بها، بالإضافة إلى الاستماع إلى الأغاني ومشاهدة البرامج التلفزيونية المعروضة بتلك اللغة، فذلك كله يسهم في إعطاء الطفل قاعدة أساسية لتلقينه وتعليمه الكلام بطلاقة في وقت لاحق.
  2. خلق بيئة تعليمية مناسبة له، فإن أفضل طريقة لفهم الطفل وتعليمه اللغة الثانية هي أن يسمع الناس يتحدثون بها، وهنا يبدأ في التقاط الأصوات وطريقة الكلام بشكل صحيح، حيث أن الأطفال يقلدون في صغرهم كل ما يسمعونه، وسرعان ما يبدؤون بفهم المعنى من الكلمات والعبارات القصيرة.
  3. البدء بتعليم الطفل الأشياء الأساسية في اللغة، كالأبجدية، والألوان، وأسماء الحيوانات، والمضي معه خطوة بخطوة لكي يتمكن من استيعاب الكلمات عن طريق اللعب، كعرض صور الحيوانات له والقيام باختباره في معرفتها والقيام بهذا التدريب على الكلمات والعبارات الأخرى.
  4. يمكنك تكرار ما تعلمه للطفل وتلقنه إياه من مفردات ومعلومات في لغة ثانية.
  5. لا تضغط على طفلك في تعليمه لغة ثانية، حتى لا يفقد قدرته على استيعاب هذا الكم الهائل من المفردات والمصطلحات مما يسبب عنده اختلالاً في التذكر والتركيز.
  6. الحرص على تلقين الأطفال اللغة الأجنبية بطريقة مسليّة وغير مملّة عن طريق الألعاب والمهارات والنشاطات المختلفة.
  7. من الجيد ترك الطفل يشاهد البرامج التلفزيونية المعروضة باللغة المطلوبة لوحده، لأنه سوف يبذل جهداً إضافياً وتركيزاً أكبر في فهم ما يشاهده وبالتالي سوف يعتمد على نفسه في التفكير دون أن يلجأ إلى سؤال أحد الذين يجلسون معه.
  8. يستحسن أن يتم السماح للطفل بمشاركته جلسات مع أقرانه الذين يتعلمون أو يتكلمون لغة ثانية لما في ذلك من تشجيع له على تعلّم تلك اللغة، حيث أن تأثير الأقران والأطفال الذين هم من عمره هو أمر مهم جداً، فيقوم الطفل دائماً باكتساب عاداتهم وتقليدهم حتى بالكلام.
  9. يجب التنويه إلى ضرورة تشجيع الطفل بالكلمات الحماسية والإثابة في كل مرة يتعلّم فيها مفردات ومفاهيم لغوية جديدة لما في ذلك من دعم معنوي له للاستمرار في التعلّم.
 

المشاكل التي ممكن أن يتعرض لها الطفل عند تعلمه للغة الثانية

بالرغم من أن تعلم الطفل للغة ثانية أمر جيد وأهميته كبيرة في حياته ولكن لا يخلو الموضوع من بعض السلبيات التي ممكن أن تؤثر في نفس الطفل إذا لم ينتبه الأهل لها ولأسلوب تعليمه.

ومن المشاكل التي من الممكن أن يتعرض لها الطفل هي:

  • الضغط النفسي والفكري، حيث أن تعلمه للغة جديدة ممكن أن يحدّ من عدد الكلمات التي يمكن للطفل أن يتعلمها في فترة زمنية معينة.
  • إمكانية اختلال تركيب الجمل وترتيب الكلمات في الجملة عند الطفل، وفي هذه الحال على الأهل أن ينتبهوا دائماً إلى ضرورة تصحيح أخطاء الطفل في الكلام سواء كانت في لغته الأم أو باللغة الثانية التي يتعلمها بطريقة لطيفة وهادئة لكي يستطيع أن يستوعب الأخطاء وكيفية تصحيحها في المرات المقبلة.
  • إمكانية نسيان لغته الأم، وبما أن التعليم عموماً يتأثر بعوامل عديدة ومنها الدافع الشخصي ودعم الوالدين يجب أخذ تلك العوامل بعين الاعتبار بشكل يحقق التوازن في التعلّم بما يضمن إدراك الطفل لأهمية التحدّث باللغة الأم وعدم إهمالها.
    ويجب الانتباه إلى ضرورة أن يتعلّم الطفل أولاً لغته الأم بشكل جيد ومن ثم يقوم بتعلّم اللغة الثانية المطلوبة وذلك حتى لا يهمل لغته الأم ويركّز على اللغة الثانية.
    يتم ذلك باستمرار الأهل في التحدث إلى طفلهم باللغة الأم في الأحوال والإيام العادية بشكل طبيعي وضرورة شرح فكرة أن اللغة الجديدة هي لغة ثانوية وليست أساسية تُضاف إلى ثقافة الولد لا أكثر.
  • عند تعليم الطفل اللغة الثانية يجب الأخذ بعين الاعتبار ما يميل إليه الطفل من هوايات، فمثلاً

  1. إذا كان الطفل يحب كرة القدم فمن الجيد أن نوّفر له مشاهدة المباريات على التلفاز أو بواسطة الأقراص المدمجة الناطقة باللغة المطلوبة.
  2. إذا كان يحب الموسيقى، نستطيع أن نوّفر له أغنيات وموسيقى ناطقة باللغة الثانية التي يتعلمها، وهكذا يستطيع الطفل أن يميّز تقريباً بين اللغتين بما لا يسبب له الخلط في العبارات والمصطلحات.
  3. أما في حال أردنا من الطفل إتقان اللغة الجديدة فيفضّل إرساله إلى مراكز تعليمية متخصصة حيث تعتمد المراكز على مناهج تعليمية معينة تناسب أعمار الطفل المختلفة وفق خطوات تسلسلية تسهّل عليه إتقان تلك اللغة.

وأخيراً، لا شك أن اللغة الثانية في حياة الطفل سوف تساهم في إثراء حياته مستقبلاً سواء أكان في دراسته أو في حياته الاجتماعية وحتى في النظر للمستقبل البعيد عند طلبه التقدّم للعمل، وإن الدور الأكبر في تعلّم الطفل لهذه اللغة الجديدة تكمن في القاعدة الأساسية التي يوّفرها الأهل لطفلهم ومدى دعمهم ومساعدتهم له في تعلّم تلك اللغة بشكل مسلّي ومتقن بعيداً عن العناء والضغط الفكري حتى يتلقى التعليم اللغوي بشكل جيد وصحيح.