ثقافة الرعب

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 14 يوليو 2015 | آخر تحديث: الإثنين، 07 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
بولونيا...حضارة وثقافة
بونويرة: قصة أول فيلم رعب سعودي
إنتاج جزء ثاني من فيلم الرعب M3gan
مـتـى بـدأت هـذه الـسـيـاسـة ؟ لم أؤمن أبدًا أنّها من الله .. سياسة العصا وثقافة الويل والثبور، عندما يكون الحافز أو المانع الأول لفعل أيّ عمل هو الخوف من العقاب، أو الخوف من السمعة السيئة.
 
الدليل على أن الله لا يعاملنا بهذه السياسة .. أن آدم عليه السلام أكل من الشجرة، لو وضع الله في قلبه خوف العقاب لما أكل منها، صحيح أن جزاء ذلك كان الهبوط من الجنّة وسكون الأرض، لكنّني لن أقول أن ذلك كان كي تتتابع الأحداث: آدم عليه السلام تاب وقَبِلَ الله توبته .. ومن ثمّ كان بدء البشريّة على الأرض.
 
بعد ذلك، وبعد ظهور الأديان، ومنذ نوح عليه السلام، لم يُجبِر نوح عليه السلام أحدًا أن ينضمّ إلى دينه، لم يوجد بعد عقاب "ما قبل الفعل"؛ والذي أراه عقابًا نفسيًا في حدّ ذاته !
 
الحريّة التامّة في اختيار التصرّف، ثمّ تحمّل النتائج - أيّا كانت- بعد ذلك، هذا ما نفتقد إليه بشدّة في حياتنا .. هذا ما أحتاج أن أراه، هذا ما أحاول ممارسته مع نفسي.
 
ثقافة "العصا لمن عصى" تجدها في تربية الوالدين لأولادهما، يكون غالبًا خوف الناس، أو خوف العقاب.. أو حتى خوف العفريت!
 
لابدّ أن يوجد ما يُخشى منه .. وللأسف لم ينتج من هذه التربية سوى أناس يتخلقون بالـأخلاق خوفًا على السمعة، وفور ما يُسدل الستار تُمارَس جميع الموبقات " بحسب تعريف وحجم الموبقات من تربية لأخرى"، بالبلدي ناس تخاف ما تختشيش !!
 
الذي أعرفه أنّ المحرّك الأول للإنسان يجب أن يكون نابعًا من داخله، سواء كان الخير أو الشرّ، لأن الذي يفعل الأشياء عن اقتناع هو الذي يكون فيما بعد عضوًا فعّالا في المجتمع، ما سوى ذلك يكونون كالقطيع، يسيرون معه حيث يسير ويقفون حيث يقف !
 
من أهمّ النقاط التي تعين الإنسان على إجابة سؤاله: ماذا أريد أن أكون؟ والتي يذكر أهميّتها المتخصصون في مواضيع التنمية البشرية، أن تحدّد هدفك، أيًا كان هدفك ..
 
من يحدد هدفه يصل إليه، الصين عندما حددت هدفها وصلت إلى ما وصلت إليه، بلا هدف لا يكون للإنسان قيمة، يكون كفرد آخر من القطيع لا فارق بينه وبين الأرض التي يسير عليها.
 
ومن لم يَزد على الحياة شيئًا كان عليها زائدًا، كما قال بعضهم، كثير ممن رأيتُ يطبقون هذه الجملة حرفيًا ويؤثرون حقًا في تاريخ البشرية، بزيادة تعداد سكّانه وحسب.
 
في صيف 2008، كنتُ ضمن الفريق الذي يساعد الطلبة خرّيجين الثانوية وأهاليهم في إكمال التنسيق، بعد أن أصبح كلّ شيء على الكمبيوتر، كان النظام سابقًا بالأوراق والزيارات المكتبية المملّة والـمتكررة.. الآن-منذ سنوات قليلة- أصبح كل شيء بعدة أزرار على الشبكة، من خلال تجربتي لم أدرِ على ماذا أتحسّر أم على من؛ على الجهل الذي يغطي الأهالي قبل أن يقدح على أبناءهم، أم على الطلبة المساكين الذين لا يعرفون ماذا يريدون أن يكونوا، ولا أيّ كلية يفضّلون، درجة أن بعضهم كان يطلب من المشرفين أن يملؤوا لهم رغباتهم بالكامل وكلّما سألناهم عن رغباتهم وجدنا اللا تعليق.
 
أم على الخوف الذي رأيته في أم إحدى الطالبات حين تطلب مني أن أقوم بالعمل نيابة عنها لأنها - وتشير للفأرة ولوحة المفاتيح - لا تعرف في هذه الأشياء ولم تتعامل معها قبلا !!
 
وعلى اللعنات الخفيّة التي تظهر من حين لآخر من بعض الأهالي: ماله الورق ما احنا كنّا كويسين !