جمانا الراشد: أول سعودية في قائمة TIME100 Next
في إنجاز غير مسبوق على الصعيدين السعودي والعربي، اختارت مجلة تايم الأمريكية جمانا راشد الراشد، الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام SRMG ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ضمن قائمة TIME100 Next التي تسلط الضوء على أبرز قادة المستقبل حول العالم.
وبهذا تصبح الراشد أول شخصية سعودية تدخل هذه القائمة العالمية المرموقة، التي تعد امتدادًا لقائمة "TIME 100" الشهيرة وتحتفي سنويًا بالشخصيات الأكثر تأثيرًا في العالم.
تكريم عالمي يعكس قوة الحضور السعودي
قائمة TIME100 Next لا تقتصر على الأسماء المعروفة حاليًا، بل تركز على القادة الشباب الذين يشكلون المستقبل في مجالات السياسة والأعمال والصحة والإبداع.
وجود جمانا الراشد في هذه القائمة إلى جانب شخصيات مثل المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت، ولاعب كرة القدم الإسباني لامين يامال، ورئيس جمهورية غيانا عرفان علي، يعكس حجم التأثير الذي استطاعت أن تحققه خلال فترة قصيرة.
هذا الحضور العالمي للراشد يتجاوز بعدها الشخصي ليعكس أيضًا الدور المتنامي للمملكة العربية السعودية في المجالات الثقافية والإعلامية، ضمن مسيرة التحول الشامل التي تشهدها البلاد في ظل رؤية السعودية 2030.
مهندسة المشهد الإعلامي في الشرق الأوسط
وصفت مجلة تايم الراشد بأنها "مهندسة المشهد الإعلامي المتغيّر في الشرق الأوسط"، وهو وصف يلخص دورها القيادي منذ تعيينها عام 2020 كأول امرأة تتولى منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام SRMG.
على مدار السنوات الماضية، قادت الراشد عملية تحول رقمي واسعة داخل المجموعة، شملت إطلاق شركات إعلامية جديدة وتوسيع القطاعات القائمة، إضافة إلى بناء شراكات استراتيجية مع مؤسسات كبرى مثل بلومبيرغ ميديا ووارنر براذرز ديسكفري والإندبندنت وبيلبورد وشوئيشا اليابانية للإعلام. هذه الشراكات ضمنت لـ SRMG مكانة متقدمة كلاعب إقليمي وعالمي في صناعة الإعلام والترفيه.
كما انعكست هذه التحولات بشكل مباشر على القيمة السوقية للمجموعة وثقة المستثمرين باستراتيجياتها، مما يؤكد نجاح القيادة النسائية في واحد من أكثر القطاعات حيوية وتأثيرًا.
دعم صناعة السينما العربية والإفريقية
بعيدًا عن الإعلام التقليدي، تلعب جمانا الراشد دورًا محوريًا في صناعة السينما عبر موقعها كرئيسة مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي. فمن خلال هذا الدور، عملت على دعم صناع الأفلام في العالم العربي وإفريقيا وآسيا، عبر مبادرات تمويلية وبرامج تدريبية ومشاريع تعاون دولية.
النتيجة كانت لافتة: أكثر من 80 فيلمًا مدعومًا من المؤسسة عرضت في أرقى المهرجانات العالمية مثل كان وفينيسيا وبرلين وتورنتو وصن دانس. هذا الحضور عزز مكانة السينما السعودية والعربية على الخارطة الدولية، وفتح الأبواب أمام مخرجين ومبدعين كانوا يكافحون لإيجاد موطئ قدم في الساحة العالمية.
اليوم، يُنظر إلى مهرجان البحر الأحمر كواحدة من أهم المنصات السينمائية في المنطقة، ووجهة عالمية للثقافة والإبداع بفضل الجهود التي قادتها الراشد وفريقها.
رؤية تتجاوز الحدود
في تعليقها على اختيارها ضمن قائمة TIME100 Next، أكدت الراشد أن هذا التكريم لا يخصها وحدها بل يعكس جهود الفرق التي تعمل معها في SRMG ومؤسسة البحر الأحمر. وأشارت إلى أن الإنجاز يمثل انعكاسًا لرؤية المملكة التي توفر بيئة داعمة للابتكار والإبداع وتتيح للقيادات النسائية الشابة لعب دور أساسي في صياغة المستقبل.
وقالت: "يشرفني أن أكون ضمن قائمة TIME100 Next. هذا التكريم هو انعكاس لروح التعاون والرؤية الطموحة التي تشهدها المملكة والمنطقة، نحو مستقبل يقوم على الإبداع وخلق قصص تتردد أصداؤها عالميًا".
SRMG.. نصف قرن من الريادة الإعلامية
تأسست المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام عام 1972، ومنذ ذلك الحين وهي تقود التغيير في صناعة الإعلام بالمنطقة. تمتلك المجموعة اليوم أكثر من 30 منصة إعلامية تصل إلى ملايين المتابعين في أربع قارات وبسبع لغات.
ومع التحولات المتسارعة في المشهد الإعلامي العالمي، أطلقت المجموعة سبع ركائز أعمال جديدة، وعززت محفظتها بشراكات دولية استراتيجية، لتضمن تقديم محتوى عصري يجمع بين الأصالة والجودة ويواكب متطلبات الجمهور الرقمي الحديث.
إنجاز تاريخي ورسالة ملهمة
وجود جمانا الراشد في قائمة TIME100 Next ليس مجرد تكريم فردي، بل هو اعتراف عالمي بدور المملكة في دعم الصناعات الإبداعية والإعلامية والثقافية. كما أنه يشكل رسالة ملهمة للمرأة السعودية والعربية بأن القيادة وصناعة القرار لم تعد حكرًا على الرجال، بل هي مساحة مفتوحة للإبداع والكفاءة والطموح.
هذا الإنجاز يضيف فصلًا جديدًا إلى قصة التحول السعودي، حيث لم يعد الحضور على الساحة العالمية يقتصر على الاقتصاد والطاقة، بل بات يشمل الإعلام والسينما والثقافة، بما يرسخ مكانة المملكة كوجهة للابتكار وقوة ناعمة مؤثرة في صياغة المستقبل.