خدع غير مرئية وحيل لا تصدق وراء رشاقة "مؤثري الطعام" رغم تناول سعرات هائلة!
في السنوات الأخيرة، أصبحت منصات مثل تيك توك وإنستغرام ساحة مفتوحة لانتشار مقاطع "مؤثرين الطعام" الذين يستعرضون أطباقهم أو يوصون بمطاعم جديدة أو يقدمون وصفات مبتكرة، لكن وراء الكاميرا، يختبئ جانب مظلم يكشف عن ممارسات صادمة، هدفها الأول جذب المشاهدات وتحقيق الأرباح على حساب المصداقية والصحة.
خدعة "اللقمة الواحدة" خلف الكواليس
وفقًا لمصادر من داخل الصناعة، يلجأ العديد من هؤلاء المؤثرين إلى حيل غير متوقعة للحفاظ على مظهرهم النحيف رغم تناول كميات هائلة من الأطعمة الدسمة أمام الكاميرا.
من أبرز هذه الحيل تذوق الطعام فقط ثم بصقه بعيدًا عن التصوير، أو الامتناع عن الأكل تمامًا قبل وبعد جلسات التصوير. بعضهم يقوم بتصوير محتوى لأسابيع كاملة في يوم واحد، يعقبه صيام صارم ومجهود بدني مكثف لتعويض السعرات المستهلكة.
"موكبانغ" وتأثيره المقلق على الجمهور
ظاهرة "موكبانغ" التي بدأت في كوريا الجنوبية، حيث يتناول الشخص كميات ضخمة من الطعام أمام الكاميرا، شهدت انتشارًا واسعًا مع تجاوز الوسوم المرتبطة بها ملايين المشاهدات على تيك توك.
لكن خبراء الصحة يحذرون من أن هذه المقاطع تساهم في تطبيع الإفراط في تناول الوجبات السريعة وتشجع أنماط غذائية غير صحية، خاصة لدى المراهقين الذين يتأثرون بسهولة بمحتوى المشاهير.
اعترافات وإنكارات
المؤثرة الأمريكية في مجال الطعام، ترام تران المعروفة باسم "babydumplingg"، أثارت الجدل عندما اعترفت في أحد المقاطع بأنها لا تتناول كل الطعام الذي تظهره في فيديوهاتها، قبل أن تتراجع وتصف الأمر بأنه "مزحة".
أما المؤثرة تاسمن دهاليوال، التي يتابعها أكثر من 1.5 مليون شخص، فقد أكدت أن بعض المؤثرين يشترون كميات كبيرة من الحلوى أو الوجبات السريعة فقط ليلتقطوا مقاطع فيديو، ثم يتخلصون من الطعام فور انتهاء التصوير.
صناعة مربحة بوجهين
رغم الانتقادات، لا يمكن إنكار أن صناعة المحتوى الغذائي تدر أرباحًا ضخمة على أصحابها. فالمشاهدات بالملايين تعني إعلانات وعقود رعاية مغرية.
ومع ذلك، فإن هذا النجاح المالي يأتي على حساب الشفافية والمصداقية، حيث يُبنى على تضليل المتابعين بشأن الكميات الحقيقية التي يتم تناولها، ما يعزز صورة زائفة عن أن الإفراط في الطعام لا يؤثر على الوزن أو الصحة.
تحذيرات الخبراء من مخاطر طويلة المدى
يشير مختصون في الصحة العامة إلى أن هذا النوع من المحتوى لا يؤثر فقط على عادات الأكل، بل قد يساهم في اضطرابات الأكل واضطرابات صورة الجسد لدى المشاهدين.
أثبتت الدراسات أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا مباشرًا في تشكيل السلوكيات الغذائية للمراهقين، مما يجعل خطورة هذه الظاهرة مضاعفة.
بيئة تنافسية سامة
المصادر من داخل المجال تصف بيئة العمل في عالم المؤثرين الغذائيين بأنها "صناعة سامة"، حيث يسعى الجميع لتصدر المشاهدات باستخدام أي أسلوب، سواء كان صيامًا قاسيًا أو تمارين مجهدة أو حتى تعاطي محفزات للشهية خلال أيام التصوير فقط. النتيجة النهائية للجمهور هي صورة مزيفة بعيدة عن الواقع، في حين يبقى الهدف الأساسي كسب المال وجذب أكبر عدد من المتابعين.
هذا العالم الذي يبدو ممتعًا أمام الشاشة يخفي وراءه ممارسات قد تؤثر على وعي وسلوكيات ملايين الأشخاص، ما يستدعي وعيًا أكبر من الجمهور وتدقيقًا أكثر فيما يستهلكونه من محتوى.
هذا الواقع يكشف أن ما يراه الجمهور على الشاشة ليس إلا جزءًا صغيرًا من الحقيقة، وأن وراء المشاهد المغرية توجد أحيانًا أساليب غير صحية وأهداف تسويقية بحتة، في صناعة تزداد خطورتها كلما ارتفع عدد المتابعين وانخفض مستوى الوعي.
شاهدي أيضاً: أعلى 10 مؤثرين دخلاً على تيك توك في 2025