رسمياً: فيلم هجرة يمثل السعودية في جوائز الأوسكار 2026
تشهد صناعة السينما السعودية خطوة جديدة،، بعد اختيار فيلم هجرة لتمثيلها في سباق جوائز الأوسكار 2026.. إليكم التفاصيل الكاملة عن الفيلم.
فيلم هجرة للمخرجة السعودية شهد أمين تصدر المشهد السينمائي العربي في عام 2025 بعد عرضه الأول في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، حيث نال إشادة واسعة من النقاد وحصد جائزة NETPAC المخصصة لأفضل فيلم آسيوي.
ولم يمر وقت طويل حتى أعلنت هيئة الأفلام السعودية اختياره رسمياً لتمثيل المملكة في سباق جوائز الأوسكار 2026 ضمن فئة أفضل فيلم دولي. هذا الحدث وضع الفيلم في دائرة الضوء وجعل اسمه يتردد في الأوساط السينمائية العالمية كأحد أبرز الإنتاجات السعودية في السنوات الأخيرة.
قصة الفيلم السعودي هجرة
تدور أحداث فيلم هجرة حول جدة وطفلتين خلال موسم الحج في المملكة، حيث تتحول الرحلة الروحانية إلى تجربة إنسانية مؤثرة بعد اختفاء إحدى الحفيدات. تنطلق الجدة برفقة حفيدتها الثانية في رحلة عبر عدد من المدن السعودية في محاولة للعثور على الفتاة المفقودة، لتكشف الرحلة عن وجوه مختلفة للمجتمع السعودي وتناقضات بين الأجيال والتقاليد والواقع المعاصر.
العمل يقدم منظوراً عاطفياً وإنسانياً يجمع بين المشاعر الدينية والدراما الاجتماعية، ويعتمد على سرد بصري هادئ يعكس فلسفة المخرجة شهد أمين التي تميل إلى تصوير المرأة في مواجهة التحولات الكبرى في حياتها ومحيطها.
فريق العمل والإنتاج
كتبت وأخرجت الفيلم المخرجة شهد أمين التي تعد من أبرز المخرجات السعوديات في السنوات الأخيرة، واشتهرت سابقاً بفيلم سيدة البحر الذي حصد جوائز دولية.
اعتمدت أمين في هجرة على فريق فني سعودي ودولي متكامل، وتم تصوير الفيلم في ثماني مدن داخل المملكة على مدى خمسة وخمسين يوماً، مما أتاح له عرض تنوع البيئات الطبيعية والحضرية في السعودية.
ساهمت جهات إنتاجية سعودية عدة في تنفيذ المشروع بدعم من هيئة الأفلام وصندوق تطوير المحتوى المحلي، كما استعان العمل بموسيقى تصويرية مستوحاة من التراث المحلي لتكريس الهوية الثقافية في كل مشهد.
المشاركة في المهرجانات الدولية
انطلق الفيلم في عرضه العالمي الأول خلال مهرجان البندقية السينمائي 2025 ضمن قسم الأضواء، وهو أحد الأقسام المخصصة للأعمال الجديدة المميزة في السرد والإخراج. لاقى الفيلم استحسان النقاد وحضور المهرجان، وأشادت لجنة التحكيم بقدرته على دمج القيم الإنسانية بالتعبير البصري المتقن.
نال هجرة جائزة NETPAC كأفضل فيلم آسيوي في المهرجان، وهو إنجاز يفتح الأبواب عادة أمام الأعمال التي تمثل المنطقة في المهرجانات العالمية. بعد البندقية، تمت دعوته للمشاركة في مهرجانات القاهرة وتورنتو وسنغافورة، ما أكد قيمته الفنية ورسالة المخرجة في تقديم صورة جديدة عن المرأة السعودية والبيئة الاجتماعية من منظور بصري مؤثر.
اختيار فيلم هجرة للأوسكار
اختيار هيئة الأفلام السعودية للفيلم جاء بعد سلسلة من الاجتماعات والفرز بين عدة أعمال وطنية، ورأت اللجنة المختصة أن هجرة يتمتع بكل مقومات التمثيل المشرف، من جودة الصورة إلى قوة الموضوع والبعد الإنساني في قصته.
الهيئة أعلنت أن الفيلم يجسد رؤية السينما السعودية الحديثة التي تمزج بين الهوية المحلية والطابع العالمي، وأنه يمتلك فرصة حقيقية للمنافسة في فئة أفضل فيلم دولي لما يحمله من أصالة ورؤية إخراجية ناضجة.
اختيار الفيلم لم يكن مفاجئاً، فبعد النجاح النقدي والجماهيري في البندقية، برزت حملات دعم واسعة له على مواقع التواصل، كما بدأت حملته الترويجية في الولايات المتحدة لضمان عرضه أمام أعضاء الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم السينمائية.
خطوات الترشح للأوسكار
بعد الإعلان عن الاختيار الرسمي، تم تجهيز الملف الكامل للفيلم الذي يتضمن نسخاً مترجمة ومواصفات فنية متوافقة مع لوائح الأكاديمية. ترسل هذه الملفات عادة في سبتمبر من كل عام، ليبدأ الفيلم منافسته مع عشرات الأعمال من دول أخرى.
تمر عملية الاختيار بعدة مراحل تبدأ بالقائمة الطويلة ثم القصيرة قبل إعلان الترشيحات الرسمية في يناير 2026. وتُعد المرحلة المقبلة حاسمة للفيلم، إذ تعتمد على مدى نجاح فريق التوزيع في عرض العمل بالولايات المتحدة، واستقطاب اهتمام النقاد وصناع القرار السينمائيين هناك.
فرص النجاح والتحديات
يعتبر فيلم هجرة من أكثر الأفلام السعودية تكاملاً من حيث الصورة السينمائية والموضوع، ويمتاز بمستوى فني راقٍ قادر على جذب المتابع الغربي لما يحمله من عناصر درامية وإنسانية عابرة للثقافات. كما أن حصوله على جائزة في مهرجان دولي كبير يمنحه مصداقية قوية لدى لجان الاختيار في الأكاديمية.
لكن المنافسة على جائزة الأوسكار في فئة الفيلم الدولي عادة ما تكون شرسة، إذ يتقدم أكثر من تسعين فيلماً من مختلف دول العالم. التحدي الأكبر أمام هجرة هو ضمان الحضور الإعلامي المكثف والترويج الذكي في السوق الأمريكي، إضافة إلى ضرورة الحصول على دعم من موزعين دوليين ذوي خبرة في سباق الجوائز.
الرؤية الإخراجية وشخصية المخرجة
شهد أمين استطاعت من خلال هجرة أن تقدم مزيجاً من الواقعية والشاعرية البصرية، مع تركيز على المرأة السعودية كرمز للتغيير والتأمل في الذات. وتظهر شخصيات الفيلم وهي تخوض رحلة جسدية وروحية تعكس مراحل من التحول في المجتمع السعودي نفسه.
أسلوبها الإخراجي يعتمد على التفاصيل البصرية الدقيقة، والتوازن بين الصمت والحوار، كما يوظف الموسيقى الطبيعية والضوء في خلق أجواء تأملية تمنح العمل طابعاً خاصاً. النقاد وصفوا الفيلم بأنه خطوة جديدة في مسيرة المخرجة نحو العالمية بعد تجربتها الأولى التي لفتت الأنظار.
فيلم هجرة
فيلم هجرة ليس مجرد عمل فني سعودي، بل تجربة إنسانية تنقل صوتاً جديداً في السينما العربية. نجاحه في فينيسيا واختياره للأوسكار يمثلان تتويجاً لمشروع سينمائي سعودي جاد يسعى للوصول إلى الجمهور العالمي دون فقدان هويته المحلية.
قد لا يكون الفوز بالأوسكار هدفاً وحيداً، لكن مجرد وجود الفيلم في هذا السباق يعد إنجازاً تاريخياً يضع السينما السعودية في موقع متقدم بين دول المنطقة، ويؤكد أن الرؤية الجديدة لصناع السينما السعوديين قادرة على المنافسة عالمياً بثقة واقتدار.
شاهدي أيضاً: أجمل إطلالات النجمات في ختام مهرجان أفلام السعودية
شاهدي أيضاً: نيرمين محسن بإطلالة غريبة في مهرجان أفلام السعودية