شعر عن الوطن: أجمل الأبيات التي تُخلّد حب الأرض والانتماء

  • تاريخ النشر: الأحد، 23 أبريل 2023 زمن القراءة: 7 دقائق قراءة | آخر تحديث: السبت، 27 سبتمبر 2025

قصائد تتغنى بحب الوطن وتصف جمال الانتماء والفخر بتاريخ الأوطان وثقافتها المتجذرة.

مقالات ذات صلة
أبيات شعر عن الحب قصير
أبيات شعر عن الحب والرومانسية
أبيات شعريَة عن الحب والشوق في عيد الحب

الوطن ليس مجرد مكان نسكن فيه، بل هو الحضن الأول الذي يمدّنا بالأمان والانتماء، ويحمل بين طرقاته وأزقته ذكريات الطفولة وصدى ضحكاتنا. ولأن حب الوطن شعور متأصل في النفوس، فقد تغنى به الشعراء منذ القدم، فكتبوا أجمل شعر عن الوطن ليعبروا عن الوفاء والولاء، ويجعلوا من الأبيات قصائد خالدة تعكس العزة والفخر. في هذا المقال، نستعرض باقة متنوعة من شعر عن الوطن قصير وشعر عن الوطن بالفصحى وشعر عن الوطن طويل، لنغوص معاً في عمق الكلمات التي تمجّد الأوطان وتخلّد أمجادها.

شعر عن الوطن قصير

ارتبطت الأوطان بالشموخ والعزة، ومن أجمل ما قيل في شعر عن الوطن قصير هذه الأبيات التي تحمل في طياتها حب الأرض والفداء لها:

  • لا تنصفُ الأوطانَ إِلا نهضةٌ     للعلمِ تتركُ ظِلَّهُ ممدودا

    وإِذا تمادى الشعبُ في وثباتِه     للمجدِ، حطمَ باليمينِ سدودا

  • أحِنُّ حنينَ النيبِ للموطنِ الذي     مغاني غوانيهِ إِليه جواد بي

    ومن سارَ عن أرضٍ ثوى قلبهُ بها     تَمَنَّى له بالجسمِ أوبةِ آيبِ

  • ومن لم تكنْ أوطانهُ مفخراًُ لهُ     فليس له في موطنِ المجدِ مفخرُ

    ومن لم يبنْ في قومهِ ناصحا لهم     فما هو إِلا خائنٌ يتسترُ

    وَمن كانَ في أوطانهِ حاميا لها     فذكراهُ مسكٌ في الأنامِ وعنبرُ

    ومن لم يكنْ من دونِ أوطانهِ حمى     فذاك جبانٌ بل أَخَسُّ وأحقرُ

  • بلادي هواها في لساني وفي فَمي     يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي

    ولا خيرَ فيمن لا يحبُ بلاده     ولا في حليفِ الحُبِّ إِن لم يتيَّم

  • ذكرتُ بلادي فاسْتَهَلَّتْ مدامي     بشوقي إِلى عهدِ الصِّبا المتقادمِ

    حننتُ إِلى أرض بها اخضرَّ شاربي     وقطِّع عني قبل عقدِ التمائمِ

  • بلادي لا يزالُ هواكِ مني     كما كانَ الهوى قبلَ الفِطامِ

    أقبلُ منكِ حيثُ رمى الأعادي     رُغاما طاهرا دونَ الرَّغامِ

    وأفدي كُلَّ جلمودٍ فتيت     وهى بقنابلِ القومِ اللئامِ

    لحى اللهُ المطامعَ حيثُ حلتْ     فتلكَ أشدُّ آفات السلامِ

شعر عن الوطن بالفصحى

امتاز شعر عن الوطن بالفصحى بجزالة ألفاظه ورصانة معانيه، حيث صاغ الشعراء أبياتاً تفيض بالمشاعر الصادقة تجاه أوطانهم:

  • وبلا وطني لقيتكَ بعد يأسٍ
    كأني قد لقيتُ بك الشبابا
    وكل مسافرٍ سيؤوبُ يوماً
    إِذا رزقَ السلامة والإِيابا
    وكلُّ عيشٍ سوف يطوى
    وإِن طالَ الزمانُ به وطابا
    كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ
    إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا
    ولا يبنيكَ عن خُلُقِ الليالي
    كمن فقد الأحبةَ والصِّحابا
  • الناسُ حُسَّادُ المكانَ العالي
    يرمونه بدسائسِ الأعمالِ
    ولأنْتَ يا وطني العظيم منارةٌ
    في راحتيْكَ حضارةُ الأجيالِ
    لا ينْتمي لَكَ من يَخونُ ولاءَُ
    إنَّ الولاءَ شهادةُ الأبطالِ
    يا قِبْلةَ التاريخِ يا بلَدَ الهُدى
    أقسمتُ أنَّك مضرَبُ الأمثال
  • بلادي أحبك فوق الظنون
    وأشدو بحبك في كل نادي
    عشقت لأجلك كل جميل
    وهمت لأجلك في كل وادي
    ومن هام فيك أحب الجمال
    وإن لامه الغشم قال: بلادي
    لأجل بلادي عصرت النجوم
    وأترعت كاسي وصغت الشوادي
    وأرسلت شعري يسوق الخطى
    بساح الفدا يوم نادى المنادي
    وأوقفت ركب الزمان طويلاً
    أُسائله عن ثمود وعاد
    وعن قصة المجد من عهد نوح
    وهل إرم هي ذات العماد؟
    فأقسم هذا الزمان يميناً
    وقال: بلادي دون عناد

شعر عن الوطن طويل

لم يكتفِ الشعراء بالأبيات القصيرة للتعبير عن حبهم لأوطانهم، بل صاغوا قصائد مطوّلة تجسد التاريخ والحضارة والمجد. في هذا القسم نعرض شعر عن الوطن طويل يجمع بين القوة في المعنى وروعة التصوير:

  • قَدْ كَانَ يَوْمًا ذِي الْبِلَادُ بِلَادِي
    فِي أَرْضِهَا نَبَتَتْ قِلَاعُ تِلَادِي
    كَانَتْ بِلَادِي أُمَّةً شَمْسَ الدُّنَى
    جِرْمًا عَظِيمًا هَائِلَ الْأَمْجَادِ
    فِي كُلِّ شِبْرٍ مَعْلَمٌ مِنْ عِزَّةٍ
    أَرْسَاهُ بَحْرٌ مِنْ دَمٍ وَمِدَادِ
    فِي أَرْضِهَا يَحْكِي الْحَصَى مُتَرَنِّمًا
    تَارِيخَ نُورِ حَضَارَةٍ وَجِهَادِ
    كَانَتْ بُحُورُ الْعِلْمِ رِيًّا لِلْوَرَى
    وَصَدَى نِدَاهَا الدَّرُّ: هَلْ مِنْ صَادِ؟!
    كَانَ الظَّلَامُ يَجُولُ فِي كُلِّ الدُّنَى
    فَإِذَا أَتَاهَا صَارَ فِي الْأَصْفَادِ
    كَانَتْ سُيُوف الْحَقِّ عِزًّا لِلْإِبَا
    تَرْوِي الثَّرَى بِدِمَاءِ الِاسْتِبْدَادِ
    كَانَ الضِّيَاءُ يَشِعُّ فِي أَرْضِي هُنَا
    فَيُبِيدُ ظُلْمَ الْجَهْلِ وَالْأَحْقَادِ
    صَارَتْ مُمَزَّقَةً بِلَادِي لَا تَرَى
    شِلْوًا يُعَانِقُ آخَرًا بِوِدَادِ
    فَلَكُلُّ حَدٍّ خَنْجَرٌ فِي جِرْمِهَا
    فَتَقَطَّعَتْ أَوْصَالُهَا وَفُؤَادِي
    صِرْتُ الْغَرِيبَ بِقَعْرِ دَارِي هَائِمًا
    بِمَشَاعِرِي كَالنَّارِ دُونَ رَمَادِ
    قُطِعَتْ أَوَاصِرُنَا فَصَارَ نُوَاحُنَا
    كَأَجِيرَةٍ تَبْكِي رَدَى الْحُسَّادِ
    تَجْرِي دِمَانَا كَالْبُحُورِ وَإِنَّنَا
    غَرْقَى بُحُورِ الضَّيْمِ دُونَ أَيَادِي
    لَكِنْ يَقِينِي أَنْ سَيَصْحُو مَجْدُنَا
    لِيَسُودَ هَذِي الْأَرْضَ كَالْأَجْدَادِ
    وَيَظَلُّ حُلْمِي أَنْ أَرَى إِشْرَاقَهَا
    فَتَمُدَّ هَذَا الْكَوْنَ بِالْإِسْعَادِ
    فَتُعِيدَ لِلْإِنْسَانِ كُلَّ كَرَامَةٍ
    وَتَعُودَ لِلْأَحْرَارِ خَيْرَ سِنَادِ
    سَتَعُودُ هَذِه الْأَرْضُ جِرْمًا وَاحِدًا
    وَتُنِيرُ هَذَا الْكَوْنَ بِالْأَمْجَادِ

  • وَطَنُ النُجومِ أَنا هُنا
    حَدِّق أَتَذكُرُ مَن أَنا
    أَلَمَحتَ في الماضي البَعيدِ
    فَتىً غرَِئً أَرعَنا
    جَذلانَ يَمرَحُ في حُقولِكَ
    كَالنَسيمِ مُدَندِنا
    المُقتَنى المَملوكُ مَلعَبُهُ
    وَغَيرُ المُقتَنى
    يَتَسَلَّقُ الأَشجارَ لا ضَجَراً
    يَحُسُّ وَلا وَنى
    وَيَعودُ بِالأَغصانِ يَبريها
    سُيوفاً أَو قَنا
    وَيَخوضُ في وَحلِ الشِتا
    مُتَهَلِّلاً مُتَيَمِّنا
    لا يَتَّقي شَرَّ العُيونِ
    وَلا يَخافُ الأَلسُنا
    وَلَكَم تَشَيطَنَ كَي يَقولَ
    الناسُ عَنهُ تَشَيطَنا
    أَنا ذَلِكَ الوَلَدُ الَّذي
    دُنياهُ كانَت هَهُنا
    أَنا مِن مِياهِكَ قَطرَةٌ
    فاضَت جَدوِلَ مِن سَنا
    أَنا مِن تُرابِكَ ذَرَّةٌ
    ماجَت مَواكِبَ مِن مُنى
    أَنا مِن تُيورِكَ بُلبُلٌ
    غَنّى بِمَجدِكَ فَاِغتَنى
    حَمَلَ الطَلاقَةَ وَالبَشاشَةَ
    مِن رُبوعِكَ لِلدُنى
    كَم عانَقَت روحي رُباكَ
    وَصَفَّقَت في المُنحَنى
    لِلآرزِ يَهزَءُ بِالرِياحِ
    وَبِالدُهورِ وَبِالفَنا
    لِلبَحرِ يَنشُرُ بَنوكَ
    حَضارَةً وَتَمَدُّنا
    لِلَّيلِ فيكَ مُصَلِّياً
    لِلصُبحِ فِكَ مُؤَذِّنا
    لِلشَمسِ تُبطِئُ في وَداعِ
    ذُراكَ كَيلا تَحزَنا
    لِلبَدرِ في نَيسانَ يَكحُلُ
    بِالضِاءِ الأَعيُنا
    فَِسظوبُ في حَدَقِ المَهى
    سِحراً لَطيفاً لَيّنا
    لِلحَقلِ يَرتَجِلُ الرَواَئيع
    زَنبَقاً أَُ سَوسَنا
    لِلعُشبِ أَثقَلَهُ النَدى
    لِلغُصنِ أَثقَلَهُ الجَنى
    عاشَ الجَمالُ مُتَشَرِّداً
    في الرضِ يُنشِدُ مَسكَنا
    حَتّى اِنكَشَفَت لَهُ فَأَلقى
    رِحلَهُ وَتَوَطَّنا
    وَاِستَعرَضَ الفَنُّ الجِبالَ
    فَكُنتَ أَنتَ الأَحسَنا
    لِلَّهِ سِرٌّ فيكَ يا
    لُبنانَ لَم يُعلِن لَنا
    خَلَقَ النُجومَ وَخافَ أَن
    تَغوي العُقولَ وَتَفتُنا
    فَأَعارَ أَرزَكَ مَجدَهُ
    وَجَلالَهُ كَي نُؤمِنا
    زَعَموا سَلَوتُكَ لَيتَهُم
    نَسَبوا إِلَيَّ المُمكِنا
    فَالمَرءُ قَد يَنسى المُسيءَ
    المُفتَري وَالمُحسِنا
    وَالخَمرَ وَالحَسناءَ وَالوَترَ
    المُرَنَّحَ وَالغِنى
    وَمَرارَةَ الفَقرِ المُذِلِّ
    بَلى وَلَذّاتِ الغِنى
    لَكِنَّهُ مَهما سَلا
    هَيهاتَ يَسلو المَوطِنا

  • وطني والنار تجري لاهبة
    في ضلوعي والجراح الصاخبة
    كيف ألقاك وتلقاني هنا
    أدمعًا خرسا وشكوى ناحبة
    والدجى الحيران مسلول الخطى
    يتمطى كالعجوز الشاحبة
    كلما قلبت طرفي لم أجد
    فيك إلا كل دنيا كاذبه
    يتنزى الإثم في أحداقها
    كالسكارى في عيون العازبة
    وحياة تتداعى مزقًا
    من جراح وبقايا ذائبة
    ورجال ما وعوا من أمرهم
    رهبة البدء وسوء العاقبة
    ضيعوا أحلامهم واستسلموا
    ذلة للأمنيات الخائبة
    وتولت ضيعة الدرب بهم
    فوق أنياب المآسي الناشبة
    مزقتهم وحدة الجرح وما
    وحدتهم للضماد النائبة

وفي الختام، يبقى الوطن أغلى ما نملك، فهو الهوية والجذور والملاذ الأول والأخير. وما كتبه الشعراء في شعر عن الوطن ليس سوى قطرات من بحر المشاعر التي تفيض في قلوبنا جميعاً. فالأوطان تُعاش بالحب والفداء، وتُصان بالإخلاص والوفاء. وهكذا يظل الشعر وسيلة خالدة تُذكّرنا دوماً بأن الانتماء ليس مجرد كلمة، بل هو عهد لا ينقطع ما دام القلب ينبض.

مواضيع ذات صلة

شاهدي أيضاً: شعر عن الأب

شاهدي أيضاً: أبيات شعر عن الأم

  • الأسئلة الشائعة

  1. ما هو الوطن ولماذا يعتبر مصدر انتماء وفخر؟
    الوطن هو المكان الذي تربطنا به العديد من الذكريات، وهو رمز الهوية والتاريخ والحضارة والفخر، حيث يحمل إحساساً بالتعلق والانتماء يكبر مع تقدمنا بالعمر.
  2. ما هي أهم السمات التي يجب أن يتحلى بها من يحب وطنه؟
    من يحب وطنه يجب أن يكون حامياً له، ناصحاً لقومه، وفخوراً بمفاخر وطنه، وأن يتحلى بالولاء له بعيداً عن الخيانة.
  3. كيف يعبر الشعراء عن حبهم للوطن؟
    الشعراء يعبرون عن حبهم للوطن بكتابة قصائد تتحدث عن ذكرياتهم الجميلة فيه وتضحياتهم من أجله، حيث يظهر الشوق والانتماء والحب العميق في كلماتهم.
  4. ما الرسالة المشتركة التي تحملها قصائد الشعر عن الوطن؟
    الرسالة المشتركة هي أن الوطن هو مصدر الكرامة والفخر وهو الأرض التي ينبني عليها التاريخ والحضارة، ويجب التضحية من أجله ومواجهة التحديات للحفاظ عليه.
  5. كيف يصف الشعراء علاقة الإنسان بوطنه عبر مراحل حياته؟
    يصف الشعراء أن حب الوطن يبدأ منذ الطفولة ويكبر مع التقدم بالعمر، حيث يصبح الوطن جزءًا من النفس والذكريات، ومصدرًا للإلهام والتضحيات مهما كانت الظروف.