شم النسيم أصله وطرق الاحتفال به قديماً

  • تاريخ النشر: الإثنين، 26 أبريل 2021 | آخر تحديث: السبت، 13 أبريل 2024
مقالات ذات صلة
ديكورات شم النسيم
إتيكيت تناول الفسيخ في شم النسيم
أزياء مبهجة تألقي بها في شم النسيم

الاحتفال بـ عيد شم النسيم، شهدت مصر الكثير من الاحتفالات والأعياد المختلفة على مر التاريخ، ففي مصر القديمة كانت هناك مجموعة من الأعياد الدينية والإجتماعية والزراعية، التي امتزج الاحتفال بها بمجموعة من الشعائر والطقوس المقامة بها، حيث كتبت هذه الأعياد وطرق الاحتفال بها على جدران المعابد المصرية القديمة، ومن أهمها عيد شم النسيم، وهو ما يحتفل به المصريون منذ نحو 4700 عام.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

أصل عيد شم النسيم

يعتبر عيد شم النسيم واحد من الأعياد الزراعية الكونية الخاصة بالقدماء المصريين، ومع مرور الوقت أصبح احتفال إجتماعي يحتفل به المصريين بسبب تغير الطبيعة، ففي مصر القديمة كانت أسم "شمو" يعني بالهيروغليفية "الحصاد" وهي نفس الكلمة التي كان يطلقها المصريون القدماء على فصل الصيف، فهو بالنسبة لهم فصل الحصاد، إلى أن تطورت الكلمة لتصبح "شم" في اللغة القبطية، وهي تعتبر نوع من اللغات المصرية القديمة ولكن بحروف يونانية.

ولكن هناك الكثير من العلماء من يرى أن كلمة " شم النسيم" تعني بالهيروغليفية " شمو (حصاد)- ان (ال)- سم (نبات)"، حيث تأتي كلماتها واضحة قبل إضافة كلمة "نسيم" وهي كلمة عربية تعني " ريح لينة لا تحرك شجرا"، وهذا يشير ‘إلى بدء فصل الربيع واعتدال الجو ودرجات الحرارة، فقديمًا كان العلماء يختلفون كثيرًا في تحديد بداية واضحة للإحتفال "بشم النسيم"، فهناك من يعتقد أن بالاحتفال بهذا العيد كان قبل نحو 4000 قبل الميلاد أي في عصور ما قبل الأسرات، وهذا بحسب ما جاء في تاريخ مصر القديمة، ولكن استقر البعض أخيرًا على أن الاحتفال بدأ في مصر منذ عام 2700 قبل الميلاد، مع  نهاية عصر الأسرة الثالثة وبداية عصر الأسرة الرابعة.

طرق الاحتفال بشم النسيم

قام القدماء المصريين قديمًا بتقسيم فصول السنة، حيث أطلق على هذه الفصول كلمة " رنبت"، حيث كانوا ثلاث فصول، وارتبطت هذه الفصول بالدورة الزراعية التي اعتمدت عليها الحياة بأكملها، وهم فصل الفيضان والذي كان يطلق عليه "آخت"، وهو يبدأ في شهر يوليو وينتهي في شهر أكتوبر، وأيضًا فصل بذر البذور "برت" وهو يبدأ في شهر نوفمبر، وفصل الحصاد "شمو" والذي يبدأ في شهر مارس.

حيث حرص المصريين القدماء على تقديم العديد من الاحتفالات للتأكيد على مفهوم البهجة والسعادة، وظهرت هذه الاحتفالات على الكثير من النصوص الأدبية، حيث تم التعرف على الاحتفال بـ عيد شم النسيم من خلال " أناشيد الضارب على الجنك"، فهو واحد من الأمور التي تمسك بها المصري منذ القدم، حيث يتم العمل على التمسك بمحيط الأسرة قضاء المزيد من الوقت معًا في الاحتفال، حيث جاء نص المصري القديم والذي تم ترجمته إلى الفرنسية على يد العالم كلير لالويت، أستاذة الأدب المصري القديم جامعة باريس-سوربون، قائلًا : " اقض يوما سعيدا، وضع البخور والزيت الفاخر معا من أجل أنفك، وضع أكاليل اللوتس والزهور على صدرك، بينما زوجتك الرقيقة في قلبك جالسة إلى جوارك. فلتكن الأغاني والرقص أمامك، واطرح الهموم خلفك. لا تتذكر سوى الفرح، إلى أن يحلّ يوم الرسو في الأرض التي تحب الصمت ".

حيث اعتبر المصريون القدماء عيد "شم النسيم" نوع من البعث لحياة جديدة كل عام الزراعة والنباتات الخاصة بهم، حيث تتجدد فيه كل شيء في الحياة فالكائنات وتزدهر والطبيعة بكل ما فيها تزدهر، حيث كان قديمًا يعتبرون أن فصل الصيف هو بداية جديدة كل عام، والتي كان يطلق عليها بداية سنة جديدة "مدنية"، غير زراعية، حيث يبدأ الجميع بنشاطات لعام جديد، وتتفتح الزهور وتنتشر الخضرة حيث يبدأ موسم الحصاد، فكانوا يقوموا بملئ المخازن بالغلال في وقت الحصاد، ويقدمون للإله هذا الحصاد خلال مجموعة من طقوس احتفالية سنابل القمح الخضراء، فهي نوع من الرمزية على "الخلق الجديد" والذي يدل لديهم على وجود الخير والسلام.